الحكمة في شعر أبي تمام
الهمزة * ...................وقلما = يُلفى بقاء الغرس بعد الماء وضعيفة فإذا أًابت فرصة= قتلت ، (كذلك قدرة الضعفاء) مزقت ثوب عكوبها بركوبها = والنارُ تنبع من حضى المعزاء الباء *السيف أصدق إنباء من الكتب = في حدّه الحد بين الجد واللعب بيض الصفائح لا سود الصحائف في = متونهن جلاء الشك والرّيب والعلم في شهب الأرماح لامعة= بين الخميسين لا في السبعة الشهب أين الرواية ، بل أين النجوم وما= صاغوه من زخرف فيها ومن كذب تخرّصا وأحاديثا ملفقة = ليست بنبعٍ إذا عُدّت ولا غَرَب * .........................= والله مفتاح باب المعقل الأشب * ليس الغبيّ بسيّدٍ في قومه= لكن سيّد قومه المتغابي قد ذل شيطان النفاق وأخفتت = بيض السيوف زئير أسد الغاب فاضمم أقاصيهم إليك ، فإنه = لا يزخر الوادي بغير شعاب والسهم بالريش اللوام ولن ترى = بيتاً بلا عمدٍ ولا أطناب * ...........................= وما كل الحلال بطيب * الجد شيمته وفيه فكاهة = سجحٌ (ولا جد لمن لم يلعب) شرس ويتبع ذلك لين خليقة = (لاخير في الصهباء ما لم تُقطب) * تعب الخلائق والنوال (ولم = بالمستريح العرض من لم يتعب) * ............................= ورُبّت معقبٍ لم يُعقب) * أولى المديح بأن يكون مهذباً = ما كان منه في أغرّ مهذب * لا تنكري منه تخديداً تجلّله = فالسيف لا يزدرى إن كان ذا شُطب لا يدرد الهم إلا الهم من رجل = مقلقل لبنات الفقرة النّعب * من غير ما سبب ماضٍ( كفى= للحر أن يعتفي حراً بلا سبب) * رُبّ خفضٍ تحت السرى وغناء = من عناء ، ونضرةٍ من شحوبِ * لا تصيب الصديق قارعة التأ = نيب ، إلا من الصديق الرغيب غير أن العليل ليس بمذمومٍ = على شرح ما به للطبيب لو رأينا التوكيد خطة عجز= ما شفعنا الأذان بالتثويب * ومن لم يُسلم للنوائب أصبحت = خلائقه طُراً عليه نوائبا وقد يَكهم السيف المسمى منيّة= وقد يرجع المرء المظفر خائباً فآفة ذا ألا يصادق مِضرباً = وآفة ذا ألا يصادف ضاربا تُحسّنُ في عينيه إن كنت زائراً = وتزداد حسناً كلما جئت طالبا * وهل كنت إلا مذنبا يوم أنتحي = سواك بآمالٍ فأقبلت تائباً * وما ضيق أقطار البلاد أضافني= وإليك ولكن مذهبي فيك مذهبي ملعباً نلهو بزخرفه = ( وقد ينفّس عن جد الفتى اللعب) * لن يكرم الظفر المعطى وإن = به الرغائب حتى يكرم الطلب * إن تمتنع منه في الأوقات رؤيته = (فكل ليث هصور غيله أشِب) * والصبح تخلف نور الشمس غرته = وقرنها من وراء الأفق محتجب * والحرّ يسلبه جميل عزائه = ضيق المحل فكيف ضيق المذهب * فأشفي من صميم الشكر نفسي = (وترك الشكر أثقل للرقاب) * لو سعت بقعة لإعظام نعمى = لسعى نحوها المكان الجديب * ..................................