2- وبما أن آدم الذي ولد منه البشر جميعاً كان قد فقد بعصيانه حياة الاستقامة التي خلقه اللّه عليها وأصبح خاطئاً قبل أن ينجب نسلاً، كان أمراً بديهياً أن يولد أبناؤه جميعاً خطاة بطبيعتهم نظيره
3- «بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ ٱلْخَطِيَّةُ إِلَى ٱلْعَالَمِ» (رومية 5: 12 - 21). وشهد داود النبي بهذه الحقيقة فقال عن نفسه: «هَئَنَذَا بِٱلإِثْمِ صُّوِرتُ وَبِالْخَطِيَّةِ حَبِلَتْ بِي أُمِّي»(مزمور 51: 5).
4- بما أن الخطية تسربت وتتسرب إلى البشر بالوراثة، وبما أن قانون الوراثة قانون عام تخضع له جميع الكائنات الحية، لذلك كان أمراً بديهياً بعد أن تسربت الخطية إلى البشر، أن يصيروا جميعاً خطاة بأفعالهم كما ولدوا خطاة بطبيعتهم. ولذلك قال الوحي: «لَيْسَ بَارٌّ وَلا وَاحِدٌ. لَيْسَ مَنْ يَفْهَمُ. لَيْسَ مَنْ يَطْلُبُ ٱللّٰهَ. ٱلْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعاً. لَيْسَ مَنْ يَعْملُ صَلاحاً لَيْسَ وَلا وَاحِدٌ»(رومية 3: 10 - 12). كما قال: «لأَنَّهُ لا فَرْقَ. إِذِ ٱلْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ ٱللّٰهِ»(رومية 3: 22 ، 23)، ولذلك قال داود النبي للّه: «لا تَدْخُلْ فِي ٱلْمُحَاكَمَةِ مَعَ عَبْدِكَ فَإِنَّهُ لَنْ يَتَبَرَّرَ قُدَّامَكَ حَيٌّ»(مزمور 143: 2).
5- الصلاح بمعنى عدم ارتكاب خطية بالقول أو الفكر، مع القيام بكل أعمال الخير لكل الأصدقاء والأعداء على السواء، دون انتظار لأي جزاء أو ثواب كما ذكرنا ليس له وجود في البشر على الإطلاق. لذلك قال الوحي: «لَيْس أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ ٱللّٰهُ»(لوقا 18: 19).
6- أما أفضل البشر فهم أشخاص يقومون بخير أكثر من غيرهم ويخطئون أقل من غيرهم. فالفرق بين البشر من جهة الخطية هو فرق نسبي فحسب، لأنهم جميعاً خطاة بطبيعتهم وخطاة أيضاً بعمالهم، سواء كثرت هذه الأعمال أم قلَّت.
7- ولعل أوضح دليل على ذلك أن نوحاً (تكوين 9: 21) وإبراهيم (تكوين 12: 12 ، 13) وأيوب (أيوب 42: 2) وموسى (العدد 20: 6 - 11) وداود (مزمور 51: 1) وإشعياء (إشعياء 6: 5) وزكريا (لوقا 1: 20) وبطرس (لوقا 22: 61)، وبولس (أعمال 23: 3)، وغيرهم من الرسل الأنبياء قد أخطأوا مثل غيرهم من الناس.
8- أما العصمة المسندة إلى الرسل والأنبياء في المسيحية، فهي فقط في تبليغهم للرسائل التي كان اللّه يُوحي بها إليهم، لأنهم كانوا عند تبليغها يقعون تحت سلطانه المطلق، فلم يضيفوا إليها كلمة أو يحذفوا منها اخرى. ولذلك قيل بالوحي: «إِلَى أَنْ تَزُولَ ٱلسَّمَاءُ وَ ٱلأَرْضُ لا يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ ٱلنَّامُوسِ»(متى 5: 18).
9- أما قول الوحي عن نوح إنه كان رجلاً باراً وكاملاً في جياله (تكوين 6: 9)، وعن أيوب إنه كان رجلاً كاملاً ومستقيماً يتقي اللّه ويحيد عن الشر (أيوب 1: 1)، وعن زكريا وامرأته إنهما كانا بارين (لوقا 1: 6)، فلا يُراد به أنهم لم يفعلوا خطية طوال حياتهم، بل أنهم كانوا يهابون اللّه ويحاولون جهد الطاقة ان ينفذوا وصاياه، كما كانوا يسرعون إلى تقديم الذبائح الكفارية له عن كل خطية يفعلونها
10- اليس قول المسيحية إن الطبيعة الخاطئة انتقلت إلى البشر بالوراثة، يجعلهم غير مسئولين عن الخطايا التي تصدر منهم، وهذا ما لا يتفق مع الحق على الإطلاق.
11- إن المسيحية مع قولها إن الطبيعة الخاطئة انتقلت إلى البشر بالوراثة، تعلن أنهم يخطئون، ليس رغماً عنهم، مدفوعين في ذلك بغرائزهم وحدها، كما هي الحال مع الحيوان، بل يخطئون بإرادتهم نتيجة لموافقتهم الشخصية على تلبية رغبات هذه الغرائز. فهم مسئولون عن كل خطية يعملونها، لأن المسئولية لا تُرفع إلا عن الأطفال وفاقدي الرشد والصواب.
12- ولذلك قال الوحي إن كل واحد منا سيعطي عن نفسه حساباً للّه (رومية 14: 12)، كما قال إن اللّه سيحضر كل عمل من أعمال الناس إلى الدينونة، سوا كان خفياً أم ظاهرياً (جامعة 12: 14).
13- هل من العدالة أن يُضار البشر جميعاً بسبب خطية ارتكبها آدم وحده؟
14- الحقائق الراهنة أثبت من منطقنا نحن البشر، لأن إدراكنا ليس كاملاً في كل الأمور. ومن هذه الحقائق مثلاً، أن بعض الأبناء البررة يرثون من آبائهم العلل والعاهات التي تقشعر منها النفس. وإذا حاولنا أن نحكِّم عقولنا في أسباب انتقاله إليهم بشيء يُسمَّى عدالة أو ظلماً، لا يسعنا إلا أن نقف مكتوفي الأيدي مقيّدي الفكر - وهذا ما يواجهنا تماماً في حالة آدم وانحدار الطبيعة الخاطئة منه إلينا جميعاً.
