نور الإسلام
13-01-2012, 07:19 PM
الشيخ بشير شارف
إنّ موضوع العمل والحثُ على كسب الرزق، ونفع النفس والمجتمع، سواء أكنا طُلاباً ومتمدرسين، أو أساتذة وباحثين، عمالاً ومتربصين أو حتّى فلاحين؛ فهذا موسمنا لتهيئة الأرض، الكلّ في حركة ونشاط، مجيئاً وذهاب، وجدّا واجتهاد، إلاّ أنّ فئة من النّاس قد يتخلّفون عن هذه الحركة العلمية والعملية، فلا هم في صفوف الدراسة ولا هُم في ميادين العمل، إما كسَلاً وجهلاً؛ وإما نسياناً وتغافلاً، فيغفَلون أو يجهلون حقيقة الحياة الدنيا وحقيقة وجودهم فيها، لذلك لا تجدهم في أيّ ميدان من هذه الميادين، ممّا يكون له أثر سلبي عاجلاً أم آجلاً، سواء في معاشهم أم معادهم، في نفسهم أو ذاتهم أو حتّى محيطهم، بخلاف الرجل أو الشاب العامل الكادح، تجد عنده آمالاً وطموحات، وتجد أن لديه أفكاراً ومواهب، كثير الحركة، قليل المشاكل، هو عن النّاس في شُغل والنّاس منه في راحة.
ومن عقيدتنا أنّ لله أسماء حُسنى تليق بجلاله وعظمته، ومن أسمائه الّتي نؤمن بها ''الرزّاق''، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} الذاريات: 58، وهذا الاسم العظيم ذو المعنى الكثير لابدّ أن يُغرس في النفوس التي تؤمن بالله تعالى، ثم تنطلق في العمل بمقتضاه حتّى يصلح حالها في الدنيا والآخرة.
إنّ صلاح الدنيا يكون بالعمل والاكتساب وعمارة الأرض، والسّعي في الاستفادة من رزق الله والعمل به في الحلال، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} الملك: 15، والذي ينبغي أن يترسّخ في النّفس أن الله هو الرّازّق ومُعطي الخير والنّعم، وهو المسبّب لكلّ أنواع الكسب، فهو المُنعم والمتفضّل على عباده والبادئ بكلّ خير، قال الله تعالى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} هود: 6، وقال سبحانه: {وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لاَ تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} العنكبوت: 60، فما من حي ذي روح ذكراً كان أو أنثى إلاّ على الله رزقه وغذاؤه ومعاشه، وهذا كالواجب على الله تعالى بحسب وعده الذي قطعه على نفسه بأن يوصل رزق كلّ دابة تفضّلاً منه وإحساناً، فإذا استقرّت هذه المعاني في النّفس كانت سبباً في الاطمئنان على الرزق فتحصل السعادة في الدنيا، ويكون التوكّل على الله فتحصل النّجاة يوم القيامة.
فعلى المسلمين أن يغرسوا هذه المعالم في قلوبهم حتّى تطمئن أفئدتهم، وتنشرح صدورهم، وترتاح ضمائرهم، وعلى المسلمين أن يُدركوا أنّ رزقهم لن يؤخذ منهم مهما كانت الظروف، فلو اجتمع الإنس والجنّ على أن يمنعوا وصول رزق معلوم قدّره الله لعبد ما، ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''واعلم أن الأمّة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلاّ بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضرّوك بشيء لم يضرّوك إلاّ بشيء قد كتبه الله عليك''.
فإذا مكّنوا لهذا المعنى في قلوبهم وترسّخ؛ فليُمكنوا في قلوبهم لمعنًى آخر وهو طلب الرزق من الله عزّ وجلّ امتثالاً لأمر الله تعالى: {فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ} العنكبوت:.17
ولقد كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قبل مبعثه يرعى الغنم لأهل مكة على قراريط، ثمّ صار يتّجر، وبعد بعثته لم يكن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقبَل الصّدقة ولا يأكل منها، بل كان رزقه تحت رُمحه صلّى الله عليه وسلّم.