= (قد يشبه النجيبَ النجيبُ) * غير أن الرامي المسدد يحتاط= مع العلم أنه سيصيب الحاء * وفارةُ المسك لا يُخفى تضوعها = طول الحجاب ولا يُزرى بفائحها الدال * شاب رأسي ، (وما رأيت مشيب الرأس= إلا من فضل شيب الفؤاد) وكذلك القلوب في كل بؤسٍ = ونعيم طلائع الأجساد طال إنكاري البياض وإن عمرتُ = حيناً ، أنكرت لون السواد * كل شيء غثٌ إذا عاد والمعروف= غثٌ ما كان غير مُعاد * ومما كانت الحكماء قالت : = ( لسان المرء من خدم الفؤاد) * ومن يأذن إلى الواشين تُسلقْ = مسامعه بالسنة حداد * ولكم عدوٌ قال لي متمثلاً : = كم من ودود ليس بالمودود! ) *وإذا أراد الله نشر فضيلةٍ = طويت أتاح لها لسان حسود لولا اشتعال النار فيما جاورت = ما كان يُعرف طيب عَرف العود لولا التخوّف للعواقب لم تزل = للحاسد النعمى على المحسود * ......................( فإنما = يلذ لباس البرد وهو جديد) * ...........................= (فالدمع يذهب بعض جهد الجاهد) وإذا فقدت أخاً ولم تفقد له = دمعاً ولا صبراً فلست بفاقدِ * أحلى الرجال من النساء مواقعاً = من كان أشبههم بهن خدوداً * فاطلب هدوءاً بالتقلقل واستثر= بالعيس من تحت السهاد هجوداً * ......................( وإنما = خَلَق المناسب أن يكون جديداً ) * ......................(وإنما = ولد الحتوف أساودا وأسودا ) * ما إن ترى الأحساب بيضاً وضّحاً = إلا بحيث ترى المنايا سودا * والدلو بالغةُ الرشاء مليئةٌ = بالري إن وصلت بباعٍ واحدٍ * قالوا: الرحيل غداً لا شك ، قلت = اليوم أيقنت أنّ اسمَ الحمام غدُ * واحذر حسودك فيما قد خصصت= إن العلا حسن في مثلها الحسدُ * وطول مقام المرء في الحي = لديباجتها ، فاغترب تتجدد * فإني رأيت الشمس زيدت محبة = إلى الناس أن ليست عليهم بسرمد * وليس يُجلي الكرب رأيٌ = إذا هو لم يؤنس برمحٍ مُسدّدِ * محاسنُ أصناف المغنين = وما قصبات السبق ألا لمعبدِ * فلا دمع ما لم يجر في إثره دمٌ = ولا وجد ما لم تعي عن صفة * وقالت : نكاح الحُب يفسد كله = وكم نكحوا حبّا وليس بفاسد * غدا قاصداً للحمد حتى أصابه = (وكم من مصيب قصده غيرُ قاصد!) هم حسوده لا ملومين مجده = وما حاسد في المكرمات * يصد عن الدنيا إذا عنّ سؤدد = ولو برزت في زيّ عذراء ناهد إذا المرء لم يزهد وقد صُبغت له = بعصفرها الدنيا فليس بزاهد * وهيهات ما ريبُ الزمان بمخلدٍ = غريباً ، ولا ريب الزمان بخالدِ * إذا انصرف المخزن قد فلّ صبره = سؤال المغاني فالبكاء له رِد * وما أحد طار الفراق بقلبه = بجلدٍ ولكنّ الفراق هو الجلد * إساءة دهرٍ أذكرت حُسن = إليّ (ولولا الشريُ لم يعرفِ الشهد) * ..............................