15- فآدم بحكم مركزه هو أبونا والنائب عنا جميعاً، وهذه حقيقة لا يستطيع المنطق أن ينكرها، سواء كانت معقولة عند بعض الناس أم غير معقولة. وهو بطبيعة مركزه هذا لا يمكن إلا أن تعود نتائج خطيته علينا دون أن يكون لنا يد في ارتكابها، مثله في ذك مثل الآباء الذين تعود نتائج فجورهم وشرورهم على أبنائهم البررة.
مسألة :تأثير الخطية بالنسبة للّه
1- يعتقد بعض الناس أن الخطية إذا كانت بين الإِنسان وبين نفسه، انحصر تأثيرها فيه وحده، وإذا كانت بينه وبين إنسان غيره، انحصر تأثيرها فيهما، لأن اللّه بسبب روحانيته المطلقة هو أرفع من أن يتأثر بأي مؤثر خارجي
2- لكن هذا الاعتقاد لا نصيب له من الصواب
بما أن اللّه فضلاً عن كونه كاملاً كل الكمال وحيّ إلى أبد الآباد، هو الذي نهانا عن الشر وأوصانا بالخير،
3- إذاً فهو مع روحانيته المطلقة يتأثر بما نفعله من شر أو خير على نحو يتفق مع روحانيته هذه. لذلك قال الوحي عن اللّه إنه لا يطيق الإِثم (إشعياء 1: 13)، وإن عينيه أطهر من أن تنظرا الشر (حبقوق 1: 13).
4- فإذا ارتكب أحدنا خطة ضد نفسه أو ضد غيره، لا يكون قد أساء إلى نفسه أو غيره فحسب، بل وإلى اللّه قبل كل شيء آخر.
5- وإن كنا لا نستطيع تحديد هذه الإِساءة بسبب سمو اللّه عن إدراكنا سمواً لا حد له
6- لكن نعلم أنه بارتكاب الخطية (أ) نحُول بين اللّه وبين الصلة الروحية الطيبة التي يريد أن تكون بينه بيننا، لأنه لم يخلقنا على صورته كشبهه إلا لتكون لنا هذه الصلة به. (ب) ننكر فضله علينا ونستهين بعواطفه الكريمة من نحونا. (ج) نرفض شريعته ونكسر ناموسه، وبذلك نتمرد عليه ونهينه في أرضه وعلى مرأى منه.
7- لذلك قال الوحي عن الخطاة إنهم لا يخشون اللّه (إرميا 2: 19) ويبغضونه بلا سبب (مزمور 69: 4)، ويرفضون شريعته (إرميا 6: 19)، وينقضون عهده (يشوع 7: 11)، ويتمردون على شخصه (هوشع 13: 16)، ويسلبون حقوقه (ملاخي 3: 8)، ويُفسدون أمامه (نحميا 1: 7)،ويهينون مقامه (مزمور 10: 13 ، إشعياء 1: 2-4)، ويحتقرون اسمه وينجسونه أيضاً (ملاخي 1: 6 ، حزقيال 36: 20)، لأن لسان حالهم إزاءه « ٱبْعُدْ عَنَّا. وَبِمَعْرِفَةِ طُرُقِكَ لا نُسَرُّ»(أيوب 21: 14).
8- فالخطية، علْمنا أم لم نعلم، هي أكبر إساءة نوجهها إلى اللّه، ولذلك قال الوحي: «ٱلْخَطِيَّةُ خَاطِئَةً جِدّاً»(رومية 7: 13).
مسألة :تأثير الخطية بالنسبة للبشر
1- «وَمَنْ يُخْطِئُ عَنِّي يَضُرُّ نَفْسَهُ»(أمثال 8: 36)،
2- الأضرار النفسية: من يركض وراء الخطية، يحيا حياة القلق وعدم الاستقرار، كما يتعرض أحياناً للأمراض النفسية التي يتعذر شفاؤها،
3- الخطية إنها تحني النفس (مزمور 44: 25) وتملأها بالذل والهوان (مزمور 123: 4)، وتحرمها من الراحة والسلام (إشعياء 48: 22)، وتسلبها الوعي الروحي فتصبح أحط من نفس الحيوان (إشعياء 1: 3).
4 - الأضرار الأدبية: «وَأَنْتُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَمْوَاتاً بِٱلذُّنُوبِ وَٱلْخَطَايَا»(أفسس 2: 1). كما قال عن نفسه قبل تمتعه بخلاص اللّه الكامل «الخطية قتلتني (أبياً)، وأنها عاشت فمتُّ أنا (أدبياً)» (رومية 7: 9 - 11). كما قال بعد ذلك: «لأَنَّ ٱلإِرَادَةَ حَاضِرَةٌ عِنْدِي، وَأَمَّا أَنْ أَفْعَلَ ٱلْحُسْنَى فَلَسْتُ أَجِدُ. لأَنِّي لَسْتُ أَفْعَلُ ٱلصَّالِحَ ٱلَّذِي أُرِيدُهُ، بَلِ ٱلشَّرَّ الَّذِي لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ. فَإِنْ كُنْتُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ إِيَّاهُ أَفْعَلُ، فَلَسْتُ بَعْدُ أَفْعَلُهُ أَنَا، بَلِ ٱلْخَطِيَّةُ ٱلسَّاكِنَةُ فيَّ. إِذاً أَجِدُ ٱلنَّامُوسَ لِي حِينَمَا أُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ ٱلْحُسْنَى أَنَّ ٱلشَّرَّ حَاضِرٌ عِنْدِي. فَإِنِّي أُسَرُّ بِنَامُوسِ ٱللّٰهِ بِحَسَبِ ٱلإِنْسَانِ ٱلْبَاطِنِ . وَلٰكِنِّي أَرَى نَامُوساً آخَرَ فِي أَعْضَائِي يُحَارِبُ نَامُوسَ ذِهْنِي ، وَيَسْبِينِي إِلَى نَامُوسِ ٱلْخَطِيَّةِ ٱلْكَائِنِ فِي أَعْضَائِي. وَيْحِي أَنَا ٱلإِنْسَانُ ٱلشَّقِيُ! مَنْ يُنْقِذُنِي مِنْ جَسَدِ هٰذَا ٱلْمَوْتِ»(رومية 7: 18 - 24)؟!
5 - الأضرار المادية: إن الأهواء التي تجيش في نفوس الناس، هي السبب في قيام الحروب والخصومات بينهم (يعقوب 4: 1)، وإنه بسبب امرأة زانية يفتقر الإنسان إلى رغيف خبز (أمثال 6: 26)، وإنه بسبب الخمر يحل الشقاء والكرب (أمثال 23: 29 و30) وإن الخطية بصفة عامة تمنع الخير عن الناس (إرميا 5: 25)، وتجلب عليهم العار (أمثال 14: 34)، وتسبب لهم العلل والأمراض (تثنية 28: 22).
