صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > الأخبار والمقالات > المقالات

التعليم في الأقليات الإسلامية

التعليم في الأقليات الإسلامية الخميس 26 يناير 2012 في بلاد كثيرة من العالم تعيش أقليات مسلمة تتباين نسبتها وتختلف مواقعها بين فئات المجتمع الأخرى في تلك الدول سواء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-03-2012 ~ 07:27 PM
مزون الطيب غير متواجد حالياً
افتراضي التعليم في الأقليات الإسلامية
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية مزون الطيب
 
الله اكبر
تاريخ التسجيل : Jan 2012


الأقليات, التعليم, الإسلامية

التعليم في الأقليات الإسلامية
الخميس 26 يناير 2012

في بلاد كثيرة من العالم تعيش أقليات مسلمة تتباين نسبتها وتختلف مواقعها بين فئات المجتمع الأخرى في تلك الدول سواء في مجال الثروة والنفوذ أو في غيرهما، وبقدر ما يتاح لها من حرية العقيدة وحرية العبادة، ينعكس ذلك كله على إمكانات المحافظة على تراثها وهويتها الثقافية، وفرص العمل والتعليم الذي نحن بصدد الحديث عنه اليوم.
وفي الغالب الأعم فإن هذه الأقليات تتعرض لمزيد من الاضطهاد أو الضغوط السياسية أو الاجتماعية أو الثقافية، إضافة إلى التباين في احتمالات العزلة أو الاندماج أو التعايش، وهذه كلها تمثل ظواهر جديرة بالاهتمام والدراسة.
إن الأقليات الإسلامية تحاول استغلال ما هو متاح لديها لإقامة مجتمع إسلامي يعيش حياة إسلامية دون إذابة لهويتها الإسلامية أو انتقاص من ذاتيتها الثقافية، والقيام بواجب الدعوة الإسلامية ومهامها المتعددة بالوسائل التقليدية والمبتكرة، على الرغم من وجود حواجز اللغة وتباين الخلفية الثقافية التي تعتمد عليها اللغة في حالة الكثيرين، وفي موضوعنا اليوم نفتح ملف التعليم بين الأقليات الإسلامية في دول العالم المختلفة شرقية وغربية؛ وذلك لأهمية هذا الملف الذي هو من صلب الأسس التي تحفظ بها الهوية الإسلامية. فهيا بنا نتفقد أحوال التعليم في أوروبا عامة على سبيل المثال.
يعاني أبناء الأقليات المسلمة في أوروبا من غياب التعليم الإسلامي حيث يمنع التعليم الديني بقوانين صارمة في بعض البلاد مثل بلغاريا ورومانيا إذ لا وجود للتعليم الديني فيها، كما تمنع الكتب الدينية من التداول، حتى القرآن الكريم فتعلم أبناء المسلمين أمور دينهم يعد من الأمور المحرمة، ويزيد من هذه المشكلة أن تعليم أولئك الأبناء يقتصر على ما تقوم به الأسرة في الوقت الذي تعاني فيه الأسر من ضآلة المعلومات والمعارف الدينية.
كما أنك تجد الطفل أو الشاب المسلم مضطرًّا للانخراط في المدارس الحكومية، وهناك يكتسب أفكارًا وعادات وتقاليد تقطعه عن المناخ الإسلامي تمامًا وتجعل منه شيئًا آخر، قد حاولت بعض الجاليات وعلى وجه الخصوص في بريطانيا وفرنسا التغلب على المشكلة بإنشاء مدارس أهلية تكمل هذا النقص إلا أنها لا تزال تعاني من مشكلتين: الأولى: كثافة الجهد المطلوب من التلميذ للتوفيق بين المنهاج الحكومي المزدحم، وبين الثقافة الإسلامية الموازية، والثانية هي انتشار الجاليات الإسلامية في أقليات متباعدة داخل الأقلية وما يتبع ذلك من مشاكل المواصلات، والسكن والرقابة الأبوية، ومع كل هذه الصعوبات فقد نجحت الجهود في إقامة مدارس ومعاهد أصبحت منتشرة في كل مكان، ومن النماذج التي فرضت نفسها المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية في باريس وفي شاتو شينين، وبرنامج التعليم العالي المشترك من المؤسسة الإسلامية في "ليستر" وجامعة لوجبورو البريطانية، كما تقام دورات متخصصة يرتادها الطلاب وفق برامج خاصة في الشريعة والفقه واللغة العربية، والعلوم الإنسانية.
