المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رحلة تيه | (الحلقة 7) الطيبي: في القرية الأطفال الذين لا حماية لهم كانوا يتعرضون للاغتصاب


نور الإسلام
27-07-2014, 10:44 AM
رحلة تيه | (الحلقة 7) الطيبي: في القرية الأطفال الذين لا حماية لهم كانوا يتعرضون للاغتصاب لكن لا أحد كان يمس الفتيات

http://www.tangerinter.com/wp-content/uploads/2014/07/7+-620x397.jpg

الطيبي مراهقا

طنجة انتر [/URL]- 5 يوليو 2014 ( 10:49 )
http://www.tangerinter.com/wp-content/uploads/2014/07/10476992_860580530636634_1389943976_n.jpg (http://www.tangerinter.com/author/%d8%b7%d9%86%d8%ac%d8%a9-%d8%a5%d9%86%d8%aa%d8%b1/)

محمد الطيبي (خيسوس ماريا ديلا أوليفا)

محمد الطيبي، أو خيسوس ماريا ديلا أوليفا.. اسمان لشخص واحد قد لا تتكرر قصة حياته الفريدة مع أي شخص آخر، فالطفل الذي ولد في أربعينيات القرن الماضي بإحدى القرى الجبلية بمنطقة العرائش، سيجد نفسه وسط مغامرة تتلوها مغامرات، مؤلمة في أغلب الأحيان، ومضحكة في مناسبات قليلة، أما في مرات أخرى، فيصر صاحبها على تحويل مبكياتها إلى مضحكات..
حياة قاسية قضاها الطيبي منتقلا بين القرى الجبيلة، باحثا عن حنان لم يكد يعرفه يوما بعدما انفصل والداه مبكرا، ليدخل مرحلة توهان عاطفي اقتادته إلى حضن أسرة إسبانية، لتتدخل يوما ما يد “مخزنية” قاسية، ستزيد من الأمر تعقيدا وسترمي به دون أن يدري إلى الكنيسة وعوالم التنصير.. هي رحلة طويلة وغريبة لهذا الشخص وسط عالم المسيحية، والأغرب منها إصراره على أنه كان “راهبا مسلما”..
لكنه ما كاد يخرج من هاته المغامرة حتى دخل في مغامرة لا تقل غموضا، عندما انضم إلى الجيشين الإسباني والمغربي، وبينهما سيقوده حظه الغريب إلى وحشة المعتقل السري ورعب انقلاب الصخيرات، ملتقيا بأسماء لطالما تحدث عنها التاريخ الأمني والعسكري للمغرب، غير جازم في أي خانة تصنف…
[U]الحلقة السابعة:
قلت إنك أتيت للمدينة للعمل هل كان مشغلوك يمنحونك مالا مقابل عملك في بيع الحلوى؟
لا، كانوا فقط يطعمونني ويمنحونني مكانا أبيت فيه، وأنا لم أكن لأجرؤ على طلب المال منهم.
كم لبثت مع هذه أسرة شقيقة الشنتوف؟
ليس طويلا، فقد قدم شقيق السيد الشنتوف، الذي يعمل بدوره في بيع الحلوى، ولم يكن لديه وزوجته أبناء، فاقترح على شقيقته أن يتكفل بي مقابل مساعدته فوافقت، وانتقلت عنده حيث سأتعلم مهنة بيع الحلوى في الاسواق.
لكن في إحدى المرات بينما كنت أبيع الحلوى في سوق قبيلة أربعاء عياشة، سأصادف شقيق جدي، والذي يدعى الحاج الغري، الذي كان محروما من الإنجاب، فعندما حكيت له قصتي، قال لي إنني سأذهب للعيش معه، وكنت أعتقد أنني سأحصل أخيرا على أسرة تهتم بي، والأهم أنني سأعود للدراسة، فاستأذنت من السيد الشنتوف، ورافقت شقيق جدي إلى منزله، فقد كان رجلا ثريا لديه فلاحة ومواشي، ولبثت لثلاثة أيام آملا أن يبعثني إلى المسيد للتعلم، لكنه فاجأني بأن طلب مني العمل كراعي غنم، فتنبهت إلى أنه كان يهدف لاستغلالي، فشعرت بالإحباط، فعملت ليومين، ثم قررت الفرار، فاستيقظت باكرا محاولا العودة إلى بني كرفط، فأردت مرافقة الباعة في رحلتهم، وفي الطريق إليهم سألتقي رجلا كاد يغير حياتي إلى جحيم.
