المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عدد المسلمين في الإكوادور تضاعف بعد أحداث 11 سبتمبر


نور الإسلام
25-08-2012, 07:37 PM
عدد المسلمين في الإكوادور تضاعف بعد أحداث 11 سبتمبر

طولاي جوكتشيمان – وكالة أنباء (دنيا بولتاني) التركيَّة.

مُترجَم للألوكة من اللغة التركية

ترجمة: مها مصطفى إسماعيل.


أَجرتْ (طولاي جوكتشيمان) حوارًا مع دكتور (يحيى خوان سوكيلي) - رئيس المركز الإسلامي في (الإكوادور) في أمريكا اللاتينية - وهو كان أحد قادة الجيش المُهمين في الحرب بين (الإكوادور) و(بيرو)، وعمره 21 عامًا، وتحدَّثت معه عن مشواره مع الدين الإسلامي وعن مساعيه في مجال الدعوة.

جوكتشيمان: لقد تحدَّثتُ مع دكتور (يحيى خوان سوكيلي) - رئيس المركز الإسلامي في (الإكوادور) - أثناء وجوده في تركيا كضيف لجمعية المساعدات الإنسانية التركية (İhh) وجمعية (سفر العالم) الدولية للطلاب، والدكتور (سوكيلي) تَعرَّف إلى الدين الإسلامي وهو على شفا الموت بينما كان يعيش كمسيحي كاثوليكي، وتولَّى القيادة في الجيش في سنِّ الحادية والعشرين في الحرب بين (الإكوادور) و(بيرو)، وتمَّ اختياره واحدًا من أكثر 500 شخصية مسلمة مُؤثِّرة في العالم، تَحدَّثنا عن كيفيَّة لقائه بالدين الإسلامي، وعن مساعيه للدعوة في أمريكا الجنوبية.

جوكتشيمان: أستاذ يحيى، هلا عرَّفتنا بنفسك قليلاً؟
دكتور: يحيى خوان سوكيلي: لقد ولِدت في (كيتو) عاصمة الإكوادور، وأنا مُتزوج وأب لخمسة أبناء، والآن أتولَّى رئاسة المركز الإسلامي بالإكوادور، ولدي أربعة إخوة، ولقد تمَّ تربيتنا كأبناء عائلة كاثوليكيَّة عادية، ولم تكن عائلتي تتَّبع قواعد صارمة؛ أي: إنها لم تكن عائلة مُتديِّنة بمعنى الكلمة، إلا أنه من بين أقاربي يوجد لدي عمِّي قِسٌّ، وخالة راهبة، ولقد درَستُ في الأكاديمية العسكريَّة.

جوكتشيمان: هل هناك من هو مسلم في عائلتِك؟
دكتور: يحيى خوان سوكيلي: لقد اعتنق أبي وأمي الإسلام بعدما عرَّفتهم به، أمَّا إخوتي، فعلى الرغم من أنهم تعرَّفوا على الدين الإسلامي، ووجدوه منطقيًّا للغاية، فإنَّهم لم يُعلنوا إسلامهم بعدُ؛ بسبب الضغوط الاجتماعية التي يُواجِهونها ممَّن حولهم، فعدم إعلانهم لإسلامهم لا يَرجع إلى عدم رغبتهم في الإسلام على الإطلاق؛ وإنَّما هو بسبب الضغوط الاجتماعية، ولكن هذه الضغوط ليست على نِطاق واسع، بل هي من قِبل المُقرَّبين منهم، مِثل: المشكلات التي قد تَحدثُ لهم مع عائلاتهم وأزواجهم.

جوكتشيمان: كيف كانت حياتُكَ قبْل اعتناق الإسلام؟
دكتور: يحيى خوان سوكيلي: لقد كان لدي مشكلة مع الإله منذ سنٍّ يَافعة، فلم أستطع أنْ أفهم عقيدة التثليث أبدًا، ولم أستطع أنْ أتبنَّاها كعقيدة لي، وكان لي مشاكل بشكل مُستمِر بخصوص هذا الشأن، لدي عمان وخالة رجال دين مسيحي، وكنتُ أسألهم دائمًا، لكنني لم أحصل على إجابة شافية قط، فقد أعطوني دائمًا أمثلة، مِثل: لِيدِكَ خمس أصابع جميعها مُختلِفة عن بعضها بعضًا، إلا أنها تنتمي إلى اليد نفْسها في ذات الوقت، أو هناك نهر له فروع كثيرة، إلا أنها جميعًا تصبُّ في البحر نفسه، لكن هذا النوع من الشروح والتوضيحيات لم يُرضِيني أو يُقنِعني.

