مزون الطيب
27-03-2012, 08:20 PM
تلاعبها وتلاعبك
هيثم طيب
بسم الله الرحمن الرحيم
قد نص القرآن على أن من أكرم ما ينعم الله به على عباده المؤمنين في الدنيا أن يحييهم حياة طيبة سعيدة مطمئنة، فقال عزوجل: "من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة"..
والحياة لا تطيب دون متاع بلا شك، وهنا يأتي حديث نبينا صلى الله عليه وسلم: "الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة"..
وبهذين النصين تكتمل مقدمة المقال..
الزواج آية.. ونعمة..
يقول الله تعالى في سورة الروم: "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة"
عندما تتأمل منظومة الزواج فإنك تجد شبكة معقدة من المتطلبات الإنسانية والشرعية..
فهناك الجانب الإنساني ومنه الرحمة والوفاء وحسن العهد وذكر الفضل وغض الطرف عن الأذى وتتجلى عناصر هذا الجانب في استمرارية وديمومة هذه العلاقة..
وهناك الجانب العاطفي ومنه تأتيك نسائم الحب والمودة والشوق ويتجلى هذا الجانب في اللحظات الهادئة والدافئة من هذه العلاقة..
وهناك الجانب الجسدي وفيه الإحصان والإعفاف وإشباغ الغريزة ويتجلى هذا الجانب في اللحظات الثائرة من هذه العلاقة..
وهناك الجانب الفطري البشري ومنه التكاثر والتوالد وبقاء النسب واستمرار دورة الحياة..
وهناك الجانب الاجتماعي والاقتصادي وفيه تحمل المسؤولية والنفقة وحماية الفرد وبناء مجتمع أقوى وأسلم..
لا شك أن الزواج آية عظيمة لمن تدبرها..
وفي تفسير القرطبي جامع لكل هذه المعاني فقال:
"وجعل بينكم مودة ورحمة" قال ابن عباس ومجاهد: المودة الجماع، والرحمة الولد، وقاله الحسن. وقيل: المودة والرحمة عطف قلوبهم بعضهم على بعض.
وقال السدي: المودة: المحبة، والرحمة: الشفقة، وروي معناه عن ابن عباس قال: المودة حب الرجل امرأته، والرحمة رحمته إياها أن يصيبها بسوء". ا.هـ.
وقال السعدي في تعليقه على هذه الآية: "فحصل بالزوجة الاستمتاع واللذة والمنفعة بوجود الأولاد وتربيتهم، والسكون إليها".
وتأمل الترتيب الذي جاء في كلام هذا العالم الرباني رحمه الله.
وقفة مع جابر وعروسه
•تزوجت يا جابر؟
•نعم
•أبكراً أم ثيباً
•بل ثيباً
•فهلا جارية تلاعبها وتلاعبك ، تضاحكها وتضاحكك!
حوار بين النبي صلى الله عليه وسلم وجابر رضي الله عنه يرشدنا إلى مفهوم حيوي في إنجاح الارتباط الزوجي..
إن العلاقة الجسدية تخدم غرض الإحصان والإعفاف لا شك، ولكن حديث تلاعبها وتلاعبك لا يدور حول هذا المحور لأن الإحصان يكون مع الثيب والكبيرة، لكن الحديث يرشد إلى ملاعبة البكر لغرض المتعة من أجل المتعة نفسها وليس في هذا ما يشين أو ينقص من أهمية الجوانب الأخرى من منظومة الزواج المعقدة، ولا يحق إغفال هذا الجانب أو تهميشه..
كيف وقد أرشدنا إليه وعاشه نبينا عليه الصلاة والسلام!
"تلاعبها وتلاعبك" في البيت النبوي
يسابق رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجه.. مرتين.. لبعث السرور في قلبها ولإضفاء جو من المرح والترفيه..
ويقبلها وهو صائم.. أي رغم فتور الشهوة في حال صيامه.. لكنه يقبلها.. ثم تعلمنا أمّنا بشأن هذه القبلة ليتعلم منها رجال ونساء الأمة دروساً لا تنتهي..
ويتحرى موضع قضمتها فيضع عليه شفتاه بأبي هو وأمي.. وكأني بها تنظر إليه بكل حب وشوق..
ويضاحكها.. ويستمع لأحاديثها.. ويضحك إن حدثته بطرفة..
وتسأله فتقول: "يا رسول الله ، أرأيت لو نزلت وادياً وفيه شجرة قد أكل منها ووجدت شجرا لم يؤكل منها، في أيها كنت ترتع بعيرك ؟" فيجيبها: "في التي لم يرتع منها "..
تسأله عن الرعي والعشب!.. وهي مسألة لا معنى لها سوى أنها كان تتدلل له أو بلغتنا الآن "تتدلع عليه" ولا بأس فصدره رحب وقلبه يسعد بدلالها..
