الأوسط, الشرق, الإسلام, صيام, والحداثة
أين يكمن الخطأ : صدام الإسلام والحداثة في الشرق الأوسط
“ أين يكمن الخطأ ” الذي يعرض لصدام الإسلام والحداثة في الشرق الأوسط, هو الكتاب الثالث الذي يصدره عماد شيحة.
نوه المترجم في مقدمته إلى “ أنّ إدوارد سعيد قام ومنذ أكثر من ربع قرن، بتفكيك الأساس المعرفي لمجمل أعمال برنارد لويس، وأظهر هشاشتها النظرية وانطلاقها من وجهة نظر مسبقة تمليها انتماءات أيديولوجية، فقد واصل برنارد لويس رحلته، وتحوّل مع الزمن من مؤرخ ومستشرق إلى أحد منظري النخبة السياسية في الولايات المتحدة ـ خاصة بعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر) 2001.
ويرى المترجم أنّه “ كيلا يتحول صراع الحضارات المزعوم إلى صراع الشعوب لا بدّ وأن يتم التصدي لتلك الأفكار بالأدوات المعرفية المعهودة.”
يتألف الكتاب من مقدمة وسبعة فصول, يقول المؤلف (برنارد لويس) فيها أن جوهر كتابه هو السؤال الذي يطرحه الناس في العالم الإسلامي وخاصة في الشرق الأوسط، بعد احتكاكهم بالغرب، على أنفسهم عن سبب تخلفهم عن الغرب، متسائلين: أين يكمن الخطأ ؟ ويلخص العلاقة بين الطرفين على أنّها حرب مستمرة بين المسلمين والمسيحيين.
في الفصل الأول يحاول تقديم سرد تاريخي عن “ دروس المعركة ”، ويرى في معاهدة كارلوفيتش في 26 كانون ثاني (يناير) 1699 التي استعادها النمساويون من الأتراك عام 1698 أول معاهدة سلام توقعها الإمبراطورية المهزومة مع خصومها المسيحيين المنتصرين. و” قدم السلام الموقع في كارلوفيتش درسين داخليين, كان الأول عسكرياً، الاندحار أمام قوة متفوقة, أما الثاني فهو دبلوماسياً..”
وفي الفصل الثاني: “ السعي إلى الثروة والقوة ” يقدم المؤلف تفسيراً للعلاقات بين الدول والمجتمعات يبنيه على أسس دينية بحتة، مبتعدا عن الأسباب الاقتصادية التي تكمن في أساس وجوهر هذه العلاقات، وهو يرى أن “ موقف المسلمين كان مختلفاً عن موقف باقي الحضارات الشرقية التي عانت من أثر التوسع الغربي”. وكأنه يقول إنّ شعوب شرق آسيا (الهندوس والبوذيين) قد رحبوا بالاستعمار الغربي, ويتابع قائلا: “ في الجانب المسيحي هنالك اختلاف مشابه في الموقف من الحضارات الآسيوية الثلاث، ولأسباب واضحة، إذ لم يحكم الصينيون ولا الهنود الأرض المسيحية المقدسة, ولم يحكموا أسبانيا، أو يستولوا على القسطنطينية أو يحاصروا فينا, ولم يقم الهندوس ولا البوذيون ولا الكونفشيوسيون بنبذ الأناجيل المسيحية باعتبارها محرفة تجاوزها الزمن، ولم يقدموا لاحقاً نسخة أفضل لكلمة الله بدلاً منها”, كما يرى المؤلف بأنّ الإسلام نبذ الأناجيل المسيحية وقدم نسخة أفضل لكلمة الله، وهو إما (جهل) بحقيقة الإسلام، أو محاولة منه (لتشويه) الحقيقة، و(بث نار العداوة) بين المسلمين والمسيحيين.
يرى المؤلف في بحثه أن سبب التطور الاقتصادي في الغرب وتخلفه في الشرق يعود الى أن : “ في الغرب يجني أحدهم المال في السوق لاستخدامه في شراء السلطة أو النفوذ, أما في الشرق فيستغل أحدهم السلطة ويستخدمها لجني المال, لا يوجد فارق أخلاقي بين الاثنين، لكن تأثير كلٍ منهما على الاقتصاد وعلى نظام الحكم مختلف جداً.”
في الفصل الثالث يعرفنا المؤلف على العوائق الاجتماعية والثقافية، والاختلاف في الطريقة التي يعالج الغرب فيها المسائل الاقتصادية والإدارية والعسكرية عن الشرق، والاختلافات بين المجتمعين الإسلامي والغربي، محاولاً تصوير بعض سمات الاختلاف بالاقتباس من شرق أوسطيين زاروا الغرب.
وينتقل برنارد لويس في الفصول اللاحقة من الكتاب إلى التحديث والمساواة الاجتماعية، والعلمانية والمجتمع المدني، والوقت والبعد والحداثة، مختتماً الكتاب بمظاهر التغيير الثقافي.
الأفكار والآراء الواردة في الكتاب جديرة بالاهتمام والدراسة والنقد، وعلى الرغم من أنّ كثيراً منها يحتاج إلى تصويب، وتدقيق تاريخي ومعرفي، إلاّ أنّ ذلك لا يفقدها أهميتها، وأهمية المسائل التاريخية التي تطرحها، كيلا يبقى كثير من الأمور مجهولاً لنا كما (بقيت الأدبيات العلمية الجديدة لأوربا مجهولة كلياً .. فحتى نهاية القرن الثامن عشر، لم يترجم إلاّ كتاب طبي واحد إلى إحدى لغات الشرق الأوسط) ..
الكتاب : أين يكمن الخطأ ؟ صدام الإسلام والحداثة في الشرق الأوسط
NEW YORK TIMES BESTSELLER
BERNARD LEWIS
AUTHER OF THE CRISEIS OF ISLAM
WHAT WENT WRONG
The Clash Between Islam and Modernity in the Middle East
الناشر : سويل ـ باريس 2005
الصفحات : 180 صفحة
الإصدار: الطبعة الأولى عام 2002 عن دار:
Oxford University Press
ترجمة : عماد شيحة