نور الإسلام
10-01-2012, 06:53 PM
قالــوا: القرآن يمتهن المرأة ، ويحط من منزلتها بالعديد من تشريعاته التي قدمت الرجل على المرأة، فالقرآن جعل القوامة في الأسرة للرجل: (( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ )) (النساء: 34)، وأصر على تقديم الرجل عليها بقوله: (( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ )) (البقرة: 228).
المرأة في القرآن
والجـواب: إن المتفوه بمثل هذا جاهل بالتكريم الذي خص الله به النساء في شريعته وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .
ولعل من المناسب قبل الخوض في تفاصيله أن نلقي نظرة على وضع المرأة عند الأديان التي سبقت الإسلام، ففي سفر الجامعة، وهو من الأسفار المقدسة عند اليهود والنصارى نقرأ: "فوجدت أمرَّ من الموت : المرأة التي هي شباك ، وقلبها أشراك، ويداها قيود، الصالح قدام الله ينجو منها. أما الخاطئ فيؤخذ بها ... رجلاً واحداً بين ألف وجدت، أما امرأة فبين كل أولئك لم أجد" (الجامعة: 7/26).
وفي سفر اللاويين حديث مسهب في غاية القسوة على المرأة حال حيضتها؛ حتى أن مجرد مسها ينجس الماس إلى المساء، كما ينجس كل من مس فراشها أو شيئاً من متاعها ( انظر اللاويين 15).
وأما سفر الخروج فيجيز للأب بيع ابنته "و إذا باع رجل ابنته أمةً لا تخرج كما يخرج العبيد" (الخروج 21/7) ، وطبق هذا الحكم بوعز في عهد القضاة؛ حين اشترى جميع أملاك أليمالك ومحلون، ومن ضمن ما اشتراه راعوث المؤابية امرأة محلون (انظر راعوث 4) ([1]).
وفي المسيحية كانت المرأة على موعد مع إساءة أكبر، فقد حمل بولس المرأة خطيئة آدم ، ولأجل ذلك يأمرها فيقول: "لتتعلم المرأة بسكوت في كل خضوع، ولكن لست آذن للمرأة أن تعلّم، ولا تتسلط على الرجل، بل تكون في سكوت، لأن المرأة أغويت ، فحصلت في التعدي " (تيموثاوس(1) 2/11-14)، فسبب هذه الإهانة وقوعها (حواء) في إغواء الشيطان.
وفي سفر حكمة يشوع بن سيراخ يؤكد على دور المرأة في خروج الجنس البشري من الجنة: "من المرأة نشأت الخطيئة، وبسببها نموت أجمعون" (ابن سيراخ 25/24).
وقد ترك هذا الاتهام للمرأة أثراً بالغاً في الحياة المسيحية، عبّر عنه الأب ترتليان في القرن الميلادي الثالث بقوله عن المرأة: "إنها مدخل الشيطان إلى نفس الإنسان، ناقضة لنواميس الله، مشوهة لصورة الله (الرجل) ".
ويقول أيضاً مخاطباً النساء بعد حديثه عن دور حواء في الخطيئة الأولى: "ألستن تعلمن أن كل واحدة منكن هي حواء ؟!... أنتن المدخل الذي يلجه الشيطان..لقد دمرتن الرجل صورةَ الله " .
ويقول الأب سوستام عن المرأة: "إنها شر لا بد منه، وآفة مرغوب فيها ، وخطر على الأسرة و البيت، ومحبوبة فتاكة، ومصيبة مطلية مموهة".
وفي الغرب عقدت مؤتمرات غريبة لبحث أمر هذا الكائن ( المرأة ) ، فعقد مؤتمر في مدينة ماكون الفرنسية 586م للنظر هل للمرأة روح أم لا؟ وقرر المؤتمر أن المرأة إنسان, ولكنها مخلوقة لخدمة الرجل، وأنها خِلو عن الروح الناجية، واستمرت هذه النظرة السلبية إلى المرأة حتى عهد قريب([2]).
