نور الإسلام
11-01-2012, 09:26 PM
الحمد لله غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول ، لا إله إلا هو إليه المصير، وأشهد أن لا إله إلا الله التواب الرحيم ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الموصوف بكونه بالمؤمنين رحيما .
أما بعد :
يقول المولى جل وعلا : ( وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون ) النور/31 ويقول أيضاً : ( يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحاً ) التحريم / 8 ، فالتوبة ليست خاصة بالمذنب الجاني فحسب ، بل هي عامة في حق جميع المؤمنين الذين يريدون الفوز والفلاح في الدنيا والآخرة .
فإن من أعظم نعم الله عز وجل على عباده أن جعل باب التوبة مفتوحاً للتائبين ، وجعله فجراً تبدأ معه رحلة العودة إلى الله جل جلاله بقلوب منكسرة، ودموع منسكبة ، وجباه خاضعة ، وأعناق متذللة .
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها " أخرجه مسلم (4/2113) (2759) .
وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال : قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه " أخرجه مسلم (4/2076) (2703).
وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله عز وجل يقبل توبة العبد مالم يغرغر " أخرجه أحمد (2/132،1532) والترمذي (3537) وحسنه الألباني في صحيح الترغيب (3/218) (3143) والمشكاة (2343،2449) .
فيا أخي الكريم : اعلم إن رمضان فرصة عظيمة للتوبة إلى الله ،والرجوع إليه ، وتجديد العهد مع خالقك سبحانه وتعالى ، واحذر أن تكون من المغبونين وذلك إن انقضى رمضان ولم يغفر لك عياذاً بالله من ذلك .
عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أتاني جبريل فقال : يا محمد من أدرك شهر رمضان فمات ولم يغفر له فأُدخل النار فأبعده الله . قل : آمين .فقلت : آمين ….." أخرجه ابن حبان في صحيحه والطبراني في الكبير . انظر صحيح الجامع (75).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " رغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له …" أخرجه الترمذي (3545) وصححه الألباني في الإرواء (1/36)(6) والمشكاة (7،9)
فهذا شهر رمضان ، شهر بركة وخير، حباه الله بفضائل عديدة ، وخصال حميدة ، فهو شهر القرآن ، وشهر الإحسان ، وشهر التوبة وتكفير الذنوب والخطايا ، فيه تنزل الرحمات ، وترفع الدرجات ، وتفتح فيه أبواب الجنان ، وتغلق أبواب النيران ، وتصفد فيه مردة الشياطين .
عن أبي هريرة رضي الله عنهقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة ، وغلقت أبواب النار ، وصفدت الشياطين " ، وفي رواية مسلم: "فتحت أبواب الرحمة ، وغلقت أبواب جهنم ، وسلسلت الشياطين "رواه البخاري (1898) ومسلم (1079) .
فيا أخي الحبيب : جد في التوبة ، وسارع في الرجوع والأوبة ، فليس للعبد مستراح إلا تحت شجرة طوبى، ولا للمحب قرار إلا يوم المزيد ، فبادر بالتوبة والفرار إلى الله ، قبل أن تقضي عليك الذنوب ، و تتلفك المعاصي والآثام ، فاستيقظ من سباتك، وأفق من غفلتك ، فالأيام تمضي وتمر ، فاحذر أن تكون من المغبونين ، بزهدك في جنات النعيم ، فسارع إلى التوبة والندم على ما فات .
فهذا سيد الأولين والأخرين رسولنا صلى الله عليه وسلم وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ،لا يفتر أن يتوب إلى الله ويستغفره في اليوم مرات عديدة ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة " أخرجه البخاري (6307) ، وعن الأغر بن يسار المزني رضي الله عنهقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه ، فإني أتوب في اليوم مائة مرة " أخرجه مسلم (2702) .
فليكن لك في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة والقدوة الطيبة ، فلا تؤجل التوبة ولا تسوف بها ، ودع عنك "سوف " وأخواتها .
نعم ( وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ) آل عمران /185 ، فيا مضيعاً يومه وقد ضيعت أمس ، قتلت نفسك بالمعاصي والذنوب ، ارجع إلى مولاك ، واندم على ما فرطت في جنب الله ، و أسكب الدمع على أعتاب التوبة ،وتذلل إلى ربك واطلب منه الإقالة ، تجده فرحاً بك مسروراً.
