صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > إسلاميات > أبواب الدعوة

أبواب الدعوة منشورات دعوية |بطاقات دعوية |شخصيات دعوية | وسائل دعوية

قصة مغترب في ألمانيا حفظ القرآن الكريم كاملاً

قصة حفظ القرآن كاملًا في أحد مساجد ألمانيا وتكوين مدرسة للقرآن الكريم نقلاً عن شبكة الألوكة - ابراهيم الراوي ﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-09-2024 ~ 05:40 AM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي قصة مغترب في ألمانيا حفظ القرآن الكريم كاملاً
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


قصة حفظ القرآن كاملًا في أحد مساجد ألمانيا
وتكوين مدرسة للقرآن الكريم


نقلاً عن شبكة الألوكة - ابراهيم الراوي

﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ﴾ [القمر: 17]، الحياة بالقرآن نعمة، نعمة لا يعرفها إلا من ذاقها، نعمة ترفع العمر وتباركه وتزكيه، والحمد لله، لقد منَّ الله عليَّ بالحياة في ظلال القرآن فترة من الزمان، ذُقْتُ فيها من نعمته ما لم أذُقْ قط في حياتي، ذُقْتُ فيها هذه النعمة التي ترفع العمر وتباركه وتزكيه.



هذه قصة تاجر عربيٍّ يعيش في مدينة شتوتكارت جنوب ألمانيا، عاشق للغة العربية منذ صغره، ويحبُّ الاستماع للقرآن الكريم، لكن لم يخطر بباله يومًا أنه سيحفظ القرآن كاملًا وهو في نهاية الأربعينيات متزوجًا ومشغولًا بتجارته، ويعيش في بلد غربي بعيد كل البعد عن الأجواء الإسلامية التي تُذكِّره بالقرآن، فضلًا عن أن تحُثَّه على حفظه.



كان الذي دفع هذا الأخ المغترب للحفظ هو خوفه من لقاء الله تعالى، خوفه من أن تأخذه الدنيا وتجارته بعيدًا عن الله تعالى، وأن ينشغل بمشاكل وهموم تربية أولاده وبناته في الغرب عن الاستعداد للآخرة؛ يقول: "كنت كلما صليت على جنازة في مسجد خالد بن الوليد - القريب منا - أفكر بالموت والقبر، وأقول في نفسي: ماذا أعددت لهذا اليوم؟ سوف يأتي يومٌ أموت فيه، وأترك كل شيء خلفي، أولادي وتجارتي، كل شيء، ولن ينفعني إلا الأعمال، وأفضل عمل لي هو صِلَتِي بالقرآن تلاوة وحفظًا، القرآن سوف ينفعني في قبري، ويشفع لي في آخرتي، وكنت كلما صليت على جنازة، راودني هذا التفكير، ومع مرور السنين في الغربة، اشتدت النية في داخلي على الحفظ والعزم على ذلك".



بدأت قصة حفظه للقرآن في عام 2004، في شهر رمضان؛ حيث حفِظ سورة الكهف، وفاز في مسابقة رمضانية نظمها المركز الإسلامي في مدينة شتوتكارت - مسجد عمر بن الخطاب - جنوب ألمانيا، وبعد العيد مباشرة في ذلك العام بدأ بالحفظ على يد الشيخ طه سليمان عامر - إمام المركز وخطيبه آنذاك - يتحدث هذا الأخ عن قصة حفظه قائلًا: "قلت في نفسي: القرآن 600 صفحة لو حفظت صفحة منه كل يومين، لاحتجت إلى 3.5 سنة تقريبًا، هكذا كنت أخطط في بداية حفظي، وفعلًا توكلت على الله تعالى، وبدأت أستيقظ كل يوم قبل صلاة الفجر للحفظ، وبعد صلاة الفجر للمراجعة، ووجدت بالتجرِبة أن أفضل الأوقات وأصفاها هو وقت الفجر، وبدأت بعد التوكل على الله تعالى في حفظ البقرة ثم آل عمران ثم النساء، وكان الشيخ طه جزاه الله خيرًا طيلة فترة حفظي وتسميعي على يديه هيِّنًا ليِّنًا معي، صبورًا جدًّا، رغم جهلي بأحكام التجويد في بداية حفظي، وكثرة أخطائي قبل إتقاني لمخارج الحروف، كنا نلتقي كل عشرة أيام في ساعة محددة بشكل منتظم، في نهاية عام 2006 أتممتُ حِفْظَ 26 جزءًا بفضل الله تعالى مع الشيخ طه، وفي مطلع عام 2007 بدأت أدرس أحكام التجويد، وأراجع حفظي وأُصححه وفقًا لِما أدرسه، وكنت أراجع وأصحح كل يوم جزأين، وكانت زوجتي تُسمِّع لي كل يوم طيلة مدة حفظي قبل الفجر مراجعةَ القديم، وبعد الفجر تسميع الجديد، وبعد أن انتقل الشيخ طه إلى مركز آخر في مدينة Frankfurt بقيت أربعة أجزاء، حفِظتها وحدي، ثم بدأت أنظِّم لنفسي برنامجًا يوميًّا للمراجعة؛ بحيث لا يؤثر على عملي، ولا على مسؤولياتي في البيت كأبٍ لأسرة، بعدها بدأت أدرس أحكام التجويد مرة أخرى بالتفصيل والإتقان على يد الشيخ عصام عبد ربه، وهو عالم أزهري مُجاز بالقراءات العشر، وكان يعمل في وقتها في مسجد خالد بن الوليد، الموجود أيضًا في مدينتي شتوتكارت، بقيت معه 6 أشهر أُتقن أحكام التجويد، ثم بدأت أراجع حفظي معه كاملًا مع إتقان الأحكام، وفي يوم 02/ 04/ 2013 أخذت أول إجازة لي بالحفظ على يد الشيخ عصام عبد ربه، وكان يومًا عظيمًا بالنسبة لي، فرحت به كثيرًا؛ لشعوري لأول مرة بأنني أُتقن ما كنت أحفظه، وفي يومها عملت وليمة كبيرة في المركز الإسلامي - الذي أكرمني الله تعالى بالحفظ فيه - شكرًا لله تعالى على ما منَّ به عليَّ، وفي رمضان عام 2015 وفي نفس المركز (مسجد عمر بن الخطاب)، أكرمني الله تعالى مرة أخرى بإجازة على يد الشيخ الدكتور حمدي أبو الذهب.