6- لا ننكر أن أشراراً كثيرين يحيون حياة الرغد والسعة في العالم الحاضر، وأن أتقياء كثيرين يحيون حياة الضيق والضنك. لكن ليس هذا دليلاً على أن الخطية لا تورِّث المتاعب والآلام (لأن هذا أمر لا يختلف فيه اثنان)،
7- بل دليلاً على أن اللّه في كلمته السامية يعامل كل إنسان بالمعاملة التي تُصلح من شأنه. فقد يُحسِن بخير جزيل إلى إنسان شرير، ليتأثر ضميره ويتوب عن شره. وقد يسمح بالتجارب لإِنسان يتَّقيه، إذا وجد أن حياة الرغد والسعة تحول بينه وبين التقدم في حياة التقوى، التي هي أعظم حياة في الوجود.
تعليق المطلب
1- يقول الاستاذ باختصار
أ- اخطأ ادم وورثه كل ابناءه الخطية
ب- وليس احد بار ولاحتي الانبياء ، فهم معصومون فقط في تبليغ كلام الله
ت- ورغم ان البشر ورثوا الخطية الا انهم يحاسبون علي خطاياهم
ث- والتفكير في ذلك باعتباره ظلم او عدل هو فوق تفكيرنا
ج - ان الله يتأثر بالخطية البشرية ، ولانعرف كيف
ح - والخطية تضر البشر
2- ورغم ان هذه الافكار متضاربة باعتراف الاستاذ سمعان والذي في النهاية قال ان معرفتها فوق ادراك البشر الا انها ايضا تفتقر للادلة
3- نفصل الرد في بعض النقاط
أ- يقول :
طبقا لقوانين الوراثة الخنزيرة لاتلد حملا
هذه قوانين وراثة الاجساد التي يستخدمها الاطباء فهل اخطأ ادم بروحه ام بجسده ؟
هو قال سابقا ان الله لايتعامل مع الجسد ، اذن اخطأ ادم بروحه فاين هي قوانين وراثة الارواح التي يتحدث عنها ، فهل تسري قوانين وراثة الاجساد علي الارواح ؟
ب- يقول :
هَئَنَذَا بِٱلإِثْمِ صُّوِرتُ وَبِالْخَطِيَّةِ حَبِلَتْ بِي أُمِّي
1- دعنا نكمل بقية المزمور 51
Psa 51:5 هَئَنَذَا بِالإِثْمِ صُوِّرْتُ وَبِالْخَطِيَّةِ حَبِلَتْ بِي أُمِّي.
Psa 51:6 هَا قَدْ سُرِرْتَ بِالْحَقِّ فِي الْبَاطِنِ فَفِي السَّرِيرَةِ تُعَرِّفُنِي حِكْمَةً.
Psa 51:7 طَهِّرْنِي بِالزُوّفَا فَأَطْهُرَ. اغْسِلْنِي فَأَبْيَضَّ أَكْثَرَ مِنَ الثَّلْجِ.
Psa 51:8 أَسْمِعْنِي سُرُوراً وَفَرَحاً فَتَبْتَهِجَ عِظَامٌ سَحَقْتَهَا.
Psa 51:9 اسْتُرْ وَجْهَكَ عَنْ خَطَايَايَ وَامْحُ كُلَّ آثَامِي.
Psa 51:10 قَلْباً نَقِيّاً اخْلُقْ فِيَّ يَا اللهُ وَرُوحاً مُسْتَقِيماً جَدِّدْ فِي دَاخِلِي.
Psa 51:11 لاَ تَطْرَحْنِي مِنْ قُدَّامِ وَجْهِكَ وَرُوحَكَ الْقُدُّوسَ لاَ تَنْزِعْهُ مِنِّي.
Psa 51:12 رُدَّ لِي بَهْجَةَ خَلاَصِكَ وَبِرُوحٍ مُنْتَدِبَةٍ اعْضُدْنِي.
2- هاهو داود يطلب من الرب محو اثامه وان يجدد قلبه النقي وروحه المستقيمة والا ينزع روحه القدوس منه وان يرد له بهجة خلاصه
3- اليس معني ذلك النص ان داود قبل ان يخطيء كان قلبه نقيا وروحه مستقيمة وروح القدس بداخله ؟
4- اذن فالانسان لم يرث الخطية وانما يولد نقيا كما في بقية المزمور ، كما ان داود طلب من الرب ان يرد له بهجة خلاصه ، مما يعني انه كان خالصا
يقول :
لَيْس أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ ٱللّٰهُ
1- ونرد عليه من كتابه ان الصالحين كثر
لوقا
23: 50 و اذا رجل اسمه يوسف و كان مشيرا و رجلا صالحا بارا
اعمال الرسل
11: 22 فسمع الخبر عنهم في اذان الكنيسة التي في اورشليم فارسلوا برنابا لكي يجتاز الى انطاكية
1: 23 الذي لما اتى و راى نعمة الله فرح و وعظ الجميع ان يثبتوا في الرب بعزم القلب
11: 24 لانه كان رجلا صالحا و ممتلئا من الروح القدس و الايمان فانضم الى الرب جمع غفير
اخبار الايام الثاني
14: 2 و عمل اسا ما هو صالح و مستقيم في عيني الرب الهه
31: 20 هكذا عمل حزقيا في كل يهوذا و عمل ما هو صالح و مستقيم و حق امام الرب الهه
2- من تفسير الاب متي المسكين
18:18و19 «وَسَأَلَهُ رَئِيسٌ قَائِلاً: أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ، مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟ فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ».
الـ» رئيس ¥rcwn «يعني: أحد قادة السنهدرين، والرجل هنا يسلك بمقتضى الذوق والإتيكيت، فهو يدعو المسيح معلِّماً، وفي إنجيل ق. مرقس يسجد أمامه. وفي الحقيقة كلمة “الصالح ¢gaqš” لا تُقال للربّي مهما كان، فهي هنا امتياز فوق كلمة معلِّم. والمعروف لدى اليهود جميعاً أن كلمة صالح في المنادى: ¢gaqš لا يُخاطب بها إلاَّ الله، وهذا هو السر في مراجعة المسيح له،
مع أنه ليس غريباً أن يُنعت إنسانٌ بهذه الصفة بوجه خاص. لذلك نجد المسيح يسأله: لماذا يدعوه “أغاثون” ولا يُدعى بهذا إلاَّ الله؟ وبقول المسيح هذا ينفي عن نفسه الإطراء الرخيص، ولكن يردُّه لكي يَستَخْدِم هذا اللقب في موضعه الصحيح، بمعنى أنه يمكن أن يقبله المسيح منه بسرور لو كان يؤمن حقـًّا بما يقول!