ويأذن لها أن تنظر إلى الحبشة يلعبون بالحراب في يوم العيد.. ولا يسأم من طول قيامها..
وتأملوا فيما تحكيه عائشة رضي الله عنها وهي تصف حالها فتقول: "كنت أشرب وأنا حائض، ثم أناول النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع فيّ فيشرب صلى الله عليه وسلم"..
أما حديث السيدة عائشة رضي الله عنها وهي تحكي فتقول: "كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد بيني وبينه فيبادرني، حتى أقول: دع لي، دع لي"، فلا تعليق عندي عليه سوى قولي: كم ظلمنا أنفسنا حين غفلنا عن هدي نبينا صلى الله عليه وسلم!
الحياة الهانئة ضرورة.. ومطلب..
يروي لنا سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قولاً لنبينا صلى الله عليه وسلم يختصر لنا مفهوم السعادة الدنيوية فيقول: " ثلاثة من السعادة وثلاثة من الشقاء.."، ويذكر في أول قائمة السعادة: "فمن السعادة المرأة الصالحة" وينص الحديث النبوي على أولى صفات هذه المرأة الصالحة فيقول: "تراها فتعجبك".
نسعى إلى الحياة الطيبة.. وفي ظني أننا لا نطلبها في مظانها دائماً..
في حديثنا عن الزواج تجد التركيز على الجانب الفقهي والاجتماعي والأسري في العموم ونغفل غالبا جانب المتعة الشخصية وأقصد المتعة من أجل المتعة نفسها، فقليل مما يطرح في خطب الجمعة أو في الدراسات النفسية أو الاستشارات الاجتماعية والأسرية يطرق باب المرح والترفيه، ولكنك تجد الأمر محسوماً منذ زمن بعيد حين أطلقها الهدي النبوي في جملة "تلاعبها وتلاعبك"..
وتأمل في لفظة "الملاعبة" فهي فعل من طرفين..
أنت تلاعبها.. وأنتِ تلاعبينه..
فإن كان في إحدى تلك الجوانب المذكورة في أول المقالة يكون للرجل أو للمرأة دور من "يقوم بأمر ما أو يقول شيئاً ما" وللآخر دور "من يستقبل آثار ذلك الفعل أو القول"، فإن الهدي النبوي يجعلها صريحة أن في لحظات الملاعبة والمضاحكة يكون الرجل والمرأة سواء..
يداعبها وتداعبه.. ويلاعبها وتلاعبه.. يتبسم لها وتضحك له..
يدغدغ مشاعرها بكلمة حب في حين هي تمر بأناملها على ذراعه فتشعره بأنوثتها التي يحبها وتبث فيه رجولته التي تحن إليها..
يحفظ نبينا صلى الله عليه وسلم للمرأة حق التعبير عن أنوثتها.. ولها حق الدلال و"الشقاوة" في حدود بيتها.. ولست أقول حجرة نومها..
فكل بيتك مسرح لـ "تلاعبها وتلاعبك".. فأطلق لخيالك العنان ولا بأس.. فأنت لها وهي لك..
يقول ابن حجر في الفتح معلقاً على حديث جابر:
"قوله ( تلاعبها وتلاعبك ) زاد في رواية النفقات "وتضاحكها وتضاحكك" وهو مما يؤيد أنه من اللعب... وأما ما وقع في رواية محارب بن دثار عن جابر ثاني حديثي الباب بلفظ "مالك وللعذارى ولعابها" فقد ضبطه الأكثر بكسر اللام وهو مصدر من الملاعبة أيضا... ووقع في رواية المستملي بضم اللام والمراد به الريق ، وفيه إشارة إلى مص لسانها ورشف شفتيها، وذلك يقع عند الملاعبة والتقبيل، وليس هو ببعيد كما قال القرطبي". ا.هـ.
الزواج مدرسة إنسانية ضخمة ومؤسسة اجتماعية تتطلب مهارات وقدرات لإدارتها والعيش ضمن محاورها المتعددة، وكلنا يسعى للنجاح فيها ضمن أطر الجوانب المادية والإنسانية والفقهية وهوأمر جيد ومطلوب..
ولعلنا أن نقرب من خط النجاح لو أننا أضفنا إلى معادلة الزواج نكهة لطيفة خفيفة.. ولذيذة.. مستوحاة من مشكاة النبوة.. نكهة "تلاعبها وتلاعبك"..
المعادلة ليست صعبة
مما لا شك فيه أن الزواج كتلة من المسؤوليات والحقوق والواجبات، وحق أن على الزوج أن يكفي زوجته مادياً ونفسياً واجتماعياً وعاطفياً وجسدياً والزوجة لزوجها كذلك.. وكل ذلك يشعر الزوجين بأهمية الزواج ودوره في الحياة..
