نور الإسلام
09-01-2012, 03:46 PM
الاجهاد والتوتر النفسي
ان الإجهاد والتوتر من أهم أسباب المرض والاعتلالية في الحياة، بل يبدو أنها أهم مسببات داء القلب الإكليلي الذي يلعب الدور الأول في قتل البشر .
ولا يمكن لنا تجنب الإجهاد، كما تستحيل الحياة دونه، فالقلق من أهم دوافع التطور البشري ومحك الطاقات، إلا أن زيادة الإجهاد قد تؤدي بالتهلكة للجسم البشري لذا توجهت إليه اهتمامات العلاج النفسي والبدني الحديثة.
وفي هذا المجال محاولة لتحليل علمي عن مدى مساهمة التعاليم الإسلامية في حل المشاكل النفسية، ومشاركتها في ضمان حياة أكثر صحية وإيجابية نفسية. ونظراً لضيق المساحة المخصصة للمقال، لذا سنحاول الاقتصار على تلك الطرق العملية والتي تتبع عادة لتخفيف حدة التوتر، وشده الإجهاد، وينجم عنها الاسترخاء، سواء الطيعي البدني، أو النفسي، في ضوء الإسلام.
وتم انتقاء طرق الاسترخاء التالية للمناقشة:
ـ القيلولة
القيلولة من السنة النبوية الشريفة، وهي الإغفاءة القصيرة وسط النهار، وقد أظهرت بحوث العلماء المحدثين أهمية القيلولة في ضمان الاسترخاء الكامل للجسم.
ولا يتوقف تأثير القيلولة على كفالة الاسترخاء الكامل إبان النهار، بل يتعداها إلى أثره في انه يبعث على النوم أثناء الليل.
وكما قال كونر" أن الاسترخاء لمد ة أثناء النهار، يعتبر من أهم الدوافع في الاسترخاء الكامل ، والنوم الهادئ، عندما تزحف إلى السرير ليلا ".
ومن الجدير بالذكر أن الأرق يعتبر في حد ذاته " إجهادا قوياً أو شديداً " لذا فسنة الإغفاءة القصيرة أثناء النهار قد تتبع كعلاج لعدم القدرة على النوم.
بالإضافة إلى ذلك فإن السنة الشريفة لا تستلزم النوم أثناء النهار بل تتطلب الرقاد والاسترخاء فقط، وهذا هو المطلوب تماما للاسترخاء السليم تبعا لاحدث الوسائل العلمية.
-الاعتقاد في الخالق والإيمان بأنه قادر ومعين
هناك من الاضطرابات النفسية والعصاب النفسي، والذهان، ما يعود إلى ضعف الأيمان بالخالق وقدرته، طبقا لبعض النظريات.
كذلك يمكن استنباط هذه النظريات من الدراية بآلية ونظام وتطور هذه الاضطرابات.
الإنسان معرض دائماً وفي ثبات واستمرار لظروف ضغط مختلفة تسبب الإجهاد، وليس من الممكن تجنب القلق، إلا أن المرء يحاول أن يـضبط الضغوط أو يخفيها، بطرق تعلمها، أو وسائل وميول موروثة تحكم الانفعال للضغط. .
وكنتيجة لهذا التفاعل بين الضغط والإنسان ينجم " الانفعال للضغط "، وهذا بدوره يعتمد على شدة الضغوط وقوتها من جهة، كما يتوقف على مقدرة الفرد على التكيف. فإذا ما كان الضغط متوسطا، أو كانت القدرة على التكيف جيدة فان الانفعال الناجم في الانضباط يعود بالفائدة. أما إذا زاد الضغط، أو كان الانضباط فقيرا، نتج الذهان، أو الاضطراب العقلي.
ومن يؤمن بالله وقدرته، ويوقن انه معه في حياته، ذلك الإيمان يقدم الدعم الروحي الذي يحفظ المرء حتى في أقسى ظروف الحياة.
ويذكر الحديث الشريف في أكثر من موضع أهمية ذكرا لله وتذكره، وتلاوة قرأنه الكريم، كما ورد في كلمات الله تعالى (ألا بذكر اللهتطمئن القلوب)
ومن المنطقي التوصل إلى الاستنتاج بأن الاعتقاد في الله الواحد، كما يعظ الإسلام، يقدم الضمانات والدعامة الروحية التي تتطلبها الحياة، كما تمنح رضا القلب وتغدق عليه قناعته.
