إعتقد كثير من الناس عبر التاريخ أن الكون الذي يعيشون فيه لا نهاية له وهذا الوهم كان يشكل أساس الأديان الوثنية لدى السّومريين والمصريين القدامى وكذلك في الفلسفة المادية اليونانية والسبب الرئيسي لهذا الاعتقاد الباطل عدم معرفة الحقائق التي جاءت بها الأديان السماوية أو الإعراض والتنكر لها
وقد كان تدني مستوى العلم والتكنولوجيا في الأزمنة القديمة حائلاً دون إدراك هذه الحقائق وسببا في الوقوع في مثل هذه الأوهام أما العلم اليوم فقد أثبت أن لهذا الكون بداية وأن لابد له من نهاية في يوم ما وهذه الحقيقة الكبرى ورد ذكرها في القرآن الكريم والذي أنزل قبل 1400 سنة خلت
.
( وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ ) الحج 7
.
لابد لهذا الكون من نهاية في يوم ما وبتعبير آخر لابد أن تقوم القيامة ولا يوجد أدنى شك في ذلك هذا النظام الكوني سيزول في يوم من الايام قال تعالى
(إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ) الإنفطار 1-5
في هذا المقال سوف نذكر بعضا من أخبار الغيب التي أطلع الله نبيه عليها عن طريق القرآن أو بشكل مباشر إلى ذاته والتي وصلت إلينا عبر الأحاديث النبوية
تطلق عبارة
آخر الزمان على الفترة الزمنية التي تسبق يوم القيامة أي قيام الساعة وقد وصلت إلينا من الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) أحاديث تحدد أمارات وعلامات هذه الفترة ونحن نرى في هذه الأيام أن هذه العلامات والإشارات ظهر البعض منها ومازالت تظهر واحدة بعد أخرى
أولا كثرة الحروب والمعارك والقلاقل و انتشار الإرهاب والعنف وفي أيامنا هذه أخذت تزداد وتنتشر في أنحاء العالم كافة
عن أبي موسى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تقوم الساعة حتى يقتل الرجل جاره وأخاه وأباه) البخاري الأدب المفرد..
(والذي نفسي بيده ليأتين على الناس زمان لا يدري القاتل في أي شيء قَتل ولا يدري المقتول على أي شيء قُتل) رواه مسلم
وعن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (يجيء المقتول متعلقاً بقاتله يوم القيامة آخذاً رأسه بيده فيقول يا رب سل هذا فيم قتلني؟ قال فيقول قتلته لتكون العزة لفلان قال فإنها ليست له بؤ بإثمه قال فيهوي في النار سبعين خريفاً) رواه النسائي
.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ( ص ) قال ( لا تقوم الساعة حتى يكثر الهرج قالوا وما الهرج يا رسول الله ؟ قال القتل القتل ) رواه مسلم
.
من علامات الساعة قتال المسلمين بعضهم البعض
.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان بين يدي الساعة الهرج قالوا وما الهرج قال القتل انه ليس بقتلكم المشركين ولكن قتل بعضكم بعضا حتى يقتل الرجل جاره ويقتل أخاه ويقتل عمه وابن عمه قالوا ومعنا عقولنا يومئذ ؟ قال انه لتترع عقول اهل ذلك الزمان ويخلف له هباء من الناس يحسب أكثرهم أنه على شيء وليسوا على شيء) رواه أحمد
باختصار نحن نعيش في عصر من الارتباك والفوضى والحروب التي تعد إحدى علامات آخر الزمان التي أخبر بها النبي صلى الله عله وسلم قبل 14 قرنا و التوافق والتطابق الحاصل بين توقعات النبي صلى الله عله وسلم وما اخبرنا به وبين الحوادث الفعلية التي نعيشها دلالة وبرهان على معجزة الرسول صلى الله عليه وسلم
..
من علامات الساعة كثرة الفتن
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لا تقوم الساعة حتى تظهر الفتن ويكثر الكذب وتتقارب الأسواق ) رواه الإمام أحمد
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( سيكون في آخر الزمان دجالون كذابون يأتونكم من الأحاديث ما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم لا يضلونكم ولا يفتنونكم ) رواه مسلم
قال صلى الله عليه وسلم ( إن بين يدي الساعة فتناً كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً ) رواه أحمد وابو دواد
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( إن بين يدي الساعة شهادة الزور وكتمان شهادة الحق ) رواه أحمد
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله (ص) قال ( إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة قال كيف إضاعتها يا رسول الله ؟ قال إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة ) رواه البخاري
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( ليأتين على الناس زمان لا يبالي المرء بما أخذ المال أمن حلال أم من حرام )
رواه البخاري
عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( بين يدي الساعة يظهر الربا ) رواه الطبراني في الترغيب والترهيب..
