الأمم(2), تتداعى, علينا
حتى متى تتداعى علينا الأمم(2)
الاحد 04 ديسمبر 2011
في حلقة اليوم نتابع الحديث الذي أدلينا فيه بدلونا من قبل ونتابع استعراض بعض مستجدات محاربة الحجاب في صوره المختلفة.
ففي سويسرا قام المجلس الإسلامي السويسري بعقد وقفة احتجاجية على العنصرية التي يتعرض لها المسلمون.وذلك كرد فعل على ما حدث في مدرسة إعدادية بمدينة "زيوريخ" السويسرية حيث قامت مُعَلِّمة 32 عامًا بتغيير دينها واعتناق الإسلام، وبعدما بدأت تلك المعلِّمة في المواظبة على الصلاة أرادت أن تدخل حصصها المدرسية وهي مرتدية الحجاب، وأبلغت رغبتها هذه إلى إدارة المدرسة،فما كان من الإدارة إلا أن أرسلت لها بريدًا إلكترونيًّا حاد اللهجة بدلاً من لقائها وجهًا لوجه،وجاء في هذا البريد الإلكتروني أنه ليس من المقبول ارتداء الحجاب؛وإدارة المدرسة لن تفسح مكانًا لأي رمز ديني للحفاظ على حيادية المدرسة.
وعندما توجهت المعلمة بطلبها إلى إدارة المنطقة التعليمية تلقت الإجابة نفسها؛ حيث أكد "مارتن وينديلسبيس" - رئيس إدارة منطقة "زيورخ" التعليمية - على أن مبدأ الحيادية مطبق على جميع المدارس الحكومية دون استثناء، وقال: "يُمنَع ظهور المعلمين برمز ديني أمام الطلاب في المدارس، وفي الأساس عندما يختار فرد مهنة التدريس فهو يعلم جيدًا أنه لن يتمكن من ارتداء الحجاب أثناء مزاولة هذه المهنة، ولهذا فإن النقاش في هذا الأمر ليس له معنى.
وبعدما أذيع هذا الموضوع للجمهور من خلال الأخبار،أدلى المجلس الإسلامي السويسري بتصريح أعلن من خلاله أن حظر الحجاب لا يقتصر على مهنة التدريس فحسب،كما ورد في التصريح أن الحكومة السويسرية تسلب السيدات المحجبات حقوقهن في العمل بالمهنة التي يردنها،فهم لا يريدون رؤية امرأة محجبة تعمل حتى في السوبر ماركت،ولا يسمحون للمحجبات بالالتحاق بالتعليم المهني.
ولهذا السبب قام المجلس الإسلامي السويسري بتنظيم وقفة احتجاجية في ميدان "برن" ضد العنصرية التي يتعرض لها المسلمون.
أما في في بلاد الأذر فقد منعت "أذربيجان" ارتداء الحجاب في المراكز التعليمية،وكذلك منعت النداء للصلاة "الأذان" في مكبرات الصوت، وحددت أنشطة المدارس الدينية.
لسوء الحظ قامت حكومة "أذربيجان" - بضغط من الصهاينة الذين يشكلون 10% من السكان - بفرض العديد من القيود على المسلمين؛ فعلى سبيل المثال منعت وزارة التربية والتعليم منذ 17 نوفمبر الماضي الحجاب في المدارس، وبعد وقت قليل وصل هذا القرار إلى باقي الهيئات الحكومية والتعليمية، وتم تنفيذه بشكل غير رسمي.
وقد أصبح الزي الإسلامي ممنوعًا أيضًا في المدارس الثانوية، وكذلك في المنظمات الحكومية والبرلمان، أما في الجامعات فالمسلمات يستطعن حضور دروسهن مرتديات الحجاب، ولكن هناك شائعات من أنه سيتم تنفيذ قرار منع الحجاب أيضاً في الجامعات.
كما يُمنع كذلك النداء للصلاة من المساجد، وفي رأي الكثير من الناس أن الصهاينة هم وراء تلك التدابير,فقد قام مدير مدرسة بإقليم "هوفسان" - الواقع بمدينة "باكو" عاصمة "أذربيجان" - بطرد الْمُدرسة المسلمة "إيجون سوليمانوفال"، التي تعمل بالمدرسة؛ وذلك لارتدائها الحجاب.
وقد قال مدير المدرسة للمدرسة:" إنها إن كانت ترغب في الاستمرار في وظيفتها فعليها أن تخلع الحجاب هذا وفقًا لما أفادت به الوكالة الدولية للأخبار القرآنية".وقد قام أيضاً مدير المدرسة بتحذير المعلمة مرارًا وتكرارًا،وفي النهاية قام بطردها لامتناعها عن خلع الحجاب.
وبناءاً على ذلك قامت "إيجون" بتقديم شكوى لمكتب رئيس "أذربيجان"، ولوزارة التعليم، ولكنها لم تتلق أي رد.وجدير بالذكر أن منع الطالبات من ارتداء الحجاب، وطرد المعلمات المسلمات،والاحتفال بالأعياد الدينية،ومنع الواجبات الدينية - يعد من ضمن جهود "أذربيجان" لمحاربة الإسلام.
ولا تزال مشكلة العنصرية ضد الإسلام في دول وسط آسيا سببًا مباشرًا في تَوَقُّفِ الفتيات عن الذهاب إلى المدارس؛نتيجةَ تَعَنُّتِ المؤسسات التعليمية،ومنعهن من ارتداء الحجاب،إثر مزاعم حكومية تقول بأن ارتداء الحجاب يُعْتَبَرُ أحد مظاهر الدعاية والترويج للأفكار الدينية،وهو ما يتعارض مع المجتمع العلماني!