ولكن النظرة الدافئة والكلمة الدافئة واللمسة الدافئة مع إيحاءات بالشوق وشيء من إشارات المودة و"الشقاوة" هي عناصر المعادلة التي تتيح للزوجين أن يشعرا بذلك الجانب الآخر من الزواج وهو "المتعة"..
فالواقع يقدم لنا شواهد على ناحية مهمة يغفل عنها الكثير وهي أن بيوتنا - في عمومها- تفتقر إلى مفهوم "الفن" في الاستمتاع..
وهي مشكلة أفرزتها مجموعة من العوامل تتقدمها أنماط التربية في مجتمعانا العربية والتي تتسم بالجفاء والغلظة والخشونة أو المبالغة في الحماية أثناء تنشئة أبنائنا وبناتنا فتتحطم أكثر براعم العاطفة لدينا ونحن صغار فنكاد لا نعثر على ما تبقى منها ونحن كبار..
الزواج ليس حقوقا وواجبات فقط.. هو الرقة..والحنان.. والعلاقة الحميمة.. والدفء.. والعشق..
الملاعبة.. تأتي في صور عديدة.. يعرفها الزوجان.. وبها تتم الألفة بينهما وتكون المتعة.. وبها يهنأ البال وتحلو الحياة..
ربما كان المقصود من الزواج هو الإحصان والإعفاف والتكاثر وبناء أفراد ومجتمعات..
لكن أيلزم أن تكون رحلتنا في هذه الحياة جافة أو باردة أو مليئة بالثقوب والشقوق والحفر؟!
المشكلات الزوجية.. "موضة" لن تزول قريباً
فضاء "الإنترنت" مليء بمواقع تختص بالقضايا الأسرية والزوجية، وهو يزخر بمنتديات اجتماعية وأخرى أسرية تطرح موضوعات وقضايا لمداولة الرأي وتبادل الخبرات، وأنت إن قمت ببحث سريع بين ثنايا هذه المواقع ستجد – غالباً- ضمن قائمة أكثر الموضوعات قراءة ونقاشاً تلك التي تحمل عناوين مثل: "زوجي يريد الزواج من أخرى.. ما الحل؟" و "اكتشفت أنه يخونني" و "زوجتي لا تعرف فنون غرفة النوم" و "زوجتي مع الأولاد دائماً.. ماذا أعمل؟"
وعندما تقرأ تفصيلات المادة المطروحة وتتأمل أبعاد المشكلات المتكررة تجد قاسماً مشتركاً بين أغلبها، وهو ليس انعدام التكافؤ الاجتماعي أو الأكاديمي بين الزوجين، وهو ليس الجهل بأحكام النكاح وحقوق الزوجين، وهو ليس تدني مستوى الدخل الأسري..
ربما تجد هذا أو ذاك..
ولكن القاسم المشترك الذي يكاد يلوح في أفق كل تلك المشكلات هو غياب مفهوم "تلاعبها وتلاعبك"!
إن من أنجح المشروعات التي يمكن أن تدر لك ربحاً سريعاً أن تدير داراً للاستشارات الزوجية أو أن تشرف على موقع إلكتروني يعنى بمشكلات الحياة الزوجية، وإذا أردت ظهوراً إعلامياً فقدم برنامجاً بعنوان "السعادة الزوجية" واجعل من صميم برنامجك أن تستقبل اتصالات من الجمهور وتأكد أنك ستكون نجماً عما قريب..والسبب لا يخفى..
بيوتنا عطشى.. ورواؤها "تلاعبها وتلاعبك"!
وداعاً لوهم الرواية وضباب المسلسلات
إن مما يحزنك أن ترى أناساً تعلقت قلوبهم بوهم "الرجل الكامل" و"المرأة الكاملة"، فتجد الفتاة تنتظر أن يدق بابها ذلك الفارس الأسمر ممتطياً حصانه الأبيض فيحملها بين ذراعيه ويأخذها إلى عالم وردي كله ورود وعصافير، أما الشاب فهو يظن أنه ذلك الفارس وأن على الفتيات أن يرتمين عند أقدامه وله أن يختار منهن تلك الأميرة الفاتنة التي تستحق أن تفوز بقلبه، ولا يتوقف الأمر عند شاب مراهق أو فتاة عشرينية بل إن المتأمل في أحوال الناس ليجد الوهم قائماً في رؤوس الكثير ممن تخطوا سن الثلاثين والأربعين.. بل والخمسين..
وظن الرجال أنهم كلهم "يوسف" وظنت النساء أنهن كلهن "ليلى" فهن ينتظرن المعلقات..
تشتكي كثير من النساء جفاء أزواجهن وعدد من الرجال يشكو فتور زوجاتهم..
وأقول له: إنك إن تنتظر.. فانتظارك سيطول! وأقول لها: وأنتِ أيضاً!