جنرال في الحادية والعشرين من عمره:
دكتور: يحيى خوان سوكيلي: في عام 1981 نشِبتْ حرب بين (بيرو) و(الإكوادور) في منطقة تحتوي على البترول، وكنتُ الرجل الثاني في الجيش في هذه الحرب؛ ويرجع السبب في تولِّي منصب القيادة في هذه السن الصغيرة إلى إتمامي لدراسة الهندسة العسكرية؛ حيث كان يتمُّ تعيين خريجي الأكاديمية العسكرية مباشرة في موقِع القيادة في الجيش، ولقد كُلِّفت بمهمة حماية حقول الألغام، فقد كنَّا قد زرعنا الألغام في مساحة من الأرض لمنْع دخول الدبابات التابعة لجيش (بيرو) إلى الأراضي الإكوادورية، ومع بداية الحرب بدأت الانفجارات، وفقدتُ جزءًا كبيرًا من جنودي في هذه الانفجارات، ولقد أُصبتُ إصابة بالغة جراء ثاني أكبر انفجار حدَث آنذاك، وعندما فتَحتُ عيني وجدتُ يدي مقطوعة وتتدلَّى من ذراعي لأسفل، وفي هذه اللحظة أدركتُ أن حياتي انتهتْ وأنَّ الموت قادم، وكانت هذه الدقائق القليلة دقائقَ لا يُمكنني أنْ أنساها مُطلقًا، وهي التي وجَّهت مسار ما تَبقَّى من حياتي، لقد ناجيتُ الإله، وطلبتُ منه ألا يُلقي بي في جهنم، لم أكن أودُّ أن أموت؛ لأنَّني كنتُ لا أزال شابًّا صغيرًا، وتوسَّلت من الله العفو والمغفرة، وكان هناك من جنودي من أراد أنْ يرفعني من مكاني، لكنَّني أمرتهم ألا يَتركوا أماكنَهم، وألا يتركوا أرضنا للبيرويين، ثم جاء أحدهم - ولا أتذكَّر هويتَه - وأَخذني ووضَعني في سيارة نقلٍ وأَقلني إلى أقرب مستشفى، في ذلك الوقت لم أكن مُستعدًّا للمواجهة مع الله، فلا أحد في الحادية والعشرين من عمره يُفكِّر في الموت ومواجهة الإله، لقد باغتَني الموتُ فجأة، ولم يكن بيدي شيء أفعله حيال ذلك.

وبعد ذلك أَخذوني إلى مستشفى كبير في العاصمة، ومَكثتُ هناك 29 يومًا، وطوال فترة إقامتي في المستشفى كنتُ أُفكِّر في كيفية إعداد نفسي لمواجهة الموت والإله، والغريب في الأمر أنَّني عندما كنتُ على شفا الموت لم يَخطُر ببالي عقيدةُ التثليث التي يتمُّ تعليمها لي مُنذ القِدم؛ لأنَّني لحظة الموت أحسستُ أنَّني سأتواجَه مع إله واحد فقط، ولم يَتبادر إلى ذهني ثلاثية الأب والابن والروح القدس، لقد رجوت المساعدة من الله الإله الواحد الأحد.

الطريق إلى الإسلام:
بعد هذا الحادث بعامين حصلتُ على ميدالية شرف كبطل قوميٍّ؛ بسبب الإعاقات التي أصابتْ جَسدي، وتركتُ الجيش، وبعد ذلك طلبت من والدي الذهاب للدراسة في الخارج، وذهبتُ إلى (أمريكا)، ولم أكن قد سمعتُ عن شيء يُدعى الإسلام حتى ذلك الحين، حيث لم يكن الدين الإسلامي معروفًا في أمريكا الجنوبية آنذاك، ولما ذهبتُ إلى أمريكا ازدادتْ سرعتي في البحث، فقد انْضممت لجماعات مسيحية كثيرة، كنتُ أبحث عن شيء روحاني؛ ولكن يَحتوي داخله نوع من التوازن أيضًا، لقد طُفت ما يَقرُب من ألفي كنيسة بروتستانتية، أَطلُب منهم أن يسمعوا ما لديَّ، وأطرح عليهم الأسئلة، إلا أنَّه لم ترضني أيةُ إجابة مما حصلتُ عليها في هذه الكنائس كلها.

