المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "عيد الحب" يثير انقساماً بالمجتمع الماليزي


نور الإسلام
20-02-2012, 07:49 AM
التاريخ: 13 فبراير 2012

http://cdn-wac.emaratalyoum.com/polopoly_fs/1.460612.1329129995%21/image/3386472843.jpg

فتيات من جناح الشباب للحزب الإسلامي لعموم ماليزيا يرفعن شعارات مناهضة لـ "عيد الحب". إي بي أيه


يتسبب عيد الحب"فالنتاين داي" في ماليزيا في حالة من الشوق في قلوب العشاق، لكنه أيضا يثير مناقشات حادة بشأن إذا ما كان يتعين وقف الاحتفال به في الدولة الواقعة جنوب شرق أسيا، والتي تقطنها أغلبية مسلمة.

وقبل أيام من الاحتفال السنوي، حثت جماعة إسلامية، متحالفة مع المعارضة، الحكومة على تنظيم حملة تهدف لإثناء الماليزيين عن الاحتفال بالمناسبة، التي تقول إنها تشجع أنشطة منافية للأخلاق مثل العلاقات الجنسية قبل الزواج والمجون.

وقال رئيس جناح الشباب في الحزب الإسلامي لعموم ماليزيا، نصر الدين حسن طنطاوي "لا نحاول الاضطلاع بدور الشرطة الأخلاقية هنا، لكننا نرغب في المساعدة فى حماية الشباب من الوقوع في فخ فالنتاين داي الذي يروج لأنشطة منافية للأخلاق".

وحظر على المسلمين في ماليزيا منذ عام 2005 الاحتفال بـ"فالنتاين داي"، لكن جناح الشباب في الحزب الإسلامي لعموم ماليزيا يرغب في وقف الترويج المنتشر على نحو واسع للاحتفال
باليوم بين غير المسلمين الذين يشكلون نحو 40% من سكان البلاد البالغ عددهم أكثر من 28 مليون نسمة.

وقال، مسؤول إقليمي لجناح الشباب بالحزب، قمر الزمان محمد، إن "شباب الحزب الإسلامي لعموم ماليزيا لا يدعو لحظر فالنتاين داي، أو يقف في وجه اتباع ديانات أخرى ترغب في الاحتفال،
نحن نعارض فقط التغطية واسعة النطاق في وسائل الإعلام التي يمكن أن تؤثر على الشباب المسلم".

وقال وزير الإعلام والاتصالات والثقافة، رئيس يتيم، إن ماليزيا بلد متعدد الأعراق، ويجب على كل الأطراف احترام الممارسات الثقافية للآخرين.

واختلفت مجموعة شبابية مسلمة أخرى تدعى "مجلس الشباب الوطني" مع مبادرة "الحزب الإسلامي لعموم ماليزيا".

وقال رئيس المجلس محمد مليكي محمد ربيع، إن "الأنشطة المنافية للأخلاق بسبب فالنتاين داي لم تصل لمستوى ضخم يتطلب معه تنظيم دعايات مناهضة لفالنتاين داي".

وأضاف " تقع المسؤولية على عاتق المنظمات الأهلية والمؤسسات الدينية في التوعية بالأنشطة المنافية للأخلاق".

وفي عام 2005 ، أفتى مسؤولون إسلاميون بأن احتفالات "فالنتاين داي" مخالفة للدين الإسلامي، وما يعتبر سلوكا منافيا للأخلاق والمرتبط بهذا التقليد.

وبينما تحتفي ماليزيا بنفسها على أنها دولة متنوعة ومتسامحة، يمكن للسلطات الإسلامية سن وتطبيق قواعد منظمة للمسلمين.

واعتقلت السلطات الدينية في العام الماضي أكثر من مئة مسلم للاحتفال بفالنتاين داي.

وقال رئيس جناج الشباب في حزب "كيدا جيراكان" السياسي، تان كينج ليانج، إنه على الرغم من احترامه لحظر احتفال المسلمين بفالنتاين داي، إلا أنه من الخاطئ القول إن المناسبة السنوية يشجع على ممارسات منافية للأخلاق.

وأضاف أن " هذا يوحي بأنه الماليزيين من غير المسلمين الذين يحتفلون بفالنتاين داي يشتركون في ممارسات منافية للأخلاق، من الخاطئ أن يحكم جناح الشباب في الحزب الإسلامي لعموم
ماليزيا مسبقا على أخلاق الماليزيين غير المسلمين الذين يرغبون في المشاركة في الاحتفال بفالنتاين داي".

أما بالنسبة لرئيسة منظمة "صوت النساء" تشيو هوونج لينج، وهى من أصول صينية، فإن فالنتاين داي ليس يوماً للجانحين، لكنه يوم للتعبير عن الحب للأصدقاء والآباء والأزواج.

وقالت إن " جناح الشباب في الحزب الإسلامي لعموم ماليزيا يجب ألا يصاب بالهلع من فالنتاين داي".

وقال عدنان، وهو طالب مسلم (19 عاما) في كلية بضواحي كوالالمبور، إن حظر الاحتفال بفالنتاين داي يظهر ضيق أفق الأشخاص الذين يفسرون تعاليم الرسول الكريم محمد (عليه الصلاة والسلام).
وقال إنه "من المحزن أن يستخدم الدين لقمع الحرية، لم نعد أطفالا. يجب أن نكون مسؤولين عن أفعالنا. الاحتفال بفالنتاين داي لا يعنني أننا ماجنون أو فاسقون".

وذكر عدنان أنه سيواصل الاستمتاع مع صديقته في فالنتاين داي.

وقال " لكن يجب أن نلتزم الحذر، فالحظر أمر واقع يجب أن نتعايش معه".

لكن الحظر له أنصاره أيضا بين الشباب المسلم. وقالت عائشة عبدالله (21 عاما) إنها تثق في الحكمة الجماعية للشيوخ الذين قرروا منع الاحتفالات في أوساط المسلمين.

وقالت إنه "يجب أن يكون هناك سبب وجيه للفتوى".
لكن ليس كل أنصار الحظر من المسلمين يحركهم دافع ديني. وأعرب نظمي هاشم (19 عاما) عن دعمه للحظر، قائلا إن الحكمة وراء هذه الخطوة واضحة جدا وهي " توفير النفقات التي لا ضرورة لها من جانب المواطنين".

وقال إنه " خلال فالنتاين داي، ترتفع الأسعار من الزهور وحتى الأطعمة بصورة باهظة، وكل هذا بدعوى الحب، لذا لا أمانع بالاحتفال بفالنتاين داي بعد 14 فبراير بيوم أو أسبوع".