تأملوا في ما ذكر لنا مما كان من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجه، وستجدوا أن ملخص الأحداث كما يلي:
هو يلاطفها.. وهي تتقرب منه.. وهي تتدلل له.. وهو يتقرب منها..
هو يصنع سعادته وسعادتها وهي تصنع سعادتها وسعادته.. فلا مكان للأنانية ولا مكان للّوم ولا مكان للانتظار..
أتبحثون عن "تلاعبها وتلاعبك" ؟ أتريدون الحب؟
أنت تصنعه.. وأنت تصنعينه!
والرحمة أيضاً
تنهال مطارق الحياة على الإنسان فتهد من عزمه وتأخذ من قوته وربما ضعفت عنده جذوة "تلاعبها وتلاعبك" وهذا أمر ربما حدث لكل رجل وامرأة مرة أو مرات..
ولكن أيصح أن تكون هذه اللحظات هي نهاية المطاف فيصاب المرء بعمى مؤقت وشلل فكري فينسى هو كل ما كان منها من خير وتنسى هي كل ما كان منه من فضل..
عندما جاء ابن كثير على قوله تعالى: "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة" قال: "فإن الرجل يمسك بالمرأة إما لمحبته لها أو لرحمة بها بأن يكون لها منه ولد أو محتاجة إليه في نفقة أو للألفة بينهما وغير ذلك"، وهذا من وافر علمه رحمه الله فأمر الزواج لا يستقيم بالحب وحده بل لا بد من الرحمة وحسن العشرة وذكر الفضل..
يذكر لنا التاريخ أن رجلاً جاء إلى عمر بن الخطاب يستشيره في طلاق امرأته، فقال له عمر: لا تفعل، فقال: ولكني لا أحبها، فقال له عمر: ويحك ألم تبني البيوت إلا على الحب؟ فأين الرعاية وأين التذمم؟
وفي حادثة أخرى يسأل الرجل امرأته عن حبها له فتجيبه أنها لا تحبه فينوي طلاقها ويخبر عمر بذلك، فأرسل عمر إلى المرأة فجاءت فقال لها: أنت التي تحدثين لزوجك أنك تبغضينه ؟ فقالت: إنه ناشدني الله فتحرجت أن أكذب، أفأكذب يا أمير المؤمنين ؟ قال: نعم، فاكذبي! فإن كانت إحداكن لا تحب أحدنا فلا تحدثه بذلك، فإن أقل البيوت الذي يبنى على الحب، ولكن الناس يتعاشرون بالإسلام والأحساب!
وهذه من عظيم فقهه رضي الله عنه.. فإن عركت بيتك الأيام وأحسست بجذوة الحب تضعف فتذكر نصيحة عمر!
وكن كريماً.. وكوني كريمة..
فإن عين الكريم لا ترى إلا الحسن.. ولا ترى العيب.. وقلبه عامر بالمودة والوفاء..
وهذا الخلق من الإيمان.. ألم تسمع قول نبيك صلى الله عليه وسلم: " لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقًا رضي منها آخر".. أي لا يصح من مؤمن أن يبغضها لأنه إن وجد منها خلقًا لا يعجبه وجد فيها خلقًا يحبه..
فاجعل "كن رحيماً" مع "تلاعبها وتلاعبك" وابن بيتاً سعيداً!
همسة
فن الملاعبة يعطي لبيت الزوجية روحاً تمتليء حباً.. وتمتليء شوقاً.. وتمتليء سعادة..
ترى ما وقع أن تقولي له:
قلبي بحب سواكم لا يعبث وفمي بغير الحب ليس يحدث
ترى ما وقع أن تقول لها:
يا كثير الدلّ والغنج --- لك سلطان على المهج
إن بيتاً أنت ساكنه --- غير محتاج إلى السرج
الملاعبة تدخل على قلبي الزوجين بهجة دافئة بها تزول الهموم وبها تشرق النفس..
هي كخيوط النور.. تنساب إلى حجرات البيت فتضيء أركانه وتبعث فيه الحياة..
إن تطبيق مفهوم "تلاعبها وتلاعبك" لا يعني أن تدور أفلاك الحياة الزوجية حول هذا المحور وحسب..
فرغم حيوية هذا المفهوم وأهميته فلا يستوي أن نغفل عن حقيقة أنه ركن من بنيان أركانه الأخرى هي الجوانب المتعددة التي ذكرت في أول المقالة..
فضع "تلاعبها وتلاعبك" جنباً إلى جنب أخواتها من مفاهيم الحياة الزوجية واجعله بنياناً يشد بعضه بعضاً تكن أسعد الناس!
لعل كثير ممن يقرأ هذا المقال يهز رأسه موافقاً..
وفي ظني أن معظمنا على علم بعمق المشكلة وأسبابها لكن الكثير منا يخجل من طرح حلولها..