جوكتشيمان: حسنًا، ماذا كان ذلك الشيء الذي لم تَجدْه لديهم؟
دكتور: يحيى خوان سوكيلي: لقد واجهت الموت مرة، وأَذِن الله لي بالحياة والعثور على الطريق الصواب، فلو تَكرَّرت هذه الأحداث مرَّة أخرى، فسوف أموتُ حتمًا، لقد ذهبتُ إلى عدد كبير من الكنائس وسألتُهم: "ما هو مفهومكم عن الإله، كيف تتعبَّدون، وكيف تَجِدون الطمأنينة؟"، فكانت الإجابات التي حصلتُ عليها منهم غير مُرضِية لي، وكنتُ لا أزال أَشعر بخواء داخلي.

لقد اكتشفتُ الطمأنينة التي كنتُ أبحث عنها حينما استمعتُ لصديقي بالدراسة (إبراهيم).

جوكتشيمان: ما التعليم الذي كنتَ تتلقَّاه في أمريكا؟
دكتور: يحيى خوان سوكيلي: كنتُ أدرس إدارة الأعمال في جامعة (ميتشيجان)، وهي جامعة يأتيها طلاب من جميع أنحاء العالم، وفي يوم طلَب إلينا المُعلِّم في المحاضرة أن يَتحدَّث كلُّ شخص عن ثقافتِه، فتَحدَّثتُ أنا عن الثقافة اللاتينية، بينما تَحدَّث (إبراهيم) - وهو مسلم مُتدين - عن الدين الإسلامي، وكانت هذه المرة الأولى الذي أسمع فيها كلمة الإسلام، وكانت من (إبراهيم)، وبعد المحاضرة ذهبتُ إليه، وقلتُ له: إنَّ عقيدة التوحيد التي تَحدَّثت عنها لفتتِ انتباهي للغاية، وسألتُه: كيف هي عقيدة الإله الواحد؟ حيث قلتُ: "أنا كاثوليكي، وعندنا هناك إله واحد؛ لكنَّه يَحتوي على ثلاثة، على كم إله يَحتوي إلهكم؟ هل ثلاثة أم خمسة أم سبعة؟ عندما قلتُ هذا، ضحِك (إبراهيم) وقال لي: إنَّ الله واحد أَحد، ولا يُمكِن مقارنته بأي شيء آخر، وكان هذا النظام العقائدي هو ما أَبحث عنه، ولم أكن قادرًا على وصْف هذا أو توضيحه لأي شخْص في بلادي، فقد كان ما قاله (إبراهيم) تُرجمانًا لأحاسيسي بمعنى الكلمة، حيث شعرتُ أنَّه قريب من فؤادي، وبعد ذلك أَعطاني (إبراهيم) بِضعة كُتُب مُتعلِّقة بالإسلام.

اصطحبني إلى كنيستكم:
جوكتشيمان: بماذا شعرتَ بعد قراءة الكتب؟
دكتور: يحيى خوان سوكيلي: بعدما فرَغتُ من قراءة الكتب سألتُ (إبراهيم): هلا صحبْتَني إلى كنيستِكم؟ فقال لي: إنَّها لا تُدعى كنيسة؛ وإنَّما هو مسجد، وفي أحد أيام الجمعة اصطحَبني إلى المسجد، وبينما كنا ندخُل المسجد طلَب أنْ أخلع حذائي، فنَظرتُ حولي لأَجِد الجميع قد خَلَعوا أحذيتَهم، فأعجبني الأمر، فقد كان هذا رمزًا للنظافة، وأنا أحبُّ النظافة، واصطفَّ الناس في صفوف، ورُفِع الأذان واستعدوا للصلاة، كان الإمام في المُقدِّمة وكأنَّه القائد، ومَن خلفه يتَّبعونه كالجنود.