= ( ولا يقطع الصمصام ليس له حد) * فإن تك قد نالتك أطراف = فلا عجب أن يوعك الأسد الوردُ * بنا لا بك الشكوى فليس بضائر = إذا صح نصل السيف ما لقي * لم تنكرين مع الفراق تبلدي = وبراعة المشتاق أن يتبلدا * أذنِ المعبدة السّناد وأنئها = بالسير ما دام الطريقُ معبّدا * سأجهد عزمي والمطايا ،(فإنني = أرى العفو لا يُمتاح إلا من الجهد * سرين بنا زهواً يخدن (وإنما = يبيتُ ويمسي النجح في كنف الوخد * ولو لم يزعني عنك غيرك وازعٌ = لأعديتني بالحِلم ، إن العلا تُعدي * وإني رأيت الوسم في خُلُق التفى = هو الوسم لا ماكان في الشعر والجلدِ * ولا تسألاني عن هوى قد = جواه (فليس الوجدُ إلا من الوجد ) * من القوم جعدٌ أبيض الوجه والندى= (وليس بنانٌ يجتدى منه بالجعد) *وهل أسد العِريّس إلا الذي له = فضيلته في حيث مجتمع الأسد * والسيف مغفٍ غير أن غراره = يفظ إذا هادٍ نحاه لهاد * جاهدت فيه المال عن حوبائه = والمال ليس جهاده كجهاد الراء * حليمٌ والحفيظة منه خيمٌ = (وأي النار ليس لها شرارُ ؟ ) * رأيت صنائعاً مُعكت فأمست= ذبائح والمطال لها شِفار وكان المطل في بدءٍ وعودٍ = دخاناً للصنيعة وهي نار * لذلك قيل : ( بعض المنع أدنى = إلى كرمٍ وبعض الجود عارُ * الصبرُ أجمل ، والقضاء مسلط = فارضوا به ، والشر فيه خيار * لولا العيون وتفاح الخدود إذاً ما كان يَحسُدُ أعمى من له بصر قالوا : أتبكي على رسم؟ فقلت لهم : من فاته العين هدّى شوقه الأثر * إنّ الكرام كثير في البلاد وإنْ = قلوا كما غيرهم قُل وإن كثروا * لولا الذي غرس الشتاء بكفه = لاقى المصيف هشائماً لا تثمر * ما كانت الأيام تُسلب = لو أن حُسن الروض كان يعمّر أوَلا ترى الأشياء إن هي غُيرت = سمجت ، وحسن الأرضِ حين تُغيّر * ..................................= (والله قد أوصى بحفظِ الجار) * دلّت زخارفة الخليفة أنه : = ( ما كُلّ عودٍ ناضرٍ بنضار ) * لا شيء ضائرُ عاشق ، فإذا نأى = عنه الحبيب فكل شيء ضائره * وإذا الفتى المأمول أنجح عقله = في نفسه ونداه أنجح شاعره السين * لا تَنسَيَنْ تلك العهود ( فإنما = سمّيت إنساناً لأنك ناسي) * إقدام عمرو في سماحة حاتم = في حلم أحنف في ذكاء إياسِ لا تنكروا ضربي له من دونه = مثلاً شروداً في الندى والباسِ فالله قد ضرب الأقل لنوره = مثلاً من المشكاةِ والنبراس * إثرُ المطالب في الفؤاد وإنما = أثرُ السنين ووسمها في الراس * غُرم امرئ من روحه فيها إذا = ذو السّلم أغْرم مطمعاً ولبوسا كم بين قومٍ إنما نفقاتهم = مالٌ وقومٍ ينفقون نفوساً ؟! * لو أن أسباب العفاف بلا تقى = نفعت لقد نفعت إذاً إبليسا * أقاتل الهمّ بإيجافه = ( فإن حرب الهمّ حربٌ ضروسُ) الضاد * لم تنتفض عروةٌ ولا سبب = لكن أمر بني الآمال ينتقض * لن يهز التصريح للمجد والسؤدد = من لم يهزّه التعريض * وأقل الأشياء محصولَ نفعٍ = صحة والقول والفعال مريض * لا تطلبنّ الرزق بعد شِماسه = فتروضه سَبْعاً إذا ما * لا عُوّض الصبر امرؤ إلا رأى= ما فاته دون الذي قد * وإذا المجد كان عوني على المرء= تقاضيته بترك التقاضي العين * ................................