فهل يكون لهذا المقال أثر في أن يحدث في بيتكَ أو بيتكِ أمر ما؟
هيثم طيب
بسم الله الرحمن الرحيم
قد نص القرآن على أن من أكرم ما ينعم الله به على عباده المؤمنين في الدنيا أن يحييهم حياة طيبة سعيدة مطمئنة، فقال عزوجل: "من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة"..
والحياة لا تطيب دون متاع بلا شك، وهنا يأتي حديث نبينا صلى الله عليه وسلم: "الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة"..
وبهذين النصين تكتمل مقدمة المقال..
الزواج آية.. ونعمة..
يقول الله تعالى في سورة الروم: "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة"
عندما تتأمل منظومة الزواج فإنك تجد شبكة معقدة من المتطلبات الإنسانية والشرعية..
فهناك الجانب الإنساني ومنه الرحمة والوفاء وحسن العهد وذكر الفضل وغض الطرف عن الأذى وتتجلى عناصر هذا الجانب في استمرارية وديمومة هذه العلاقة..
وهناك الجانب العاطفي ومنه تأتيك نسائم الحب والمودة والشوق ويتجلى هذا الجانب في اللحظات الهادئة والدافئة من هذه العلاقة..
وهناك الجانب الجسدي وفيه الإحصان والإعفاف وإشباغ الغريزة ويتجلى هذا الجانب في اللحظات الثائرة من هذه العلاقة..
وهناك الجانب الفطري البشري ومنه التكاثر والتوالد وبقاء النسب واستمرار دورة الحياة..
وهناك الجانب الاجتماعي والاقتصادي وفيه تحمل المسؤولية والنفقة وحماية الفرد وبناء مجتمع أقوى وأسلم..
لا شك أن الزواج آية عظيمة لمن تدبرها..
وفي تفسير القرطبي جامع لكل هذه المعاني فقال:
"وجعل بينكم مودة ورحمة" قال ابن عباس ومجاهد: المودة الجماع، والرحمة الولد، وقاله الحسن. وقيل: المودة والرحمة عطف قلوبهم بعضهم على بعض.
وقال السدي: المودة: المحبة، والرحمة: الشفقة، وروي معناه عن ابن عباس قال: المودة حب الرجل امرأته، والرحمة رحمته إياها أن يصيبها بسوء". ا.هـ.
وقال السعدي في تعليقه على هذه الآية: "فحصل بالزوجة الاستمتاع واللذة والمنفعة بوجود الأولاد وتربيتهم، والسكون إليها".
وتأمل الترتيب الذي جاء في كلام هذا العالم الرباني رحمه الله.
وقفة مع جابر وعروسه
•تزوجت يا جابر؟
•نعم
•أبكراً أم ثيباً
•بل ثيباً
•فهلا جارية تلاعبها وتلاعبك ، تضاحكها وتضاحكك!
حوار بين النبي صلى الله عليه وسلم وجابر رضي الله عنه يرشدنا إلى مفهوم حيوي في إنجاح الارتباط الزوجي..
إن العلاقة الجسدية تخدم غرض الإحصان والإعفاف لا شك، ولكن حديث تلاعبها وتلاعبك لا يدور حول هذا المحور لأن الإحصان يكون مع الثيب والكبيرة، لكن الحديث يرشد إلى ملاعبة البكر لغرض المتعة من أجل المتعة نفسها وليس في هذا ما يشين أو ينقص من أهمية الجوانب الأخرى من منظومة الزواج المعقدة، ولا يحق إغفال هذا الجانب أو تهميشه..
كيف وقد أرشدنا إليه وعاشه نبينا عليه الصلاة والسلام!
"تلاعبها وتلاعبك" في البيت النبوي
يسابق رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجه.. مرتين.. لبعث السرور في قلبها ولإضفاء جو من المرح والترفيه..
ويقبلها وهو صائم.. أي رغم فتور الشهوة في حال صيامه.. لكنه يقبلها.. ثم تعلمنا أمّنا بشأن هذه القبلة ليتعلم منها رجال ونساء الأمة دروساً لا تنتهي..
ويتحرى موضع قضمتها فيضع عليه شفتاه بأبي هو وأمي.. وكأني بها تنظر إليه بكل حب وشوق..
ويضاحكها.. ويستمع لأحاديثها.. ويضحك إن حدثته بطرفة..
وتسأله فتقول: "يا رسول الله ، أرأيت لو نزلت وادياً وفيه شجرة قد أكل منها ووجدت شجرا لم يؤكل منها، في أيها كنت ترتع بعيرك ؟" فيجيبها: "في التي لم يرتع منها "..
تسأله عن الرعي والعشب!.. وهي مسألة لا معنى لها سوى أنها كان تتدلل له أو بلغتنا الآن "تتدلع عليه" ولا بأس فصدره رحب وقلبه يسعد بدلالها..
