21-01-2012 ~ 11:08 AM
الاستراتيجية الامريكية لحماية مصالحها في الشرق وضمان أمن" دولة يهود العالم "
مشاركة رقم 1
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012
[2/16/2011 4:45:18 pm]
عمون - إعداد عبدالحفيظ ابوقاعود - الدراسة محاولة للبحث والفهم والتشخيص لعناصر ومرتكزات واليات وادوات الاستراتيجية الامريكية الجديدة ، وساحات عملياتها العسكرية ، بعد فشل سياسة الردع والاحتواء وتغيير طرق المواجهه في الصراع الدائر عبر العالم على مستقبل العالم الاسلامي بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ، لتنفيذ المشروع السياسي – الاستراتيجي الذي يروج له ساسه ورجال دولة في الحزب الجمهوري واليمين المسيحي ... بإن الالفية الجديدة عصر" امريكي خالص " للسيطرة على العالم ونشر الديمقراطية عبر البوارج الحربية . وللوصول إلى قناعات لدى العرب والمسلمين ؛ بإن ممارسة السياسه عبر البوراج الحربية وليس الايدولوجية ،وفق اعلى درجات التحكم والسيطرة بمقدرات الشعوب وحقوقها في الاعتناق والتفكير والحلم ، هي هدف اساس وركيزة رئيسية في الاستراتيجية الامريكية الجديدة – القديمة في الصراع الدائر عبر العالم/ الحرب على الارهاب / حول مستقبل العالم الاسلامي وتصفية القضية الفلسطينية .
لقد إستهدفت الاستراتيجية الامريكية الجديدة ؛ عدم نمو تيار إيديولوجي متشدد في الشرق ، يمتلك الخيار السوقي الشامل قادرومقتدرعلى مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية . ولتكريس الهيمنة الامريكية على مقدرات الشعوب،وتعميم ثقافتها السياسية عبر العالم ،ورسم قواعد مختلفة للتعاملات الدولية ، في اطار سعيها لإستكمال تكوين نظام عالمي جديد ، يفرض القيم الامريكية ويتجاوز المجتمع الدولي والركوب فوقه والانقضاض على مبدأ السيادة الوطنية ،والتحرك ضد الاخطار الجديدة قبل ان تتحول الى اخطار كامنة ، وارغام الدول على تحمل مسؤلياتها السيادية للمساعدة في الحرب ضد الإرهاب ، وتربية جيل في الدول العربية والاسلامية وفق الثقافة والقيم الأمريكية ، كشرط مطلوب من قطاع التربية والتعليم بالتقليل من التعليم الاسلامي والاكثارمن التعليم في اللغة الانجليزية في سبيل تحقيق هدف صياغة مستقبل " العالم الاسلامي " بدون قيمه وثقافته الإسلامية . بهدف كسب الحرب على الارهاب .
وحينما وجدت الولايات المتحدة الامريكية نفسها في " لحظة تاريخية" غير المتكررة أكبر قوة إمبريالية في تاريخ البشرية ، اعتمدت الإستراتيجية ا الناشئة/ اوالتي في طور النشوء،التي تنهج سياسة "التدخل الانتقائي الشامل " ، تم تطويرها في عهد ريغان ، وسار عليها " جورج بوش" وكلنتون ، وتبلورت في عهد بوش دبليو.
وارتكزت الإستراتيجية الأمريكية القديمة – الجديدة الى عناصر ومعطيات هي :
- منع اي قوة في العالم الا من خلال صفقة مساومة سياسية وبحسابات شاقة
- اعتبار كل عمل مسلح ضدة قوة احتلال ارهابا ويحكمه عاملان هما :
1 – عدم اطلاق طلقة الا بتوافق مع الولايات المتحدة الامريكية
2- وجوب انهاء ظاهرة القوى الصغيرة
- تطوير التدخل الانتقائي في الدول والمناطق المختلفة بدرجات متابينة من الجدة اعتمادا على نوع المشكلة واللحظة وما يراه الرئيس الامريكي مناسبا .
- الانتقال من سياسة الردع والاحتواء / مبدأ ترومان / الى سياسة التدخل الانتقائي الشامل التي طورها ريغان وسار عليها جورج بوش وكلنتون وتبلورت عناصرها ومرتكزاتها في عهد بوش دبليو بحيث يكون للولايات المتحدة الامريكية دور أكبر في الكرة الأرضية
- طبيعة الأنظمة المحافظة والإسلامية وغير الديمقراطية التي يحكمها طغاة تشكل خطرا على مصالح الولايات المتحدة ، لانها قد تنتج ظواهر مماثلة لما حدث في الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر/ 2001 ، بالاضافة الى التهديد الحقيقي الذي شكله النظام العراقي بقيادة صدام حسين بعد حرب الخليج الأولى .