أثَّر حفظي للقرآن في نفسي بشكل كبير؛ حيث غرس في داخلي شعورًا بالطمأنينة والراحة النفسية، وسعادةً ما كنت أشعر بها أبدًا، أو أجدها إلا بصحبة القرآن وتلاوته، وأثَّر حفظي أيضًا في كل من حولي بشكل إيجابي كبير؛ زوجتي وأهلي وأولادي، بل حتى التجار الذين يعملون معي بدؤوا يهتمون بتعلُّم أحكام تلاوة القرآن، وبدؤوا في حفظ أجزاء من القرآن، أسمِّعه لهم بين الحين والآخر، والحمد لله على نعمة حفظ كتابه.



ثم بدأ بالشعور بأنه يجب عليه أن يعلِّم ما أتاه الله تعالى، فأنشأ فصلًا واحدًا لتدريس القرآن الكريم وتحفيظه، مكونًا من فصل واحد فقط، ومدرس واحد في المسجد، ومع مرور السنوات أصبحت المدرسة مكونة من عدة صفوف، وعدة مراحل، وأصبح هناك محفِّظات ومحفِّظون، وتطور الأمر تدريجيًّا، واستقطبت المدرسة حَفَظَةَ كتاب الله والحافظات من كل بلد في محافظتنا، في البداية كانت المدرسة نصف نهار السبت، ومع مرور الأيام تطورت، وأصبحت فصولًا يوم الجمعة، وفصولًا يوم الأحد، وفصولًا يوم السبت، بل قسمت إلى جناحين للناطقين بالعربية، وفصول للأعاجم.



وتمَّ خلال هذه السنوات العشر الأخيرة تدريسُ أحكام التجويد، والقاعدة النورية، عشرات المرات تلو المرات، وتم تخريج دفعات بفضل الله تعالى من صغار وكبار الحفظة، من خمسة أجزاء، وعشرة أجزاء، ونصف القرآن والقرآن كله، هذا وهؤلاء المعلمون - بارك الله فيهم - لا يتقاضَون فلسًا واحدًا من هذا العمل المبارك المنظَّم لسنوات، إنما يعملون ذلك كله؛ حِسْبَةً لوجه الله تعالى.



هذه قصة تاجر سيارات لجأ إلى ألمانيا كحال مئات الآلاف من المسلمين الذين هاجروا إلى هذا البلد، ولكن الفرق أن العناية الإلهية اختارتْهُ لأمرٍ ما، وحفِظ كتابَ الله كاملًا في ألمانيا، وبعد حِفْظِه تحوَّلت وتغيرت حياته كلها، من تاجر للسيارات إلى محفظ للقرآن، بل مدير مدرسة القرآن الكريم في مدينتنا شتوتكارت جنوب ألمانيا، مدرسة تحوي أكثر من خمسة عشر مدرسًا، وأكثر من ذلك مدرسات، وأكثر من مائتي طالب يدرسون أحكام التجويد والتلاوة، ويحفظون القرآن الكريم؛ وصدق الله: ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴾ [إبراهيم: 24، 25].



وما زال الأمر مستمرًّا مباركًا منذ سنوات إلى يومنا، وفي تطور مستمر في النوعية والأداء، والعدد والنتيجة؛ وصدق ابن عطاء الله بقوله في حكمته: "من كانت له بداية محرقة، كانت له نهاية مشرقة".



لقد رفع الله مكانة هذا الأخ بالقرآن الكريم، وتغيرت حياته واهتماماته كليًّا بين الناس هنا، من مجرد تاجر السيارات الأمين المعروف، إلى مدير مدرسة قرآن، يتوافد عليه الناس من كل مكان؛ وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله يرفع بهذا الكتاب أقوامًا، ويضع به آخرين))؛ رواه مسلم.



أسأل الله تعالى أن يبارك في أخينا الحبيب الغالي الطيب، وفي أهله وذريته، وأن يبارك في مدرسته؛ مدرسة القرآن الكريم في شتوتكارت، ألمانيا.



وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
طفل كفيف لا يتقن "العربية" يحفظ القرآن كاملاً نور الإسلام أخبار منوعة 0 15-08-2016 08:29 AM
خطبة حول القرآن الكريم نور الإسلام خطب إسلامية 0 02-04-2014 07:21 AM
الوسطية في القرآن الكريم نور الإسلام كتب ومراجع إسلامية 0 20-05-2013 06:24 AM
بعد ألمانيا .. حملة توزيع القرآن مجاناً تصل الى سويسرا نور الإسلام الإسلام في أوروبا 0 28-04-2012 08:21 PM
ادعية في القرآن الكريم نور الإسلام هدي الإسلام 0 11-01-2012 08:36 PM


الساعة الآن 11:17 AM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22