.
ومن مظاهر عدم مبالاة المرء بالحلال والحرام الربا الفوائد المصرفية التي يعتبرها كثيرون وسيلة للثراء
للمزيد
طالع آثار الكفر على الحياة الإقتصادية
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويثبت الجهل) رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة أن رسول الله (ص) قال ( إنها ستأتي على الناس سنون خداعة يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة قيل وما الرويبضة ؟ قال السفيه يتكلم في أمر العامة ) رواه الإمام أحمد
.
ومن مظاهر السنين الخداعة محاولة فرض نظرية التطور بلباس ديني حيث توجد بعض الأوساط التي تؤكد انه لا تعارض بين نظرية التطور لداروين مع الدين
للمزيد طالع
التعارض بين الداروينية والدين لماذا
للمزيد طالع
أخطاء أولائك الذين يستندون على القرآن الكريم لإثبات نظرية التطور
للمزيد طالع
لماذا يعد وضف الإستنساخ بأنه دليل على التطور ضربا من الخداع
للمزيد طالع
الإدعاء بأن الديناصورات تطورت إلى طيور إدعاء سادج
عن عبد الله وهو ابن مسعود رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض لا إله إلا الله ) رواه الإمام أحمد
عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
( لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض الله الله ) رواه مسلم
(لا تقوم الساعة حتى لا يعبد الله على الأرض ) علي بن حسام الدين - كتاب البرهان في علامات المهدي آخر الزمان
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( لا تقوم الساعة حتى تكثر الزلازل ) أخرجه البخاري
.
(و تهلك المدن كأن لم تكن بالأمس)
أورده علي بن حسام الدين في كتابه البرهان في علامات المهدي آخر الزمان دار غونجا للنشر اسطنبول 1986
من مظاهر الخراب في مدينة مكسيكوسيتي الصورة اليمنى ومدينة طوكيو أسفل نتيجة للهزات الأرضية والزلازل تماما مثلما أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أنه من علامات الساعة خراب المدن
نيجة للحروب والقلاقل والكوارث الطبيعية المختلفة دمرت مدن كبيرة هذا الحديث يعيد إلى الأذهان الدمار الذي أحدثته الأسلحة النووية والطائرات والقنابل والصواريخ والأسلحة الحديثة الأخرى من دمار لا يوصف و لم يسبق له مثيل من قبل والحرب العالمية الثانية مثال شاهد للذلك فنتيجة للقصف المكثف عانت الكثير من العواصم والمدن الهامة الأخرى قدرا كبيرا من الضرر وكان من أبرز هذه المدن هيروشيما وناغازاكي التي دمرت تماما بالقنبلة الذرية
.
سبب آخر لتدمير المدن الكوارث الطبيعية تخلّف الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والبراكين والفيضانات والحرائق العالمية والأمطار الحمضية والأمواج المدّية آثارا مختلفة على العالم إلا أن القاسم المشترك بين هذه الكوارث هو أنها يمكن أن تدمر مدينة بكاملها خلال دقائق مع سكانها إلا أن ما هو أكثر أهمية هو أنه لا يوجد أحد على سطح البسيطة من يمكن أن يقف في وجه هذه الكوارث
.
وما دام الإنسان لا يستطيع مواجهة هذه الكوارث فإنه لا يريد التفكير فيها مع علمه بإمكانية حدوثها في كل لحظة الله تعالى يريد تبصرة الإنسان من حين إلى آخر إلى إمكانية كون المكان الذي يعيش عليه غير آمن كما أن الله تعالى يدفع الناس لكي يدركوا من خلال هذه الكوارث فقدانهم القدرة على التحكم في الكوكب الذي يعيشون عليه, ويجعلهم يشهدون عجزهم وضعفهم بأنفسهم وأن يأخذوا العبر والعظات
ويمكن أن نرى بوضوح أن هذه الكوارث تحمل إشارة إلى الفترة الأولى من آخر الزمان وهذا ما عبّر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنوات الزلازل فقال صلى الله عليه وسلم ( بين يدي الساعة موتان شديد وبعده سنوات الزلازل ) رواه أحمد والدارمي والطبراني والبزار وأبو يعلى
.
من علامات الساعة ظهور الغنى بعد انتشار الفقر
.
قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا تقوم الساعة حتى يكثر فيكم المال فيفيض حتى يُهِمَّ ربَ المال من يقبل صدقته وحتى يعرضه فيقول الذي يعرضه عليه لا أَرَب لي ) متفق عليه
.
( الساعة لا تقوم حتى يطوف أحدكم بصدقته لا يجد من يقبلها منه ) البخاري
.