لكن أبشع ما تعرضت له المرأة من الاضطهاد حدث في ظل سيطرة الكنيسة على أوربا في القرن السادس عشـر والسابع عشر؛ حيث انعكست الصورة السوداوية التي تنظر بها الكنيسة إلى المرأة بظهور فكرة اجتاحت أوربا، وهي وجود نساء متشيطنات ، أي تلبسهن روح شيطانية، فهن يعادين الله ، ويعادين المجتمع ، تقول كارن ارمسترنج في كتابها "إنجيل المرأة" : "لقد كان تعقب المتشيطنات بدعة مسيحية، وكان ينظر إليها على أنها واحدة من أخطر أنواع الهرطقات… ومن الصعب الآن معرفة عدد النساء اللائي قتلن خلال الجنون الذي استمر مائتي عام، وإن كان بعض العلماء يؤكد أنه مات في موجات تعقب المتشيطنات بقدر ما مات في جميع الحروب الأوربية حتى عام 1914م… يبدو أن الأعداد كانت كبيرة بدرجة مفزعة"([3]).
أما إذا عدنا إلى حال المرأة عند عرب الجاهلية؛ فإنا سنجد أن حالها لم يكن أفضل بكثير مما عند الأمم الأخرى ، فقد انتشـر في بعض قبائلهم وأد البنات ومنعهن من الميراث، ويصور لنا عمر بن الخطاب - بكلمات جامعة - حال المرأة عند العرب قبل الإسلام، فيقول: (والله إن كنا في الجاهلية ما نعد للنساء أمراً؛ حتى أنزل الله فيهن ما أنزل، وقسم لهن ما قسم) ([4]).
لقد قرر الإسلام تساوي الذكر بالأنثى في إنسانيتهما وكافة الأمور العبادية، ولم يميز بينهما في شيء إلا حال التعارض مع الطبيعة التكوينية والنفسية والوظيفية للذكر أو الأنثى.
فأما تساويهما في الإنسانية، فقد قرره النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «إنما النساء شقائق الرجال» ([5])، كيف لا يتساويان وهما معاً أصل الجنس البشـري (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى ? (الحجرات: 13)، ويشملهما جميعاً تكريم الله للجنس البشري ?وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً )) (الإسراء: 70).
ويقرر القرآن أهلية المرأة للإيمان والتكليف والعبادة، ومن ثم المحاسبة والجزاء(( مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ )) (النحل: 97)، فهي كالرجل سواء بسواء، وهذا التساوي يسري في المسؤولية الشـرعية (( فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ )) (آل عمران: 195)، حيث إن الله يساوي بين الرجال والنساء في ثواب وعقاب أفعال الإنسان، بلا تمييز لجنس أو لون (( إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ الله كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ الله لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً )) (الأحزاب: 35 ).
ويبرأ الإسلام من تفضيل الذكر على الأنثى، ويعد النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة من أكرمها ولم يفضل الذكور عليها: «من كانت له أنثى فلم يئدها ولم يهنها ولم يؤثر ولده عليها؛ أدخله الله الجنة» ([6]).
وما زال صلى الله عليه وسلم يوصي بحق المرأة ويحذر الرجل من الاغترار بقوته وظلمها، فيشهد الله على تأكيده على حقها: «اللهم إني أحرج (أي أشدد) حق الضعيفين: اليتيم والمرأة» ([7])، فمثل هذا يتناقض مع القول بظلم الإسلام للمرأة .
ولسوف نعرض تفصيلاً لأهم ما يثار حول المرأة في الإسلام وما زعمه المبطلون من انتقاص الإسلام كرامتها وأنه ظلمها.
كتبه / الدكتور منقذ السقار
الهوامش
([1]) وتبعاً لذلك فإن القانون الإنجليزي حتى عام 1805م أباح للرجل أن يبيع امرأته بست بنسات، في حين أن قانون الثورة الفرنسية اعتبر المرأة قاصراً كالصبي والمجنون ، واستمر العمل به حتى عام 1938م.
([2]) انظر: تعدد نساء الأنبياء ، ومكانة المرأة في اليهودية والمسيحية والإسلام ، أحمد عبد الوهاب ، ص (330-339 )، ومختصر تاريخ الكنيسة، ملر، ص (277).
([3]) انظر: تعدد نساء الأنبياء ، ومكانة المرأة في اليهودية والمسيحية والإسلام ، أحمد عبد الوهاب ، ص (233-247).
([4]) أخرجه البخاري ح (4913).
([5]) أخرجه أحمد ح (25663)، وأبو داود ح (236)، والترمذي ح (113)، وحسنه الألباني في صحيح أبي داود ح (234).
