صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > المنتديات المسيحية > لاهوتيات

لاهوتيات دراسات حول الكتاب المقدس والتاريخ الكنسي

عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا

عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا ويستدل المسيحيون أيضاً بما اقتبسه متى في الإصحاح الأول من إنجيله العدد 23 بنبوءة سابقة جاءت في سفر إشعياء في الإصحاح السابع، يقول متى :

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-08-2012 ~ 10:26 AM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا
ويستدل المسيحيون أيضاً بما اقتبسه متى في الإصحاح الأول من إنجيله العدد 23 بنبوءة سابقة جاءت في سفر إشعياء في الإصحاح السابع، يقول متى : ” َهَذَا كُلُّهُ كَانَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ القَائِلِ : هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً ، وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللَّهُ مَعَنَا “. ( ترجمة فاندايك )
لو قمنا بقراءة الإصحاح السابع بأكمله من سفر إشعياء والذي قد اقتبس منه كاتب إنجيل متى تلك النبوءة، فسنجد أن النبوءة المذكورة لها قصة وردت فيها، وسياق تاريخي تحققت فيه، وذلك قبل مجيء المسيح بعدة قرون
ان الإصحاح السابع من سفر اشعيا يخبرنا عن قوتين متحدتين هما ( ملك آرام وملك إسرائيل ) ارادتا ان تحتلا مملكة يهوذا وملكها آحاز، فيقول الكاتب : ” وَفِي أَيَّامِ آحَازَ بْنِ يُوثَامَ بْنِ عُزِّيَّا مَلِكِ يَهُوذَا، صَعِدَ رَصِينُ مَلِكُ أَرَامَ مَعَ فَقَحَ بْنِ رَمَلْيَا مَلِكِ إِسْرَائِيلَ عَلَى أُورُشَلِيمَ لِمُحَارَبَتِهَا، فَعَجَزَا عَنْ قَهْرِهَا. وَلَمَّا قِيلَ لِمَلِكِ يَهُوذَا إِنَّ الأَرَامِيِّينَ تَحَالَفُوا مَعَ الإِسْرَائِيلِيِّينَ، اعْتَرَى قَلْبَهُ وَقُلُوبَ شَعْبِهِ الاضْطِرَابُ، كَأَشْجَارِ الْغَابَةِ تَهُزُّهَا رِيحٌ عَاصِفَةٌ “. ( اش 7 : 1 ، 2 ترجمة الحياة )
إلا أن الرب الإله كان مع آحاز. وأمر الربُ إشعياءَ أن يذهب هو وابنه ، ويُطَمْئِن آحاز ملك يهوذا : ” فَقَالَ الرَّبُّ لإِشَعْيَاءَ : اخْرُجْ لِمُلاَقَاةِ آحَازَ أَنْتَ وَشَآرَ يَاشُوبَ ابْنُكَ إِلَى طَرَفِ قَنَاةِ الْبِرْكَةِ الْعُلْيَا إِلَى سِكَّةِ حَقْلِ الْقَصَّارِ وَقُلْ لَهُ: احْتَرِزْ وَاهْدَأْ. لاَ تَخَفْ وَلاَ يَضْعُفْ قَلْبُكَ مِنْ أَجْلِ ذَنَبَيْ هَاتَيْنِ الشُّعْلَتَيْنِ الْمُدَخِّنَتَيْنِ بِحُمُوِّ غَضَبِ رَصِينَ وَأَرَامَ وَابْنِ رَمَلْيَا. لأَنَّ أَرَامَ تَآمَرَتْ عَلَيْكَ بِشَرٍّ مَعَ أَفْرَايِمَ وَابْنِ رَمَلْيَا قَائِلَةً: نَصْعَدُ عَلَى يَهُوذَا وَنُقَوِّضُهَا وَنَسْتَفْتِحُهَا لأَنْفُسِنَا وَنُمَلِّكُ فِي وَسَطِهَا مَلِكاً ابْنَ طَبْئِيلَ. ” ( اش 7 : 3 ، 4 ، 5 )
لقد كان آحاز ملك يهوذا في وضع خطير. فملك إسرائيل وملك آرام كانا سائرين إلى أورشليم ليقيلاه وينصّبا مكانه ملكًا آخر هو ” ابن طابئيل “. ( أش 7 : 6 ).