نلاحظ اليوم أن الفقر كثير والمعيشة صعبة ولكن رغم ذلك نبينا صلى الله عليه وسلم أخبرنا بأن ذلك سيتغير ويصدقه الواقع وذلك قبل قيام الساعة حتما
يعتبر الفقر اليوم واحدا من أخطر المشاكل التي يواجهها العالم في أفريقيا وآسيا وأميركا الجنوبية وأوروبا الشرقية العديد من التقارير تشير أن واحدا من كل أربعة أشخاص من سكان العالم يعيشون في معاناة لا يمكن تصورها مليار شخص في العالم يعيشون على أقل من دولار في اليوم 3 مليارات شخص في العالم اليوم في صراع من أجل البقاء على 2 دولارات يوميا
وحوالي 1.3 مليار شخص يفتقرون إلى المياه المأمونة و 2.6 مليار شخص لا يحصلون على خدمات الصرف الصحي الكافية ووفقا لتقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) لعام 2000 ( 826 مليون شخص حول العالم لا يحصلون على كفايتهم من الطعام. وبعبارة أخرى واحد من كل ستة أشخاص يعانون من الجوع و على مدى السنوات الماضية ازداد الظلم في توزيع الدخل بدرجة لا يمكن تصورها
والسؤال لماذا كل هذا ؟ هل هناك نقص في المصادر ؟ كلا !
إن السبب في ذلك كله يعود إلى الظلم الإجتماعي التي أحدث فرقا شاسعا في توزيع الثروات توزيعا عادلا مما أثر على البلدان المتخلفة والنامية فأصبح العالم يتكون من أقلية لديها أكثر مما تحتاجه مقابل أكثرية تعاني من مشاكل الفقر والعوز
.
السبب الأساسي للظلم الاجتماعي والفجوة التي بين
الأغنياء والفقراء هو عدم اتباع التعاليم الأخلاقية للقرآن
من علامات الساعة ظهور ( الشدود الجنسي) قي العديد من البقاع الأرضية
عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم ( إذا استحلت أمتي ستا فعليهم الدمار ......( منها ) واكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء ) رواه الطبراني في الأوسط
من علامات الساعة انتشار الزنا واللواط والفحش والخمر
.
عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن من أشراط الساعة... فذكر منها ويظهر الزنا ) رواه البخاري ومسلم
عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والتفاحش وقطعية الرحم وسوء المجاورة ) رواه الإمام أحمد والحاكم
من المثير للاهتمام أن نلاحظ أنه في الآونة الأخيرة أصبحت مشاهد الدعارة في واضحة النهار وفي عرض مفتوح في وسط الشارع وهذا ما أخبر به نبينا صلى الله عليه وسلم قبل 14 قرنا
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( والذي نفسي بيده لا تفنى هذه الأمة حتى يقوم الرجل إلى المرأة فيفترسها في الطريق فيكون خيارهم يومئذ من يقول لو واريتها وراء هذا الحائط ) أبو يعلى الهيثمي مجمع الزوائد ومنبع الفوائد
إنها آفات خطيرة تهدد النسيج الاجتماعي في العالم بنفس الطريقة التي ينتشر بها الفيروس في جسم الإنسان فالشذوذ الجنسي والدعارة والجنس قبل الزواج وخارج إطار الزواج والجنح الجنسية والمواد الإباحية والتحرش الجنسي وزيادة الأمراض المرتبطة بالجنس كلها مؤشرات هامة تفضي لانهيار القيم الأخلاقية التي تساعد على الحفاظ على مجتمع صحي وهناك عدد كبير من الناس لا يدركون الخطر الذي يتزايد من حولهم ويعتبرونه شيئا عاديا في حين أن الإحصاءات تبين أنه مع كل يوم يمر ينمو مدى الخطر فنسبة الأمراض المرتبطة بالجنس معيار هام للمساعدة في إشارة إلى حجم المشاكل التي تواجه البشرية ووفقا لسجلات منظمة الصحة العالمية WHO فالأمراض المرتبطة بالجنس تمثل نسبا مرتفعة و لا يزال الإيدز المشكلة الأكثر خطورة الذي تصحبه آثار مدمرة على الأسس الاجتماعية والأسس الاقتصادية والديموغرافية للتنمية
من علامات الساعة انتشار الخمور
عن أنس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
( من أشراط الساعة ـ وذكر منها ـ ويشرب الخمر ) رواه مسلم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لتستحلن طائفة من أمتي الخمر باسم يسمونها إياه ) رواه الإمام احمد
أخذ المسلمين بأخذ القرون قبلها
.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون قبلها شبرًا بشبر وذراعًا بذراع قيل يا رسول الله كفارس والروم ؟ قال ومن الناس إلا أولئك ) رواه البخاري