نور الإسلام
13-01-2012, 04:56 PM
رجل أعمال جزائري ينجو من غرق ويعلن توبته والحج إلى البيت
2012.01.05 البليدة: عبد الرحيم.
شاء القدر أن يجعل منّي رجل مال وأعمال. اسمي إبراهيم، هاجرتُ في مطلع السبعينيات إلى أوروبا، وأسّست أعمالاً ربطتني بشركات عملاقة، وكسبتُ خبرة في مجال الإلكترونيك، وتحوّلْتُ مع الزمن إلى اسم يحسب له. وبالموازاة، كانت حياتي الاجتماعية لا تخلو من اللّهو والزهو، ولم أُفكِّر كثيراً في حياتي الأسرية. وتزوّجتُ وأنجبتُ أولاداً من زوجة أولى ثمّ ثانية ثمّ ثالثة، ولكن لم أطعم لذّة السّعادة العائلية، فالملهاة وبريق الدنيا سلبَا منّي عقلي وقلبي.
لم أتوقّف عن التِّرحال والسّفر وإبرام صفقات البيع والعمل، وكنتُ في كلّ محطّة أكتشف دنيا جديدة وأشخاصاً ربطتني بهم علاقات سريعة، وفُزت بالمال وأسّست لنفسي عالماً خاصاً بي، أقتني السيارات والفيلات والشاليهات واليخوت، وكانت سعادتي في ركوب البحر والإبحار إلى الأعماق قريباً من الحيّد البحري الملون. انغمست في الملذات ولم أتوقّف، ولم أفكّر حتّى في التوقّف أو سؤال نفسي إلى أين أنا سائر؟
رفرفت بي الأيام ولم أدر، وحدث في واحدة من رحلاتي البحرية وأنا أبحر على متن يختي الجميل، أن كنتُ بمفردي مع سيجارتي الكوبية ومشروبات توصف في العادة بالرُّوحية، لم أثمل ولم أسرف في الشرب، كان الجو لطيفاً بل رائعاً. أوقفتُ المحرّك في عرض البحر، ورُحتُ أجول بأفكاري وألقي بها وسط مياه زرقاء. وأنا على تلك الحال، تدفّق إبريق القهوة، كنتُ قد وضعته على النّار، وتسرّب عبر شقّ قديم في مطبخ اليخت ليصل إلى المحرك الّذي مازال ساخناً. وفجأة، دوى انفجار عظيم أدركتُ في لحظات سريعة أن يختي انفجر، وتطايرت مع قوّة الانفجار في الهواء ووقعتُ وسط المياه الهادئة. ولم أتوقّع أن أقول الشّهادة، بل رُحْتُ أصرخ في فضاء عار وأطلق العنان لحنجرتي وأردِّد: الحمد لله ولا إله إلاّ الله محمّد رسول الله، وربما هي المرّة الأولى الّتي أقول فيها ''لا'' خلال مسيرتي المهنية وكان ذلك في قول الشّهادة... لا إله مع الله...
نجوتُ بأعجوبة وتعلّقتُ بقطع قذفها الانفجار، ولِحُسْن حظّي، مرَّ بالقرب منّي يخت آخر كان قد رأى المشهد من بعيد وجاء ليستطلع. ومنذ ذلك الزمن، أعلنتُ توبتي، وزُرتُ البيت العتيق وحججتُ إليه، وحَمِدْتُ الرّحمان الرّحيم ودعوتُه أن يسامحْنِي ويغفر لي سهوي، وبدأتُ حياة جدية تستحق الحديث عنها لاحقاً.
2012.01.05 البليدة: عبد الرحيم.
شاء القدر أن يجعل منّي رجل مال وأعمال. اسمي إبراهيم، هاجرتُ في مطلع السبعينيات إلى أوروبا، وأسّست أعمالاً ربطتني بشركات عملاقة، وكسبتُ خبرة في مجال الإلكترونيك، وتحوّلْتُ مع الزمن إلى اسم يحسب له. وبالموازاة، كانت حياتي الاجتماعية لا تخلو من اللّهو والزهو، ولم أُفكِّر كثيراً في حياتي الأسرية. وتزوّجتُ وأنجبتُ أولاداً من زوجة أولى ثمّ ثانية ثمّ ثالثة، ولكن لم أطعم لذّة السّعادة العائلية، فالملهاة وبريق الدنيا سلبَا منّي عقلي وقلبي.
لم أتوقّف عن التِّرحال والسّفر وإبرام صفقات البيع والعمل، وكنتُ في كلّ محطّة أكتشف دنيا جديدة وأشخاصاً ربطتني بهم علاقات سريعة، وفُزت بالمال وأسّست لنفسي عالماً خاصاً بي، أقتني السيارات والفيلات والشاليهات واليخوت، وكانت سعادتي في ركوب البحر والإبحار إلى الأعماق قريباً من الحيّد البحري الملون. انغمست في الملذات ولم أتوقّف، ولم أفكّر حتّى في التوقّف أو سؤال نفسي إلى أين أنا سائر؟
رفرفت بي الأيام ولم أدر، وحدث في واحدة من رحلاتي البحرية وأنا أبحر على متن يختي الجميل، أن كنتُ بمفردي مع سيجارتي الكوبية ومشروبات توصف في العادة بالرُّوحية، لم أثمل ولم أسرف في الشرب، كان الجو لطيفاً بل رائعاً. أوقفتُ المحرّك في عرض البحر، ورُحتُ أجول بأفكاري وألقي بها وسط مياه زرقاء. وأنا على تلك الحال، تدفّق إبريق القهوة، كنتُ قد وضعته على النّار، وتسرّب عبر شقّ قديم في مطبخ اليخت ليصل إلى المحرك الّذي مازال ساخناً. وفجأة، دوى انفجار عظيم أدركتُ في لحظات سريعة أن يختي انفجر، وتطايرت مع قوّة الانفجار في الهواء ووقعتُ وسط المياه الهادئة. ولم أتوقّع أن أقول الشّهادة، بل رُحْتُ أصرخ في فضاء عار وأطلق العنان لحنجرتي وأردِّد: الحمد لله ولا إله إلاّ الله محمّد رسول الله، وربما هي المرّة الأولى الّتي أقول فيها ''لا'' خلال مسيرتي المهنية وكان ذلك في قول الشّهادة... لا إله مع الله...
نجوتُ بأعجوبة وتعلّقتُ بقطع قذفها الانفجار، ولِحُسْن حظّي، مرَّ بالقرب منّي يخت آخر كان قد رأى المشهد من بعيد وجاء ليستطلع. ومنذ ذلك الزمن، أعلنتُ توبتي، وزُرتُ البيت العتيق وحججتُ إليه، وحَمِدْتُ الرّحمان الرّحيم ودعوتُه أن يسامحْنِي ويغفر لي سهوي، وبدأتُ حياة جدية تستحق الحديث عنها لاحقاً.