أمريكا, أفغانستان, احتجاجات, تصرُّ, إستراتيجيتها
أمريكا تصرُّ على إستراتيجيتها رغم احتجاجات أفغانستان
الثلاثاء 28 فبراير 2012
مفكرة الاسلام: أكد مسئولون أمريكيون أن إدارة الرئيس باراك أوباما لن تحيد عن خططها للقيام بدور استشاري في أفغانستان، على الرغم من قتل مستشارين أمريكيين في مطلع الأسبوع، وهو ما كشف عن مستوى الأخطار التي سيواجهها الجنود الأجانب مع توجههم لتدريب القوات الأفغانية.
وقال جورج ليتل - المتحدث باسم وزارة الحرب الأمريكية "البنتاجون" -: "لن نترك الأحداث المؤسفة والمفجعة التي وقعت خلال الأسبوع المنصرم تؤثر على وجهة النظر البعيدة المدى التي نتحلى بها، ولا يوجد على الإطلاق سبب لتغيير المسار في وقت نحقق فيه شكل التقدم الذي نحققه".
ورأى المراقبون أن هذا الهجوم اللفظي للبنتاجون - الذي ردد التصريحات التي أدلى بها قبل يوم ريان كروكر سفير الولايات المتحدة في أفغانستان - يهدف إلى الحد من التكهنات بأن أعمال العنف قد تدفع القادة العسكريين الأمريكيين للتخلي عن المسار الذي يفترض أن يتم فيه بشكل تدريجي إنهاء الدور القتالي للقوات الأمريكية وإسناد القيادة للقوات الأفغانية.
وقال المراقبون: إن القلق تصاعد بشأن مستقبل قتال الولايات المتحدة في أفغانستان في الأيام الأخيرة مع احتدام الاحتجاجات بشأن إحراق نسخ من المصحف الشريف في قاعدة عسكرية أمريكية وبعد مقتل ضابطين أمريكيين بالرصاص داخل وزارة الداخلية الأفغانية مما دفع حلف شمال الأطلسي إلى سحب المستشارين من الوزارات في كابول.
جدير بالذكر أن حركة طالبان أعلنت مسئوليتها عن هجوم وقع يوم الاثنين، وأدى إلى قتل تسعة أشخاص فى شرق أفغانستان مما سلط الضوء على التحديات التي مازالت تواجه واشنطن وحلفاءها، مع مضيها قدمًا في خفض القوات، والذي سيؤدي إلى سحب معظم القوات القتالية بحلول نهاية 2014.
وكان مصدر حكومي أفغاني قد أماط اللثام عن أن مقتل المستشارين الأمريكيين أمس السبت في مبنى وزارة الداخلية الأفغانية جاء إثر جدل مع أحد زملائهما الأفغان حول قضية إحراق المصاحف يوم الثلاثاء الماضي في قاعدة أمريكية.
وقال المصدر: "المستشاران الأميريكيان وصفا القرآن بأنه كتاب سيئ بحضور (زميلهما الأفغاني)، وقد حصل شجار بينهم، ثم فقد أعصابه فأطلق النار عليهما".
وأردف المصدر الحكومي الذي رفض الكشف عن هويته بسبب الطابع الحساس لهذه القضية: "لقد عثر على ثماني رصاصات قرب الجثتين اللتين اكتشفتا بعد ساعة على حصول الحادث؛ لأن الغرفة التي كانا بداخلها مجهزة بعازل للصوت"، وقد تم الحصول على هذه المعلومات خصوصًا بفضل مشاهدة شريط المراقبة".
ووفق وكالة "فرانس برس"، أعلنت القوة الدولية للمساعدة على إرساء الأمن في أفغانستان (إيساف) بقيادة الحلف الأطلسي والتي ينتمي إليها القتيلان أن التحقيقات جارية.
وقال بيان لوزارة الداخلية: "بحسب تحقيق أمني أولي، فإن المشتبه فيه هو أحد موظفي الوزارة، وهو فار، وتحقق الوزارة جديًّا حول الموضوع".