5 - استخدام القوة في نقل الديمقراطية عبر العالم في زمن وجدت نفسها اقوى دولة في تاريخ البشرية .
6- رؤية راسمو السياسات الامريكية ، بان هنالك فرصة تاريخية للسيطرة على العالم والانتقال من سياسة " الإدارة إلى السيطرة " .
7- حسم مسألة التأرجح بين الاحادية القطبية والعودة الى مشاركة الاخرين من الحلفاء في صورتها النهائية في الاستراتيجية الجديدة .
8- الخط الناظم للاستراتيجية الجديدة يستند الى فلسفة غير مسبوقة تقسيم العالم الى محورين هما :
- محور الدول المارقة .
- محور " الدول الديمقراطية " على النمط الامريكي .
والسؤال الذي يطرح ذاته هنا هو ؛ هل المشروع الأمريكي السياسي- الاستراتيجي للسيطرة على العالم في " مرحلة الفشل " بعد الصمود الاسطوري للمقاومة العربية والاسلامية في العراق وافغانستان ، وتشكيل محور إقليمي من المقاومة العربية والإسلامية بقيادة إيران لمواجهة منظومة التحالف الامني الاقليمي في الاقليم ؟
ومن إجل تنفيذ الاستراتيجية الامريكية القديمة الجديدة لحماية مصالحها الحيوية في الشرق ، وضمان أمن" دولة يهود العالم في فلسطين المحتلة , لجأت الولايات المتحدة في العام 1988؛ وهو العام الذي إستكملت فيه الادارة الامريكية الخطوط العريضة لمنهجية تسوية سياسية للصراع العربي- الاسرائيلي ؛ الى اسلوب عقد إتفاقيات ثنائية بعيدة المدى مع دول رئيسة وانظمة حليفة للولايات المتحدة عبرمذكرات تفاهم عسكرية بين واشنطن وعواصم حليفة في الشرق ومعاهدة تعاون إستراتيجي " مع دولة يهود العام " في فلسطين المحتلة، عبر ادوات جديدةفي اطار الاستراتيجيية الامريكية لحماية مصالحها الحيوية وضمان امن دولة يهود العالم ، لتوفير متطلبات قانونية لتواجد عسكري منقول لقوات امريكية عسكرية بالاضافة الى القواعد العسكرية الثابتة في الشرق.
فقد أبرمت الادارة الامريكية بتاريخ 21 نيسان عام 1988 في القدس المحتلة وواشنطن بنسخ انجليزية " معاهدة التعاون الاستراتيجي " بين الولايات المتحدة و النظام الاسرائيلي في فلسطين المحتلة في مجالات التعاون الاقتصادي و السياسي و العسكري ، وجرى التوقيع عليها من قبل رونالد ريغان بإسم الولايات المتحدة الامريكية وإسحاق شامير رئيس وزراء دولة يهود العالم ، بتاريخ 20/4/1988، حسب ماورد في صحيفة الاتحاد الحيفاوية في حينه .
.كما أبرمت في الوقت ذاته ؛ مذكرة تفاهم عسكرية مع الحكومة المصرية ، نتيجة التخطيط لشن حروب إقليمية واحتلالية في الشرق؛ تتطلب مساهمة دول حليفة في هذه الحروب وتأمين خدمات لوجستية لقوات الغزو عبر المواني البحرية والجوية والبرية، مع وجوب التأكد من توافر الامكانات العسكرية لدى كل دول التحالف الامني الاقليمي في الشرق.
وبعد ان تبنت الولايات المتحدة الامريكية ؛ فكرة تشكيل منظومة " تحالف امني إقليمي" من خارج الناتو في هذا الاطار كجزء من تحرك سياسي وعسكري واقتصادي مكشوف ، يهدف في الاساس الى تأمين المسائل اللوجستية للعمليات الحربية المنوي القيام بها أولا، والمشاركة الفاعلة والنوعية في هذه العمليات ، فعهدت مسبقا الى اللجوء الى مذكرات تفاهم استراتيحية وعسكرية مع دول المنطقة و ذلك في اطار البند (5011) لقانون السلطة الوطني الامني (7891) ، لتكوين تحالف إقليمي للولايات المتحدة من خارج الناتو في الشرق .