= وأنف الفتى من وجهه وهو أجدع * تروح علينا كل يوم وتغتدي = خطوب كأن الدهر منهن يُصرع حلت نطفٌ منها لنكس وذو النهى = يداف له سمٌ من العيش منقع * ................................= وذو النقص في الدنيا بذي الفضل مولع * ولم أر نفعاً عند من ليس ضائراً = ولم أرى ضراً عند من ليس ينفع * وكل كسوف في الدراري شنيعة= ولكنه في الشمس والبدر أشنع * رأيت رجائي فيك وحده همه = ولكنه في سائر الناس مطمع * وما السيف إلا زبرة لو تركته = على الخِلقة الأولى لما كان يقطع * توجّع أن رأت جسمي نحيفاً = كأن المجد يدرك بالصراع فتى النكبات من يأوي إذا ما = قطفن به إلى خلق وساع يثير عجاجة في كل ثغر = يهيم به عدّي بن الرقاع * ..........................= ولولا السعي لم تكن المساعي * لَحسنُ الموت في كرم وتقوى = أحب إليه من حسن الدفاع ونغمة معتفٍ يرجوه أحلى = على أذنيه من نغم السماع جعلتَ الجود لألاءَ المساعي = وهل شمسٌ تكون بلا شعاع ؟ وما في الأرض أعضى لامتناع = يسوق الذّم من جود مطاع ولم يحفظ مضاع المجد شيء = من الأشياء كالمال المضاع * والطائر الطائر في شأنه = يُلوي بخط الطائر الواقع * وإنما الفتك لذي لأمة = شبعان أو ذي كرم جائع الفاء * لا عذر للصب أن يقنى الحياء ولا = للدمع بعد مضي الحيّ أن يقفا حتى يظل بماء سافح ودم = في الربع يُحسب من عينيه قد رعفا * قصد الخلائق إلا في وغى وندى = كلاهما سُبةٌ ما لم يكن سرفا * يا منزلاً أعطى الحوادث حكمها = (لا مطل في عِدَةٍ ولا تسويفا) * إن النشاء على جهامة وجهه = لهو المفيد طلاقة المصطاف * وكذا السحائب قلما تدعو = معروفها الرواد إن لم تُبرق * إنّ مَن عقّ والديه للملعون = ومن عق منزلاً بالعقيق * الله عافاك من كربٍ ومن وصب = كاد السماح يذوق الموت من * لم يبق ذو كرم إلا وجامعةٌ = ثقيلةٌ قد حناها الدهر في عنقه * ما أول السامين بالعالي ولا = كل الجياد دُفعنَ قبل سوابقُ الكاف * فما تترك الأيام من هو آخذ = ولا تأخذ الأيام من هو تارك اللام * لا يطمع المرء أن يجتاب عمرته = بالقول ما لم يكن جسراً له العمل * وابن الكريم مطالبٌ بقديمه = عَلِقٌ وصافي العيش لابن الزُّمّلِ والحمد شهدٌ لا ترى مشتاره = يجنيه إلا من نقيع الحنظل غُلّ لحامله ويحسبه الذي = لم يوه عاتقه خفيف المجمل * ...........................