ويأذن لها أن تنظر إلى الحبشة يلعبون بالحراب في يوم العيد.. ولا يسأم من طول قيامها..
وتأملوا فيما تحكيه عائشة رضي الله عنها وهي تصف حالها فتقول: "كنت أشرب وأنا حائض، ثم أناول النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع فيّ فيشرب صلى الله عليه وسلم"..
أما حديث السيدة عائشة رضي الله عنها وهي تحكي فتقول: "كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد بيني وبينه فيبادرني، حتى أقول: دع لي، دع لي"، فلا تعليق عندي عليه سوى قولي: كم ظلمنا أنفسنا حين غفلنا عن هدي نبينا صلى الله عليه وسلم!
الحياة الهانئة ضرورة.. ومطلب..
يروي لنا سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قولاً لنبينا صلى الله عليه وسلم يختصر لنا مفهوم السعادة الدنيوية فيقول: " ثلاثة من السعادة وثلاثة من الشقاء.."، ويذكر في أول قائمة السعادة: "فمن السعادة المرأة الصالحة" وينص الحديث النبوي على أولى صفات هذه المرأة الصالحة فيقول: "تراها فتعجبك".
نسعى إلى الحياة الطيبة.. وفي ظني أننا لا نطلبها في مظانها دائماً..
في حديثنا عن الزواج تجد التركيز على الجانب الفقهي والاجتماعي والأسري في العموم ونغفل غالبا جانب المتعة الشخصية وأقصد المتعة من أجل المتعة نفسها، فقليل مما يطرح في خطب الجمعة أو في الدراسات النفسية أو الاستشارات الاجتماعية والأسرية يطرق باب المرح والترفيه، ولكنك تجد الأمر محسوماً منذ زمن بعيد حين أطلقها الهدي النبوي في جملة "تلاعبها وتلاعبك"..
وتأمل في لفظة "الملاعبة" فهي فعل من طرفين..
أنت تلاعبها.. وأنتِ تلاعبينه..
فإن كان في إحدى تلك الجوانب المذكورة في أول المقالة يكون للرجل أو للمرأة دور من "يقوم بأمر ما أو يقول شيئاً ما" وللآخر دور "من يستقبل آثار ذلك الفعل أو القول"، فإن الهدي النبوي يجعلها صريحة أن في لحظات الملاعبة والمضاحكة يكون الرجل والمرأة سواء..
يداعبها وتداعبه.. ويلاعبها وتلاعبه.. يتبسم لها وتضحك له..
يدغدغ مشاعرها بكلمة حب في حين هي تمر بأناملها على ذراعه فتشعره بأنوثتها التي يحبها وتبث فيه رجولته التي تحن إليها..
يحفظ نبينا صلى الله عليه وسلم للمرأة حق التعبير عن أنوثتها.. ولها حق الدلال و"الشقاوة" في حدود بيتها.. ولست أقول حجرة نومها..
فكل بيتك مسرح لـ "تلاعبها وتلاعبك".. فأطلق لخيالك العنان ولا بأس.. فأنت لها وهي لك..
يقول ابن حجر في الفتح معلقاً على حديث جابر:
"قوله ( تلاعبها وتلاعبك ) زاد في رواية النفقات "وتضاحكها وتضاحكك" وهو مما يؤيد أنه من اللعب... وأما ما وقع في رواية محارب بن دثار عن جابر ثاني حديثي الباب بلفظ "مالك وللعذارى ولعابها" فقد ضبطه الأكثر بكسر اللام وهو مصدر من الملاعبة أيضا... ووقع في رواية المستملي بضم اللام والمراد به الريق ، وفيه إشارة إلى مص لسانها ورشف شفتيها، وذلك يقع عند الملاعبة والتقبيل، وليس هو ببعيد كما قال القرطبي". ا.هـ.
الزواج مدرسة إنسانية ضخمة ومؤسسة اجتماعية تتطلب مهارات وقدرات لإدارتها والعيش ضمن محاورها المتعددة، وكلنا يسعى للنجاح فيها ضمن أطر الجوانب المادية والإنسانية والفقهية وهوأمر جيد ومطلوب..
ولعلنا أن نقرب من خط النجاح لو أننا أضفنا إلى معادلة الزواج نكهة لطيفة خفيفة.. ولذيذة.. مستوحاة من مشكاة النبوة.. نكهة "تلاعبها وتلاعبك"..
المعادلة ليست صعبة
مما لا شك فيه أن الزواج كتلة من المسؤوليات والحقوق والواجبات، وحق أن على الزوج أن يكفي زوجته مادياً ونفسياً واجتماعياً وعاطفياً وجسدياً والزوجة لزوجها كذلك.. وكل ذلك يشعر الزوجين بأهمية الزواج ودوره في الحياة..