وقد نصت معاهدة التعاون الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والنظام الاسرائيلي / دولة يهود العالم / على وضع وتحديد ألاهداف المشتركة من خلال التعاون في المجالات الاستراتيجية- السياسية والعسكرية والاقتصادية الصناعية والتكنولوجية من خلال مايلي ؛
1 - توسيع العلاقات بواسطة تشكيل اطاري للمشاورات المتواصلة من اجل تحقيق هذه الاهداف .
2 - معالجة مواضيع دولية وثنائية فورية وذات أهمية لكلا الدولتين بشكل ملائم بين رئيس الولايات المتحدة ورئيس حكومة "دولة يهود العالم" ،وبين سكرتير الدولة الامريكي ووزير الخارجية الاسرائيلي وبين سكرتير الدفاع الامريكي ووزير الحرب الاسرائيلي وبين اصحاب المهام الرسمية مع الاستمرار في مشاورات متواصلة ولقاءات دورية .
3 - لقاء المدير العام لوزارة الخارجية الاسرائيلي ومساعد سكرتير الشؤون السياسية الامريكي /مساعد وزير الخارجية / بشكل منتظم ، بهدف إجراء مشاورات سياسية مشتركة ومناقشة مواضيع دولية تهم كلا الجانبين بهدف تعزيز التفاهم المشترك وتقييم هذه المواضيع .
4- اجراء لقاءات بين وكالة التطوير الدولية التابعة للولايات المتحدة ووزارة الخارجية الاسرائيلية قسم التعاون الدولي لتنسيق برامج التعاون ، وتقديم المساعدة للدول النامية واسرائيل تقرر نوع المساعدة وحجمها لدول منظومة التحالف الاقليمي.
5 - تشكيل المجموعة العسكرية - السياسية المشتركة ، بحيث تنفذ "الدولتان " من خلالها متابعة ترتيبات قائمة ، وتنفيذ الخطط المشتركة ، وتخطيط البرامج والمناورات المشتركة وتنسيق المسائل اللوجستية ، كما تعالج مسائل سياسية راهنة ذات أهمية إستراتيجية !!!.
6- تشكيل مجموعة ثنائية القومية تجتمع كل سنتين بشكل عام .
7- تشكيل مجموعة تخطيط الدعم الامني ؛ وتجتمع مرة كل سنة في واشنطن ، تقوم اسرائيل والولايات المتحدة من خلالها بفحص طلبات اسرائيل للدعم الامني مجددا ، وتقديرحجم التهديد الراهن وقدرة موزانة الولايات المتحدة على الوفاء بالانفاق على متلطلبات الدعم الامني لاسرائيل .وتحمل تموبل مواجهة هذه التهديدات ومتطلبات الدعم الامني لدول منظومة التحالف الامني الاقليمي
وكما تتناقش المجموعة المسائل المرتبطة بالمساعدات الامنية قبل التعاون الصناعي والتكنولوجي وكذلك مسائل ترتبط بشمل اسرائيل ضمن الدول المرشحة اليوم لتكون حليفة من غير الدول الرئيسة ومن غير الاعضاء في حلف الناتو ، بهدف البحث المشترك والتطوير تحت البند (5011 ) لقانون السلطة الوطني رقم (7891 )
8- تجدد هذه الاتفاقية تلقائيا لمدة خمس سنوات .
مذكرة التفاهم العسكري الامريكية - المصرية ، حددت دور مصرفي إطار الاستراتنيجية،والالتزامات المطلوبة منها في مجال تقديم الخدمات اللوجستية لقوات الولايات المتحدة الامريكية الحربية ، والالتزام بالخطط العسكرية الامريكية ودول حلف شمال الاطلسي ، وتقديم تسهيلات عسكرية في المطارات والموانئ البحرية والبرية ، ليكتمل الدور المصري في اطار منظمة " التحالف الامني الاقليمي" مع الدور الاسرائيلي لتنفيذ الخطط العسكرية الامريكية في المنظمة.