وهناك مشكلات أخرى تختص بالتعليم الإسلامي، فكثير من أبناء الأقليات المسلمة في دول أوروبا بصفة خاصة ينتمون إلى دول إسلامية وعربية متعددة، وهنا تبرز مشكلة لغة التعليم الإسلامي لأبناء هذه الجاليات، ويتضح تقصير دور هذه الجاليات في تعليم أبناء جاليتها، كما أن عدم توحيد المناهج الإسلامية، أمر له خطورته في زيادة الهجرة بين هذه الجاليات، ويأتي بعد ذلك دور المدارس الإسلامية وتوزيعها إقليميًّا، ونقص هذه المدارس في مناطق معينة، كما أن التعليم المهني من الأمور الملحة التي لا زالت قاصرة بسبب حاجة هذه الدول إلى الأيدي العاملة المدربة، والتعليم الفني يرفع من دخول أسر الأقليات حيث يتقاضى العامل الفني أجرًا أفضل من أجر العامل غير المدرب.
وتبرز مشكلات أخرى ذات علاقة بتعليم أبناء الجالية المسلمة، تتمثل في تدريس الدين "المسيحي" في المدارس الحكومية لأبناء المسلمين في الدول التي لم تعترف بالأقلية المسلمة، وهذا بدون شك يعتبر أمرًا مزعجًا لأفراد الأقلية المسلمة، أما في الدول التي اعترفت بالأقلية المسلمة فإن الدين الإسلامي يدرس بالمدارس الحكومية لأبناء المسلمين، غير أن هيئة التدريس غير كافية، وتبرز عدة مشكلات بسبب اللغة التي تدرس بها العقيدة الإسلامية، كما يواجه تدريس الدين الإسلامي بالمدارس الإسلامية صعوبات أخرى، تتمثل في ضيق الوقت المخصص وهو عادة أثناء العطلات الأسبوعية، كما تتمثل في نقص وقلة أفراد هيئة التدريس، والمستوى الثقافي لهم، كذلك المباني المخصصة لهذه المدارس، وعملية التمويل والإدارة.
ومن المشكلات العامة الأخرى التي تعاني منها الأقليات المسلمة في أوروبا الجهل بالتعاليم الإسلامية، وعدم توافر المساجد بشكل كاف مما يؤثر سلبًا على العملية التعليمية لدى أبناء الأقليات، وذلك لما للمسجد من دور هام يوازي دور المدرسة في حال عدم وجوها أو حتى في وجودها، ولقد بذلت رابطة العالم الإسلامي في هذا المجال جهودًا كبيرة تفتَّق عنها إقامة المجلس القاري الأوروبي للمساجد، وأخذ هذا المجلس في تبني سياسة إقامة المساجد في المناطق التي تحتاجها، والإشراف على بعض المساجد ومدها بالأئمة، وتفرعت منه مجالس محلية للمساجد في أوروبا، وأُلحقت بعض المدارس بالمساجد لتمارس دورها في تعليم أبناء الجاليات المسلمة.
وهناك مشكلة أخرى يجب ألا نغفلها أنه توجد بعض الأفكار المشوهة، بل والصور المنحرفة عن الإسلام في بعض الكتب المدرسية الأوروبية، وكثير من المطبوعات بما في ذلك الصحافة اليومية والنشرات الدورية، وكذلك التعصب المذهبي السائد في أروقة المؤسسات الإسلامية الكبرى في دول أوربا، وخاصة إمامة المراكز الإسلامية، وهذه المذهبية المنتشرة في إدارة وإمامة المراكز الإسلامية يروج لها من يوصفون بالتعصب والانغلاق على كل ما هو خارج عن طائفتهم من مسلمين وغير مسلمين، وهذه المذهبية المنتشرة قد نالت من التعليم الإسلامي، بكونها تدفع الدارسين من الشباب واليافعين إلى تكفير إخوانهم في الدين، وأخيرًا إخوتي وأخواتي في الأسطر التالية نعرض بعض نماذج من أحوال التعليم بين الأقلية الإسلامية في بعض دول أوروبا.