3- ان الاستاذ يستخدم الايات في غير مواضعها ، فليس المقصود من الكلمة هنا صفة الصلاح وانما صفة يقصرها اليهود علي الرب
يقول :
أما العصمة المسندة إلى الرسل والأنبياء في المسيحية، فهي فقط في تبليغهم للرسائل.....
أما قول الوحي عن نوح إنه كان رجلاً باراً وكاملاً في اجياله فلا يُراد به أنهم لم يفعلوا خطية طوال حياتهم، بل أنهم كانوا يهابون اللّه
1- لم يذكر لنا الاستاذ دليلا علي ماقاله من تفسير للنصوص ومالادليل عليه لاحجة فيه
2- وماذا عن اخنوخ وايليا الذين صعدوا الي السماء ، اليسوا صالحين ؟ لماذا اذن صعدوا الي السماء ؟ فليذكر لنا الاستاذ خطاياهم؟
يقول
فالخطية، علْمنا أم لم نعلم، هي أكبر إساءة نوجهها إلى اللّه
1- ونرد عليه من كتابه ان الخطاة مرضي و ان الله يعلم الخطاة التوبة ويقبلها منهم ويفرح بهم
مزامير
25: 8 الرب صالح و مستقيم لذلك يعلم الخطاة الطريق
51: 13 فاعلم الاثمة طرقك و الخطاة اليك يرجعون
متي
9: 11 فلما نظر الفريسيون قالوا لتلاميذه لماذا ياكل معلمكم مع العشارين و الخطاة
9: 12 فلما سمع يسوع قال لهم لا يحتاج الاصحاء الى طبيب بل المرضى
لوقا
17: 4 و ان اخطا اليك سبع مرات في اليوم و رجع اليك سبع مرات في اليوم قائلا انا تائب فاغفر له
15: 7 اقول لكم انه هكذا يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب اكثر من تسعة و تسعين بارا لا يحتاجون الى توبة
1- بما أن الخاطئ لم يُفسِد فقط نفسه التي ائتمنه اللّه عليها، بل تعدّى أيضاً على شريعته تعالى، إن لم يكن قد أساء كذلك إلى بعض الناس.
2- وبما أن صلواته مهما طالت، وأصوامه مهما كثرت، وصدقاته مهما عظمت، وتوبته مما صدقت، وشفاعة القديسين والصالحين (إن كانت لهم شفاعة)، لا تستطيع أن تفي مطالب قداسة اللّه وعدالته.
3- لأن هذه الأعمال لا تستطيع أن تعيد إلى الخاطئ حياة الاستقامة التي كانت لآدم قبل السقوط في الخطية ولا تستطيع أن تُعيد إلى عدالة اللّه كرامتها
4- إذاً فكل الأعمال الصالحة التي يعملها الخاطئ، وإن كانت لها قيمتها وقدرها من نواح خاصة (كما سيتضح فيما يلي)، غير أنها ليست كافية لتأهيله للوجود مع اللّه أو التمتع بصفحه.
5- عجز الخاطئ عن القيام بالصلاة بما أن الخاطئ أساء بخطيته إلى اللّه وكسر شريعته، فإنه يحول بينه وبين مواجهة اللّه والمثول في حضرته، ويصبح في ذاته عاجزاً عن التوافق مع الله في صفاته الأدبية السامية.
6- لذلك فالخاطئ لا يستطيع أن يتصل من تلقاء ذاته باللّه أو يتحدث معه، ولا يستطيع أن يرفع صلاة حقيقية إليه، وصلاته عبارات ينطق بها أمام من يتصوّر أنه اللّه فإنه يتكلم ما شاء له الكلام، دون أن يكون هناك سميع أو مجيب.
7- إذا وقع الخطاة في ضيقة ما، وصرخوا من كل قلوبهم إلى اللّه، فإنه ينقذهم من هذه الضيقة. لكن هذا الإِنقاذ لا يدل على أنه قرّبهم إليه أو غفر لهم خطاياهم، لأن صراخهم له لا يُعيد إليهم حياة الاستقامة التي كانت لآدم قبل السقوط في الخطية، حتى يستطيعوا التوافق مع اللّه في قداسته وغيرها من الصفات الأدبية السامية.
8- وقد أعلن الوحي بعبارات لا تقبل الشك أن اللّه لا يطيق صلاة الخطاة، وأنه ليست لهم علاقة به على الإطلاق. فقد قال «مَنْ يُحَّوِلُ أُذْنَهُ عَنْ سَمَاعِ ٱلشَّرِيعَةِ فَصَلاتُهُ أَيْضاً مَكْرَهَةٌ»(أمثال 28: 9). كما قال للخطاة «آثَامُكُمْ صَارَتْ فَاصِلَةً بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِلَهِكُمْ، وَخَطَايَاكُمْ سَتَرَتْ وَجْهَهُ عَنْكُمْ حَتَّى لا يَسْمَعَ»(إشعياء 59: 2) «حِينَ تَبْسُطُونَ أَيْديكُمْ أَسْتُرُ عَيْنَيَّ عَنْكُمْ، وَإِنْ كَثَّرْتُمُ ٱلصَّلاةَ لا أَسْمَعُ» (إشعياء 1: 15). وقد اختبر داود النبي هذه الحقيقة فقال: «إِنْ رَاعَيْتُ إِثْماً فِي قَلْبِي لا يَسْتَمِعُ لِيَ ٱلرَّبُّ»(مزمور 66: 18). ولذلك قال إنه لا يستطيع أن يصلي للّه إلا الطاهر اليدين والنقي القلب (مزمور 24: 4)
9- وهل يستوي الخاطئ الذي يطلب من اللّه بكل تذلل وإخلاص أن يرحمه ويغفر له خطاياه، والخاطئ الذي لا يبالي بالصلاة، أو يكتفي بالصلاة الشكلية التي لا قيمة لها؟
الرد:طبعاً لا يستويان، بل من المؤكد أن اللّه ينظر إلى الأول بعين العطف والشفقة. لكن عطف اللّه وشفقته شيء، والاعتقاد بأنَّ الصلاة هي التي تجلب الغفران والقبول أمام اللّه شيء آخر.
