نور الإسلام
11-04-2012, 04:02 PM
كيف السبيل لمجاهدة النفس الاماره بالسوء ..؟؟؟
الإنسان بطبيعتة في صراع مع نفسه حتى ينتصر عليها، أو تنتصر عليه، ويبقى الصراع قائمًا إلى أن يدركه الموت، ومن أهم المقومات التي تساعد على الانتصار على النفس أن يكون القلب حيًا رقيقًا، صافيًا صلبًا، ومشرقًا كقلوب المؤمنين التي صورها القرآن الكريم في قوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ )
قال تعالى ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين )
إن مجال الجهاد ليس فقط في الحروب والقتال، بل هو أكبر من ذلك فهو يمتد إلى مجاهدة النفس، لأن ( طبيعة النفس أنها كثيرًا ما تخلد إلى الكسل والاسترخاء، قال تعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}
قال الإمام ابن القيم رحمه الله ( المصالح والخيرات واللذات والكمالات كلها لا تنال إلا بحظ من المشقة، ولا يعبر إلهيا إلا على جسر من التعب، وقد أجمع عقلاء كل أمة على أن النعيم لا يدرك بالنعيم، وأن من آثر الراحة فاتته الراحة، وأنه بحسب ركوب الأهوال واحتمال المشاق تكون الفرحة واللذة، فلا فرحة لمن لا هم له، ولا لذة لمن لا صبر له، ولا نعيم لمن لا شقاء له، ولا راحة لمن لا تعب له.
بل إذا تعب العبد قليلًا استراح طويلًا، وإذا تحمل مشقة الصبر ساعة قاده لحياة الأبد، وكل ما فيه أهل النعيم المقيم فهو صبر ساعة، والله المستعان ولا قوة إلا بالله، وكلما كانت النفوس أشرف والهمة أعلى كان تعب البدن أوفر وحظة من الراحة أقل، كما قل المتنبي:
وإذا كانت النفوس كبارًا تعبت في مرادها الأجسام ) مفتاح دار السعادة، ابن القيم
إن التقرب إلى الله يحتاج إلى مجاهدة النفس وتدرجها في الطاعة، بل أيضًا واكراهها على الطاعة كرهاً لتتعود فعل الخير، ومما يدل على ذلك حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: ( .. وما تقرب إلى عبدي بشئ أحب إلى مما فتلاضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني أعطيته ولئن استعاذني لأعيذنه ) [رواه البخاري، (6502)].
وكلما تقرب العبد من الله تقرب إليه اله أكثر وأكثر ( وهل جزاء الأحسان إلا الأحسان )
وإليك أختنا وكل فتاة مسلمة هذه الطرق العملية التي تساعدك على مجاهدة نفسك وهي:
1- استغلال الوقت: فعليك استغلال وقتك في كل مفيد في الدنيا والآخرة، قال صلى الله عليه وسلم: ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ ) [رواه البخاري، (6412)].
ولنتذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: ( يتبع الميت ثلاثة أهلة وماله وعمله فيرجع اثنان ويبقى واحد يرجع اهله وماله ويبقى عمله ) [متفق عليه]، فاستغلي وقتك في كل عمل يفيدك في دنياك وآخرتك، فخير الناس من طال عمره وحسن عمله.
2- معرفة أخبار المجتهدين: وخير المجتهدين هو خير المرسلين صلى الله عليه وسلم فعن عائشة أنه كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقلت له: لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ماتقدم من ذنبك وما تأخر قال: أفلا أحب أن أكون عبدًا شكورًا ) [ متفق عليه ]، وكان صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر ـ أي الأواخر من رمضان ـ أحيا الليل وأيقظ أهله وجد وشد المئزر ) [ متفق عليه ].
كما ورد عن بن عمر أنه فاتته صلاة في جماعة فأحيا الليل كله تلك الليلة، وإذا لم تطاوعة نفسه على الأوراد، فإنه يجاهدها ويكرها ما استطاع، قال بن المبارك: إن الصالحين كانت أنفسهم تواتيهم على الخير عفوًا، وإن أنفسنا لا تواتينا إلا كرها ) [مختصر منهاج القاصدين، بن قدامة المقدسي، ص 427].
مجاهدة النفس (حملة حطمي قيودها)3- مصاحبة الأخيار: قال صلى الله عليه وسلم: (الرجل على دين خليلة فلينظر أحدكم من يخالل) [رواه أبو داود، وحسنه الألباني، صحيح سنن أبي داود، (4833)]، وقال الله تعالى في شأن الصحبة الصالحة: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} [الكهف: 28].