جوكتشيمان: ماذا فعلتَ بينما كانوا يُصلُّون؟
دكتور: يحيى خوان سوكيلي: جلستُ في ركن وشاهدتُ صلاتَهم، في ركوعهم وسجودهم، وفي لحظة السجود حينما يكون أعلى جزء في الإنسان مُلامِسًا للأرض، قلتُ في نفسي: "هكذا يجب أنْ تكون عبادة الله"، فلقد أَحدثتْ في نفسي أثرًا كبيرًا، وبمجرَّد أن انتهت الصلاة رفعتُ إصبعي وجَريتُ نحو الإمام صائحًا: "أنا أُريد أنْ أَصير مُسلِمًا"، ولم أُدرِك من فرْط حماسي أنَّني كنتُ أُكرِّر الكلام نفسه عدة مرات.

جوكتشيمان: ماذا فعلتَ بعد أنْ صِرت مُسلِمًا؟ هل رجعتَ إلى دولتك، أم استمررتَ في دراستِكَ؟
دكتور: يحيى خوان سوكيلي: بعدما تَعرَّفتُ على الإسلام، قرَّرت أن أتلقَّى تعليمًا حوله، ولم يكن هناك آنذاك سوى دولة واحدة تُقدِّم منحًا للطلاب بخصوص هذا الشأن، ألا وهي المملكة العربية السعودية، وانْتقدَني عدد كبير من الناس قائلين: "لماذا تَذهب حيث الوهَّابيِّين؟!"، إلا أنَّني شعرتُ بضرورة ذَهابي هذا؛ لأنَّني لو كنتُ عدتُ إلى بلادي بصفتي شخص اعْتنق الإسلام حديثًا، لما استطعتُ أن أوضِّح لهم أيَّ شيء، وممَّن كنتُ سأحصل على المعرفة؟ فلم أكن أعرف أيَّ شخص مسلم في (الإكوادور)، وكان والدَاي مسيحيين كاثوليكًا؛ ولذلك سافرتُ إلى المملكة العربية السعودية لكي أتعمَّق في المعرفة الإسلامية، وهناك تلقَّيت تعليمًا حول القرآن الكريم والحديث الشريف والسير والفقه، بعد ذلك عدتُ إلى بلادي، وتعرَّفتُ على السيدة التي صارت زوجتي فيما بعد، وهي مسلمة من أصل لبناني، وأسَّسنا معًا مركزَ العلوم الإسلامية.

جوكتشيمان: حسنًا، كيف تأسَّس المركز الإسلامي بالإكوادور؟ وكيف خطَّطتُم له؟
دكتور: يحيى خوان سوكيلي: لقد بدأنا هذا الأمر كخمسة رجال وأربع سيدات، حيث فكَّرنا سويًّا كيف لنا أن نشرح الدين الإسلامي للناس؟ واتَّخذنا قرارًا بإنشاء مؤسَّسة كهذه؛ أيْ تأسيس معهد إسلامي، وتقدَّمنا بطلب للحكومة كي نَحصُل على تصريح بناء هذا المعهد، واستغرق الأمر أربعة أعوام حتى حصلنا على هذا التصريح، حيث كانت أوراق طلبنا تضيع بينما تنتقل من مكتب لآخر، وكان الموظَّفون في الحكومة يتَّهموننا بأنَّنا مُمثِّلون لدين العرب، وباستمرار طلبوا منا نقودًا، ولم نحصُل على التصريح إلا بعد أربعة أعوام.

جوكتشيمان: إن الغالبية العظمى للسكَّان في الإكوادور مِنَ الكاثوليك - كما هو الحال بالنسبة لباقي دول أمريكا الجنوبية - فكيف قُمتَ بإدارة أعمال الدعوة كجماعة مُسلمة مُخلِصة؟
دكتور: يحيى خوان سوكيلي: لقد قمنا أولاً بترجمة الكتب والرسائل إلى اللغة الإسبانية، ووصَل عدد ما ترجمْنا إلى أربعين كتابًا تقريبًا، كما قمتُ بتسجيل صوتي يَشرح حياة الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - وقمْنا بتنظيم المؤتَمرات في الجامعات، ووزَّعنا الإعلانات الورقيَّة في الشوارع وما زلنا نوزِّعها، ونضع منصَّات في الطرقات، ونُحاول من خلالها شرْح الدين الإسلامي للناس، وندْعوهم لزيارة مركزنا، والحمد لله بعد صلاة كلِّ جمعة يَعتنق الإسلام ثلاثة أشخاص على الأقل، وهذا الأمر لا علاقة له بمساعينا؛ فكلُّ ما يَحدثُ يتمُّ بمساعدة الله وبركته، أمَّا مركز العلوم الإسلامية، فالطابق العلوي منه هو منزلي، وقمْنا بإزالة الجدران في الطابق السفلي وحولناه إلى مسجد، وهناك مسجد آخر لنا في (الإكوادور) بخلاف هذا المسجد.

