صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > المنتديات المسيحية > لاهوتيات

لاهوتيات دراسات حول الكتاب المقدس والتاريخ الكنسي

القديس أثناسيوس

القديس أثناسيوس أحد باباوات الكنيسة القبطية في القرن الرابع الميلادي، ومن كبار آباء الكنيسة ومعني اسمه خالد، وهو من أبرز معلّمي الكنيسة القبطية وآبائها، تاريخ ولادته غير معروف تحديدا لكن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-01-2012 ~ 12:34 PM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي القديس أثناسيوس
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


القديس أثناسيوس أحد باباوات الكنيسة القبطية في القرن الرابع الميلادي، ومن كبار آباء الكنيسة ومعني اسمه خالد، وهو من أبرز معلّمي الكنيسة القبطية وآبائها، تاريخ ولادته غير معروف تحديدا لكن يظن انه ما بين عام 296 إلي 298 و من أبوين غير مسيحيين،، وللقديس أثناسيوس مكانة مرموقة في كل الكنائس الجامعة ويعتبر قديس عند الكاثوليك والأرثوذكس بينما تعتبره الكنائس البرتستنتية معلما للكنيسة، ومنحته كنيسة إسكندرية لقب الرسولي ويدعونه أثناسيوس الرسولي تشبيها له بتلاميذ يسوع






وبدأ دراسة الطقوس المسيحية في الصغر، فقد تعهده بالرعاية البابا ألكسندروس البابا التاسع عشر وهو الذي رسمه شماسا، يذكر انه تتلمذ علي يد القديس الأنبا انطونيوس الكبير
المؤرخ الكنسي سقراطوس ينقل عن ريفنيوس قصة تعرف البابا الكسندروس علي الطفل أثناسيوس
يقول ريفنيوس ان بعض الأطفال ومنهم أثناسيوس كانوا يلعبون وكانوا يقلدون الطقوس الكنسية فكان أثناسيوس يمثل دور الكاهن ويعمد أحد الأطفال، وحدث ان مر البابا ألكسندروس وشاهد اللعبة فأمر بأخذ الأطفال إلي رعاية الكنيسة لتدريبهم ومنح أثناسيوس رعاية خاصة،فلما كبر رسمه شماسا، [1]


ولكن هذه القصة يبدو انها من خيال الكاتب، فالقديس أثناسيوس ولد من أبوين وثنين ولم يدخل الكنيسة كي بعرف كيف تمارس الأسرار إلا إذا كان أثناسيوس كان يمثل دور الكاهن الوثني فالطقوس الوثنية قريبة جدا من الطقوس النصرانية،

كتب أول كتبه ( ضد الأمم ) في سن مبكرة ومن خلال كتاباته يتضح انه دراسته لم تختصر علي العلوم الأكليريكية بل كان متطلعا على المذاهب الفلسفية خاصة الأفلاطونية المحدثة، وكثرا ما يقتبس من أفلاطون وبدرجة أقل من الأديب هومار الإغريقي



البابا أثناسيوس نال شهرته في مجمع نيقية الذي أله سيدنا المسيح عليه السلام ودافع القديس أثناسيوس عن قرار تأليه يسوع طوال حياته وكانت الحرب بينه وبين الأريوسيين سجالا، حيث تمسك أثناسيوس بالثالوث الشركي وعاده الأريوسية ورفعوا شعارا أرعب الكنيسة ( كان الله ولم يكن المسيح ) وكان قائد هذه الفرقة التي رفضت الثالوث يتزعمها راهب من رهبان كنيسة الإسكندرية يدعي آريوس - يقول عنه صاحب كتاب " مدينة الله العظمي " أسد رستم يقول ان آريوس كان راهبا زاهدا ومتبحرا في الأسفار المقدسة وبليغا في الوعظ فالتف حوله عدد من المؤمنين، وانضم إليه عدد كبير من رجال الاكليروس[2]

وللنظر في خلاف الكنيسة الجامعة مع الآريوسيين عقد الإمبراطور قسطنطين مجمعا في نيقية عام 325 ودعا اليه الأساقفة من جميع أنحاء العالم فاصطحب ألكسندروس بطريرك إسكندرية معه الشماس أثناسيوس، الذي برز نجمع في مجمع نيقية وتقول المصادر الكنسية ان أثناسيوس استطاع ان يفتد حجج آريوس واليه ينسبون الفضل في القضاء علي الأريوسية، ولكن هذا بعيد كل البعد عن الحقيقة