( قال بعضهم: كنت إذا اعترتني فترة في العبادة نظرت إلى وجه محمد بن واسع وإلى اجتهادة فعملت على ذلك أسبوعًا). وكان الأسود بن يزيد يصوم حتى يخضر ويصفر، وحج مسروق فما نام إلا ساجدًا، وكان داود الطائي يشرب الفتيت مكان الخبز، ويقرأ بينهما خمسين آية ... ودخلوا على زحلة العابدة فكلموها بالرفق بنفسها فقالت: إنما هي أيام مبادرة، فمن فاته اليوم شئ لم يدركه غدًا، والله يا أخوتاه لأصلين لله ما أقلتني جوارحي، ولأصد من له في أيام حياتي، ولأبكين ما حملت الماء عيناي ) [ مختصر منهاج القاصدين، بن قدامة المقدسي، ص 427-428] .
4- الاستعانة بالله: قال صلى الله عليه وسلم: ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير ...) [رواه مسلم، (6945)]. فالنستعين بالله على الطاعة وعلى أعمال الخير فهو خير معين.
مجاهدة النفس (حملة حطمي قيودها)5- كثرة السجود: عن أبي فراس ربيعة بن كعب الآسلمي خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فآتيه بوضوئه وحاجته فقال: سئلني فقلت: اسألك مرافقتك في الجنة، فقال: أو غير ذلك؟ قلت: هو ذاك، قال: فأعني على نفسك بكثرة السجود ) [ روا ه مسلم، (1122)] .
6- الدعاء: مما يساعدك أيضًا على المجاهدة الدعاء، فكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: ( اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ) ، وقال الله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}
لنتذكر أن طاعة الله تحتاج إلى مجاهدة النفس والزامها واكراهها على فعل الخيرات و أجر مجاهدة النفس وهو الهداية إلى طريق الخير كما قال تعالي: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: 69].
لنعمل بهذه الامور من الان ونتوكل على الله تعالى وباذن الله النتيجة طيبه مباركة
استغلال الوقت، معرفة اخبار المجتهدين، مصاحبة الأخيار، الاستعانة بالله، كثرة السجود، الدعاء.
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
الإنسان بطبيعتة في صراع مع نفسه حتى ينتصر عليها، أو تنتصر عليه، ويبقى الصراع قائمًا إلى أن يدركه الموت، ومن أهم المقومات التي تساعد على الانتصار على النفس أن يكون القلب حيًا رقيقًا، صافيًا صلبًا، ومشرقًا كقلوب المؤمنين التي صورها القرآن الكريم في قوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ )
قال تعالى ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين )
إن مجال الجهاد ليس فقط في الحروب والقتال، بل هو أكبر من ذلك فهو يمتد إلى مجاهدة النفس، لأن ( طبيعة النفس أنها كثيرًا ما تخلد إلى الكسل والاسترخاء، قال تعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}
قال الإمام ابن القيم رحمه الله ( المصالح والخيرات واللذات والكمالات كلها لا تنال إلا بحظ من المشقة، ولا يعبر إلهيا إلا على جسر من التعب، وقد أجمع عقلاء كل أمة على أن النعيم لا يدرك بالنعيم، وأن من آثر الراحة فاتته الراحة، وأنه بحسب ركوب الأهوال واحتمال المشاق تكون الفرحة واللذة، فلا فرحة لمن لا هم له، ولا لذة لمن لا صبر له، ولا نعيم لمن لا شقاء له، ولا راحة لمن لا تعب له.
بل إذا تعب العبد قليلًا استراح طويلًا، وإذا تحمل مشقة الصبر ساعة قاده لحياة الأبد، وكل ما فيه أهل النعيم المقيم فهو صبر ساعة، والله المستعان ولا قوة إلا بالله، وكلما كانت النفوس أشرف والهمة أعلى كان تعب البدن أوفر وحظة من الراحة أقل، كما قل المتنبي:
وإذا كانت النفوس كبارًا تعبت في مرادها الأجسام ) مفتاح دار السعادة، ابن القيم
إن التقرب إلى الله يحتاج إلى مجاهدة النفس وتدرجها في الطاعة، بل أيضًا واكراهها على الطاعة كرهاً لتتعود فعل الخير، ومما يدل على ذلك حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: ( .. وما تقرب إلى عبدي بشئ أحب إلى مما فتلاضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني أعطيته ولئن استعاذني لأعيذنه ) [رواه البخاري، (6502)].