- الإيمان بالحياة الأخرى وقبول القضاء والقدر (الأمر المحتوم)
وعى ضوء ما مضى من مناقشة يتضح أن من-يؤمن بأن الدنيا لا تساوي شيئا، وأنها موقوتة وفانية، وهناك حياة أخرى فيما بعدها، سيرضى بما آتاه في دنياه. وقبول الآمر الواقع، والقضاء والقدر، أمر هام وضروري في الحماية النفسية ضد الطش والتهور.
أما أولئك الذين لا يؤمنون بالحياة الأخرى فهم محرومون تماماً من هذه الميزة، وبالتالي فهناك حرمان جزئي لدى أولئك الذين يؤمنون بحياة أخرى قصيرة، أما أولئك الذين يتوقعون مكافأتهم لاعمالهم في هذه الدنيا فقط، فمن المتوقع أن يكون لديهم بدل الراحة قلق،وعوض الطمأنينة خوف
والإيمان بالمصير الذي بشر به الإسلام، مع الاعتقاد في الحياة الأخرى، يقوم بالتأكيد بحماية المرء من الانفعال.
- العناية بالجار.
في تلك الأماكن التي يطلق عليها اكثر الأماكن تقدما، نجد أن الجار لا يعرف حتى جيرانه المباشرين. وقد تمكن
هانز سيلي- مؤخرا-من تقرير المغزى العلمي من المحافظة على علاقات طيبة مع الجيران. وبحوث سيلي تؤهله للقلب " أبو الإجهاد "، وقد توصل إلى الاستنتاج بأن أهم العوامل التي تؤثر على سلامة العقل والجسم، هي إقامة علاقات طبية مع الجيران.
ولا مراء أن كافة المعتقدات قد تناولت حقوق الجار بصورة أو بأخرى. ألا أن تعريف معنى الجار، وتقنين طبيعة ونوع علاقاته مع جيرانه لم تناقش بمثل التوسع والإسهاب التي تناولتها بها الشريعة الإسلامية.
فمن ناحية تعريف الجار في الإسلام، فقد شمل كل الأفراد التي شاركت الفرد معيشته ، ساعة من ساعات حياته، في كل الاتجاهات.
أما عن حقوق الجار فهي عريضة جدا في الإسلام، وقد ظل (جبريل عليه السلام يوصي الرسول عليه الصلاة والسلام بالجار، حتى ظن الرسول انه سيورثه) ولنا أن نقد ر قيمة الجار وأهميته من هذا الحديث الشريف، كما نأخذ في الاعتبار انه من عقيدة المسلم الحق التأسي بتعاليم الرسول عليه الصلاة والسلام، وهي من أفضل الأفعال. ولا شك سيجد الطبيب النفسي في هذا وجهة نظر جديرة بالاحترام لو نظر بنظرة غير متحيزة أو منحازة.
- وضع النوم
الوضع الذي يتخذه النائم يكشف كثيرا من جوانب شخصية، أو اتجاهاته للحياة، وغيره. والنوم بالسرير يسبب ارتخاء عضلات الجسم، وتتحدد درجة الارتخاء وشدتها حسب وضع النوم.
وفي الوضع الجنيني، عندما ينام المرء على جانبه ويداه وساقاه مثنية دون أن يطابق بين أطرافه الخليفة فوق بعضهما.
ويعتبر الراحة السريرية ، يمكن في هذا الوضع التقلب من جانب إلى آخر دون تغيير وضع النوم، أو تركيبة الجسم أثناء النوم، لذا فيعتبر هذا الوضع أفضل وضع للراحة الجسدية، وبالتالي فهو أحسن وضع للاسترخاء.
ومن الأقوال المأثورة القديمة، أن الملوك يحبذون النوم على ظهورهم، والأغنياء ينامون على بطونهم، أما الحكيم فهو من ينام على جنبه.
ونود الإشارة إلى الوضع الذي اتخذه الرسول عليه السلام في النوم، واتبعه بأيمان جل المسلمين المؤمنين. لقد اعتاد محمد عليه الصلاة والسلام أن ينام على جانبه الأيمن بساقيه مثنية قليلا، ويده اليمنى تحت خذه، ووجهه متجه إلى الكعبة الشريفة (في اتجاه القبلة). وهذا الوضع مطابق للوضع الشبه جنيني المذكور آنفا. ومن المعلومات العلمية المتاحة حاليا حول دراسات أوضاع النوم، نجد الوضع الجنيني هو الوضع الذي يتخذه الشخص المتزن من الناحية النفسية، وهو أيضا أفضل وضع للاسترخاء، من الناحيتين النفسية والجسدية. والمداومة على هذا الوضع تساهم في استرخاء الجسم وسلامته.
