الأَصْنَام, تَسْقُطُ
أَرَبِيْعٌ أَمْ خَرِيْفٌ… عَرَبِي؟
ذَلِكَ القَادِمُ… مِنْ غَيْرِ أَبِ
نُطْفَةٌ فِي رَحِمِ الفَوْضَى لَهَا
أَوْجُهٌ شَتَّى… وَأَحْلامُ صَبِي
كُلَّمَا اشْتَدَّ مَخَاضٌ… فَدَمٌ
وَتَبَاشِيْرُ… بِمَوْلُوْدٍ غَبِي
هُبَلٌ وَاللاتُ وَالعُزَّى… هَوَوا
مُنْذُ أَلْهَتْهُمْ عُرُوْشُ الذَّهَبِ
تَسْقُطُ الأَصْنَامُ… حَتَّى لا أَرَى
صَنَماً… كَالأَسَدِ الـمُسْتَكْلِبِ
أَنَا لا أَبْكِي عَلَى لِصٍّ… وَلا
أَذْرِفُ الدَّمْعَ عَلَى مُغْتَصِبِ
إِنَّمَا أَبْكِي… عَلَى الحَالِ الَّتِي
جَعَلَتْنِي أَسْتَحِي مِنْن… «عَرَبِي»
عَرَبِيٌّ…! وَصَحَتْ فِي خَاطِرِي
حِقْبَةٌ… تُحْيِي مَوَاتَ الحِقَبِ
وَتَجَلَّتْ صُوَرُ القَادَةِ… فِي
أَلَقٍ… يَحْدُوْهُمُ خَيْرُ نَبِي
عَرَبِيٌّ…! وَتَلَفَّتُّ… وَفِي
لَفَتَاتِي… غُصَّةُ الـمُغْتَرِبِ
أَشْتَكِي صَمْتِي وَمِنْ حَوْلِي مَدَى
يَتَشَظَّى… مِنْ هَدِيْرِ الصَّخَبِ
عَرَبِيٌّ…! وَاسْتَشَاطَتْ أَحْرُفِي
غَضَباً… مِنْ نَسَبٍ مُسْتَلَبِ
وَتَسَاءَلْتُ بِصَوْتٍ نَازِفٍ
أَيْنَ مَنْ يَغْسِلُ عَارَ النَّسَبِ؟
عَرَبِيٌّ…! وَأَثَارَتْ حَيْرَتِي
لُكْنَةٌ… فَوْقَ فَمٍ مُسْتَغْرِبِ
أَرَبِيْعٌ أَمْ خَرِيْفٌ…؟ إِنَّهَا
خُطَّةُ الفَوْضَى لآتٍ مُرْعِبِ!
ثَوْرَةٌ تُشْعِلُ أُخْرَى… وَبِهَا
كَمْ شُغِلْنَا عَنْ بُلُوْغِ الأَرَبِ!
وَعُيُوْنُ الكَوْنِ تَرْنُو… وَعَلَى
مَسْرَحِ الشَّرْقِ فُصُوْلُ العَجَبِ
أَرَبِيْعٌ أَمْ خَرِيْفٌ…؟ هَاهُمَا
لَيْلُ ذُلٍّ فِي صَحَارَى كُرَبِ
وَفِلِسْطِيـْنُ… لَهَا أَكْثَرُ مِنْ
نِصْفِ قَرْن ٍتَحْتَ سَوْطِ اللَّهَبِ
لا رَبِيْعٌ عَرَبِيٌّ… وَالرُّؤَى
كَغُيُوْبٍ بَيـْنَ طَيِّ الحُجُبِ
لا رَبِيْعٌ عَرَبِيٌّ… وَالنُّهَى
رَاسِفَاتٌ فِي قُيُوْدِ العَطَبِ
لا رَبِيْعٌ عَرَبِيٌّ… وَالحِمَى
مُسْتَبَاحٌ… مُثْخَنٌ بِالوَصَبِ
إِنْ تَحَرَّرْنَا… وَعَادَتْ قُدْسُنَا
حُرَّةً… ذَاكَ الرَّبِيْعُ العَرَبِي!