أول القديس أثناسيوس لم يكن بمستوي آريوس العلمي ورغم ان أثناسيوس بدأ الدراسة الإكليريكية في سن مبكرة إلا انه لم يتعلم العبرية ويكفي هذا القصور عائقا أمام القديس أثناسيوس، فان أي شخص يجيد العبرية بإمكانه أن يحرج أثناسيوس في أي نقاش علمي، بالإضافة إلي ذلك القديس أثناسيوس لم يكن متطلعا علي النسخ اليونانية المتنوعة فهو لم يكن يعرف إلي النسخة السبعينية المليئة بالأخطاء، ويتضح ذلك من كتاباته فهو لم ينقل من أي نسخة غير السبعينية باستثناء نص واحد من ترجمة أكيلا ونصان من ترجمة غير معروفة [3]


ومن الواضح ان قرارات مجمع نيقية لم يتم الإتفاق عليها من خلال الجدل والنقاش العلمي وانما تم ذلك بسيف قسطنطين، وقد بدأ قسطنطينوس بالترغيب فيحبرنا ثوروديت في تاريخ الكنيسة ان قسطنطين حثهم علي الموافقة علي قرارات المجمع وذكرهم كيف كان حالهم أيام الاضطهاد وكيف صارت أحوالهم في ظل حكمه ( الكتاب الأول الفصل 6 )[4] وكانه يقول لهم ان من يعترض علي قراراتي فان مصيره هو ما قد جربتموه من قبل
ويخبرنا أيضا ان ثيورديت ان الآيوسيين لم يسمح لهم بالكلام أصلا ( الفصل 8 ) فأي نقاش هذا الذي تم وقد أخرسوا ! ، ان ما يذكره لنا المؤرخين المسيحيين يظهر لنا ان قرار تأليه يسوع لم يتم إلا بسيف قسطنطين وليس لأثناسيوس دور سوي المشاركة في تخويف الاريوسيين، وبخبرنا كتاب تاريخ الكنيسة انه تم الهجوم علي الأريوسيين لمجرد ان أرادوا قرأة قانونهم المقترح ، فخافوا خوفا شديدا ومضوا علي الوثيقة ولم يفلت إلا اثنين وهما سكندوس ( Secundus ) وثيوناس (Theonas ) ( الفصل 6 )

وهؤلاء الذين مضوا علي وثيقة مجمع نيقية سرعان ما أعلنوا براءتهم مما جاء فيها فاصدر قسطنطين قرارا بتجريم الأريوسية وتم نفيهم والإستلاء علي ممتلكاتهم، وأحرقت كتابات أريوس ليبقي الشاهد الوحيد علي ذلك العصر القديس أثناسيوس وأتباعه فأضاعوا علينا شهادة الطرف الآخر فلا نملك ان نحكم علي عقيدة أريوس الحقيقية


محمود أباشيخ

---------------------------

[1] SOCRATES SCHOLASTICUS Book I Chapter XV

[2] الاكليروس منقذ السقار، الله جل جلاله واحد أم ثالوث، فصل التوحيد فيما بعد مجمع نيقية http://www.burhanukum.com/article978.html

[3] Athanasius: Select Works and Letters

[4] THE ECCLESIASTICAL HISTORY, DIALOGUES, AND LETTERS OF THEODORET.Tr THE REV. BLOMFIELD JACKSON, M.A.
المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
القديس نسطور نور الإسلام لاهوتيات 0 09-01-2012 12:35 PM
القديس إكليمندس الروماني نور الإسلام لاهوتيات 0 09-01-2012 12:34 PM
القديس برنابا نور الإسلام لاهوتيات 0 09-01-2012 12:26 PM
القديس اغناطيوس الأنطاكي نور الإسلام لاهوتيات 0 09-01-2012 12:22 PM
القديس اغناطيوس الأنطاكي نور الإسلام لاهوتيات 0 09-01-2012 11:56 AM


الساعة الآن 01:06 AM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22