29-03-2012 ~ 06:04 PM
المسيح والتلمود
مشاركة رقم 1
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012
المسجد, والتلمود
بقلم مايكل أ. هوفمان 2
ملاحظة المؤلف: هذا جزء من رَدِّى على نشرة طبعتْها الجمعةَ الماضيةَ المنظمةُ الصهيونيةُ العملاقة للسيطرة على الفكر: "إيه دى إل: ADL". وهذا النشرة عبارة عن خليط مهوّش من التضليل والزيف وتشويه الحقائق من السهل نقض ما جاء فيه. وإنى لأعترف بدهشتى إلى حد ما من أن هذه السطور المضحكة التى يزعم ملفقوها أنها تفنيدٌ علمىٌّ هى كل ما استطاعت الــ"إيه دى إل" إخراجه من كُمّها فى الرد على كتابى: " Strange Gods’Judaism". كما أتوجّه بالنصح لأثرياء الصهاينة أن يقبضوا أيديهم عن دعم هذه المنظمة إلى أن يحين الوقت الذى تستطيع أن تتحفنا فيه بردٍّ يمكن تصديقه بعض الشىء بدلا من هذا الحَجْل المضحك الذى لم تستطع أن تقدّم غيره حتى الآن فى مجال المناظرة الخاصة بالمضمون الإباحى لأدب الكراهية الحاخامى، تلك المناظرة التى لا يمكن الــ"إيه دى إل" أو غيرها من المنظمات الحاخامية إلا أن تخسرها.
وللعلم فإن مكاتب منظمة الــ"إيه دى إل"، التى يرأسها أبراهام فوكسمان، موجودة فى نيويورك، ولها ميزانية تبلغ ملايين الدولارات وفريق كبير من الجواسيس والباحثين، كما تتمتع بصلاحية الدخول تلقائيا إلى وسائل الإعلام الوطنية والدولية. وقد صرحت المنظمة فى إعلان صحفى نُشِرَ فى كافة الولايات يوم الجمعة 20/ 2003م بأن "مايكل أ. هوفمان 2 هو أحد الأسماء التى تضمها القائمة الخاصة بأخطر المشوِّهين للتلمود".
وفى محاولة منها لتفنيد كتابى " Strange Gods’Judaism" أصدرت الــ"إيه دى إل" نشرة رديئة متهافتة بعنوان "التلمود فى الجدليات المعادية للسامية"، أكدت فيها تحت عنوان "المسيح وبلعام" أن "...الكتاب المعادين للسامية كثيرا ما يحاولون تصوير التلمود على أنه يسىء إلى شخص المسيح، على حين أن معظم العلماء يَرَوْن أن التلمود لا يشير إلى المسيح إلا فى مواضعَ جِدّ قليلة، كما أن هذه الإشارات، وإن لم تتوافق مع آراء العصر الطيبة فى المسيح، ليست كذلك من النوع التحريضى بالذات".
فلنقرأ إذن هذا النص. يقول السنهدرين B 107:"...نصب المسيح حجرا، ثم اتخذه صنما وركع له. كما أنه قد مارس السحر وحرَّض بنى إسرائيل وأضلَّهم". (التلمود البابلى/ مجلد 21/ تراكتيت سنهدرين/ ج 7/ ترجمه إلى الإنجليزية الحاخام آدين شتاين زالتس/ راندم هاوس/ نيويورك/ حقوق الطبع محفوظة لمعهد إسرائيل للمنشورات التلمودية 1999م).
والآن إلى نصٍّ تلمودىٍّ آخَرَ حول المسيح من السنهدرين B43: "وفى ليلة الفصح أُعْدِم يسوع الناصرى. لقد مارس السحر وحرض بنى إسرائيل وأضلهم... ترى أكان يستحق البحث عن حجة للدفاع عنه؟ لقد كان محرضا، وجاء فى التوراة: "لا ينبغى أن تَعْفُوا عنه، ولا أن تخفوه!".
وفى هذه الفقرة يحكم التلمود بأن المسيح قد نزل به ما يستحق حين تم إعدامه ليلة الفصح. ويقول التلمود إنه لم ينل أية رحمة. وجاء فيه عن الحاخامات: "لا ينبغى أن تَعْفُوا عنه".
وهناك جانب آخر للسنهدرين a43 يبعث على الاهتمام. ففى هذه الأيام، ومراعاةً "للحساسية اليهودية"، نرى الأفلام وبرامج الِمْرَناء وكتابات المؤلفين مكرهةً على إلقاء اللوم فى إعدام المسيح على أكتاف الرومان. بَيْدَ أن التلمود فى السنهدرين a43 لا يتحدث عن أى ذنب للرومان فى إعدام المسيح. وفى تفسير الحاخامات فى السنهدرين a43 نقرأ أنه احترامًا لحرص الرومان على مصلحة المسيح كان لا بد أن يقول السنهدرين إن الرومان قد دافعوا عنه، إذ كانت تربطه صلات وثيقة بالسلطات غير اليهودية التى كانت مهتمة بتبرئته".
