أحداث, مسلمي, تداعيات, تولوز, يتكرر, سبتمبر, سيناريو, فرنسا
انتهت حياة محمد مراح الشخص المشتبه فى ارتكابه جرائم تولوز ومونتوبان التى أوقعت 7 ضحايا بين مسلمين ويهود بعد أن قتلته عناصر القوات الخاصة أمس الخميس إلا أن شبح "مراح" لا يزال يخيم على البلاد خصوصا على مسلمى فرنسا والجاليات العربية.
مرة أخرى يعود المسلمون في فرنسا إلى الواجهة بعد الكشف عن الهوية الإسلامية وذات الأصول العربية الجزائرية إلى منفذ عملية تولوز ومونتوبان.
الخوف الممزوج بالتوتر يسيطر على هؤلاء من الخلط بين هذه التصرفات والإسلام الذي يعتبر ثاني ديانة في فرنسا..الخوف تبرره الاتهامات التى تطلق من هنا وهناك فى الشارع الفرنسى وأيضا فى الأروقة السياسية والحزبية حول التطرف الإسلامى والذى ظهر جليا فى تصريحات مسئولى اليمين المتشدد الذين وجهوا أصابع الاتهام إلى الفرنسيين المسلمين كون المشتبه به من أصول جزائرية، إذ خرجت مرشحة الجبهة الوطنية (أقصى اليمين) مارين لوبان إلى الانتخابات الرئاسية لتحذر من خطر التطرف الإسلامي الذي لم يؤخذ على محمل "الجد" في فرنسا ولهذا حدث ما حدث.
ولم تقف لوبان المعروفة بمواقفها ضد المسلمين بتفجيرها الجدل حول اللحوم الحلال وانتقادها لإقامة الصلوات فى بعض الشوارع - عند هذا الحد بل ذهبت بالدعوة إلى أهمية محاربة ما أسمته بـ"الفاشية الخضراء وتجاوزات الإسلام ".
وقد حذرت القيادات الدينية الإسلامية واليهودية من الربط بين الإسلام وهجمات تولوز ومونتوبان
وقال محمد بن عبد العزيز شاب فى العقد الثانى وذو أصول مغربية. إن مسلمى فرنسا والجاليات العربية يتخوفون من التعرض لنوع من الاضطهاد على الأراضى الفرنسية ومن تكرار سيناريو مرحلة ما بعد أحداث سبتمبر 2001.
"نخشى من أن ندفع ثمن الجرائم التى ارتكبها محمد مراح" قالها ربيعة شيخ فتاة فى الثانية والثلاثين من العمر فاشارت إلى انها ورفاقها وأسرتها يخشون من أن تؤثر هذه الواقعة على حياتهم فى المجتمع الفرنسى الذى ينتمون إليه "ولكننا نعامل فى بعض الوقت على إننا مسلمون".
الرأى ذاته يعبر عنه محمد الجزائرى الأصل والمولود فى فرنسا حيث تقيم أسرته منذ عقود ولكنه قال "لقد دفعنا كثيرا ثمنا لأحداث سبتمبر 2001 ولا نريد أن يتكرر السيناريو ذاته بعد أحداث تولوز ومونتوبان".
تخوف مسلمو فرنسا مبرر.. فواقعة "مراح" ليست فقط مصدر قلقهم ولكن مع خضم حملة الانتخابات الرئاسية التي يطبعها الانقسام والتنافس، يبدو أن فرنسا تخوض مجددا معركة حول مكانة المسلمين في مجتمع لا يخفي التزامه الصارم بالعلمانية.. فبعد إقرار قانون مثير للجدل يحظر ارتداء النقاب فى الأماكن العامة دخلت فرنسا فصلا آخر ضمن الجدل الممتد خلال الشهور الأخيرة على خلفية اللحم الحلال المذبوح وفقا للشريعة الإسلامية.