10- والصلاة لا تكفي وحدها لإيفاء مطالب عدالة اللّه، أوإعادة الإنسان إلى حالة الاستقامة التي كانت لآدم قبل السقوط في الخطية، ولا يمكن أن تكون ثمناً للغفران أو وسيلة للتمتع باللّه. كل ما في الأمر أنها إذا كانت بإخلاص، فهي تهيئ فقط القائم بها للحصول على هذين الامتيازين، إذا وُفيت مطالب عدالة للّه وقداسته من جهته بوسيلة إلهية خاصة، كما كانت الحال مع كرنيليوس الوارد ذكره في (أعمال 10). وهذه الوسيلة هي موضوع حديثنا في الأبواب التالية.
11- الصوم، لأنه لا يفي وحده مطالب عداة اللّه وقداسته، لا يمكن أن يكون ثمناً للغفران أو التمتع باللّه. كل ما في الأمر أنه إذا كان بإخلاص، فهو يهيئ القائم به للحصول على هذين الامتيازين، على شرط أن يكون هناك أولاً إيفاء لمطالب عدالة اللّه وقداسته بوسيلة إلهية خاصة، كما كانت الحال مع كرنيليوس (أعمال 10).
12- بما أننا مهما تُبنا عن الخطية إكراماً للّه ومحبة فيه، قد نخطئ أحياناً بالقول والفكر، إن لم يكن بالفعل أيضاً. وبما أنَّ الخطأ أيّاً كان نوعه، يحرم النفس من التوافق مع اللّه في صفاته الأدبية السامية. إذاًفليست هناك في الواقع توبة كاملة لأحد منا أمام اللّه.
13- الصدقة والأعمال الصالحة لا تفي في ذاتها مطالب عدالة اللّه، ولا تمدّ القائمين بها بطبيعة روحية تؤهلهم للتوافق معه في قدسيته وصفاته الأدبية الأخرى، كما ذكرنا فيما سلف.
14- أما الذين، مع قيامهم بأعمال الخير، يمقتون الخطية ويتضرعون إلى اللّه بتذلل ليخلصهم منها، فإنه يتجه إليهم بكل عطف، ويهيئ لهم السبيل للحصول على الغفران والتمتع بشخصه، إذ وفيت مطالب عدالته وقداسته بوسيلة خاصة، كما كانت الحال مع كرنيليس السابق ذكره.
15- عدم قدرة الأنبياء على الشفاعة أمام اللّه:
بما أن هؤلاء الأنبياء وإن كانوا أفضل من غيرهم من الناس، غير أنهم في ذواتهم خطاة مثلهم، إن لم يكن بالفعل، فبالقول والفكر كما ذكرنا في الباب الأول، لذلك فإنهم من تلقاء أنفسهم لا يتوافقو مع اللّه في صفاته السامية، كما يقعون من جهة استحقاقهم الذاتي تحت طائلة قصاصه الأبدي، فلا يستطيعون أن يتشفَّعوا لأجل خلاص أحدٍ من قصاص خطاياه أو تأهيله للوجود مع اللّه، لأنهم أنفسهم يحتاجون إلى هذا وذاك.
16- والكتاب المقدس بإعلانه أن القديسن خطاة مثل باقي الناس (جامعة 7: 20)
17- أنَّ الملائكة وإن كانوا في نظرنا كائنات سامية طاهرة، لكنهم ليسوا كذلك في نظر اللّه الكلي الكمال. فقد قال الوحي إنه تعالى ينسب إلى الملائكة حماقة (أيوب 4: 18). فإذا أضفنا إلى ذلك أن الملائكة كائنات محدودة، والكائنات المحدودة لا تستطيع أن تفي مطالب عدالة اللّه وقداسته غير المحدودة، أدركنا أن شفاعة الملائكة (إن كانت لهم شفاعة) لا تجلب لنا الغفران أو تقربنا إلى اللّه، لأنه لا سبيل إلى ذلك إلا بعد إيفاء مطالب عدالته وقدسته.
18- إذا كان الأمر كذلك، ألا يوجد شفيع بيننا وبين اللّه؟
19- نعم هناك شفيع أو بالحري محام، معيّن من لدن اللّه، قادر على الوقوف بيننا وبينه أنّ الجدير بالشفاعة يجب أن يكون شخصاً لم يعمل أية خطية على الإطلاق، وفي الوقت نفسه يكون كاملاً من جهة البر كل الكمال. كما يجب أن يكون قادراً على الإحاطة بمطالب عدالة اللّه وقداسته التي لا حدّ لها، وقادرً أيضاً على إيفائها جميعاً، بالدرجة التي تُرضي اللّه تماماً. فمن هو هذا الشخص يا ترى؟
20- لا بد من الفداء أو التعويض، أو بالحري لا بد من إيفاء مطالب عدالةاللّه وقداسته بواسطة كائن عوضاً عنا - وإيفاء هذه المطالب يستلزم طبعاً من هذا الكائن أن يقبل على نفسه القصاص الذي نستحقه بسبب خطايانا تنفيذاً لمطالب عدالة اللّه، وأن يهبنا أيضاً طبيعة روحية تجعلنا أهلاً للتوافق مع اللّه في صفاته الأدبية لسامية تنفيذاً لمطالب قداسته.
21- هل من العدالة أن يقوم كائن بريء التعويض عن خطايا أحد المذنبين؟
إن مبدأ النيابة مبدأ سليم تشهد العدالة بقانونيته، طالما كان النائب قادراً وموافقاً على القيام بمطالب النيابة.
22- أليس عجزنا جميعاً عن إيفاء مطالب عدالة اللّه وقداسته مبرراً كافياً يدعوه للعفو عنا وتقريبنا إليه، دون أن يلزمنا بالبحث عن كائن يفي هذه المطالب عوضاً عنا، لا سيما إذا كان من المتعذر علينا العثور عليه؟
إذا عفا اللّه عنا وقرّبنا إليه لمجرد عجزنا عن إيفاء مطالب عدالته وقداسته، يكون قد تنازل عن المطالب المذكورة مضطراً. وبما أنه حاشا للّه أن يُرغَم على القيام بعمل يتعارض مع عدالته أو قداسته، لذلك لا مفرّ من إيفاء مطالب عدالة للّه وقداسته بواسطتنا أو بواسطة كائن آخر عوضاً عنا، وإلا فلا خلاص لنا على الإِطلاق، كما ذكرنا فيما سلف.