- الصلاة كوسيلة للسكينة والاطمئنان:
أثناء الصلا ة يركز المصلى فكره وحواسه على الله الذي لا يماثله شئ، ولكنه نور بكل خصائصه، من رحمة، فهو رحـيم، غير محدود ولا متناه، وباق إلى الأبد، وهو السيد يوم الحساب، ساعة تقرير مصير الجميع. ولا يقوم المصلي بالتركيز على الله فقط، بل ويكلمه في همهمة، معيدا بذلك كلماته، ولا يجلس أمامه ساكن الحراك بل يقف، ويركع، ويسجد، ويبتهل بكلمات افضل من أن يبتكرها عقل إنسان، وعبارات أطيب من أن ينطقها بشر، ويختتم تلك المحادثة، التي تمت بين الله سبحانه وتعالى وسيدنا محمد علي الصلاة والسلام أثناء الإسراء.
ومن الواضح الجلي انه من كافة الجوانب الجسدية، والحالات العقلية فهذه أفضل طر يقه للاسترخاء، تجنب كل الطرق المعقدة التي اخترعها العقل البشري في الآونة الأخيرة.
من المناقشة السابقة، يتضح أن البحوث العلمية أكدت بالبراهين تفوق التعاليم الإسلامية من الناحية العلمية، ومن المؤكد أن مزيدا من البحوث سيكشف عن حقائق أكثر عجبا، تشير إلى جلال الإيمان بالله وجمال الاعتقاد في الحياة الأخر ى وعظم التأسي بمنمط حياة الرسول .
فالإجهاد وعدم الاتزان النفسي، تؤثر على سلسلة من التغيرات الأيضية، التي بدورها تنجم ضرراً في أنسجة عديد ة من الجسم، مما تسميه الأمراض النفسية البدنية، وهذه الأمراض هي أهم مسببات الاعتلالية، بل الوفاة لجنس البشر اليوم.
وتعاليم الإسلام تكفل سلامة العقل، وسلام الروح، عوضا عن إيحائها للاسترخاء الجسدي، ولا شك أن ملتزميها ومتبعي تعاليم الرسول سينالوا الفائدة في الحياة الدنيا والآخرة أن شاء الله.
السيدة نيخات أحمد/ الهند
ان الإجهاد والتوتر من أهم أسباب المرض والاعتلالية في الحياة، بل يبدو أنها أهم مسببات داء القلب الإكليلي الذي يلعب الدور الأول في قتل البشر .
ولا يمكن لنا تجنب الإجهاد، كما تستحيل الحياة دونه، فالقلق من أهم دوافع التطور البشري ومحك الطاقات، إلا أن زيادة الإجهاد قد تؤدي بالتهلكة للجسم البشري لذا توجهت إليه اهتمامات العلاج النفسي والبدني الحديثة.
وفي هذا المجال محاولة لتحليل علمي عن مدى مساهمة التعاليم الإسلامية في حل المشاكل النفسية، ومشاركتها في ضمان حياة أكثر صحية وإيجابية نفسية. ونظراً لضيق المساحة المخصصة للمقال، لذا سنحاول الاقتصار على تلك الطرق العملية والتي تتبع عادة لتخفيف حدة التوتر، وشده الإجهاد، وينجم عنها الاسترخاء، سواء الطيعي البدني، أو النفسي، في ضوء الإسلام.
وتم انتقاء طرق الاسترخاء التالية للمناقشة:
ـ القيلولة
القيلولة من السنة النبوية الشريفة، وهي الإغفاءة القصيرة وسط النهار، وقد أظهرت بحوث العلماء المحدثين أهمية القيلولة في ضمان الاسترخاء الكامل للجسم.
ولا يتوقف تأثير القيلولة على كفالة الاسترخاء الكامل إبان النهار، بل يتعداها إلى أثره في انه يبعث على النوم أثناء الليل.
وكما قال كونر" أن الاسترخاء لمد ة أثناء النهار، يعتبر من أهم الدوافع في الاسترخاء الكامل ، والنوم الهادئ، عندما تزحف إلى السرير ليلا ".
ومن الجدير بالذكر أن الأرق يعتبر في حد ذاته " إجهادا قوياً أو شديداً " لذا فسنة الإغفاءة القصيرة أثناء النهار قد تتبع كعلاج لعدم القدرة على النوم.