إلا أن الرب يعطي آحاز وشعبه وعداً بفشل هذا التحالف وهذا العدوان : ” هَكَذَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ: لاَ تَقُومُ! لاَ تَكُونُ! لأَنَّ رَأْسَ أَرَامَ دِمَشْقَ وَرَأْسَ دِمَشْقَ رَصِينُ. وَفِي مُدَّةِ خَمْسٍ وَسِتِّينَ سَنَةً يَنْكَسِرُ أَفْرَايِمُ حَتَّى لاَ يَكُونَ شَعْباً. وَرَأْسُ أَفْرَايِمَ السَّامِرَةُ وَرَأْسُ السَّامِرَةِ ابْنُ رَمَلْيَا. إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا فَلاَ تَأْمَنُوا “. ( اشعيا 7 : 8 ، 9 )
قوله : ” وَفِي مُدَّةِ خَمْسٍ وَسِتِّينَ سَنَةً يَنْكَسِرُ أَفْرَايِمُ حَتَّى لاَ يَكُونَ شَعْباً “. هي المدة الكلية التي ستشهد زوال قوة إسرائيل زوالاً نهائياً.
وقوله : ” إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا فَلاَ تَأْمَنُوا “. الكلام هنا موجه إلى آحاز وأتباعه الذين بدت عليهم علائم عدم الاقتناع بالرسالة التي حملها النبي. فما عليهم إلا التمسك بالإيمان للتمتع بالأمان. فإنهم ما لم يؤمنوا بالوعد الإلهي ويثقوا فيه متكلين على ذراع الرب لن يثبتوا في هذه الظروف القاسية الصعبة.
ولكي يؤكد اشعياء صحّة كلامه للملك ، يسأله أن يطلب آية من الرب : ” ثُمَّ عَادَ الرَّبُّ فَقَالَ لآحَازَ: اُطْلُبْ لِنَفْسِكَ آيَةً مِنَ الرَّبِّ إِلَهِكَ. عَمِّقْ طَلَبَكَ أَوْ رَفِّعْهُ إِلَى فَوْقٍ. فَقَالَ آحَازُ : لاَ أَطْلُبُ وَلاَ أُجَرِّبُ الرَّبَّ “.
كلمة آية هنا كما يقول المفسر ( و. فتش ) ليست بالضرورة أن تكون عجائبية ، ولكنها علامة محسوسة تُقدم عربوناً أو دليلا على الحق الذي قدمه النبي باسم الرب. [1].
ان الأصل العبري لكلمة آيه وهو ( owth ) لا يعني بالضرورة حدثاً خارقاً ، بل يمكن أن يعني علامة ” تثبيتية ” ( كما هو الحال في سفر الخروج 3 : 12 ).
رفض آحاز أن يطلب من الله علامة يطمئن من خلالها بأن الله سيخلصه من أرام وإسرائيل فقال : ” لَنْ أَطْلُبَ وَلَنْ أُجَرِّبَ الرَّبَّ “. ولكن العلامة رغم ذلك تُعطى لتأكد بأن الإنقاذ حق يقين ، فقال اشعيا : ” اسْمَعُوا يَا بَيْتَ دَاوُدَ. هَلْ هُوَ قَلِيلٌ عَلَيْكُمْ أَنْ تُضْجِرُوا النَّاسَ حَتَّى تُضْجِرُوا إِلَهِي أَيْضاً؟ وَلَكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ. زُبْداً وَعَسَلاً يَأْكُلُ مَتَى عَرَفَ أَنْ يَرْفُضَ الشَّرَّ وَيَخْتَارَ الْخَيْرَ. لأَنَّهُ قَبْلَ أَنْ يَعْرِفَ الصَّبِيُّ أَنْ يَرْفُضَ الشَّرَّ وَيَخْتَارَ الْخَيْرَ تُخْلَى الأَرْضُ الَّتِي أَنْتَ خَاشٍ مِنْ مَلِكَيْهَا “. ( اش 7 : 13 – 16 )
اذن العذراء ستحبل وستلد ابناً وسيأكل زبداً وعسلاً إلى أن يعرف الخير والشر ، ولكن النبوة ستتحقق قبل ذلك أي قبل أن يعرف الصبي أن يختار الخير ويرفض الخير : ” لأَنَّهُ قَبْلَ أَنْ يَعْرِفَ الصَّبِيُّ أَنْ يَرْفُضَ الشَّرَّ وَيَخْتَارَ الْخَيْرَ تُخْلَى الأَرْضُ الَّتِي أَنْتَ خَاشٍ مِنْ مَلِكَيْهَا “. وهو ما تم على يد الآشوريين الذين قاموا بضم أرض مملكة دمشق وقسماً من مملكة السامرة ، بين سنة 734 وسنة 732 . [2]