([6]) أخرجه أبو داود ح (5146)، وأحمد ح (1958).
([7]) أخرجه ابن ماجه ح (3678)، وأحمد ح (9374).
المرأة في القرآن
والجـواب: إن المتفوه بمثل هذا جاهل بالتكريم الذي خص الله به النساء في شريعته وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .
ولعل من المناسب قبل الخوض في تفاصيله أن نلقي نظرة على وضع المرأة عند الأديان التي سبقت الإسلام، ففي سفر الجامعة، وهو من الأسفار المقدسة عند اليهود والنصارى نقرأ: "فوجدت أمرَّ من الموت : المرأة التي هي شباك ، وقلبها أشراك، ويداها قيود، الصالح قدام الله ينجو منها. أما الخاطئ فيؤخذ بها ... رجلاً واحداً بين ألف وجدت، أما امرأة فبين كل أولئك لم أجد" (الجامعة: 7/26).
وفي سفر اللاويين حديث مسهب في غاية القسوة على المرأة حال حيضتها؛ حتى أن مجرد مسها ينجس الماس إلى المساء، كما ينجس كل من مس فراشها أو شيئاً من متاعها ( انظر اللاويين 15).
وأما سفر الخروج فيجيز للأب بيع ابنته "و إذا باع رجل ابنته أمةً لا تخرج كما يخرج العبيد" (الخروج 21/7) ، وطبق هذا الحكم بوعز في عهد القضاة؛ حين اشترى جميع أملاك أليمالك ومحلون، ومن ضمن ما اشتراه راعوث المؤابية امرأة محلون (انظر راعوث 4) ([1]).
وفي المسيحية كانت المرأة على موعد مع إساءة أكبر، فقد حمل بولس المرأة خطيئة آدم ، ولأجل ذلك يأمرها فيقول: "لتتعلم المرأة بسكوت في كل خضوع، ولكن لست آذن للمرأة أن تعلّم، ولا تتسلط على الرجل، بل تكون في سكوت، لأن المرأة أغويت ، فحصلت في التعدي " (تيموثاوس(1) 2/11-14)، فسبب هذه الإهانة وقوعها (حواء) في إغواء الشيطان.
وفي سفر حكمة يشوع بن سيراخ يؤكد على دور المرأة في خروج الجنس البشري من الجنة: "من المرأة نشأت الخطيئة، وبسببها نموت أجمعون" (ابن سيراخ 25/24).
وقد ترك هذا الاتهام للمرأة أثراً بالغاً في الحياة المسيحية، عبّر عنه الأب ترتليان في القرن الميلادي الثالث بقوله عن المرأة: "إنها مدخل الشيطان إلى نفس الإنسان، ناقضة لنواميس الله، مشوهة لصورة الله (الرجل) ".
ويقول أيضاً مخاطباً النساء بعد حديثه عن دور حواء في الخطيئة الأولى: "ألستن تعلمن أن كل واحدة منكن هي حواء ؟!... أنتن المدخل الذي يلجه الشيطان..لقد دمرتن الرجل صورةَ الله " .
ويقول الأب سوستام عن المرأة: "إنها شر لا بد منه، وآفة مرغوب فيها ، وخطر على الأسرة و البيت، ومحبوبة فتاكة، ومصيبة مطلية مموهة".
وفي الغرب عقدت مؤتمرات غريبة لبحث أمر هذا الكائن ( المرأة ) ، فعقد مؤتمر في مدينة ماكون الفرنسية 586م للنظر هل للمرأة روح أم لا؟ وقرر المؤتمر أن المرأة إنسان, ولكنها مخلوقة لخدمة الرجل، وأنها خِلو عن الروح الناجية، واستمرت هذه النظرة السلبية إلى المرأة حتى عهد قريب([2]).