لقد جاء في صحيفة " القبس" الكويتية في عددها المرقم 6779 الصادر بتاريخ 4/5/1990 ان المعارضة المصرية ،كشفت عن "النصوص السرية الكاملة" لمذكرة التفاهم المصرية الامريكية ، ووصفتها ؛ بأنها اخطر إتفاقية مصرية منذ اتفاقيات كامب ديفيد ... و كذلك نشرت المعارضة تفاصيل المشاورات و المناقشات التي دارت داخل مجلس الوزراء المصري لاقرارهذه الاتفاقية. فقد تضمنت مذكرة التفاهم العسكري بين القاهرة و واشنطن ؛ مجموعة من الشروط ، تلتزم بها مصر تجاه الولايات المتحدة ، بحيث يتمحور دورها في اطار المذكرة بمايلي :
1- الحفاظ على أمن دول المنطقة وفق مقتضيات الامن الاقليمي من المنظور الامريكي ، بحيث تعمل الحكومة المصرية في اقناع دول المنطقة بقبول التواجد العسكري الامريكي ودول حلف شمال الاطلسي المنقول اذا ما حدث تهديد الدول المنطقة .
2- إجراء مشاورات مصرية مع دول "منظمة التحالف الامني الاقليمي " في حالة التهديد الحقيقي والفعلي لقبول تلك الدول خطورة التهديد المراد مقاومته والانخراط والمشاركة في الاعمال العسكرية .
أولا : - الالتزامات المصرية تجاه الاخر
1. تلتزم مصر بالخطط العسكرية الامريكية وخطط دول حلف شمال الاطلسي/ الناتو/ فيما يتعلق بالتهديدات التي تتعرض لها دول المنطقة .
2. وتلتزم مصر بتقديم تسهيلات عسكرية في المطارات والموانئ والاراضي المصرية في حال نشوب عمليات عسكرية تقتضيها تنفيذ هذه الخطط.
3. وتلتزم مصر اذا ما اقتضى ذلك ، تسير العمليات العسكرية بتأمين القوات الامريكية وقوات حلف الاطلسي بحريا وجويا وفي حالة تنفيذ عمليات عسكرية خاصة بدول المنطقة تجري مشاورات عسكرية بين مصر والولايات المتحدة للاتفاق على طبيعة الخطر المهدد لامن دول النتطقة .
4. وفي حال الاتفاق المصري الامريكي على طبيعة الخطر الذي يهدد امن دول المنطقة ؛ تلتزم مصر بتقديم تسهيلات عسكرية محددة !!، يتم تحديدها بعد مشاورات عسكرية بين مصر والولايات المتحدة .
ثانيا:- الالتزامات والشروط الامريكية: –
- تلتزم الولايات المتحدة بإمداد مصر بما تحتاج اليه من اسلحة وعتاد عسكرية لازم لتحديث قواتها العسكرية المسلحة ، وتتعهد الولايات المتحدة بإمداد مصر بالاسلحة التكنولوجية المتطورة الحديثة وامدادها بالخبرات العسكرية الامريكية اللازمة للانتاج الحربي .
وقد اشترطت الولايات المتحدة على مصر في اطار ذلك مايلي : أولا:- إن لا تقوم مصر بتصدير هذه الاسلحة الى طرف ثالث الا بموافقه امريكية مسبقة . و ثانيا:- ان تراعي مصر ان الموافقة الامريكية على إمدادها بالاسلحة الحديثة سيكون في اعتبار التوازن الاسترتيجي بينها وبين دول المنطقة ؛ دولة يهود العالم على وجه التحديد. هل يدرك النظام الاقليمي في الشرق كلفة المواجهة مع الولايات الامريكية اقل كلفة من الخضوع للاملاءات والشروط الامريكية التي تضنتها مذكرات التفاهم العسكري لتنفيذ المشروع السياسي – الاستراتيجي الامريكي لمصادرة المستقبل العربي والاسلامي وفصله عن نظام قيمه وفق المنظور الغربي والقضاء على تيار الاسلام السياسي ؟. تيار الإسلام السياسي أدرك ان المواجهه حتمية مع الولايات المتحدة الامريكية ، وحسم امره وشرع في المواجهه ، فكانت احداث الحادي عشر من ايلول نقطة واشارة الانطلاق ، وكان الرد الامريكي إحتلال افغانستان والعراق، ومازال الصراع دائرا ومحتدما ولم يحسم بعد .هل يربح تيار الاسلام السياسي في الشرق المعركة مع الولايات المتحدة الامريكية بعد اعلان التحالف الاقليمي الجديد بقيادة ايران / معسكر المقاومة العربية الاسلامية / ؟ . ومامصير منظومة التحالف الامني الاقليمي في انكفاء الولايات المتحدة الى الداخل وخسارة المعركة ؟.
/ يتبع/2/2
* صحافي وناشط سياسي من الاردن/