"الفتح" ترصد انتهاكات واعتداءات على مساجد وممتلكات المسلمين بالهند.. تقرير

تقرير- عمرو حسن

تعرضت مساجد ومساكن المسلمين في ولاية تريبورا الجبلية في شمالي شرقي الهند، لهجوم بعد أعمال العنف في بنغلاديش المجاورة، وبث موقع "غد الهند" (India Tomorrow) الحقوقي مقاطع فيديو للاعتداءات التي نفذها "الهندوس" ضد المسلمين في بعض مناطق الولاية، وقال إن هندوس أضرموا النار في المتاجر والمنازل التابعة للأقلية المسلمة".

وقالت صحيفة "هندوستان تايمز"، إن جمعية العلماء المسلمين قدمت احتجاجَّا إلى مكتب رئيس الوزراء في الولاية والمدير العام للشرطة، وطالبهما بالتحرك لوقف الاعتداءات، واتخاذ كافة الإجراءات القانونية ضد الأشخاص الذين يقفون وراء هذه الحوادث، وأضافت الصحيفة أن الشرطة لم تتخذ أي إجراء ضدهم، "مما يثير الأسئلة بشأن تقديمها الدعم الصريح لمثيري الشغب، وتقاعس أفرادها عن العمل لحماية المسلمين".

وقال الرئيس السابق لمفوضية الأقليات الدكتور ظفر الإسلام خان إن ولاية تريبورا تحترق منذ، مؤكدا وجود هجمات منظمة على الأقلية المسلمة في الولاية، أسفرت عن تدمير مساجد وبيوت ومتاجر تعود للسكان المسلمين، مشيرًا إلى وجود مقاطع مصورة منتشرة على مواقع التواصل وتظهر فيها "الجرائم ضد المسلمين"، كما لفت إلى تعرض الهندوس إلى النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بالسباب والشتم.

كما قام بعض نشطاء المنظمة الهندوسية المشاركين في المسيرة بنهب مسجد في منطقة شامتيلا، وسرقة ثلاثة منازل وثلاثة متاجر، وإحراق متجرين في منطقة روا بازار، على بعد أقل من كيلومتر من الحادث الأول، وأكدت جمعية علماء الهند، أن الحشود هاجمت المساجد والأحياء التي يسيطر عليها المسلمون.

وفي ذلك السياق قال السفير جمال بيومي، إن الخلافات العرقية غير مقبولة، ويجب وقف الاعتداءات على المسلمين في الهند ودول الشرق، مضيفًا أن الخلافات العرقية والانفصال بين الهند وباكستان والأحداث التي تلتها من تعذيب وقتل وتهجير للمسلمين لم تشفع لهم عند الهندوس، ليعلموا أن المسلمين في الهند مكون أساسي وله نفس الحقوق التي يحصل عليها الأقليات الأخرى، بالرغم من أن المسلمين أكثرية بعد الهندوس، فال‘حصاءات الرسمية تؤكد أنهم تخطوا الـ200 مليون، والغير رسمية تشير إلى ارتفاع أعداد المسلمين في الهند لأكثر من 300 مليون مسلم.

واستنكر الدبلوماسي السابق في تصريح سابق للفتح، الاعتداءات الغير مبررة من الجهات الحكومية والفصائل السياسية كالهندوس على المسلمين، وندد بتقديم الجهات الرسمية والغير رسمية في الهند النزعة العرقية على الوطنية في سياستهم وممارستهم السياسية والاجتماعية، كما طالب بضرورة حث السلطات الهندية على تقويم النظام الشرطي لديها، وأن يتم التعامل مع كافة المواطنين في الهند بنفس العدل والشفافية وتطبيق النظام والقواعد على الجميع.

وأكد بيومي أن ما يحدث للمسلمين في الهند شيئ مؤسف للغاية، وأنه من الضروري أن يكون للمجتمع الدولي دور بارز في الوصول لحلول جذرية حول الخلافات والنزاعات العرقية التي تنال من المدنين وخاصة المسلمين، مشيرًا إلى أن الهند لا تخشى من حقوق الإنساني، وتعتمد على أنها دولة ممتدة المساحة، والأزمات العرقية لا تظهر للمجتمع العالمي، ولكن الحوادث التي تظهر ما بين الحين والأخر تؤكد أن الهند عليها أن تعالج تطرف الهندوس، وتحمي المسلمين من هذه النزاعات.

وشدد السفير المصري على أهمية تدخل الدبلوماسية الإسلامية والعربية عبر سفرائها، كما ينبغي تدخل جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، لإيقاف الانتهاكات الغير مقبولة بحق المسلمين ، لافتًا إلى أن العنف يولد مزيد من العنف، وأنه لايوجد خيار أمام الهند سوى حل هذه الأزمة عبر السلم وتطبيق العدالة والقانون

ويذكر أن المسلمون في الهند يشكلون أقل من 9 في المئة من سكان تريبورا، البالغ عددهم 4.2 مليون نسمة.