= (إن العقلَ أحرزُ معقل ) * وإذا امرؤ أسدى إليك صنيعة = مِن جاهه فكأنها من ماله * فإنك لو ترى المعروف وجهاً = إذاً لرأيته حسناً جميلاً * يوم الفراق لقد خُلقت طويلاً = لم تُبق لي جَلَداً ولا معقولا * لو حار مُرتادُ المنية لم يُرد = إلا الفراق على النفوس دليلا قالوا الرحيل فما شككت بأنها = نفسي عن الدنيا تريد رحيلا أتظنني أجد السبيل إلى العزا = وجد الحِمام إذاً إليّ سبيلا ردّ الجموح الصعب أسهل مطلبا = من ردّ دمعٍ قد أصاب مسيلا * إني تأملت النوى فوجدتها = سيفاً عليّ مع الهوى مسلولا * من كان مرعى عزمه وهمومه = روض الأماني لم يزل مهزولا لو جاز سلطان القنوع وحكمه = في الخلق ما كان القليل قليلا الرزق لا تكمد عليه فإنه = يأتي ولم تبعث إليه رسولا لله درك أي معبر قفرة = لا يوحش ابن البيضة الإجفيلا ؟ * ولا شك أن الخير منك سجية = ولكن خير الخير عندي المعجّل * لا تنكري عطل الغني من الغنى = فالسيل حرب للمكان العالي * كالغيث ليس له = أريد غمامه = أو لم يُرد = بُدٌّ من التهطال * هو الحق إن تستيقظوا فيه تغنموا = وإن تغفلوا ، (فالسيف ليس بغافل!) * نأيُ الندى لا ثنائي خُلقة وهوى = (والفجع بالمجد غير الفجع بالغَزَل) * وبيّن الله هذا من بريته = في قوله " (خُلق الإنسان من عجل") * خير الأخلاء خيرُ الأرض همّته = وأفضل الركب يقرو أفضل السبيل * وإنّ صريح الرأي والحزم لامرؤ = إذا بلغته الشمس أن يتحولا * فليس الذي قاسى المطالب غدوة = هبيدا كمن قاسى المطالب حنظلا * كذلك لا يُلقى المسافر رحله = إلى منقلٍ حتى يُخلّف منقلا ولا صاحب التطواف يعمر منهلا = وربعاً إذا لم يُخل ربعا ومنهلا ومن ذا يُداني أو ينائي وهل فتى = يحُل عرى الترحال أو يترحلا * فإن الفتى في كل ضرب مناسب = مَناسب روحانيةً من يُشاكل ولم تنظم العقدَ الكعاب لزينة = كما تنظمُ الشمع الشتيت الشمائل * وإن جزيلات الصنائع لامرئ = إذا ما الليالي ناكرته معاقل وإن المعالي يسترم بناؤها = وشيكاً كما قد تسترم المنازل * مَثْلُ الصلاة إذا أقيمت أصلحت = ما قبلها من سائر الأعمال * إن الرماح إذا غُرسن بمشهد = فجنى العوالي في ذراه معال * والسيف ما لم يُلفَ فيه صيقل = مِن طبعه لم ينتفع بصِقال الميم * وفي شرف الحديث دليلُ صدقٍ = لمختبرٍ على الشرف القديم * أحق الناس بالكرم امرؤ لم = يزل يأوي إلى أصل كريم * ينال الفتى من عيشه وهو جاهل = ويُكوى الفتى في دهره وهو عالم ولو كانت الأرزاق تجري على الحجا = هلكن إذن من جهلهن البهائم جزى الله كفاً ملؤها من سعادة = سعت في هلاك المال والمال نائم فلم يجتمع شرق وغرب لقاصد = ولا المجد في كلف امرئ والدراهم ولم أر كالمعروف تدعى حقوقه = مغارمَ في الأقوام وهي مغانم ولا كالعلا ما لم يُرى الشِّعر بينها = فكالأرض غفلا ليس فيها معالم وما هو إلا القول يسري فتغتدي = له غرر في أوجه ومواسم يُرى حكمة ما فيه وهو فكاهة = ويقضى بما يقضي به ، وهو ظالم * وليس ببان للعلا خلق امرئ = وإن جلّ وهو للمال هادم له من إياد قمة