جوكتشيمان: كيف كانت نظرة المجتمع لكم هناك؟ هل قابَلَوكم بسلوكيَّات سلبيَّة؟
دكتور: يحيى خوان سوكيلي: لم نتلقَّ أيَّة ردود فعل سلبية، سواء من محيطنا أو عائلاتنا، أو المجتمع بشكل عام، إنَّ ردَّ الفعل السلبي الوحيد الذي تلقَّيناه كان من العرب المسلمين الذين هاجَروا من قبْل واستقروا في (الإكوادور)، حيث قالوا: "إنَّهم يعرفون الدين الإسلامي أفضل منَّا؛ لأنَّنا أسلمنا حديثًا، وإنَّهم لا يَروننا كُفئًا لأعمال الدَّعوة والتبليغ".

جوكتشيمان: هل تَعرَّضتْ زوجتك أو أي من بناتك لردود فعْل سلبية بسبب حِجابِهن؟
دكتور: يحيى خوان سوكيلي: لا، لا أَتذكَّر تعرُّضهن لأي ردِّ فعْل سلبي، لقد ارتدين الحجاب بإرادتهن، ويَفعلنَ كل ما يَطلبُه الدين بإرادتهن، ولقد كَتبتُ خطابًا لموظَّفي الحكومة بعدما اعترفتْ بنا كمنظمة رسميَّة، وأبلغتُهم فيه أنَّ السيدات المنتميات لمؤسَّستنا سوف يكنَّ مُحجَّبات، ولم يكن هذا التصرُّف لأخذ الإذن منهم؛ وإنَّما أردتُ أن أُعلِمهم فحسب، ولم نتعرَّض لأية مشكلات حتى أحداث 11 سبتمبر 2001.

هداية ما بعد 11 سبتمبر:
أَعلنتِ القنوات التلفزيونية، وكتبتِ الصحف أنَّ المسلمين هم من قاموا باعتداءات 11 سبتمبر، وكانوا يَصِفون المسلمين بالإرهابيِّين، وكانت هذه أيام سيئة حقًّا، فلقد حزِنَّا جميعًا إزاء هذه الأقاويل السلبية، وعلى الرغم من كل هذه الدعاية السيئة لم يَحدث أيُّ نوع من (الإسلاموفوبيا) لدى أهالي أمريكا الجنوبية، فعلى العكس، انتابهم الفضول وبدؤوا يَتساءلون عن الدين الإسلامي، ولقد تعجَّبنا كثيرًا لهذا، ووضَّحنا لهم أنَّ الإسلام هو دين السلام والرحمة، ودعوناهم لخطب يوم الجمعة، وكثير منهم اعتنق الإسلام بعد صلاة الجمعة - كما حدَث معي تَمامًا - ويُمكِنني القول: إنَّ عددهم ازداد أكثر في تلك الفترة.

جوكتشيمان: في الوقت الحالي كم عدد المسلمين في الإكوادور؟
دكتور: يحيى خوان سوكيلي: يوجد في الإكوادور حوالي 3 آلاف و500 مُسلم، ويَبلغ إجمالي عدد المسلمين في أمريكا اللاتينية 6 ملايين نسمة.

جوكتشيمان: حسنًا، كيف يتمُّ تعليم الأطفال؟ هل هناك مدارس يُمكن للمسلمين ارتيادُها؟
دكتور: يحيى خوان سوكيلي: يتلقَّى أطفالنا تعليمًا دينيًّا، ولا يقتصر الأمر على الأطفال فحسْب، بل يَنضمُّ الشباب والسيدات أيضًا لهذا التعليم.

