المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شرح حديث يوشك أن يكون خير مال المسلم غنما


نور الإسلام
13-07-2014, 10:06 AM
بَابُ اَلتَّعَرُّبِ فِي اَلْفِتْنَة.



وَلَهُ: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: « يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرُ مَالِ اَلْمُسْلِمِ غَنَمًا يَتبع بِهاِ شعف اَلْجِبَالِ, وَمَوَاقِعَ اَلْقَطْرِ, يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنْ اَلْفِتَنِ »1 .





يقول في الترجمة: "بَابُ اَلتَّعَرُّبِ فِي اَلْفِتْنَةِ". التعرب يعني الصيرورة إلى البدو. الأعرابي هو البدوي، والتعرب التبدي في الفتنة، يعني النزوح والخروج إلى البادية وإلى منازل الأعراب، ولا يلزم من ذلك أن يكون الإنسان أعرابيا؛ لأنها أمر عارض.

وذكر حديث أبي سعيد في الصحيحين النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « يوشك أي يقرب أن يكون خير مال الرجل غنما يتبع بها شعف الجبال -جمع شعفة وهي رأس الجبل- ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن »2 هذا يتضمن أنه قد تأتي أيام يغلب فيها الشر وتعظم الفتنة؛ بحيث يخشى الإنسان على نفسه، يُدعى إلى الباطل ويحمل عليه ويجبر عليه. يجبر أن يتكلم بالباطل، يجبر أن يفعل الحرام، يعني سواء كان من فتن القتال، أو فتن البدع والمحدثات « يفر بدينه »3 .

قال: يريد سلامة دينه ليسلم دينه « يفر بدينه »3 ؛ لأنه بسبب ما حل من الفتنة يخاف على دينه من الزوال أو النقص، وذلك بالعزلة، وهنا تختلف أحوال الناس فمن الناس من تكون العزلة أصلح له؛ لأن وجوده بين الناس ضرر عليه. وجوده بين الناس ضرر؛ لأنه لا يستطيع أن يقاوم هذا الباطل بالإنكار والبيان والتبصير؛ فهذا خير له العزلة.

ومن الناس لا، من يكون عنده من القوة في علمه وبيانه وعزيمته وشجاعته ما يقاوم ويقارع فيه الباطل وأهله؛ فهنا الخلطة خير له. إذن فقوله: « يوشك أن يكون خير مال الرجل »4 ما يلزم أن يكون ذلك لكل رجل فالذي كما جاء في الأثر الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم، يخالطهم ويصبر على أذاهم، ولا يتضرر بذلك في دينه بقطع النظر عن ضرره الشخصي؛ لأنهم يؤذونه ويصبر على أذاهم. الرسل صبروا ﴿ وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا ﴾5 نعم يا شيخ.




1 : البخاري : الفتن (7088) , والنسائي : الإيمان وشرائعه (5036) , وأبو داود : الفتن والملاحم (4267) , وابن ماجه : الفتن (3980) , وأحمد (3/43).
2 : البخاري : الإيمان (19) , والنسائي : الإيمان وشرائعه (5036) , وأبو داود : الفتن والملاحم (4267) , وابن ماجه : الفتن (3980) , وأحمد (3/43).
3 : البخاري : بدء الخلق (3300) , والنسائي : الإيمان وشرائعه (5036) , وأبو داود : الفتن والملاحم (4267) , وابن ماجه : الفتن (3980) , وأحمد (3/43).
4 : البخاري : بدء الخلق (3300) , والنسائي : الإيمان وشرائعه (5036) , وأبو داود : الفتن والملاحم (4267) , وابن ماجه : الفتن (3980) , وأحمد (3/43).
5 : سورة الأنعام (سورة رقم: 6)؛ آية رقم:34