المجد حيثما = سمت ، ولها منه البنا والدعائم * ولولا خلال سنها الشعر ما درى = بغاة الندى من أين تؤتى المكارم * فإذا تأملت البلاد رأيتها = تثري كما تثري الرجال وتعدم حظ تعوره البقاع لوقته : = وادٍ به سفرٌ ووادمٍ مفعم * حسد القرابة للقرابة قرحة = أعيت عوائدها وجرحٌ أقدم * وأخافكم كي تغمدوا أسيافكم = ( إن الدم المغتر بحرسه الدم) * ووفيت (إن الوفاء تجارةٌ ) = وشكرت (إن الشكر حرثٌ مطعم) * وعبادة الأهواء في تطويحها = بالدين فوق عبادة الأصنام * الصبح مشهور بغير دلائل = من غيره ابتغيت ولا أعلام * والصبر بالأرواح يعرف فضله = صبرُ الملوك وليس بالأجسام لا تدهنوا في حكمه (فالبحر قد = تردي غواربه وليس بطام ) * لا يحسبُ الإقلال عُدماً بل يرى = ( أنّ المقل من المروءة معدم) * وما أبالي (وخير القول أصدقه ) = حقنتَ لي ماء وجهي أو حقنت دمي * إذا المرء أبقى بين رأييه ثلمةً = تسدّ بتعنيف فليس بحازم * لن ينال العلا خصوصاً من الفتيان = من لم يكن نداه عموماً * فعلمنا أن ليس إلا بشق النفس = صار الكريم يدعى كريما طلب المجد يورث المرء خبلاً = وهموما تقضقض الحيزوما فتراه وهو الخليّ شجياً = وتراه وهو الصحيح سقيما تجد المرء في البرية منشورا = وتلقاه عنده منظوما * ليس الصديق بمن يعيرك ظاهرا = مبتسماً عن باطن متجهم * قد قلتُ للمغتر منه بصفحه : = (وأخو الكرى لم لو ينم لم يحلم) * إن التلاد على نفاسةِ قدره = لا يُرغم الأزمات ما لم يُرغم * خلقنا رجالاً للتصبر والأسى = وتلك الغواني للبكا والمآتم وأيّ فتى في الناس أحرض من فتى = غدا في خفازات الدموع السواجم وهل من حكيم ضيّع الصبر بعد = رأى الحكماء الصبر ضربة لازم ! ولم يحمدوا من عالم غير عامل = خلافاً لا من عامل غير عالم رأوا طرقات العجز عوجاً قطيعة = وأقطع عجز عندهم عجز حازم * ثلاثة أركان ( وما انهد سؤدد = إذا ثبتت فيه ثلاث دعائم) * إن ابتداء العرف مجد باسق = والمجد كل المجد في استتامه هذا الهلال يروق أبصار الورى = حُسناً وليس كحسنه لتمامه * ومن شر المياه إذا استميحت = أواجنها على طول المُقام * فإن يكن وصبٌ عانيت سَورته = ( فالوِردُ حلفٌ لليث الغابة الأضم) إن الرياح إذا ما عصفت قصفت = عيدان نجد ولم يعبأنَ بالرّتم بنات نعشٍ ونعشٌ لا كسوف لها = والشمس والبدر منه الدهر في الرّقم والحادثات عدوٌ الأكرمين فما = تعتام إلا امرأ يشفى من القرم فليهنك الأجر والنعمى التي عظمت = حتى جلت صدأ الصمصامة الخذم قد يُنعم الله بالبلوى إذا عظمت = ويبتلي الله بعض القوم بالنعم * إن الجياد إذا علتها صنعة = راقت ذوي الألباب والأفهام لتزيّد الأبصار فيها فسحة = وتأملاً بعناية القُوام * النارُ نار الشوق في كبد الفتى = والبين يوقده هوى مسموم خيرٌ له من أن يخامر