البتراء 7 ايار (بترا)- كشفت نتائج بحوث علمية قدمت للمؤتمر الدولي الأول للحضارة النبطية وجود نقوش نبطية موجودة في مدائن صالح( الحجر) سابقاً شمالي غربي الجزيرة العربية مما يؤكد عروبة مدينة البترا الأثرية. وقال رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدكتور نبيل الخيري ان الباحثين الغربيين يرجعون الواجهات الصخرية المنحوتة مثل الخزنة داخل مدينة البترا الى فترة ما بعد احتلال الرومان للبترا في أواخر حكم آخر ملوك الأنباط رابيل الثاني عام 106م ، ويسندون هذه المنجزات الحضارية الى غير اهلها. وأشار الخيري الى أنه في ضوء اعتماد ما ورد في نقوش نبطية في ثاني أكبر مدينة للأنباط وهي مدائن صالح فإن عشرين نقشاً ترجع الى عهد الملك النبطي الحارث الرابع وثمانية منها أرّخت لفترة الملك مالك الثاني ونقشين أرخا لآخر ملوك الأنباط. واوضح أن اسماء الآلهة الواردة في النقوش هي الآلهة التي كانت تعبد في الجزيرة العربية قبل الاسلام وهي مقترنة باسماء الهة نبطية ولم يعثر على اسم أي الهة اعجمي أو روماني مبيناً أن مدائن صالح هي الشقيقة الكبرى للبترا مما يؤكد بشكل قاطع عروبة هذه المدينة الأردنية الخالدة حضارياً. وقال الخيري إن المشاركين في المؤتمر الذي ينظمه معهد الآثار في الجامعة الأردنية واصلوا في مدينة البترا اعمالهم حيث تمت مناقشة أوراق عمل تناولت دراسات اولية للحضارة النبطية للديانة والمعتقدات وحضارة المجتمع النبطي في نواح اجتماعية واقتصادية وسياسية. وقدم الدكتور "ديفيد جونسون" من جامعة بيرجيهام الاميركية ورقة عمل تناول فيها المدافن النبطية في وادي المتاها المحفورة بالصخر والتي تلقى الكثير من العادات والتقاليد المتبعة لدى الأنباط والحياة بعد الموت. كما قدم الدكتور" أندرسون سميث" من جامعة جورج واشنطن الأميركية محاضرة بعنوان " الحياة الاقتصادية لدى الانباط" وبالأخص علاقتهم بالمراكز التجارية في كل من البترا والحميمة والعقبة وعبورهم وادي عربة الى مدن القوافل النبطية في النقب وارتباطهم ببعض الطرق التجارية في صحراء سيناء وميناء غزه على البحر المتوسط. وتناول الدكتور بجورن بيتر أندرسون من جامعة مانيسوتا بالولايات المتحدة الاميركية وجود الأنباط التجاري في ايطاليا ومعبدهم الذي يقع في ميناء بيتولى جنوبي مدينة روما والذي يرجع حسب النقش النبطي الملحق بهذا المعبد الى عام 8 قبل الميلاد أي بداية حكم الملك النبطي الحارث الرابع الذي عرف باسم " اينياس". وتناول الدكتور "جون هيلي" من جامعة مانشستر في بريطانيا بورقة بحثية بعنوان " آرامية الأنباط في الوثائق الآرامية والعربية" التسلسل التاريخي عن أصول اللغة والنقوش النبطية وتطورها حتى بداية ظهور الخط الكوفي المبكر. وسلّطت الدكتورة لميا الخوري من جامعة اليرموك الضوء على " العقائد النبطية المتعلقة بالحياة الأخرى بعد الموت من خلال ما يظهر على مدافنهم من اشكال رمزية تناولت البحث بإسلوب تحليلي، فيما أشار عميد كلية الآثار بجامعة اليرموك الدكتور نبيل بدر الى النقوش النبطية المقترنة بنقوش يونانية والتي عثر عليها في شمالي شرقي الأردن. وتحدث "لوسي أندرسون" من جامعة أكسفورد في بريطانيا حول "اعادة استخدام المقابر لدى الأنباط والقاء الضوء على الحياة الفكرية العقائدية المتعلقة بالحياة الاخرى بعد الموت، فيما تناولت الدكتورة هاتون الفاسي الأستاذة بجامعة الملك سعود في مدينة الرياض " دور المرأة النبطية من خلال أرشيف باباثا الذي يرجع الى نهاية القرن الأول الميلادي الذي عثر عليه في جنوبي غربي البحر الميت. ولفت نائب مدير المركز الامريكي للابحاث الشرقية بعمان الباحث كرستوفر تاتل الى التماثيل الفخارية النبطية وما تلقيه من أضواء على حياة المجتمع النبطي. و تحدث الدكتور زدرافكو ديمتروف من بلغاريا عن التيجان النبطية التي تم اكتشافها في المعبد الكبير في البترا والمزخرفة بأشكال الفيلة ومدلولاتها. وعرضت الدكتورة زينة سلطان من الجامعة الأردنية بحثاً حول المعابد المركزية النبطية اشتملت على معبد خربة التنور والذريح والمعبد الكبير في البترا ومعبد الأسود المجنحة في البترا أيضاً واصولها الحضارية. وتحدث البروفيسور "روبرت ويننغ" من جامعة مونستر بألمانيا عن " بعض الاضواء الجديدة على الالهة النبطية وعلاقاتها الكلاسيكية( اليونانية الرومانية) من ناحية وآلهة الجزيرة العربية من ناحية أخرى. الى ذلك ثمّن عدد من الفعاليات الرسمية في لواء البترا مبادرة الجامعة الأردنية بعقد المؤتمر في مدينة البترا، اذ أشار النائب سامي الحسنات الى أن المؤتمر يعد فرصة ثمينة لجذب اكبر عدد من السياح لزيارة معالمها الأثرية. واشار مفوّض المحمية الاثرية في سلطة اقليم البترا عماد حجازين الى نجاح المؤتمر الذي يتزامن مع مرور 200 عام على زيارة الرحالة السويسري " جون بيركهارت" عام 1812 ميلادية للبترا، مما يسلّط الضوء مجدداً على اهمية حضارة الأنباط العالمية. واثنى رئيس جمعية اصحاب التحف في اللواء أحمد هلالات على هذه التجربة التي تؤكد مدى ارتباط الجامعة الأردنية بالمجتمع الأردني، معرباعن امله بان يتوصل المشاركون في المؤتمر لنتائج ترفع من مستويات البحث العلمي المتخصص حول حضارة الأنباط. --(بترا) ع ط /اخ/م ب
7/5/2012 - 04:59 م