ان نص الاصحاح يكاد ان ينطق بأعلى صوته ان الله مع مملكة يهوذا … ان الله معهم، وعلى لسانهم : ان الله معنا، وبالعبرية (عمانوئيل)!
سياق الإصحاح يقول ان الإله معهم بمعنى انه يقف بجوارهم ضد أعدائهم، لذلك عندما قدم الله النبوة لاحاز وشعبه اعتبر الطفل الذي سيولد لأشعياء النبي علامة على انه معهم ولن يتخلى عنهم ، ولذلك فاسم الطفل الذى هو علامة أعطى معنى رمزى يجسد هذا الوعد، وانه يجسد أيضاً، آمال المؤمنين من هذا الشعب أي ان الله معهم ضد أعدائهم.
إذن الحديث في اشعيا عن نبوءة قد تمت وحدثت قبل المسيح بعدة قرون …. إلا أن كاتب إنجيل متى قام واقتطع النبوءة من سياق القصة التي وردت فيها، وأسقطها على قصة ولادة السيد المسيح!!
لقد استغلّ كاتبُ إنجيل متى تلك النبوءة واقتطعها من سياقها التاريخي وغيّر من معناها وجعلها نبوءة تتنبأ عن يسوع وعن ميلاده العذراوي …
هذا ما جاء باشعياء بوضوح لا يحتمل اى تأويل فالطفل الذى ستلده المرأة الشابة سيكون معاصرا لزمن الملك آحاز وليس انه سيأتى بعد مئات السنين من موت الملك، لانه لا معنى حينئذ لهذه القصة التى دونها اشعياء …
ففى زمن هذا الطفل ستخلى ارض مملكة سوريا ومملكة اسرائيل التى كان آحاز يخشى منهما : ” لأَنَّهُ قَبْلَ أَنْ يَعْرِفَ الصَّبِيُّ أَنْ يَرْفُضَ الشَّرَّ وَيَخْتَارَ الْخَيْرَ تُخْلَى الأَرْضُ الَّتِي أَنْتَ خَاشٍ مِنْ مَلِكَيْهَا “.
فماذا فعل القديس متى بهذه النصوص الواضحة؟
انه نزع جملة واحدة من سياق النص وانطقها بما لم يخطر على بال اشعياء نفسه : ” هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ “. وجعل منها نبؤة عن يسوع وامه مريم العذراء، جعلها تنطبق على يسوع الذى جاء بعد زمن آحاز بمئات السنين …
وهنا أوجه سؤالي للزملاء المسيحيين:
هل يصح اقتطاع جزء من سياق أي نبوءة دون مراعاة السياق الكامل لها ، ومن ثم نأتي ونطبقهاعلى شخصيه أخرى؟
ان كانت الاجابه بنعم … إذن فبنفس هذا التفكير سيقوم المسلمون باقتطاع جزء من سياق أي نبوءة في الكتاب المقدس ويجعلونها على النبي محمد ومحققه فيه بحذافيرها!
من هي العذراء المقصودة بزمن الملك آحاز؟
المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
و ليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء ابن الإنسان الذي هو في السماء نور الإسلام لاهوتيات 0 06-08-2012 12:00 PM
ويدعون اسمه عمانوئيل» (الذي تفسيره: الله معنا) نور الإسلام لاهوتيات 0 02-08-2012 10:26 AM
ساهم معنا في بناء مجتمعنا مزون الطيب أبواب الدعوة 0 15-01-2012 02:59 PM
من الذي خلص بصلب المسيح ؟ مزون الطيب لاهوتيات 0 13-01-2012 02:06 PM
ما الذي أبكى الرسول صلى الله عليه وسلم؟؟ نور الإسلام هدي الإسلام 0 11-01-2012 08:52 PM


الساعة الآن 01:42 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22