صدره = وحشاه معروف امرئ مكتوم * وما خيرُ برقٍ لاح في غير وقته = ووادٍ غداً ملآن قبل أوانه ؟! النون وليس يعرف كنه الوصل صاحبه = حتى يغادي بنأيٍ أو بهجران * لانت مهزته فعزّ ( وإنما = يشتد بأسُ الرمح حين يلين ) وترى الكريم يعز حين يهون = وترى اللئيم يهون حين يهون * لولا التفجع لادّعى هضْب الحمى = وصفا المشقّر أنه محزون * ما أنس لا أنسَ قولا قاله رجل = غضضت في عقبه طرفي وأجفاني نل الثريا أو الشّعري فليس فتى = لم يُغنِ خمسين إنساناً بإنسان! * لو كان وصماً لراجٍ أن يكون له = ركنان ما هُزّ رمحٌ فيه نصلان ولم يُعدّ من الأبطال ليثُ وغى = زُرّت عليه غداةً الروعِ درعان * فما وجدتُ على الأحشاء أوقدَ مِن = دمعٍ على وطنٍ لي في سوى وطني * من ذا يعظّم مقدار السرور بمَن = يهوى إذا لم يُعظم موضع الحَزَن ؟ والعيس والعم والليل التمام معاً = ثلاثةٌ أبداً لم يُقرنّ في قرَن * كم في العُلا والمجدِ من بدعٍ = إذا تُصفّحت اختيرت على السّنن! * في فرقة الأحباب شغلٌ شاغل = والثّكل صِرفاً فرقة الإخوان * إن الجياد على علاتها صُبُرٌ = ما إن تشكى الوجا في حالةِ الأينِ والنصل يعمل إخلاصاً بجوهره = لا باتكالٍ على شحذ من القينِ الهاء * لو أنه نبتٌ لكانت دونه = قضبُ البشام اللّدن للأفواهِ الياء * فلستَ ترى أقلّ هوىً ونفساً = وألزمَ للدنوّ مِن الدنيّ * ومردود صفاؤهم عليهم = كما ردّ النّكاح بلا وليّ * وهل مَن جاء بعد الفتح يسعى = كصاحب هجرتين مع النبيّ ؟! |
الباء * ومن يكن طيباً فلا عجب = أن يأكل الناس من أطايبه * فاسلم ولا تسلم فلا عجب = لم تنجُ لؤلؤة من الثقب ! * متى أتبغّى النصف من قلب صاحب = إذا لم يكن قلبي شفيقاً على قلبي ؟ الدال * ليس من كان غائباً فقدته العين = حقاً كالشاهد المفقود الصاد * هاك فاقتصّ من هواك فإن = السنّ بالسنّ والجروح قصاص القاف * فعلام الصدود من غير جرمٍ = والصدود الفراقُ قبل الفراقِ ؟ اللام * نقّل فؤادك حيث شئت من الهوى = ما الحب إلا للحبيب الأول كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبداً لأول منزلِ ! الميم * إنما يعرف السهاد وطوال الليل = من حبلُ وصله مصومُ * أظهرتُ من لوعة الهوى جزعاً = (والصبر إلا عن الهوى كرمُ ) * ما اجترمنا إليكِ جُرماً ( ولكن = حبّ هذا الزمان ليس يدوم ) * فأغضبته إن قلتُ يا أحسن الورى = وكاد بأن يُفضي إلى الشتم النون إذا غاظ وصف الناس بالحُسن أهله = فلم لم يخرّق ثوبه يوسفُ الحُسنِ ؟ |