كيف؟
هذا الرجل كافي العشرينيات تقدم إلي وسألني عن هويتي ووجهتي، فأخبرته بأن أصلي من منطقة تسمى “الخطوط” وأني أقطن بقبيلة بني كرفط، فقال بأنه يعرف والدي وبأنه من أبناء عمومتي، فطلب مني مرافقته في الطريق، فوثقت به، لكن في منتصف الطريق رأى رجلا قادما على دابته، فشعرت بعلامات الارتباك بادية عليه، فخفت، وبدأت أحاول الفرار منه وهو يحاول منعي، فأطلقت العنان للصراخ، إلى أن انتبه إلي راكب الدابة فأتى مسرعا، بينما فر الشاب.. لقد كان يحاول اغتصابي.
هل كان اغتصاب الاطفال أمرا شائعا في قراكم؟
لقد كان هناك أطفال يعانون من الفقر المدقع، وكان بعض الشبان يعجزون عن الوصول للنساء، لأن مس المرأة بسوء كان يعني الويلات لمن تجرأ على ذلك، فكان هؤلاء يستغلون فقر الأطفال الجوعى، فيشترون لهم “زلافة من البيصار” ونصف خبزة، ثم يجبرونهم على مرافقتهم لاغتصابهم.
لم يكن الأمر متفشيا بشكل كبير، لكن كان هناك صمت كبير من طرف الأطفال الذين يتعرضون لذلك، أحيانا بالعنف والتهديد بالقتل، وأحيانا طمعا في لقمة أكل، والاغتصاب يحدث عادة للأطفال الذين يكونون بدون حماية، وقد يؤدي بضحاياه بدورهم إلى ممارسة الاغتصاب على أطفال آخرين عندما يكبروا، وبعض الضحايا صاروا مصابين باضطرابات نفسية، أعرف رجلا من قبيلتنا، كان يتيما لا تستطيع أمه الأرملة حمايته، فتعرض للاغتصاب فصار يجاهر بكرهه للبشر.. ولذلك كنت أعتبر نفسي محظوظا لأن جدي كان يحميني رغم أنني بدون أب.. وكان اليتامى والغرباء عن القبيلة الأكثر تعرضا للاعتداء
ماذا كان يحدث إذا ما عرفت أسرة أن طفلها تعرض للاغتصاب؟
الأطفال كانوا يصمتون خوفا، فلم يكن لهم من يحميهم كما قلت لك، وكان المغتصبون يعرفون كيف يتصيدون ضحاياهم، فكان الأطفال المعتدى عليهم يلوذون بالصمت.
وهل كانت البنات الصغيرات يتعرضن للاغتصاب؟
لا، وهذا كان من خصائص قرانا، فالفتاة الصغيرة كما الكبيرة كانت تتمتع بالحصانة ولم يكن أحد يجرؤ على المس بها.
هل كان المعتدون على الأطفال غرباء عن القبيلة أم من أببنائها؟
كان أغلب المغتصبين من رعاة الغنم، وأحيانا من طلبة القرآن، وأتأسف على ذلك بشدة، حيث كان الطلاب الكبار نسبيا يعتدون على الأصغر منهم، وأحيانا قد يغتصب طفل في الثامنة آخر أصغر منه بسنة.. وكان الفقهاء يعرفون ذلك ويصمتون عنه للأسف.. وعندما كبرت سأعلم أن مثل هذا الأمر يوجد أيضا في دير الرهبان المسيحيين بإسبانيا، وليس في المغرب فقط.
قلت إنك ستضطر للعودة إلى بيت جدك، وهي المرة التي ستكون الأخيرة، لماذا؟
بسبب خداع شقيق جدي لي، حيث حملني الرجل الذي أنقذني إلى مكان يجتمع فيه التجار، وهناك سألتقي باثنين من سكان قبيلتنا، فحكيت لهم قصتي مع شقيق جدي، وكان مجرد القول بأنني كنت سأصبح راعيا، يثير الاستغراب والأسف، لأن أسرتي كانت معروفة في البادية بأنها لا تشغل أبناءها في هاته المهنة، فرافقتهما إلى بيت جدي، ولا زلت أذكر أنه نظر إلي وبدا يحرك رأسه صامتا، لكن بعد 5 أيام سأغادر البيت الذي ترعرعت فيه نهائيا، وكانت المرة الأخيرة التي سأرى فيها وجه جدي وجدتي، فقد قدر لي فيما بعد أن ألتقي بوالدي وبخالي، لكن جدي و”ماما” وافتهما المنية.