لكن أبشع ما تعرضت له المرأة من الاضطهاد حدث في ظل سيطرة الكنيسة على أوربا في القرن السادس عشـر والسابع عشر؛ حيث انعكست الصورة السوداوية التي تنظر بها الكنيسة إلى المرأة بظهور فكرة اجتاحت أوربا، وهي وجود نساء متشيطنات ، أي تلبسهن روح شيطانية، فهن يعادين الله ، ويعادين المجتمع ، تقول كارن ارمسترنج في كتابها "إنجيل المرأة" : "لقد كان تعقب المتشيطنات بدعة مسيحية، وكان ينظر إليها على أنها واحدة من أخطر أنواع الهرطقات… ومن الصعب الآن معرفة عدد النساء اللائي قتلن خلال الجنون الذي استمر مائتي عام، وإن كان بعض العلماء يؤكد أنه مات في موجات تعقب المتشيطنات بقدر ما مات في جميع الحروب الأوربية حتى عام 1914م… يبدو أن الأعداد كانت كبيرة بدرجة مفزعة"([3]).
أما إذا عدنا إلى حال المرأة عند عرب الجاهلية؛ فإنا سنجد أن حالها لم يكن أفضل بكثير مما عند الأمم الأخرى ، فقد انتشـر في بعض قبائلهم وأد البنات ومنعهن من الميراث، ويصور لنا عمر بن الخطاب - بكلمات جامعة - حال المرأة عند العرب قبل الإسلام، فيقول: (والله إن كنا في الجاهلية ما نعد للنساء أمراً؛ حتى أنزل الله فيهن ما أنزل، وقسم لهن ما قسم) ([4]).
لقد قرر الإسلام تساوي الذكر بالأنثى في إنسانيتهما وكافة الأمور العبادية، ولم يميز بينهما في شيء إلا حال التعارض مع الطبيعة التكوينية والنفسية والوظيفية للذكر أو الأنثى.
فأما تساويهما في الإنسانية، فقد قرره النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «إنما النساء شقائق الرجال» ([5])، كيف لا يتساويان وهما معاً أصل الجنس البشـري (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى ? (الحجرات: 13)، ويشملهما جميعاً تكريم الله للجنس البشري ?وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً )) (الإسراء: 70).
ويقرر القرآن أهلية المرأة للإيمان والتكليف والعبادة، ومن ثم المحاسبة والجزاء(( مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ )) (النحل: 97)، فهي كالرجل سواء بسواء، وهذا التساوي يسري في المسؤولية الشـرعية (( فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ )) (آل عمران: 195)، حيث إن الله يساوي بين الرجال والنساء في ثواب وعقاب أفعال الإنسان، بلا تمييز لجنس أو لون (( إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ الله كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ الله لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً )) (الأحزاب: 35 ).
ويبرأ الإسلام من تفضيل الذكر على الأنثى، ويعد النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة من أكرمها ولم يفضل الذكور عليها: «من كانت له أنثى فلم يئدها ولم يهنها ولم يؤثر ولده عليها؛ أدخله الله الجنة» ([6]).
وما زال صلى الله عليه وسلم يوصي بحق المرأة ويحذر الرجل من الاغترار بقوته وظلمها، فيشهد الله على تأكيده على حقها: «اللهم إني أحرج (أي أشدد) حق الضعيفين: اليتيم والمرأة» ([7])، فمثل هذا يتناقض مع القول بظلم الإسلام للمرأة .
ولسوف نعرض تفصيلاً لأهم ما يثار حول المرأة في الإسلام وما زعمه المبطلون من انتقاص الإسلام كرامتها وأنه ظلمها.
كتبه / الدكتور منقذ السقار
الهوامش
([1]) وتبعاً لذلك فإن القانون الإنجليزي حتى عام 1805م أباح للرجل أن يبيع امرأته بست بنسات، في حين أن قانون الثورة الفرنسية اعتبر المرأة قاصراً كالصبي والمجنون ، واستمر العمل به حتى عام 1938م.
([2]) انظر: تعدد نساء الأنبياء ، ومكانة المرأة في اليهودية والمسيحية والإسلام ، أحمد عبد الوهاب ، ص (330-339 )، ومختصر تاريخ الكنيسة، ملر، ص (277).
([3]) انظر: تعدد نساء الأنبياء ، ومكانة المرأة في اليهودية والمسيحية والإسلام ، أحمد عبد الوهاب ، ص (233-247).
([4]) أخرجه البخاري ح (4913).
([5]) أخرجه أحمد ح (25663)، وأبو داود ح (236)، والترمذي ح (113)، وحسنه الألباني في صحيح أبي داود ح (234).
([6]) أخرجه أبو داود ح (5146)، وأحمد ح (1958).
([7]) أخرجه ابن ماجه ح (3678)، وأحمد ح (9374).