23- كثيراً ما نصفح عن المسيئين إلينا دون أن نُلزمهم بتعويض ما، فهل يكون اللّه أقل عطفاً أو شفقة منا؟
لا تجوز المقارنة بين معاملة اللّه معنا وبين معاملة بعضنا للبعض الآخر، لأننا تارة نصفح تحت تأثرنا بعواطفنا البشرية دون أن يكون هناك مبرر كاف للصفح، وتارة نعاقب تحت تأثرنا بمصالحنا الشخصية إن إدانة البريء وتبرئة المذنب كلاهما مكرهة عند الرب (أمثال 17: 15).
هامش توضيحي
يقول القس منيس عبد النور
1- إننا بفضل المسيح يمكننا أن نجد خلاصاً. قال المسيح في (يوحنا 6:14): ”أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي“. 2- لقد أدرك بطرس هذه الحقيقة فقال في الأصحاح الرابع من سفرالأعمال: ”وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ“.
3- ذلك لأنه الله الذي ظهر في الجسد - صاحب الطبيعتين - هو الإله الكامل وهو الإنسان الكامل. ولا يمتلك أحد هاتين الصفتين إلا هو. نعم، هو الباب الذي به وحده الخلاص، لأنه ابن الله الذي جاء ليصالحنا مع الله بعد أن ضيّعنا الصلة التي بيننا وبينه.
4- في المسيحية هناك عثرة الصليب.. وهي كامنة في أن البشر يريدون أن يدفعوا ثمن خلاصهم بصلوات يؤدونها، أو بطقوس يمارسونها، أو بأموال وتبرعات يدفعونها، وهم يريدون أن يشتروا حقهم في السماء،
5- وفي الأصحاح الثالث من الرسالة إلى أهل رومية يقول الرسول بولس: ”لأنه بأعمال الناموس لا يتبرر جسد ما“...
تعليق المطلب:
1- يتفق الاستاذ سمعان والقس منيس علي انه لا الاعمال الصالحة ولا الشفاعة ولا اي شيء ينقذ الانسان من الخطية باستثناء المسيح
2- ويحتجون بايات من العهد الجديد مثل :
أ- لأنه بأعمال الناموس لا يتبرر جسد ما
ب- أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي
ت- وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ
3- وفاتهم ان في العهد الجديد ايات اخري علي عكس مايقولونه
مثل
Mat 19:16 وَإِذَا وَاحِدٌ تَقَدَّمَ وَقَالَ لَهُ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ أَيَّ صَلاَحٍ أَعْمَلُ لِتَكُونَ لِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ؟»
Mat 19:17 فَقَالَ لَهُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللَّهُ. وَلَكِنْ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ فَاحْفَظِ الْوَصَايَا».
Mat 19:18 قَالَ لَهُ: «أَيَّةَ الْوَصَايَا؟» فَقَالَ يَسُوعُ: «لاَ تَقْتُلْ. لاَ تَزْنِ. لاَ تَسْرِقْ. لاَ تَشْهَدْ بِالزُّورِ.
Mat 19:19 أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ وَأَحِبَّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ».
Mat 19:20 قَالَ لَهُ الشَّابُّ: «هَذِهِ كُلُّهَا حَفِظْتُهَا مُنْذُ حَدَاثَتِي. فَمَاذَا يُعْوِزُنِي بَعْدُ؟»
Mat 19:21 قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَكُونَ كَامِلاً فَاذْهَبْ وَبِعْ أَمْلاَكَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ وَتَعَالَ اتْبَعْنِي».
4- لايوجد دليل اوضح من هذا النص ، المسيح قال بنفسه ، وليس بولس ولا بطرس ولا احد من التلاميذ ، ان حفظ الوصايا يدخل الانسان الحياة الابدية
5- واوضح من ذلك ان الصدقة بالذات تعطي الانسان كنز في السماء وتجعله كاملا
6- وتأمل نص الاية : (لأن الذين يسمعون الناموس هم أبرار عند الله، بل الذين يعملون بالناموس هم يبررون) (رو 2: 13)
7- هنا يتبرر الانسان بالعمل بالناموس
السؤال الان : الم يقرأ الاستاذ سمعان والقس منيس تلك الاية ؟
8- بالطبع قرأوها ولكنها لاتلزمهم وعكس عقيدتهم فلم يكتبوها ولم يعلقوا عليها
9- ولكن لاننا لسنا مثلهم وانما نبحث عن الحق ولانبرر عقيدة ما بالباطل فاننا نعتقد انه يجب دراسة جميع الايات حول الخلاص معا
10- يقودنا ذلك الي تحقيق قاعدة هامة فننقل من
كتاب البابا شنودة الثالث ( الخلاص في المفهوم الارثوذكسي )
حيث يقول :
1- احترسوا جدا من خطورة استخدام واحدة من الكتاب المقدس.
2- ان الكتاب المقدس ليس هو مجرد آية أو آيات، وانما هو روح معينة تتمشى في الكتاب كله.
3- الشخص الجاهل يضع أمامه آية واحدة، أو أجزاء من آية، فاصلا اياها عن ظروفها وملابساتها وعن المعنى العام كله، أما الباحث الحكيم، الذي يتوخى الحق فانه يجمع كل النصوص التي تتعلق بموضوع بحثه، ويرى على أى شئ تدل
4- وفى موضوع الخلاص، ترى أمثلة من خطورة الآية الواحدة:
آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص أنت وأهل بيتك (أع 16: 31) هذه الآية يتخذها البعض برهانا على الخلاص بالايمان فقط!!
5- وينسى الذين يستخدمون هذه الآية عدة أمور هى: لمن قيلت..؟ وتكلمت الآية..؟ وماذا حدث بعدها..؟ والآيات الأخرى المتعلقة بالموضوع.
6- أولا: قيلت هذه الآية لرجل أممى، غير مؤمن، مهما فعل من أعمال صالحة فلن تجديه شيئا بدون الايمان بالمسيح!!
7- لذلك كان لابد من ارشاده الى الخطوة الأولى التي بدونها لا يمكن أن ينال شيئا من الخلاص. فاذا خطا هذه الخطوة، يمكن ارشاده الى ما يتلوها من خطوات.. لم يكن مناسبا أن يكلم الرسولان هذا السجان عن أهمية الأعمال الصالحة، لأنها بالنسبة اليه لا يمكن أن تفيده وهو غير مؤمن.. والوضع السليم أن يتدرجا معه خطوة خطوة، حتى يصل.
8 – وأكبر دليل على أن المقصود بهذا الخلاص هو الخطوة الأولى المؤدية اليه، هو قول الرسول لهذا السجان: (فتخلص أنت وأهل بيتك).