نعم إذا تبت إلى الله ورجعت إليه فرح بك فرحاً شديداً ، أشد من فرح ذلك الرجل الذي عادت إليه دابته بعدما يئس من رجوعها ، أتدري ما قصة هذا الرجل ؟
عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة ، فأفلتت منه ، وعليها طعامه وشرابه ، فأيس منها ، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها ، وقد أيس من راحلته ، فبينما هو كذلك ، إذ هو بها قائمة عنده ، فأخذ بخطامها ، ثم قال من شدة الفرح : اللهم أنت عبدي وأنا ربك ، أخطأ من شدة الفرح " رواه البخاري (6309) ومسلم واللفظ له (2747) .
أرأيت يا عبد الله كيف فرح الله بك حين تبت ورجعت إليه ، وأنت من أنت ؟ أنت العبد الفقير الذليل الضعيف الذي ليس له حول ولاقوة ، وهو من هو ؟ هو الله ملك الملوك ، وجبار السماوات والأرض ، بيده ملكوت كل شيء سبحانه وتعالى .
فيا أخي لا تقنط من رحمة الله ، واعلم أن الله جل جلاله لا يتعاظمه ذنب أن يغفره ، ولا عبد مذنب جاء إليه أن يقبله فهو سبحانه وتعالى واسع العفو ، كثير الغفران ، غافر الذنب وقابل التوب ، سبحانه ، وسعت رحمته كل شيء .
عن أنس رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " قال الله : يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي ، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ، ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي ، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة " أخرجه الترمذي وحسنه الألباني في الصحيحة (1/249-250) (127) والمشكاة (4336).
فيا أخي :
يا من تاب الله عليك من ترك الصلاة إياك والتفريط في أدائها بعد ذلك .
ويا من عافاك الله من سماع الأغاني الماجنة ، ومشاهدة الأفلام الفاسدة , والمسلسلات الهابطة ، إياك والرجوع إلى مثل تلك الذنوب العظيمة ، والبلايا الخطيرة .
ويا من أنعم الله عليك بترك شرب الدخان وعيره من الخبائث إياك أن تعود إليها مرة أخرى بعد أن أنقذك الله من شرها ، وشر عواقبها الوخيمة .
ويا من يصوم عن ما أحل الله له , ولا يصوم عن ما حرم الله عليه من أكل الربا , وأكل أموال الناس بالباطل , بادر بالتوبة قبل أن تفوت الفرصة .
وفي الجملة أقول لك :
احمد الله على أن بلغك شهر رمضان ، ومن عليك فيه بالتوبة والغفران ، وأسأله سبحانه وتعالى الثبات على الحق حتى الممات .
أما بعد :
يقول المولى جل وعلا : ( وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون ) النور/31 ويقول أيضاً : ( يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحاً ) التحريم / 8 ، فالتوبة ليست خاصة بالمذنب الجاني فحسب ، بل هي عامة في حق جميع المؤمنين الذين يريدون الفوز والفلاح في الدنيا والآخرة .
فإن من أعظم نعم الله عز وجل على عباده أن جعل باب التوبة مفتوحاً للتائبين ، وجعله فجراً تبدأ معه رحلة العودة إلى الله جل جلاله بقلوب منكسرة، ودموع منسكبة ، وجباه خاضعة ، وأعناق متذللة .
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها " أخرجه مسلم (4/2113) (2759) .
وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال : قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه " أخرجه مسلم (4/2076) (2703).
وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله عز وجل يقبل توبة العبد مالم يغرغر " أخرجه أحمد (2/132،1532) والترمذي (3537) وحسنه الألباني في صحيح الترغيب (3/218) (3143) والمشكاة (2343،2449) .
فيا أخي الكريم : اعلم إن رمضان فرصة عظيمة للتوبة إلى الله ،والرجوع إليه ، وتجديد العهد مع خالقك سبحانه وتعالى ، واحذر أن تكون من المغبونين وذلك إن انقضى رمضان ولم يغفر لك عياذاً بالله من ذلك .
عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أتاني جبريل فقال : يا محمد من أدرك شهر رمضان فمات ولم يغفر له فأُدخل النار فأبعده الله . قل : آمين .فقلت : آمين ….." أخرجه ابن حبان في صحيحه والطبراني في الكبير . انظر صحيح الجامع (75).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " رغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له …" أخرجه الترمذي (3545) وصححه الألباني في الإرواء (1/36)(6) والمشكاة (7،9)
فهذا شهر رمضان ، شهر بركة وخير، حباه الله بفضائل عديدة ، وخصال حميدة ، فهو شهر القرآن ، وشهر الإحسان ، وشهر التوبة وتكفير الذنوب والخطايا ، فيه تنزل الرحمات ، وترفع الدرجات ، وتفتح فيه أبواب الجنان ، وتغلق أبواب النيران ، وتصفد فيه مردة الشياطين .