جوكتشيمان: هل تواجِهكم صعوبات بخصوص الطعام؟ على سبيل المثال كيف يُمكنكم الحصول على لحوم حلال؟
دكتور: يحيى خوان سوكيلي: إنَّ الطعام هو أكثر الأمور التي نواجِه فيها صعوبات، فحتى وقت قريب لم يكن هناك أي مكان يَبيع لحوم حلال في مُحيطنا، وفي الآونة الأخيرة افتتح شخص باكستاني مكانًا كهذا، ونحن لا نستهلك اللحوم والأطعمة غير الحلال على الإطلاق؛ حيث يقوم ربُّ الأسرة عندنا بذبح ما يشتريه من أغنام وماعِز في المذبح ثم يُخزِّن احتياجه الشهري من اللحوم في مُجمدات التخزين.

جوكتشيمان: كيف هو شهر رمضان؟ كيف تَقضونه في الإكوادور؟
دكتور: يحيى خوان سوكيلي: في شهر رمضان تقوم زوجاتُنا بإعداد مائدة إفطار كبيرة في المركز، ويَستمرُّ الحال هكذا منذ 19 عامًا، ونفطر معًا بشكل جماعي على هذه المائدة، وفي الثلاث السنوات الأخيرة نتلقَّى دعمًا كبيرًا من جمعيَّة المساعدات الإنسانيَّة الخيريَّة التركية (İhh)، وخلال اليوم تكون هناك دروس دينية لأبنائنا وسيداتنا، وتَجتمِع سيَّداتُنا، ويَقرأنَ القرآن الكريم، وبالمساء نقوم جميعًا بأداء صلاة التراويح، فالصوم في دولة ليست مسلمة ليس صعبًا على الإطلاق بالنسبة لنا؛ لأنَّنا أَرسينا إيمانَنا على أُسس راسِخة.

جوكتشيمان: كيف تَصف لنا الحالة الاقتصادية في (الإكوادور)؟
دكتور: يحيى خوان سوكيلي: إنَّ (الإكوادور) تُعدُّ دولة غنيَّة بالموارد الطبيعية، كما هو الحال بالنسبة لكافة دول أمريكا الجنوبية، لكنَّنا لم ننجحْ في الاستفادة من هذه الموارد حتى يومنا هذا، حيث جاءت الدول الغربية تحت اسم الشركات مُتعدِّدة الجنسيات، واستغلَّت مواردنا من ذهب وفضة وبترول، فالشعب لم يَستِغل هذه الموارد لصالحه، إلا أنَّه يُمكِنني القول: "إنَّ هذه الظروف تَسير للأفضل هذه الأيام".

جوكتشيمان: لقد كان اسمك في قائمة "أكثر 500 مسلم مؤثِّرًا في العالم" لعام 2009، لماذا اختاروكَ في اعتقادكَ؟
دكتور: يحيى خوان سوكيلي: نعم، لقد كان اسمي واسم زوجتي ضمن هذه القائمة، أَعتقد أنَّ السبب الأساسي في ذلك هو أعمال الترجمة التي قمْنا بها، لقد كانت هذه الأعمال رائدة حقًّا، فلقد قمنا بهذه الترجمات قبل 25 عامًا، ولم يكن هناك أية مطبوعات باللغة الإسبانية تتحدَّث عن الإسلام آنذاك، وكانت أسطوانة (cd) التي سجَّلتُها بصوتي عن حياة النبي - صلى الله عيه وسلم - هي أول عمَل يتعلَّق بالسيرة النبوية باللغة الإسبانية؛ ولذلك أنا أعتقد أنه كان لهذه الترجمات أثرٌ كبير في دخولنا هذه القائمة.

جوكتشيمان:في النهاية، ما أهدافكَ للمستقبل؟ وهل هناك ما تَودُّ أنْ تقوله لمسلمي العالم؟
دكتور: يحيى خوان سوكيلي: نحن لدينا أهداف كثيرة نودُّ أن نُحقِّقها بإذن الله، فنحن نُخطِّط لافتتاح أولاً مدارس ابتدائية وثانوية ثم كليات وجامعات، هذا على الصعيد المادي، كما نَهتمُّ كثيرًا بنشْر المشروعات الصغيرة؛ كي يكون المسلمون أكثر تأثيرًا في المجال التجارِي أيضًا، ولا سيما في قطاع الأغذية الحلال، ونحن نحتاج لدعم ومساعدة إخواننا المسلمين في هذا الصدد، ونودُّ كذلك البقاء على اتِّصال مع إخواننا في (تركيا) وفي الدول الإسلامية الأخرى؛ لتدعيم علاقات الإخاء والترابُط، وننتظرُ التعاون معهم.
الألوكة