ولا بد أن يكون رأى الــ"إيه دى إل" فى ذكاء الأمريكى المتوسط بالغ السوء. ولنتذكر أن التلمود فى تراكتيت بابا كامّا a113 يفتى بأنه يجوز لليهودى أن يكذب على الأُممى. ومن هنا فإن الــ"إيه دى إل" تستغل مركزها الفريد المرعب، بوصفها شرطى أمريكا لشؤون الفكر القومى وملحقة بالهيئة الإعلامية، فى الكذب بشأن ما يقوله التلمود فى الواقع عن المسيح. إن الــ"إيه دى إل" ليس عندها من الشرف ما يجعلها تنقل مباشرةً ما تقوله نصوص التلمود عن المسيح.
إن الاقتباسات التى أنقلها هنا إنما أُخِذَت مباشرة مما جاء فى التلمود عن المسيح، وأنا أنقل هذه النصوص بحرية لأنه ليس هناك ما يجب أن أُخْفِيَه أو أخاف منه، إذ هى فى الواقع شهاداتٌ موثقةٌ تعضِّد ما أقوله عن تعصب التلمود وكراهيته للمسيح.
ولا شك أن الــ"إيه دى إل" تعلم أنه إذا ما استشهد "خبراؤها" على الملإ بما قاله التلمود عن المسيح فإن من شأن هذا العمل أن يفضح على الفور الأساس الذى بُنِىَ عليه دين اليهود من كراهية المسيح والتجديف فى حقه. ومن ثَمَّ فإن الــ"إيه دى إل" لا تجرؤ على نقل ما يقوله التلمود عن المسيح.
وعوضًا عن ذلك فإن الــ"إيه دى إل" تكتفى بالحديث عما تدعى أنه من التلمود أو ليس منه. ولكن لم يا ترى لا تنقل لنا ما يقوله التلمود فى تراكتيتَىِ السنهدرين والجيتين؟ السبب هو أنها لا تجرؤ على ذلك، أما إذا فعلته فإن بنيانها المبنى على أساس من التلفيق سوف يخرّ وينهار. ولا شك أن التهرب من النقل عن التلمود مباشرة هو أبلغ دليل على إفلاس الــ"إيه دى إل" وما تحاول أن تجمّل نفسها به، وعلى تفاهة "تخطئتها" لكتابى " Strange Gods’Judaism"، تلك التخطئة التى تتردَّى كذبًا برداء البحث العلمى.
لقد قمتُ بنقل ما جاء فى التلمود فى تراكتيت السنهدرين 107b، وفيه أن المسيح قد ركع للحجر وعبده، وأنه كان يمارس السحر، كما نقلتُ من السنهدرين 43a أنه كان يستحق القتل وأنه كان من الواجب أن يُقْتَل. وطبقا لكلام الــ"إيه دى إل" فإن هذه الشواهد القاطعة على كراهية المسيح واحتقاره "ليست تحريضية بالذات".
ويشكل التلمود مصدر التعصب والكراهية اليهودية للمسيح. وهنا لا بد أن أضيف شيئا، ألا وهو أنه لا يوجد فى الإسلام أى شىء يمكن أن يسىء إلى المسيح. والواقع أن المسلمين يبجلون المسيح ويعدونه نبيا، كما أن لاسمه هو وأمه مريم احترامه بينهم.
ولكى نسلِّط الضوء على ما فى رد الــ"إيه دى إل" من سخفٍ علينا أن نتأمل فى الخبث الدنس الذى يتضمنه التراكتيت جيتين 57a فى ذلك الكتاب المعادى للمسيح. إن بعض طبعات الجيتين 57a التى خضعت للرقابة والمتابعة تستبدل باسم "المسيح" اسم "مذنب (أو مذنبى) بنى إسرائيل". ويتضمن الجيتين 57a من التلمود هجوما بذيئا وفاضحا على المسيح يتعلق بنوع من العقاب يُفْتَرَض أنه يقاسيه بعد وفاته. وكالعادة نرى الــ"إيه دى إل" تتجنب إيراد كلام الجيتين 57a، ومن ثم كان علينا أن نفضح المحتوى القبيح والمريض لهذا القسم من التلمود. وهذا هو النص المقصود: "ثم مضى ( أى الحاخام) وأقام بتعويذاته مذنبى بنى إسرائيل من الأموات، وسألهم:... ما عقوبتكم؟ فردّوا قائلين: هى إلقاؤنا فى خراءٍ يغلى".