الهمزة وإنّ المدح في الأقوام ما لم يشيّع يالجزاء هو الهجاء * شكوت وما الشكوى لنفسي عادةٌ = ولكن تفيض النفسُ عند امتلائها الباء * لعمرك لليأسُ غير المريب = خيرٌ من الطمع الكاذبِ وللريث تحفزه بالنجاح = خيرٌ مِن الأمل والخائبِ ! الراء * وما نفعُ مَن قد مات بالأمس صادياً = إذا ما سماءُ اليوم طال انهمارها !؟ وما العرفُ بالتسويف إلا كخُلّةٍ = تسليتَ عنها حين شطّ مزارها وخيرُ عِداتِ المرء مختصراتها = كما أنّ خيراتِ الليالي قصارها الضاد * ذل السؤال شجًى في الحلق معترض = مِن دونه شَرَقٌ من خلفه جرضُ الفاء * ليس جدع الأنوف جدعاً ولكن = بعض من تصطفيه جدعُ الأنوف! لو بأسد العريف نيطت عُرى المنّ = لذلّت وقابُ أسد العريف ! * أفن التظنّن بالتيقن إنه = لم يفنَ ما أبقى الثناء المضعفا القاف * فلينظرن المرءُ من غلمانه = فهمُ خلائقه على أخلاقه اللام * وإن نفسُ امرئ دقّت رأينا = بعرصة جوده كرماً جلالاً * كم مُغطّى قد اختبرنا نداه = واعتبرنا كثيره بالقليل ! * وإنّ امرأ ضنّت يداه على امرئ = بنيلِ يدٍ مِن غيره لبخيلُ الميم * إن اصطناع العرفِ ما لم تولِهِ = مستكملاً كالبُردِ ما لم يُعلم والشكر ما لم تستتر بصنيعهِ = كالخطّ تقرأه وليس بمعجمِ * لا يُحمد السّجلُ حتى يُحكم الوذمُ = ولا تُربُّ بغير الواصلِ النّهم وفي الجواهر أشباه مشاكلةٌ = وليس تمتزجُ الأنوارُ والظلم ورُبّ خطبٍ رمى إلفين فانصدعا = عن المودة والأسباب تلتئم يصورُ قلبيهما عهدٌ يجدده = طولُ الزمان ولا يغتاله القِدم ذماً العقوق وردّاً فضل حلمهما = وراجعاً الوصل واستثناهما الكرم * دنيا ولكنها دنيا ستنصرم = وآخر الحيوان الموت والهرم ! * ولا تقل قِدمٌ أزرى بحاجته = ليس العلا طللا يزري به القِدمُ * وما خير حلمٍ لم تَشُبْهُ شراسةٌ = وما خيرُ لحمٍ لا يكونُ على عظم ؟! وهل غير أحلاقٍ كرامٍ تكافأت = فمِن خُلُقٍ طلْقٍ ومِن خُلقٍ جهْمِ ؟! * وتصرّف الإخوانِ إن كشّفتهم = يُنسيك طول تصرّف الأيام ! |
الباء * كم ذقت في الدهر من عسرٍ ومن يُسرٍ = وفي بني الدهر من رأسٍ ومن ذّنَبٍ أغضي إذا صرفه لم تغضِ أعينُه = عنّي وأرضى إذا ما لجّ في الغضب وإن لبيتُ بجدٍ من حزونته = سهّلته فكأني منه في لعب * ما آب من آب لم يظفر ببغيته = ولم يغب طالبٌ للنجح لم يخب ! * وما فضل العتاق إذا ألظّت = بها وتأثّلت فيها العيوبُ ؟! * أتمتحنُ القسيُّ بغير نبلٍ = أيُخطى مبتليها أم يُصيب ؟! * لا كانت الآمال يكفُلُ نجحها = كرمٌ يريك تجهماً وقطوباً الراء * فكم مهمةٍ قفرٍ تعشّقت متنه = على متنها والبحر من آله بحر ! وما القفر بالبيد القواء بل التي = نبتْ وفيها ساكنوها هي القفر ! ومن قامر الأيام عن ثمراتها = فأحجِ بها أن تنجلي ولها القمر ! فإن كان ذنبي أنّ أحسن مطلبي = أساء ، ففي سوء القضاء لي العذر ؟ * إذا زينة الدنيا من المال أعرضت = فأزين منها عندنا الحمدُ والشكر * أبى قدرنا في الجود إلا نباهةً = فليس لمالٍ عندنا أبداً قدرُ |
الساعة الآن 03:33 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir