صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > الأخبار والمقالات > أخبار منوعة

الأدب التركي الإسلامي ..جذوره وتطوره

يبدأ عصر الأدب التركي الإسلامي من القرن التاسع الميلادي عقب دخول الأتراك القرقيز في الإسلام في القرن الثامن الميلادي. ولما قامت دولة إسلامية على يد الأتراك القرقيزيين نهض بعض القبائل

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-01-2012 ~ 06:05 PM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي الأدب التركي الإسلامي ..جذوره وتطوره
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


يبدأ عصر الأدب التركي الإسلامي من القرن التاسع الميلادي عقب دخول الأتراك القرقيز في الإسلام في القرن الثامن الميلادي.

ولما قامت دولة إسلامية على يد الأتراك القرقيزيين نهض بعض القبائل بواجب الجهاد والدعوة إلى الدين الجديد الذي اعتنقوه في منطقة (سي الجديدة)، ونشبت بينهم وبين الأتراك الأويغور والقالماق معارك طاحنة، ونسجت من ذلك أول ملحمة شعرية حول البطل (ماناس)، وتستعرض الملحمة حياة ماناس منذ ولادته حتى يكبر ويخوض الحروب، ثم يستشهد مسموما.

وبعد مراسم دفنه في مقبرة القصر الأبيض يبعث الله ملكا يحييه، فينهض من قبره، ويحارب من جديد، ويستعيد البلاد الإسلامية من أيدي الأعداء، ثم يستشهد ثانية، ويتابع الجهاد بعده ابنه وحفيده.

وهناك ملحمة شعرية أخرى تتحدث عن هذه الوقائع تتحدث عن هذه الوقائع جميعها يزيد عدد أبياتها عن خمسمئة ألف بيت، وتعد أكبر ملحمة شعرية في العالم، وتفوق ملحمة الإلياذة اليونانية بكثير.

ومع أن هذه الملحمة تحمل مميزات خاصة بالأساطير التركية من ناحيتي الشكل والمضمون فإن الأسلوب السائد فيها متأثر بالإسلام، لذلك نستطيع أن نقول: إن الأدب الإسلامي في اللغة التركية قد بدأ بهذه الملحمة،

وقد ذكرت هذه الملحمة أول مرة في كتاب مجمع التاريخ لسيف الدين ملا في القرن السادس عشر الميلادي. وفي القرون التالية عثر بعض الخبراء الروس على أجزاء منها ونشروها.

ويستطيع الباحث أن يجد من ملحمة ماناس ما يقرب من أربعة وعشرين ألف بيت في مراجع مختلفة أخرى.

كانت هذه الملحمة تقرأ منذ القديم في الاحتفالات الشعبية، ويطلق على قرائها لقب (ماناسي)، وبذلك تتجدد المشاعر الدينية والقومية للمشاركين في تلك الاحتفالات.

وكانت هذه الملاحم تعرض مسرحيا في احتفالات خاصة أيضا، لكن يبدو أن هذه الاحتفالات قد أزعجت الروس فمنعوها مدة لما فيها من المعاني القومية التي تمس سلطتهم، مثل مقولة ماناس المشهورة: ( لا تتحقق الراحة لقوم بخضوعهم للعدو وتملقهم له، وأنا أفضل الحرب على هذا الخضوع)

وبعد ملحمة ماناس يدخل الأدب التركي في عهد جديد هو عهد القرخانيين، الذين أسسوا أول دولة تركية مسلمة في القرن الحادي عشر الميلادي، ومن أهم أدباء هذا العصر وإنتاجهم الأدبي:

1- قاشجرلي محمود، في كتابه ديوان لغة الترك.

2- يوسف خاص حاجب، في كتابة قوتاد كوبليك. ( أي المعرفة المقدسة).

3- أديب أحمد، في كتابه عتبة الحق.

ويعد هؤلاء الثلاثة من أوائل الأدباء الأتراك المسلمين في القرن الثاني عشر، كما أن إنتاجهم يمثل أول إنتاج أدبي إسلامي تركي في ذلك العهد. ويتناول هذا الأدب من حيث المحتوى موضوعات تتعلق بالأخلاق والفكر والإدارة.

4- محمود بن عمر الزمخشري (المفسر المشهور) في كتابه مقدمة الأدب.

5- أحمد يسوي ، وعلي شير نوائي، اللذان فتحا مجرى الأدب التركي في عهد السلطان بابر شاه ، في القرن الخامس عشر والسادس عشر الميلادي.

لقد أسس بابر شاه دولة تركية مسلمة في الهند، وكان ذا شخصية فريدة جمعت معرفة إسلامية، وموهبة أدبية، وحنكة سياسية في الإدارة. وإلى جانب قول الشعر فإن بابر شاه اهتم بالأدب عامة، حتى إنه وضع أسس الأدب ونقده. وهناك طراز خطي منسوب إليه يعرف بالخط البابري. واستمرت الدولة التي أقامها في الهند أكثر من ستة قرون، وكانت لغتها الرسمية هي اللغة الأردية المكونة من أصول تركية وعربية وفارسية.

وإذا أردنا أن نقوم بتقويم للأدب التركي الإسلامي نقول: إن هناك أدبا تركيا في الشرق، وأدبا تركيا في الغرب:

فالأدب التركي في الشرق يشتمل على ما أنتجه دولة القرخانيين، ودولة السلاجقة العظمى من أدب جغاتاي.

والأدب التركي في الغرب يشتمل على أدب سلاجقة الأناضول، وأدب العثمانيين،والأدب الأذربيجاني.

الأدب التركي في الغرب:

تطور الأدب التركي في الغرب في لهجتين رئيسيتين؛ اللهجة الآذرية، ولهجة الأناضول. ونستطيع أن نقول: إن الأدب بجميع أنواعه والشعر بجميع أغراضه لا يكاد يختلف من لهجة إلى لهجة إلا في الكلمات والاصطلاحات، وأكثر ما نجد ذلك الاختلاف شائعا بين الأوساط الشعبية.فإذا كان أتراك أذربيجان والعراق وغيرهما يشكلون جناحا مستقلا بذاته، فأتراك الأناضول وبعض أتراك سورية يشكلون جناحا آخر أيضا.

وقد انتهى الشاعر فضولي بالأدب التركي الإسلامي إلى الذروة، وهو يأتي على رأس الشعراء الآذريين، ووجود دواوين شعرية له بالفارسية والعربية لا يخرجه من تعداد الشعراء الآذريين، لأن ديوان الأم ، وديوانه الفريد مجنون ليلى منظومان باللغة التركية. وهو يعد من أعظم شعراء القرن السادس عشر الميلادي،وقصيدته المعروفة باسم (صو) أي الماء، تعد إحدى خوارق الفن الشعري، فقد سخر أروع أساليب البيان في إبراز ما يكنه من محبة للرسول صلى الله عليه وسلم. وقد استعمل فضولي في قصيدته هذه أسلوب التشخيص عبر ثنائية نهري دجلة والفرات، وأبدى فيها نجاحا باهرا لم يوفق إلى مثله غيره.

وهناك أهمية كبرى للشعراء الذين عاشوا قبل فضولي، سواء من عاش في إيران وآذربيجان،أو في شرق الأناضول من الآذريين مثل نسيمي وخاقاني وبرهان الدين والقاضي ضرير الأرضرومي. وهناك من كان في القمة على مستوى فضولي مثل نظامي كنجه لي، ويأتي ديوان نظامي ( خمسة)على رأس أعماله، وخمسة تعني صاحب الدواوين الخمسة،حيث يتميز به على غيره من الشعراء.

وفي المراحل التالية نجد ميرزا أخوند زاده وشهريار وصابر يأخذون بزمام الأدب في عصرهم، ولكنهم لا يمثلون الاتجاه الإسلامي في الأدب.

عصر السلاجقة في القرن الثاني عشر:

يعد كل من جلال الدين الرومي ويونس أمره رمزا للأدب التركي في الأناضول، حيث كان الأدب آنذاك منحصرا في الأدب الصوفي، وأدب الزوايا،وأدب الديوان، والأدب الشعبي.

وفي نهاية العصر العثماني تميز كل من الأدب الصوفي والأدب الشعبي بسبب ظهور الأدب الديواني، واستقل كل نوع عن الآخر.

أغراض الأدب العثماني:

نستطيع أن نذكر من بين أغراض الأدب العثماني ؛ الوصف والحماسة والحكمة والوعظ والغزل، والمدح وخصوصا المديح النبوي، وغيرها من الأغراض.

ومن أبرز الأدباء العثمانيين الذين قدموا إبداعهم باللهجة الأناضولية وأحمد فقيه وشياد حمزة وسلطان ولد؛ وكول شهري وسليمان شلبي وحاجي بيرام ولي وقايكسز عبدال وأشرف أوغلو رومي ونيازي المصري وإبراهيم حقي أرضرومي وأحمد باشا طاشلي جالي يحيى وبغداد لي روحي وباقي وشيخ الإسلام يحيى ونفعي وشيخ غالب ونابي وغيرهم، وذلك في القرنين الثالث عشر والرابع عشر.

وبعض هؤلاء الشعراء ظهر عندهم الاتجاه الإسلامي مثل سليمان شلبي وحاجي بيرام ولي ونيازي المصري وشيخ غالب، بينما ظهر الاتجاه الأدبي البحت لدى شعراء آخرين مثل باقي ونفعي وشيخ الإسلام يحيى.

ويقف على قمة هؤلاء جميعا باقي ونفعي وشيخ غالب ونابي، وكلهم من طراز الشاعر فضولي.

وينبغي أن نؤكد هنا أنه لا يوجد بين الأدباء السابقين من يقف ضد الدين حتى أولئك الذين عرضوا فنهم من منطلق الفن للفن فإنه يظهر لديهم آثار التربية الدينية والعقلية الإسلامية.

الأدب التركي تحت التأثير الغربي:

فتح الاضطراب السياسي والفوضى الفكرية أبواب الثقافة والفن على مصراعيها، وأدى بيان ( كولخانه)الذي صدر بعد عهد السلطان محمود الثاني والسلطان سليم الثالث إلى فتح أبواب الغرب في القرن التاسع عشر الميلادي، وسيطر جو أدبي تقليدي ذو مرحلتين:

الأولى: حدوث تغيير في مضمون وأغراض الشعر ؛ حيث تناول الشعراء قضايا المجتمع وناقشوها شعرا ونثرا، وبدأت مناقشة مقولة: الفن للفن أم الفن للمجتمع؟ وبعد مدة حدث تغيير في شكلية الشعر أيضا، وبحث الشعراء أولا عن الشعر العمودي الذي يراعى فيه الوزن العروضي والتزام القوافي كما كان سابقا، ثم بدؤوا بتنقية اللغة من العناصر الأجنبية، لكن المسألة انقلبت باتجاه معاكس!.

الثانية: يعد تيار (ثروة الفنون) عنصرا مكملا لهذه المرحلة، ومن أبرز خصائص هذه المرحلة الغموض، وبروز المواقف المخالفة للدين والدولة عند الأدباء. وقد برز في هاتين المرحلتين عدد من الأدباء منهم: شيناسي ونامق كمال وضياء باشا وأحمد مدحت وشمس الدين سامي وأحمد جودت باشا.

وظهر في الساحة الأدبية بعد هؤلاء عبد الحق ومعلم ناجي ورجائي زاده وإسماعيل صفا.

هناك أمر آخر ينبغي الانتباه إليه وهو وجود خصومة سياسية وفكرية بين أولئك الأدباء مثل فكرة الألمانية واللاتينية والإسلامية. ففي حين كان نامق كمال ومعلم ناجي وأحمد جودت باشا ملتزمين بالمبادئ الإسلامية ومقدرين للدولة العثمانية لم يكن علي سؤاوي وشمس الدين سامي وضيا باشا راضين عن سير الدولة؛ لذلك عملوا معا على معارضة الدولة.

أما عبد الحق حامد ومدحت أفندي فقد اتجها إلى الفن والتأليف، وبرزا فيهما. وقد تفوق عبد الحق حامد في الشعر، وأحمد مدحت في النثر، وجودت باشا في العلم والقانون، وشمس الدين سامي في اللغة، أما معلم ناجي وإسماعيل صفا فقد برزا في الأدب الإسلامي.

ثروة الفنون والصراط المستقيم

صدرت مجلة ثروة الفنون بعد إعلان الإصلاحات الإدارية في عهد السلطان عبد الحميد، والتف حول هذه المجلة عدد من الأدباء من بينهم: جناب شهاب الدين الذي يتقدمهم في الشعر والنثر. أما توفيق فكرت فيأتي على رأس من جابهوا الدين الإسلامي في أدبه، لكن يبدو أن مجابهته هذه كانت نتيجة غضبه على إدارة الدولة العثمانية.

أما مجلة الصراط المستقيم - ومن بعدها سبيل الرشاد – فهي مجلة ذات اتجاه إسلامي، وقد التف حولها عدد كبير من مناصري الأدب والفكر الإسلامي، وسخر كل منهم قلمه وأدبه للذود عن الإسلام وإزالة الغبار الملتصق به، ويأتي على رأس هؤلاء الشاعر الكبير محمد عاكف أرصوي، وقرينه العالم المتبحر أحمد نعيم بابان زاده، وشيخ الإسلام مصطفى صبري، وسليمان نظيف.

وقد التف مجموعات أخرى من الأدباء حول مجلات أخرى مثل مجلة الفجر الآتي، ومجلة الأقلام الشابة، والمجلة، ويأتي على رأس هؤلاء الشعراء المجددين أحمد هاشم.

أما محمد أمين وضياء كوك آلب وأمثالهما من دعاة القومية التركية فقد التفوا حول مجلة الوطن التركي. وقد استمر هذا التيار إلى ما بعد عهد الجمهورية في الأدب.

من خلال هذه الفكرة التي قدمناها عن تطور الأدب التركي، وموقع الأدب الإسلامي فيه سنقدم ثلاثة وثلاثين شاعرا تركيا إسلاميا، ممن عاش ونشأ في هذا العهد، آملين أن نقدم مجموعات أخرى ممن يمثلون الأدب الإسلامي التركي في المستقبل إن شاء الله تعالى.

المصدر- رابطة الأدب الإسلامي العالمية
المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تاريخ الأدب الأندلسي نور الإسلام هدي الإسلام 0 09-11-2013 05:45 PM
الأدب الإسلامي نور الإسلام أخبار منوعة 0 21-06-2013 02:36 PM
الأخت مسلمة تروي قصة إسلامها مزون الطيب لماذا أسلموا؟؟ 0 01-02-2012 06:32 PM
مظاهرة لليمين المتطرف في الحي التركي بألمانيا نور الإسلام الإسلام في أوروبا 0 13-01-2012 06:06 PM
الأدب مع القران الكريم نور الإسلام هدي الإسلام 0 11-01-2012 11:17 AM


الساعة الآن 05:53 AM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22