عن أبي هريرة رضي الله عنهقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة ، وغلقت أبواب النار ، وصفدت الشياطين " ، وفي رواية مسلم: "فتحت أبواب الرحمة ، وغلقت أبواب جهنم ، وسلسلت الشياطين "رواه البخاري (1898) ومسلم (1079) .
فيا أخي الحبيب : جد في التوبة ، وسارع في الرجوع والأوبة ، فليس للعبد مستراح إلا تحت شجرة طوبى، ولا للمحب قرار إلا يوم المزيد ، فبادر بالتوبة والفرار إلى الله ، قبل أن تقضي عليك الذنوب ، و تتلفك المعاصي والآثام ، فاستيقظ من سباتك، وأفق من غفلتك ، فالأيام تمضي وتمر ، فاحذر أن تكون من المغبونين ، بزهدك في جنات النعيم ، فسارع إلى التوبة والندم على ما فات .
فهذا سيد الأولين والأخرين رسولنا صلى الله عليه وسلم وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ،لا يفتر أن يتوب إلى الله ويستغفره في اليوم مرات عديدة ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة " أخرجه البخاري (6307) ، وعن الأغر بن يسار المزني رضي الله عنهقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه ، فإني أتوب في اليوم مائة مرة " أخرجه مسلم (2702) .
فليكن لك في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة والقدوة الطيبة ، فلا تؤجل التوبة ولا تسوف بها ، ودع عنك "سوف " وأخواتها .
نعم ( وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ) آل عمران /185 ، فيا مضيعاً يومه وقد ضيعت أمس ، قتلت نفسك بالمعاصي والذنوب ، ارجع إلى مولاك ، واندم على ما فرطت في جنب الله ، و أسكب الدمع على أعتاب التوبة ،وتذلل إلى ربك واطلب منه الإقالة ، تجده فرحاً بك مسروراً.
نعم إذا تبت إلى الله ورجعت إليه فرح بك فرحاً شديداً ، أشد من فرح ذلك الرجل الذي عادت إليه دابته بعدما يئس من رجوعها ، أتدري ما قصة هذا الرجل ؟
عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة ، فأفلتت منه ، وعليها طعامه وشرابه ، فأيس منها ، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها ، وقد أيس من راحلته ، فبينما هو كذلك ، إذ هو بها قائمة عنده ، فأخذ بخطامها ، ثم قال من شدة الفرح : اللهم أنت عبدي وأنا ربك ، أخطأ من شدة الفرح " رواه البخاري (6309) ومسلم واللفظ له (2747) .
أرأيت يا عبد الله كيف فرح الله بك حين تبت ورجعت إليه ، وأنت من أنت ؟ أنت العبد الفقير الذليل الضعيف الذي ليس له حول ولاقوة ، وهو من هو ؟ هو الله ملك الملوك ، وجبار السماوات والأرض ، بيده ملكوت كل شيء سبحانه وتعالى .
فيا أخي لا تقنط من رحمة الله ، واعلم أن الله جل جلاله لا يتعاظمه ذنب أن يغفره ، ولا عبد مذنب جاء إليه أن يقبله فهو سبحانه وتعالى واسع العفو ، كثير الغفران ، غافر الذنب وقابل التوب ، سبحانه ، وسعت رحمته كل شيء .
عن أنس رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " قال الله : يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي ، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ، ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي ، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة " أخرجه الترمذي وحسنه الألباني في الصحيحة (1/249-250) (127) والمشكاة (4336).
فيا أخي :
يا من تاب الله عليك من ترك الصلاة إياك والتفريط في أدائها بعد ذلك .
ويا من عافاك الله من سماع الأغاني الماجنة ، ومشاهدة الأفلام الفاسدة , والمسلسلات الهابطة ، إياك والرجوع إلى مثل تلك الذنوب العظيمة ، والبلايا الخطيرة .
ويا من أنعم الله عليك بترك شرب الدخان وعيره من الخبائث إياك أن تعود إليها مرة أخرى بعد أن أنقذك الله من شرها ، وشر عواقبها الوخيمة .
ويا من يصوم عن ما أحل الله له , ولا يصوم عن ما حرم الله عليه من أكل الربا , وأكل أموال الناس بالباطل , بادر بالتوبة قبل أن تفوت الفرصة .
وفي الجملة أقول لك :
احمد الله على أن بلغك شهر رمضان ، ومن عليك فيه بالتوبة والغفران ، وأسأله سبحانه وتعالى الثبات على الحق حتى الممات .