بالإضافة إلى ذلك فإن السنة الشريفة لا تستلزم النوم أثناء النهار بل تتطلب الرقاد والاسترخاء فقط، وهذا هو المطلوب تماما للاسترخاء السليم تبعا لاحدث الوسائل العلمية.
-الاعتقاد في الخالق والإيمان بأنه قادر ومعين
هناك من الاضطرابات النفسية والعصاب النفسي، والذهان، ما يعود إلى ضعف الأيمان بالخالق وقدرته، طبقا لبعض النظريات.
كذلك يمكن استنباط هذه النظريات من الدراية بآلية ونظام وتطور هذه الاضطرابات.
الإنسان معرض دائماً وفي ثبات واستمرار لظروف ضغط مختلفة تسبب الإجهاد، وليس من الممكن تجنب القلق، إلا أن المرء يحاول أن يـضبط الضغوط أو يخفيها، بطرق تعلمها، أو وسائل وميول موروثة تحكم الانفعال للضغط. .
وكنتيجة لهذا التفاعل بين الضغط والإنسان ينجم " الانفعال للضغط "، وهذا بدوره يعتمد على شدة الضغوط وقوتها من جهة، كما يتوقف على مقدرة الفرد على التكيف. فإذا ما كان الضغط متوسطا، أو كانت القدرة على التكيف جيدة فان الانفعال الناجم في الانضباط يعود بالفائدة. أما إذا زاد الضغط، أو كان الانضباط فقيرا، نتج الذهان، أو الاضطراب العقلي.
ومن يؤمن بالله وقدرته، ويوقن انه معه في حياته، ذلك الإيمان يقدم الدعم الروحي الذي يحفظ المرء حتى في أقسى ظروف الحياة.
ويذكر الحديث الشريف في أكثر من موضع أهمية ذكرا لله وتذكره، وتلاوة قرأنه الكريم، كما ورد في كلمات الله تعالى (ألا بذكر اللهتطمئن القلوب)
ومن المنطقي التوصل إلى الاستنتاج بأن الاعتقاد في الله الواحد، كما يعظ الإسلام، يقدم الضمانات والدعامة الروحية التي تتطلبها الحياة، كما تمنح رضا القلب وتغدق عليه قناعته.
- الإيمان بالحياة الأخرى وقبول القضاء والقدر (الأمر المحتوم)
وعى ضوء ما مضى من مناقشة يتضح أن من-يؤمن بأن الدنيا لا تساوي شيئا، وأنها موقوتة وفانية، وهناك حياة أخرى فيما بعدها، سيرضى بما آتاه في دنياه. وقبول الآمر الواقع، والقضاء والقدر، أمر هام وضروري في الحماية النفسية ضد الطش والتهور.
أما أولئك الذين لا يؤمنون بالحياة الأخرى فهم محرومون تماماً من هذه الميزة، وبالتالي فهناك حرمان جزئي لدى أولئك الذين يؤمنون بحياة أخرى قصيرة، أما أولئك الذين يتوقعون مكافأتهم لاعمالهم في هذه الدنيا فقط، فمن المتوقع أن يكون لديهم بدل الراحة قلق،وعوض الطمأنينة خوف
والإيمان بالمصير الذي بشر به الإسلام، مع الاعتقاد في الحياة الأخرى، يقوم بالتأكيد بحماية المرء من الانفعال.
- العناية بالجار.
في تلك الأماكن التي يطلق عليها اكثر الأماكن تقدما، نجد أن الجار لا يعرف حتى جيرانه المباشرين. وقد تمكن
هانز سيلي- مؤخرا-من تقرير المغزى العلمي من المحافظة على علاقات طيبة مع الجيران. وبحوث سيلي تؤهله للقلب " أبو الإجهاد "، وقد توصل إلى الاستنتاج بأن أهم العوامل التي تؤثر على سلامة العقل والجسم، هي إقامة علاقات طبية مع الجيران.
ولا مراء أن كافة المعتقدات قد تناولت حقوق الجار بصورة أو بأخرى. ألا أن تعريف معنى الجار، وتقنين طبيعة ونوع علاقاته مع جيرانه لم تناقش بمثل التوسع والإسهاب التي تناولتها بها الشريعة الإسلامية.
فمن ناحية تعريف الجار في الإسلام، فقد شمل كل الأفراد التي شاركت الفرد معيشته ، ساعة من ساعات حياته، في كل الاتجاهات.