إن التلمود يحكم على المسيح بأنه فى الجحيم يُعَذَّب فى خراءٍ يغلى بسبب معارضته للحاخامات. وهذا ما يقوله، عن المخلِّص النصرانى فى التراكتيت جيتين 57a، ذلك "الكتاب المقدس" الذى يمتلئ بالفحش ويبعث على الغثيان.
ودون أن تجرؤ الــ"إيه دى إل" على الإحالة مباشرة إلى جيتين 57a فإن دفاعها الملتوى عن هذا النص يدور على النحو التالى: "...إن فى التلمود كراهيةً أعنفَ تجاه شخص بلعام الساحر الوثنى الذى ذكر العهدُ القديمُ أنه سعى جاهدا فى لعن اليهود... وتصف الروايات الحاخامية بعض العقوبات التى من الممكن أن يتعرض لها (بلعام هذا) بعد الموت... وهناك مجموعة صغيرة من علماء اليهود يَرَوْن أن اسم "بلعام" يمكن فى بعض الحالات أن يكون رمزا للمسيح... ثم فيما بعد كان للعلماء رأى آخر مؤداه أن هذا التفسير غير صحيح... ومع ذلك فإن المعادين للسامية يزعمون منذ ذلك الحين أن الكراهية الحقيقية التى تكنها اليهودية تجاه النصرانية إنما تعبر عن نفسها فى هذه العبارات التلمودية الرمزية الموجهة ضد بلعام".
لكن جيتين 57a (طبعة سونسينو)، الذى تستشهد به الــ"إيه دى إل" بوصفه مصدرًا محترمًا، لا يشير إلى بلعام فى ذلك النص المتعصب البغيض، بل إلى "مذنبى بنى إسرائيل". ويبدو الأمر وكأن المهرجين فى "قسم الأبحاث" المتباهى بقدراته فى الــ"إيه دى إل" قد فاتهم أن يطبخوا تفسيرا مقنعا يوضح لنا كيف أن مصطلح "مذنبى بنى إسرائيل" الرمزى لا يشير إلى المسيح. لقد ثرثروا كثيرا حول بلعام، بيد أنهم قد نَسُوا أن يقدموا لنا أى تفسير مشابه لــ"مذنبى بنى إسرائيل". فيا لها من نكتة!
والواقع أن جيتين 57a (طبعة سونسينو)، الذى يتحدث عن "مذنبى بنى إسرائيل" الموضوعين "فى خراء يغلى"، يتضمن هامشا خاصا بالنص المذكور هو الهامش رقم #4، وفيه إشارة إلى أن عبارة "مذنبى بنى إسرائيل" هى فى الواقع رمز إلى المسيح!
إن السبيل الوحيد الذى يمكن الــ"إيه دى إل" أن تخلّص نفسها به من الورطة التى صنعتها بيديها هو أن تقول إن طبعة سونسينو للتلمود، وهى الطبعة التى حررها الدكتور الحاخام إيزيدور إبشتاين والتى زكّتها الــ"إيه دى إل" نفسها، هى طبعة معادية للسامية، وإلا حقَّ القول بأن رجالها متناقضون مع أنفسهم، وأنهم قد فشلوا فى البرهنة على أن التلمود لا يحتوى على شتائم حقيرة مريضة وتهجّم على السيد المسيح!
وعلى النقيض من الأسلوب الذى انتهجته الــ"إيه دى إل" لا يمكن القول بأن إيضاح حقيقة ما ورد فى التلمود هو من التعصب فى شىء. ذلك أن إيضاح الحقائق كما ورد فى كتابى " Strange Gods’Judaism" هو هدفٌ مشروعٌ وصِحّىٌّ من أهداف البحث التاريخى والتفسيرى، ومحرر أيضا لعقول اليهود الذين استعبدهم التشدد فى مراعاة القواعد والتقاليد الحاخامية، وكذلك لعقول الأمميين المسحَّرين للحاخامات جرّاءَ الضغط الذى يمارسه السياسيون الصهاينة وأباطرة الإعلام ومرتزقة الكنيسة المسيحية الصهيونية.
وبهذا نصل إلى نهاة الجزء الأول من رد هومان على نشرة الــ"إيه دى إل" السمَّى: "The Talmud in Anti-Semitic Polemics."
تنبيه: هناك احتمالٌ أن تعدّل الــ"إيه دى إل" أو تحوّر على الأقل نشرتها الزائفة كنوع من الردّ الملتوى على ما أصابها من تدمير فيما كتبتُه هنا. وعلى هذا فمن الواجب التنبيه إلى أن هذا الجزء من كلامى إنما هو ردٌّ على نشرة الــ"إيه دى إل" الصادرة فى فبراير 2003م، وليس على أى طبعة لاحقة يمكن رجال هذه المنظمة أن يستبدلوها بها رغبة منهم فى أن ينقذوا ما يمكن أن يكون قد بقى من مصداقيتهم التى تناقصت على نحوٍ خطير.