اذ كيف يمكن أن يخلص أهل بيته بمجرد ايمانه؟! هل ايمان انسان يخلص شخصا آخر؟! ولكن الوضع السليم هو ان ايمان هذا الشخص هو مجرد الخطوة الأولى التي ستقوده الى الخلاص عندما يعتمد باسم يسوع المسيح، وأيضا سيقنع اسرته بالايمان ويكون فاتحة خير للأسرة، وهكذا يخلص هو وأهل بيته..
9- ولذلك نرى أن هذه الآية كان لها تكملة،
اذ يقول الكتاب أن بولس وسيلا (كلماه وجميع من في بيته بكلمة الرب.. واعتمد في الحال هو والذين له أجمعون)
10- ونحن اذا أخذنا هذه الآية: (آمن بالرب يسوع فتخلص أنت وأهل بيتك) انما يجب أن نضع الى جوارها آيات أخرى لنكمل فهم الموضوع، 11- وسأذكر لكم مثالا بسيطا له دلالته القوية:
تقدم شاب الى السيد المسيح ليسأله: (أى صلاح أعمل لتكون لى الحياة الأبدية؟) (مت 19: 16) فلم يقل له السيد المسيح: (آمن فتخلص) وانما قال له: ان اردت أن تدخل الحياة فاحفظ الوصايا)
12- هل نجرؤ نحن ونقول أن مجرد حفظ الوصايا كاف للخلاص، بدون ايمان، وبدون معمودية، وبدون أسرار؟ كلا اننا لا يمكن أن نخطئ الى انفسنا ولا الى الناس ولا الى الإيمان ذاته باستخدام الآية الواحدة..
13- فى هذا المثال أيضا نجد أن الشاب عندما قال عن الوصايا: (هذه حفظتها منذ حداثتى، فماذا يعوزنى بعد؟) حينئذ قال له ربنا يسوع (ان أردت أن تكون كاملا، فاذهب وبع أملاكك وأعط الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعنى) هنا أيضا لم يحدثه السيد المسيح عن الايمان. ولا عن النعمة.. فهل نستخدم هذا المثال لنقلل من قيمة الايمان، اذ لم يرد له ذكر في حديث الرب عن نوال الحياة الأبدية؟!
14- نتناول آية أخرى من التي يستخدمها البروتستانت ومن يجرى في مجراهم..
(فاذا قد تبررنا بالايمان، لنا سلام مع الله) (رو 5: 1)
15- يأتيك انسان من الذين يهتمون بالآية الواحدة، ويقول لك: هوذا أمامك آية صريحة تقول ان تبررنا بالإيمان، فلا داعى لأن تجادل أو تفتح فمك! هل تنكر الآية أو تعارض كلام الله..!
16- لا يا أخى، نحن لا ننكر الآية، ولا نعارض كلام الله. ولكننا نضع الى جوار هذه الآية أخرى من نفس رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية، ونرى ماذا يمكن أن نفهمه من الآية. يقول الرسول: (لأن الذين يسمعون الناموس هم أبرار عند الله، بل الذين يعملون بالناموس هم يبررون) (رو 2: 13)
17- هنا كلام عن تبرير من يعمل بالناموس، هل نسمح لأنفسنا أن نخطئ ونستخدم الآية الواحدة، ونقول أن الأعمال وحدها هى التي تخلص معتمدين على قول الرسول: (بل الذين يعملون بالناموس هم يبررون)؟!
18- كلا، بل نحن نضع الآيتين معا (رو 2: 13)، (رو 5: 1). ونخرج بتعليم صحيح يتفق مع كلام الله، وهو أن عمل الايمان في التبرير لا ينكر أهمية الأعمال، ولزوم الآعمال لتبرير لا ينكر قيمة الايمان..
19- هذه الآية التي تقول (اذ قد تبررنا بالايمان) نضع الى جوارها آية أخرى هى (ترون اذن أنه بالأعمال يتبرر الانسان، لا بالايمان وحده (كذلك راحاب الزانية أيضا، أما تبررت بالأعمال، اذ قبلت الرسل وأخرجهم في طريق آخر) (يع 2: 24، 25).
20- (وأما الذي لا يعمل، ولكن يؤمن بالذى يبرر الفاجر، فايمانه يحسب له برا) (رو 4: 5)
فهل تعنى هذه الآية أن الله يبرر الفاجر إذا ثبت في فجوره دون عمل التوبة؟! حاشا. إذن لكى نفهم هذه الآية فلنضع أمامها آيات أخرى توضحها. ولنبدأ بآية من نفس الرسالة إلي رومية حيث يقول الرسول (1: 18) (لأن غضب الله معلن من السماء على جميع فجور الناس وأثمهم)
21- تضيف إليها آية أخرى من الرسالة الثانية لبطرس الرسول: (واذ رمد مدينتى سدوم وعمورة، حكم عليهما بالانقلاب، واضعا عبرة للعتيدين أن يفجروا) (2 بط 2: 6) وهكذا أظهر لنا الرسول أن الفاجر يشترك في مصير سدوم وعمورة.
22- وهذا أيضا يشرحه معلمنا يهوذا الرسول اذ يقول: وتنبأ عن هؤلاء أيضا أخنوخ السابع من آدم) قائلا: (هوذا قد جاء الرب في ربوات قديسيه ليصنع دينونة على الجميع، ويعاقب جميع فجورهم، على جميع أعمال فجورهم التي فجروا بها) (يه 14، 15).
23- لا يمكن أن نفهم اذن من الآية التى قالها بولس الرسول أنه يكفى للفاجر أن يؤمن فقط لكى يخلص، بقائه في فجوره. فان بولس نفسه أنذرنا في صراحة تامة قائلا: (لا تضلوا. لا زناة، ولا عبدة أوثان، ولا فاسقون، ولا مأبونون، ولا مضاجعو ذكور.. يرثون ملكوت الله) (1كو 6: 9، 10).
24- لا يصح مطلقا أيها الأحباء أن نسير بطريقة الآية الواحدة، فهى طريقة خاطئة وخطر وغير أرثوذكسية.