أما عن حقوق الجار فهي عريضة جدا في الإسلام، وقد ظل (جبريل عليه السلام يوصي الرسول عليه الصلاة والسلام بالجار، حتى ظن الرسول انه سيورثه) ولنا أن نقد ر قيمة الجار وأهميته من هذا الحديث الشريف، كما نأخذ في الاعتبار انه من عقيدة المسلم الحق التأسي بتعاليم الرسول عليه الصلاة والسلام، وهي من أفضل الأفعال. ولا شك سيجد الطبيب النفسي في هذا وجهة نظر جديرة بالاحترام لو نظر بنظرة غير متحيزة أو منحازة.
- وضع النوم
الوضع الذي يتخذه النائم يكشف كثيرا من جوانب شخصية، أو اتجاهاته للحياة، وغيره. والنوم بالسرير يسبب ارتخاء عضلات الجسم، وتتحدد درجة الارتخاء وشدتها حسب وضع النوم.
وفي الوضع الجنيني، عندما ينام المرء على جانبه ويداه وساقاه مثنية دون أن يطابق بين أطرافه الخليفة فوق بعضهما.
ويعتبر الراحة السريرية ، يمكن في هذا الوضع التقلب من جانب إلى آخر دون تغيير وضع النوم، أو تركيبة الجسم أثناء النوم، لذا فيعتبر هذا الوضع أفضل وضع للراحة الجسدية، وبالتالي فهو أحسن وضع للاسترخاء.
ومن الأقوال المأثورة القديمة، أن الملوك يحبذون النوم على ظهورهم، والأغنياء ينامون على بطونهم، أما الحكيم فهو من ينام على جنبه.
ونود الإشارة إلى الوضع الذي اتخذه الرسول عليه السلام في النوم، واتبعه بأيمان جل المسلمين المؤمنين. لقد اعتاد محمد عليه الصلاة والسلام أن ينام على جانبه الأيمن بساقيه مثنية قليلا، ويده اليمنى تحت خذه، ووجهه متجه إلى الكعبة الشريفة (في اتجاه القبلة). وهذا الوضع مطابق للوضع الشبه جنيني المذكور آنفا. ومن المعلومات العلمية المتاحة حاليا حول دراسات أوضاع النوم، نجد الوضع الجنيني هو الوضع الذي يتخذه الشخص المتزن من الناحية النفسية، وهو أيضا أفضل وضع للاسترخاء، من الناحيتين النفسية والجسدية. والمداومة على هذا الوضع تساهم في استرخاء الجسم وسلامته.
- الصلاة كوسيلة للسكينة والاطمئنان:
أثناء الصلا ة يركز المصلى فكره وحواسه على الله الذي لا يماثله شئ، ولكنه نور بكل خصائصه، من رحمة، فهو رحـيم، غير محدود ولا متناه، وباق إلى الأبد، وهو السيد يوم الحساب، ساعة تقرير مصير الجميع. ولا يقوم المصلي بالتركيز على الله فقط، بل ويكلمه في همهمة، معيدا بذلك كلماته، ولا يجلس أمامه ساكن الحراك بل يقف، ويركع، ويسجد، ويبتهل بكلمات افضل من أن يبتكرها عقل إنسان، وعبارات أطيب من أن ينطقها بشر، ويختتم تلك المحادثة، التي تمت بين الله سبحانه وتعالى وسيدنا محمد علي الصلاة والسلام أثناء الإسراء.
ومن الواضح الجلي انه من كافة الجوانب الجسدية، والحالات العقلية فهذه أفضل طر يقه للاسترخاء، تجنب كل الطرق المعقدة التي اخترعها العقل البشري في الآونة الأخيرة.
من المناقشة السابقة، يتضح أن البحوث العلمية أكدت بالبراهين تفوق التعاليم الإسلامية من الناحية العلمية، ومن المؤكد أن مزيدا من البحوث سيكشف عن حقائق أكثر عجبا، تشير إلى جلال الإيمان بالله وجمال الاعتقاد في الحياة الأخر ى وعظم التأسي بمنمط حياة الرسول .
فالإجهاد وعدم الاتزان النفسي، تؤثر على سلسلة من التغيرات الأيضية، التي بدورها تنجم ضرراً في أنسجة عديد ة من الجسم، مما تسميه الأمراض النفسية البدنية، وهذه الأمراض هي أهم مسببات الاعتلالية، بل الوفاة لجنس البشر اليوم.
وتعاليم الإسلام تكفل سلامة العقل، وسلام الروح، عوضا عن إيحائها للاسترخاء الجسدي، ولا شك أن ملتزميها ومتبعي تعاليم الرسول سينالوا الفائدة في الحياة الدنيا والآخرة أن شاء الله.
السيدة نيخات أحمد/ الهند