فإذا ذهبنا إلى قيرغيزيا على سبيل المثال فمشكلة الحجاب في قيرغيزستان تظهر مع بداية كل عام دراسي،حيث تُصِرُّ الفتياتُ على ارتداء الحجاب،بينما تَرْفُضُ الْمَدَارِسُ ذلك.
ففي محاولة من الحكومة والسلطات المحلية لتعزيز العلمانية ومنع انتشار التطرف الاسلامي فرضت الدولة في وقت سابق هذا العام حظرا مثيرا للجدل للحجاب في مدارس البنات الأمر الذي دفع الصدام بين العلمانية والدين الى صدارة المناقشات في قرغيزستان. حيث تثير قرارات الحكومة في قرغيزستان مشاعر الغضب في أوساط الشعب المسلم، حيث اعتقلت الشرطة في أكتوبر الماضي نحو 100 شخص شاركوا في احتجاجات بالشوارع ،وأدانت محاكم 32 منهم بما أسمته "التشدد الإسلامي".
وقد ذكرت مسؤولة بوزارة التعليم في قرغيزستان، أنه تم منع ارتداء الحجاب بالمدارس بدعوى "حماية التلميذات من التأثير الديني"، وقالت ضميرة كوديابرجينوفا: "إننا دولة علمانية. يتعرض الأطفال لهجوم كبير وسنحميهم"، على حد زعمها. وادعت المسؤولة أن "بعض التلاميذ لا يحضرون الدراسة يوم الجمعة حتى يتسنى لهم حضور الصلاة". وتابعت: "عندما يكون الاختيار بين التعليم والحجاب.. فإننا نختار التعليم".
وتضم أوش نحو 57 مدرسة يبلغ اجمالي عدد الدارسين فيها 50856 تلميذا. وتشير تقديرات رسمية الى أن 519 تلميذة واصلن ارتداء الحجاب رغم الحظر الذي فرضته الحكومة وأن ما يقرب من 10 في المئة من التلميذات لا يرتدين غطاء الرأس في المدارس. وتقول جماعات دولية مثل المجموعة الدولية لمواجهة الازمات ان الحكومة ينبغي ألا تفرض قيودا على المظاهر التقليدية للاسلام في اطار حملتها على التطرف الديني.
ولم يكن الحال في كازاخستان بأفضل من غيرها,فقد وصف رئيس كازاخستان "نور سلطان أبيشولي نزار باييف" الحجاب بأنه عادة غير عادية في بلاده، وأظهر أنه ضد استخدام أي رمز ديني، وذلك أثناء خطاب له كان غريبًا من نوعه.وقد صرح الرئيس الكازاخي بهذه الكلمات المعادية للإسلام في مدينة "تركستان" الواقعة جنوب البلاد.
وصرحت وكالة الأنباء الروسية "نوفوستي" أن الرئيس أبدى عدم موافقته على الحجاب الإسلامي بكل صوره؛ سواء كان حجابًا عاديًّا أو نقابًا، وخاصة للطالبات والشابات، علاوة على وصفه للحجاب بأنه يتعارض مع فلسفة الحرية وأنه شيء دخيل على الدين،، على حد تعبيره.
وكذلك فعلت طاجيكستان مع الحجاب حيث قامت إدارة الجامعة في مدينة "دوشانبي" الطاجيكية بفصل طالبتين لارتدائهما الحجاب،بدعوى أنه يتعارض مع قانون حظر الحجاب في الجامعة.
وقال المسؤول في وزارة التعليم "جالولدين عميروف": سنقوم بتنفيذ قرار حظر الحجاب بالقوة,وكل من تنتهك القرار ستكون معرضة للطرد من الجامعة.
ومن جانبها أوضحت الطالبة "جلونورا بوبونازاروفا" لوكالة "نوفوستي" الإخبارية في "طاجيكستان" أنّ إدارة الجامعة لم تسمح لها بحضور الامتحانات بسبب ارتدائها الحجاب،مشيرةً إلى أن إدارة الجامعة أخبرتها أنّه تَمّ فَصْلُها.
يُذكَر أنّ الجدل حول قضية ارتداء الحجاب في الجامعة بـ"طاجيكستان" بدأ منذ أربعة أعوام،عندما قام وزير التعليم بزيارة الجامعات بنفسه وفصل كل من ترتدي الحجاب.
وفي عام 2007 قامت الطالبة "دافلتموه أسمولوفا" برفع دعوى قضائية ضد قرار حظر ارتداء الحجاب،لكنها خسرت الدعوى ومُنِعت من العودة للدراسة.
وأخيراً لقد ضاق الغرب الصليبي والشرق الوثني الملحد ذرعاً بحجاب المرأة المسلمة فكشر عن أنيابه وأصدر قراراً بمنعه,و يعتبر هذا القرار من أحط ألوان الاستبداد،ولا يمكن تصنيفه إلا في مخلفات القرون الوسطى المظلمة, وقد أدرك هؤلاءالحاقدين أن حجاب المرأة المسلمة – المسلمة فقط - رمز للتحدي يشكل خطراً على إيديولوجيتهم العلمانية ولذلك قرروا منعه . فشعاراته البراقة ، وشعارات الثورة العلمانية كلها ركلت بالأقدام في سبيل منع الحجاب وبدا للناس جميعاً حقيقة طالما خفيت عليهم وهي أن شعارات الحرية والديمقراطية إنما هي مجرد أوهام وأحلام خدعوا بها.
تم حديثنا اليوم مع وعد بلقاء جديد إن شاء الله فإلى الملتقى.