المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شرح كتاب الإيمان لأبي عبيد الله القاسم


نور الإسلام
09-06-2013, 11:09 AM
حمل المرجع من المرفقات


كتاب الإيمان
الإيمان... له معنيين: لغوي وشرعي.
أولا: المعنى اللغوي:
المشتهر عند أهل اللغة أن الإيمان، هو التصديق وقد نقل الإجماع على هذا.
قال الأزهري في تهذيب اللغة:
«واتفق أهل العلم من اللغويين وغيرهم أن الإيمان معناه: التصديق».
ومن أهل اللغة من فسروا الإيمان بما يتضمن عمل القلب كما قال ابن منظور:
«وحد الزجاج الإيمان، فقال: الإيمان إظهار الخضوع والقبول للشريعة، ولما أتى به النبي، واعتقاده وتصديقه بالقلب».
وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، رجح الثاني فقال:
«وإنما يقال: آمن له كما يقال: أقررت له، فكان تفسيره بلفظ الإقرار أقرب من تفسير بلفظ التصديق مع أن بينهما فرقا» ([1] (http://investigate-islam.com/al5las/#_ftn1)).
قلت: وكلام شيخ الإسلام من القوة بمكان لأن لفظ الإيمان في اللغة لم يقابل بالتكذيب كلفظ التصديق، فإنه من المعلوم في اللغة، أن كل مخبر يقال له: صدقت أو كذبت، ويقال: صدقناه أو كذبناه، ولا يقال لكل مخبر: آمنا له أو كذبناه، بل المعروف في مقابلة الإيمان لفظ الكفر، والكفر لا يختص بالتكذيب، بل لو قال: أنا أعلم أنك صادق لكن لا أتبعك، بل أعاديك وأبغضك وأخالفك ولا أوافقك لكان كفره أعظم، فلما كان الكفر المقابل للإيمان ليس هو التكذيب فقط، علم أن الإيمان ليس هو التصديق فقط.
وهذا أيضا ما رجحه الشيخ ابن عثيمين في شرحه على الواسطية حيث قال:
«ولهذا لو فسر الإيمان بالإقرار لكان أجود فنقول: الإيمان: الإقرار، ولا إقرار إلا بتصديق، فنقول: أقر به: كما نقول: آمن به، وأقر له كما نقول: آمن له هذا في اللغة».
وعلى هذا الإيمان لغة الأقرب أن يفسر بالإقرار.
والإيمان في الشرع حقيقة مركبة من القول والعمل.






([1]) مجموع الفتاوى.