25- أن أتاك أحد في يوم من الأيام بآية من الآيات، مهما كانت صريحة وواضحة، فقل له: أنا لا تنفعنى الآية الواحدة (لنضع أمامنا جميع النصوص التي تتعلق بهذا الموضوع، ثم نتفاهم معا (احترسوا من أن تخدعكم الآية الواحدة، فربما لها مناسبة معينة، وربما لها تكملة، وهذه التكملة هى التي توضح معناها
26- اذن لا يليلق أن نخطف آية ونجرى قائلين في خفة: ان الموضوع قد انتهى
27- لنأخذ مثالا آخر. يقول بولس الرسول:
(فان كان بالنعمة، فليس بعد الأعمال، والا فليست النعمة بعد نعمة (رو 11: 6)
ما أجمل أن نتروى قليلا، ونتابع ما يقوله الرسول في نفس الاصحاح، حيث يستطرد: (.. أنت بايمان (لا تستكبر بل خف (لأنه ان كان الله لا يشفق على الأغصان الطبيعية، فلعله لا يشفق علينا أيضا. فهوذا لطف الله وصرامته، أما الصرامة فعلى الذين سقطوا. وأما اللطف فلك، ان ثبت في اللطف، والا فانت أيضا ستقطع). (رو 11: 10 – 22)
28- ما معنى هذا الكلام..؟ معناه أنك نلت خلاصا بدم المسيح. ولكن يجب أن تثبت فيه، والا فانك ستفقده اذا لم تعمل أعمالا تليق بالتوبة. لأن الغصن الذي يقطع من الشجرة يهلك ويموت
· مثال آخر؟ يقول بولس الرسول:
(اننا نحسب ان الانسان يتبرر بالايمان دون أعمال الناموس) (رو 3: 27، 28).
ان قرأنا آية مثل هذه، فلا يصح أن نتسرع، بل نتابع القراءة لنرى ماذا يقول الرسول بعدها.. انه يستطرد قائلا بعد هذه الآية مباشرة: (أفنبطل الناموس بالايمان حاشا، بل نثبت الناموس) (رو 3: 31)
29- مثال آخر، يقول بولس الرسول:
(ولكن حين ظهر لطف مخلصنا الله واحسانه، لا بأعمال في بر عملناها نحن، بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثانى وتجديد الروح القدس..) (تى 3: 4 –6).
لاحظوا أن هذه الآية بالذات تتحدث عن الخلاص بالمعمودية وعمل الروح القدس. أما من جهة الأعمال، فاننا اذا. أكملنا ما يقوله الرسول نجده يستطرد مباشرة (صادقة هى الكلمة، وأريد أن تقرر هذه الأمور لكى يهتم الذين آمنوا بالله أن يمارسوا أعمالا حسنة. فان هذه الأمور هى الحسنة والنافعة للناس) (تى 3: 8).
30- أريد أن أوجه الاهتمام الى هذه القاعدة وحدها وهى خطورة استخدام الآية الواحدة.ونحن أنفسنا، لا نسمح لذواتنا بتاتا أن نستخدم هذه الطريقة الخطرة الضارة. إننا لا نستغل الآية الواحدة لصالحنا
31- فمثلا إن وجدنا يوحنا الرسول يقول:
*(إن علمتم أنه بار هو، فاعلموا أن كل من يصنع البر مولود منه) (1 يو 2: 29).
إن قرأنا مثل هذه الآية وحدها، وانما مع هذه الآية نذكر الإيمان والمعمودية وأسرارالكنيسة التي لم تتضمنها الآية مطلقا من حيث اللفظ.
32- وبالمثل أيضا إذا قرأنا ليوحنا الرسول قوله:
*(نحن نعلم أننا قد انتقلنا من الموت إلى الحياة، لأننا نحب الاخوة) (1يو 3: 14)
فلا يمكن أن نتخذ هذه الآية دليلا على أن المحبة وحدها كافية لتخليص الانسان، ونقله من الموت إلى الحياة!!
33- وكذلك بنفس الأسلوب لا يمكن أن نستعمل الآية التي تقول:
*(الله محبة. ومن يثبت في المحبة يثبت في الله والله فيه) (1 يو 4: 16).
34- وبنفس الأسلوب لا يمكن أن نستغل أية آية من الآيات التي تتحدث عن الأعمال وأهميتها، مثل قول السيد المسيح للشاب الغنى:
*(إن أردت أن تدخل الحياة فاحفظ الوصايا) (مت 19: 17).
هل مجرد حفظ الوصايا وحده يكفى، بدون إيمان وبدون معمودية؟! بلا شك. أما الآية فتفهم آخر يتفق مع الملابسات التي أحاطت بها.
35- وهكذا أيها الأحباء، علينا أن نتذكر باستمرار – في تعرفنا على الايمان السليم – تلك الآية الجميلة التي تقول:
* (لا الحرف بل الروح. لأن الحرف يقتل، ولكن الروح يحيى) (2 كو 3: 6)
36- فلنبحث اذن عن مفهوم الخلاص مقتادين بروح الكتاب، لا بحرفه، محاولين أن نجمع في صعيد واحد النصوص المتعددة التي تتناول الموضوع. لنطرق موضوعنا من جميع نواحيه لا من زواية واحدة فقط، ولا من ملابسة معينة فقط.
(انتهي )
10- نستفيد من هذا النقل عدة امور
أ- البابا شنودة لايوافق الانجيلين علي طريقتهم في الاستدلال بالاية الواحدة
ب- و يقول انه لاخلاص بالايمان وحده وانما لابد من اعمال واشياء اخري نوضحها لاحقا
ت- ويقول انه يجب وضع النصوص الي جوار بعضها وفهمها معا
11- وهذا كلام منطقي ولكن البابا نفسه لايعمل بهذه القاعدة
12- لماذا لايمكن ان تكون الاعمال فقط طريق الخلاص ؟ هناك 3 طرق تحدث عنها الكتاب المقدس للخلاص بشكل منفصل ، الخلاص بالايمان ، الخلاص بالاعمال ، الخلاص بالايمان والاعمال معا
13- الانجيلين اتبعوا الطريق الاول ، والبابا اتبع الطريق الثالث ، واهمل الاثنان الطريق الثاني
لماذا ؟
14- يجب ان نضيف الي القاعدة التي وضعها البابا قواعد اخري هامة لتوضحها وتفصلها ، علي سبيل المثال
أ- حينما نضيف الكلام من الايات بعضها لبعض يعتبر جزء منها اجمال والاخر تفصيل ، ماهي شروط اعتبار احد الايات هي الاصلية والباقي مكمل لها ؟
ب- الاهم من ذلك هو هل يتساوي كلام بولس وبطرس وغيرهم بكلام المسيح ؟؟؟؟؟؟؟
ت- الا يجب ان يعتبر كلام المسيح هو الاصل والباقي مفسر له ؟؟؟؟؟؟
ث- هل يجوز انشاء عقيدة بكلام التلاميذ رغم انها لم ترد علي لسان المسيح ؟؟؟؟
15- لم يحدثنا البابا عن هذا وسوف نتولي شرحه خلال السياق