ولكن النظرة الدافئة والكلمة الدافئة واللمسة الدافئة مع إيحاءات بالشوق وشيء من إشارات المودة و"الشقاوة" هي عناصر المعادلة التي تتيح للزوجين أن يشعرا بذلك الجانب الآخر من الزواج وهو "المتعة"..
فالواقع يقدم لنا شواهد على ناحية مهمة يغفل عنها الكثير وهي أن بيوتنا - في عمومها- تفتقر إلى مفهوم "الفن" في الاستمتاع..
وهي مشكلة أفرزتها مجموعة من العوامل تتقدمها أنماط التربية في مجتمعانا العربية والتي تتسم بالجفاء والغلظة والخشونة أو المبالغة في الحماية أثناء تنشئة أبنائنا وبناتنا فتتحطم أكثر براعم العاطفة لدينا ونحن صغار فنكاد لا نعثر على ما تبقى منها ونحن كبار..
الزواج ليس حقوقا وواجبات فقط.. هو الرقة..والحنان.. والعلاقة الحميمة.. والدفء.. والعشق..
الملاعبة.. تأتي في صور عديدة.. يعرفها الزوجان.. وبها تتم الألفة بينهما وتكون المتعة.. وبها يهنأ البال وتحلو الحياة..
ربما كان المقصود من الزواج هو الإحصان والإعفاف والتكاثر وبناء أفراد ومجتمعات..
لكن أيلزم أن تكون رحلتنا في هذه الحياة جافة أو باردة أو مليئة بالثقوب والشقوق والحفر؟!
المشكلات الزوجية.. "موضة" لن تزول قريباً
فضاء "الإنترنت" مليء بمواقع تختص بالقضايا الأسرية والزوجية، وهو يزخر بمنتديات اجتماعية وأخرى أسرية تطرح موضوعات وقضايا لمداولة الرأي وتبادل الخبرات، وأنت إن قمت ببحث سريع بين ثنايا هذه المواقع ستجد – غالباً- ضمن قائمة أكثر الموضوعات قراءة ونقاشاً تلك التي تحمل عناوين مثل: "زوجي يريد الزواج من أخرى.. ما الحل؟" و "اكتشفت أنه يخونني" و "زوجتي لا تعرف فنون غرفة النوم" و "زوجتي مع الأولاد دائماً.. ماذا أعمل؟"
وعندما تقرأ تفصيلات المادة المطروحة وتتأمل أبعاد المشكلات المتكررة تجد قاسماً مشتركاً بين أغلبها، وهو ليس انعدام التكافؤ الاجتماعي أو الأكاديمي بين الزوجين، وهو ليس الجهل بأحكام النكاح وحقوق الزوجين، وهو ليس تدني مستوى الدخل الأسري..
ربما تجد هذا أو ذاك..
ولكن القاسم المشترك الذي يكاد يلوح في أفق كل تلك المشكلات هو غياب مفهوم "تلاعبها وتلاعبك"!
إن من أنجح المشروعات التي يمكن أن تدر لك ربحاً سريعاً أن تدير داراً للاستشارات الزوجية أو أن تشرف على موقع إلكتروني يعنى بمشكلات الحياة الزوجية، وإذا أردت ظهوراً إعلامياً فقدم برنامجاً بعنوان "السعادة الزوجية" واجعل من صميم برنامجك أن تستقبل اتصالات من الجمهور وتأكد أنك ستكون نجماً عما قريب..والسبب لا يخفى..
بيوتنا عطشى.. ورواؤها "تلاعبها وتلاعبك"!
وداعاً لوهم الرواية وضباب المسلسلات
إن مما يحزنك أن ترى أناساً تعلقت قلوبهم بوهم "الرجل الكامل" و"المرأة الكاملة"، فتجد الفتاة تنتظر أن يدق بابها ذلك الفارس الأسمر ممتطياً حصانه الأبيض فيحملها بين ذراعيه ويأخذها إلى عالم وردي كله ورود وعصافير، أما الشاب فهو يظن أنه ذلك الفارس وأن على الفتيات أن يرتمين عند أقدامه وله أن يختار منهن تلك الأميرة الفاتنة التي تستحق أن تفوز بقلبه، ولا يتوقف الأمر عند شاب مراهق أو فتاة عشرينية بل إن المتأمل في أحوال الناس ليجد الوهم قائماً في رؤوس الكثير ممن تخطوا سن الثلاثين والأربعين.. بل والخمسين..
وظن الرجال أنهم كلهم "يوسف" وظنت النساء أنهن كلهن "ليلى" فهن ينتظرن المعلقات..
تشتكي كثير من النساء جفاء أزواجهن وعدد من الرجال يشكو فتور زوجاتهم..
وأقول له: إنك إن تنتظر.. فانتظارك سيطول! وأقول لها: وأنتِ أيضاً!