ففي فنلندة و بالرغم من إعلان هيئة التعليم الوطني في "فنلندا" عن أن الأوضاع تتحسن، إلا أنه لاتزال هناك حاجة ضرورية لمزيد من معلمي الدين الإسلامي بالمدارس الابتدائية الفنلندية.
وقد أشارت الهيئة إلى أن المدارس الابتدائية تضم طلابًا مسلمين أكثر من النصارى الأرثوذكس، وأن الكثيرين يحافظون على حضور الدروس الدينية المدرسية، كما أكد أستاذ التربية الدينية بـ"جامعة هيلسنكي" أن غالبية المعلمين الموجودين ذوو خلفية مهاجرية.
وقد تنبأ "تقرير المعلمين" أن 25% من الطلاب بالعاصمة سيكونون من ذوي الخلفية المهاجرية، وغالبيتهم من المسلمين.
كما كشفت صحيفة الجارديان البريطانية مؤخرًا أن التعليم الإسلامي يشهد انتعاشًا كبيرًا في الآونة الأخيرة؛ حيث تزايدت أعداد المدارس الإسلامية الرسمية وغير الرسمية بصورة كبيرة تلبيةً لحاجات المجتمع المسلم.
وبالرغم من تأكيد الصحيفة على رغبة المسؤولين عن تشديد الإجراءات تجاه المدارس الإسلامية، إلا أنها أكدت وجود 140 مدرسة إسلامية؛ منها 12 مدرسة ممولة حكوميًّا، إضافة إلى أن 60 مدرسة قد تم افتتاحها خلال السنوات العشر الماضية، وأن إحدى المدارس بمدينة "برمنجهام" قد تلقت 1500 طلب التحاق فور فتح أبوابها، في ظل ارتفاع المطالبات الإسلامية المجتمعية بإنشاء المزيد من المدارس.
وكذلك فالمناطق الإسلامية المقدونية تعاني من ضعف الخدمات التعليمية والصحية، وانتشار البطالة بين قطاع عريض من الشباب المسلم في المنطقة، ومعاملة الشرطة المقدونية غير الإنسانية للأقلية المسلمة خاصة في غوستفار وتيتوفا، ومع ذلك ليست هذه هي أهم مشكلات المسلمين المقدونيين، إذ تمثل مشكلة الهوية الإسلامية وكيفية المحافظة عليها الهم الأكبر بالنسبة لهذه الأقلية الموجودة في أكثر مناطق العالم التهابًا، فعلى الرغم من أن الدستور المقدوني ينص على إمكانية التدريس باللغة القومية التي يكثر أتباعها في منطقة ما بجانب اللغة المقدونية، فإن الحكومة ترفض بإصرار أن يتم التدريس في جامعة تيتوفا باللغة الألبانية، والحقيقة أن كثيرًا من نصوص الدستور المقدوني لا تطبق في الحياة اليومية، وتشعر الأقلية المسلمة بحالة من عدم الاستقرار وبشعور متزايد بأن حربًا عرقية تحاك بليل ضدهم.
وأخيرًا فإن العناية بشؤون الأقليات ترقى إلى درجة الفروض العينية، لذلك كان من الواجب أن نهتم بكل قضاياهم والتي تعتبر قضية التعليم على رأسها، وسنتوقف اليوم عند هذا الحد مع وعد بمواصلة فتح ذلك الملف في حلقة جديدة إن شاء الله، فإلى الملتقى.
المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الأقليات, التعليم, الإسلامية


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الأقليات غير المسلمة في المجتمعات الإسلامية نور الإسلام كتب ومراجع إسلامية 0 19-05-2013 07:19 AM
التعليم العلاجي لذوي الصعوبات التعليمية نور الإسلام المكتبة العامة 0 13-01-2012 12:31 PM
التقويم في التعليم العالي نور الإسلام المكتبة العامة 0 13-01-2012 12:08 PM
نظريات التعليم نور الإسلام المكتبة العامة 1 12-01-2012 07:40 PM
أدوات سوق النقد الإسلامية : مدخل للهندسة المالية الإسلامية نور الإسلام المكتبة العامة 0 11-01-2012 06:15 PM


الساعة الآن 04:32 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22