*إمام مسجد براقي
إنّ موضوع العمل والحثُ على كسب الرزق، ونفع النفس والمجتمع، سواء أكنا طُلاباً ومتمدرسين، أو أساتذة وباحثين، عمالاً ومتربصين أو حتّى فلاحين؛ فهذا موسمنا لتهيئة الأرض، الكلّ في حركة ونشاط، مجيئاً وذهاب، وجدّا واجتهاد، إلاّ أنّ فئة من النّاس قد يتخلّفون عن هذه الحركة العلمية والعملية، فلا هم في صفوف الدراسة ولا هُم في ميادين العمل، إما كسَلاً وجهلاً؛ وإما نسياناً وتغافلاً، فيغفَلون أو يجهلون حقيقة الحياة الدنيا وحقيقة وجودهم فيها، لذلك لا تجدهم في أيّ ميدان من هذه الميادين، ممّا يكون له أثر سلبي عاجلاً أم آجلاً، سواء في معاشهم أم معادهم، في نفسهم أو ذاتهم أو حتّى محيطهم، بخلاف الرجل أو الشاب العامل الكادح، تجد عنده آمالاً وطموحات، وتجد أن لديه أفكاراً ومواهب، كثير الحركة، قليل المشاكل، هو عن النّاس في شُغل والنّاس منه في راحة.
ومن عقيدتنا أنّ لله أسماء حُسنى تليق بجلاله وعظمته، ومن أسمائه الّتي نؤمن بها ''الرزّاق''، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} الذاريات: 58، وهذا الاسم العظيم ذو المعنى الكثير لابدّ أن يُغرس في النفوس التي تؤمن بالله تعالى، ثم تنطلق في العمل بمقتضاه حتّى يصلح حالها في الدنيا والآخرة.
إنّ صلاح الدنيا يكون بالعمل والاكتساب وعمارة الأرض، والسّعي في الاستفادة من رزق الله والعمل به في الحلال، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} الملك: 15، والذي ينبغي أن يترسّخ في النّفس أن الله هو الرّازّق ومُعطي الخير والنّعم، وهو المسبّب لكلّ أنواع الكسب، فهو المُنعم والمتفضّل على عباده والبادئ بكلّ خير، قال الله تعالى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} هود: 6، وقال سبحانه: {وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لاَ تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} العنكبوت: 60، فما من حي ذي روح ذكراً كان أو أنثى إلاّ على الله رزقه وغذاؤه ومعاشه، وهذا كالواجب على الله تعالى بحسب وعده الذي قطعه على نفسه بأن يوصل رزق كلّ دابة تفضّلاً منه وإحساناً، فإذا استقرّت هذه المعاني في النّفس كانت سبباً في الاطمئنان على الرزق فتحصل السعادة في الدنيا، ويكون التوكّل على الله فتحصل النّجاة يوم القيامة.
فعلى المسلمين أن يغرسوا هذه المعالم في قلوبهم حتّى تطمئن أفئدتهم، وتنشرح صدورهم، وترتاح ضمائرهم، وعلى المسلمين أن يُدركوا أنّ رزقهم لن يؤخذ منهم مهما كانت الظروف، فلو اجتمع الإنس والجنّ على أن يمنعوا وصول رزق معلوم قدّره الله لعبد ما، ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''واعلم أن الأمّة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلاّ بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضرّوك بشيء لم يضرّوك إلاّ بشيء قد كتبه الله عليك''.
فإذا مكّنوا لهذا المعنى في قلوبهم وترسّخ؛ فليُمكنوا في قلوبهم لمعنًى آخر وهو طلب الرزق من الله عزّ وجلّ امتثالاً لأمر الله تعالى: {فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ} العنكبوت:.17
ولقد كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قبل مبعثه يرعى الغنم لأهل مكة على قراريط، ثمّ صار يتّجر، وبعد بعثته لم يكن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقبَل الصّدقة ولا يأكل منها، بل كان رزقه تحت رُمحه صلّى الله عليه وسلّم.
*إمام مسجد براقي