تأملوا في ما ذكر لنا مما كان من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجه، وستجدوا أن ملخص الأحداث كما يلي:
هو يلاطفها.. وهي تتقرب منه.. وهي تتدلل له.. وهو يتقرب منها..
هو يصنع سعادته وسعادتها وهي تصنع سعادتها وسعادته.. فلا مكان للأنانية ولا مكان للّوم ولا مكان للانتظار..
أتبحثون عن "تلاعبها وتلاعبك" ؟ أتريدون الحب؟
أنت تصنعه.. وأنت تصنعينه!
والرحمة أيضاً
تنهال مطارق الحياة على الإنسان فتهد من عزمه وتأخذ من قوته وربما ضعفت عنده جذوة "تلاعبها وتلاعبك" وهذا أمر ربما حدث لكل رجل وامرأة مرة أو مرات..
ولكن أيصح أن تكون هذه اللحظات هي نهاية المطاف فيصاب المرء بعمى مؤقت وشلل فكري فينسى هو كل ما كان منها من خير وتنسى هي كل ما كان منه من فضل..
عندما جاء ابن كثير على قوله تعالى: "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة" قال: "فإن الرجل يمسك بالمرأة إما لمحبته لها أو لرحمة بها بأن يكون لها منه ولد أو محتاجة إليه في نفقة أو للألفة بينهما وغير ذلك"، وهذا من وافر علمه رحمه الله فأمر الزواج لا يستقيم بالحب وحده بل لا بد من الرحمة وحسن العشرة وذكر الفضل..
يذكر لنا التاريخ أن رجلاً جاء إلى عمر بن الخطاب يستشيره في طلاق امرأته، فقال له عمر: لا تفعل، فقال: ولكني لا أحبها، فقال له عمر: ويحك ألم تبني البيوت إلا على الحب؟ فأين الرعاية وأين التذمم؟
وفي حادثة أخرى يسأل الرجل امرأته عن حبها له فتجيبه أنها لا تحبه فينوي طلاقها ويخبر عمر بذلك، فأرسل عمر إلى المرأة فجاءت فقال لها: أنت التي تحدثين لزوجك أنك تبغضينه ؟ فقالت: إنه ناشدني الله فتحرجت أن أكذب، أفأكذب يا أمير المؤمنين ؟ قال: نعم، فاكذبي! فإن كانت إحداكن لا تحب أحدنا فلا تحدثه بذلك، فإن أقل البيوت الذي يبنى على الحب، ولكن الناس يتعاشرون بالإسلام والأحساب!
وهذه من عظيم فقهه رضي الله عنه.. فإن عركت بيتك الأيام وأحسست بجذوة الحب تضعف فتذكر نصيحة عمر!
وكن كريماً.. وكوني كريمة..
فإن عين الكريم لا ترى إلا الحسن.. ولا ترى العيب.. وقلبه عامر بالمودة والوفاء..
وهذا الخلق من الإيمان.. ألم تسمع قول نبيك صلى الله عليه وسلم: " لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقًا رضي منها آخر".. أي لا يصح من مؤمن أن يبغضها لأنه إن وجد منها خلقًا لا يعجبه وجد فيها خلقًا يحبه..
فاجعل "كن رحيماً" مع "تلاعبها وتلاعبك" وابن بيتاً سعيداً!
همسة
فن الملاعبة يعطي لبيت الزوجية روحاً تمتليء حباً.. وتمتليء شوقاً.. وتمتليء سعادة..
ترى ما وقع أن تقولي له:
قلبي بحب سواكم لا يعبث وفمي بغير الحب ليس يحدث
ترى ما وقع أن تقول لها:
يا كثير الدلّ والغنج --- لك سلطان على المهج
إن بيتاً أنت ساكنه --- غير محتاج إلى السرج
الملاعبة تدخل على قلبي الزوجين بهجة دافئة بها تزول الهموم وبها تشرق النفس..
هي كخيوط النور.. تنساب إلى حجرات البيت فتضيء أركانه وتبعث فيه الحياة..
إن تطبيق مفهوم "تلاعبها وتلاعبك" لا يعني أن تدور أفلاك الحياة الزوجية حول هذا المحور وحسب..
فرغم حيوية هذا المفهوم وأهميته فلا يستوي أن نغفل عن حقيقة أنه ركن من بنيان أركانه الأخرى هي الجوانب المتعددة التي ذكرت في أول المقالة..
فضع "تلاعبها وتلاعبك" جنباً إلى جنب أخواتها من مفاهيم الحياة الزوجية واجعله بنياناً يشد بعضه بعضاً تكن أسعد الناس!
لعل كثير ممن يقرأ هذا المقال يهز رأسه موافقاً..
وفي ظني أن معظمنا على علم بعمق المشكلة وأسبابها لكن الكثير منا يخجل من طرح حلولها..
فهل يكون لهذا المقال أثر في أن يحدث في بيتكَ أو بيتكِ أمر ما؟