وكلما تقرب العبد من الله تقرب إليه اله أكثر وأكثر ( وهل جزاء الأحسان إلا الأحسان )
وإليك أختنا وكل فتاة مسلمة هذه الطرق العملية التي تساعدك على مجاهدة نفسك وهي:
1- استغلال الوقت: فعليك استغلال وقتك في كل مفيد في الدنيا والآخرة، قال صلى الله عليه وسلم: ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ ) [رواه البخاري، (6412)].
ولنتذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: ( يتبع الميت ثلاثة أهلة وماله وعمله فيرجع اثنان ويبقى واحد يرجع اهله وماله ويبقى عمله ) [متفق عليه]، فاستغلي وقتك في كل عمل يفيدك في دنياك وآخرتك، فخير الناس من طال عمره وحسن عمله.
2- معرفة أخبار المجتهدين: وخير المجتهدين هو خير المرسلين صلى الله عليه وسلم فعن عائشة أنه كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقلت له: لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ماتقدم من ذنبك وما تأخر قال: أفلا أحب أن أكون عبدًا شكورًا ) [ متفق عليه ]، وكان صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر ـ أي الأواخر من رمضان ـ أحيا الليل وأيقظ أهله وجد وشد المئزر ) [ متفق عليه ].
كما ورد عن بن عمر أنه فاتته صلاة في جماعة فأحيا الليل كله تلك الليلة، وإذا لم تطاوعة نفسه على الأوراد، فإنه يجاهدها ويكرها ما استطاع، قال بن المبارك: إن الصالحين كانت أنفسهم تواتيهم على الخير عفوًا، وإن أنفسنا لا تواتينا إلا كرها ) [مختصر منهاج القاصدين، بن قدامة المقدسي، ص 427].
مجاهدة النفس (حملة حطمي قيودها)3- مصاحبة الأخيار: قال صلى الله عليه وسلم: (الرجل على دين خليلة فلينظر أحدكم من يخالل) [رواه أبو داود، وحسنه الألباني، صحيح سنن أبي داود، (4833)]، وقال الله تعالى في شأن الصحبة الصالحة: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} [الكهف: 28].
( قال بعضهم: كنت إذا اعترتني فترة في العبادة نظرت إلى وجه محمد بن واسع وإلى اجتهادة فعملت على ذلك أسبوعًا). وكان الأسود بن يزيد يصوم حتى يخضر ويصفر، وحج مسروق فما نام إلا ساجدًا، وكان داود الطائي يشرب الفتيت مكان الخبز، ويقرأ بينهما خمسين آية ... ودخلوا على زحلة العابدة فكلموها بالرفق بنفسها فقالت: إنما هي أيام مبادرة، فمن فاته اليوم شئ لم يدركه غدًا، والله يا أخوتاه لأصلين لله ما أقلتني جوارحي، ولأصد من له في أيام حياتي، ولأبكين ما حملت الماء عيناي ) [ مختصر منهاج القاصدين، بن قدامة المقدسي، ص 427-428] .
4- الاستعانة بالله: قال صلى الله عليه وسلم: ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير ...) [رواه مسلم، (6945)]. فالنستعين بالله على الطاعة وعلى أعمال الخير فهو خير معين.
مجاهدة النفس (حملة حطمي قيودها)5- كثرة السجود: عن أبي فراس ربيعة بن كعب الآسلمي خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فآتيه بوضوئه وحاجته فقال: سئلني فقلت: اسألك مرافقتك في الجنة، فقال: أو غير ذلك؟ قلت: هو ذاك، قال: فأعني على نفسك بكثرة السجود ) [ روا ه مسلم، (1122)] .
6- الدعاء: مما يساعدك أيضًا على المجاهدة الدعاء، فكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: ( اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ) ، وقال الله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}
لنتذكر أن طاعة الله تحتاج إلى مجاهدة النفس والزامها واكراهها على فعل الخيرات و أجر مجاهدة النفس وهو الهداية إلى طريق الخير كما قال تعالي: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: 69].
لنعمل بهذه الامور من الان ونتوكل على الله تعالى وباذن الله النتيجة طيبه مباركة
استغلال الوقت، معرفة اخبار المجتهدين، مصاحبة الأخيار، الاستعانة بالله، كثرة السجود، الدعاء.
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين