صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > الأخبار والمقالات > مكتبة طريق الخلاص > كتب ومراجع إسلامية

كتب ومراجع إسلامية حمل كتب وبحوث إلكترونية إسلامية

معجم افتراءات الغرب على الإسلام

العنوان : معجم افتراءات الغرب على الإسلام المؤلف : أنور محمود زناتي – جامعة عين شمس نبذه عن الكتاب : تعرض الإسلام ورسوله الكريم منذ

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-08-2012 ~ 09:42 AM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي معجم افتراءات الغرب على الإسلام
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012





العنوان : معجم افتراءات الغرب على الإسلام
المؤلف : أنور محمود زناتي – جامعة عين شمس

نبذه عن الكتاب :
تعرض الإسلام ورسوله الكريم منذ زمن طويل لهجوم عنيف من قبل خصومه وأعدائه ، وهؤلاء الأعداء منهم الظاهر المجاهر في عدائه ، ومنهم المستتر غير المجاهر الذي يدس السم في العسل .وقد وجدنا بعض الأقلام الحاقدة، من ذوي الأفكار المشوهه، قد اهتمت بإثارة الشبهات وتدوين التشكيكات، ضمن حالة من الاستنفار العام للهجوم على الاسلام وأهله .
وفي هذه الدراسة سوف نقوم بعرض شبهات علماء ومفكري الغرب وافتراءاتهم على الإسلام في محاولة النيل منه ، ومحاولة الرد عليها بعلمية وموضوعية
أنور محمود زناتي

















[IMG]file:///E:%5CUsers%5Cibtesam%5CAppData%5CLocal%5CTemp%5Cms ohtmlclip1%5C01%5Cclip_image001.gif[/IMG]
أنور محمود زناتي
جامعة عين شمس



الإهداء
إلى روح
أبي وأمي
أنور











الفهرس
معجم افتراءات الغرب على الإسلام
والرد عليها
……………………………………….................. الإهداء
لماذا هذا الكتاب؟……………………………………
أ

- آربري، آرثر جون……….…..….…………
- اِرْبيْنُيوس………...….……………………
- ايرلنجي ، فيليب ………..…..………..………….
- ايزادور الباجي….....................................

ب
- بارت، رودي ……...……………………………..
- بارتولد ، ف.ف. …......….………………..
- باريه الفرنسي …………………………………..
- باسيه، رينيه …......…………………………...
- بدول ، وليام…….…………………………….
- بْرُوفَنْسال، لِيفي …….…………………………….
- بروكلمان ، كارل …….…………………………….
- بروي…..….…………………………..
- بطرس المبجل… ....…..………………………..
- بل ، ريتشارد …..……………………………..
- بودلي………………………..
- بوكوك ، إدوارد …..…………………………….
- بولانفلييه ، هنري دي …….………………………………
- بوليت ، ريتشارد …….………………………
- بوهل ، فرانتس……….……………………….
- بلاشير ، ريجيس ……....……………..…………...
- بيكر ، كارل هينريش………...………………………….
- بيكون ، روجر……..…………..……..……………
- بين ، روبرت……..………………..……….
- بينيدكت السادس عشر….............................………

ت
- دي تاسي ……………………..…………………….
- تاكلي ، جون ……………………………….
- تنيمان الألماني ……………………………..

ج
- جايجر ، أبراهام ………………………………
- جب ، سير هاملتون ……………………………….
- جبيردنوجن ...............................................
- جرونباوم ، جوستاف فون ………………………….
- جلادستون ، وليم.................................................. .....
- جريفّيني…………………………….
- جريمي ، هوبرت …………………………..
- جولد تسيهر ، أغناطيوس ……………………….
- جويدي…………………………

ح
- حتى ، فيلب.................................................

خ
- خويه ، مايكال ……………………………………

د
- دانيال ، نورمان …..……………………………..
- دانتي أليجييري ………………………..
- درمنجهايم …..…………………………….
- دُوزِي …….……………………………….
- ديدرو …….………………………
- ديمومبين ……….……………………….
- دينيه ، ألفونس آتين ……....……………..…………...
- ديورانت ، ول ………...………………………….

ر
- رايت ، روبد ……..…………..……..……………
- رنتز ، جورج ……..………………..……….
- رودنسون ، مكسيم ….............................………
- روزنثال ، فرانز ……………
- روش ، ليون ……………………………….
- ريتر ، هيلموت ……………………………..
- رينان ، ارنست ………………………………
- ريلاند، هادريان ……………………………….

ز
- زويمر ، صمويل ………………………….

س
- سارتون ، جورج.................................................. .....
- دي ساسي ، سيلفستر …………………………..
- سانتيلانا ، ديفيد ……………………….
- سميث ، ويلفرد كانتويل …………………………
- ستواسر ، باربرا ريجينا فراير.................................................
- سوندرز ……………………………………
- سِيدِيّو …..…………………………….
- سيل ، جورج …….……………………………….
- سيمونيت ، فرانسسكو …….………………………

ش
- شاخت ، جوزيف ……….……………………….
- شبرنجر……....……………..…………...
- شمتز ، باول ………...………………………….
- شولومو جويتاين ……..…………..……..……………

ف
- فانديك ، كرنيليوس ……..………………..……….
- فاينز ، جيري ….............................………
- فرانشيسكو ،جابرييلي ……………
- فلهوزن، يوليوس ……………………………….
- فلوجل ، جوستاف ……………………………..
- فنسنك،أرنت ………………………………
- فو، كارادي ……………………………….
- فوستر ، فرانك ………………………….
- فوكوياما ، فرانسيس.................................................. .....
- فولتير، فرانسوا …………………………..
- فويلز……………………….
- فيلا ، بوش …………………………

ك
- كازانوفا.................................................
- كَازِيمِرْسْكي ……………………………………
- كانتاكوزين ………...………………………….
- كايتاني ، الأمير ليوني ……..…………………
- كراج ……..………………..……….
- دي كوزا ، نيقولا ….............................………
- كولسون ، نويل ……………
- كولي ……………………………….
- كونت ، أوجست ……………………………..
ل
- لوبون ، جوستاف ………………………………
- لوت ……………………………….
- لوجيس ، جون ………………………….
- لوودفيجومراش.................................................. .....
- لوفنيان …………………………..
- لول ،رايموند ……………………….
- لويس، برنارد …………………………
- لِيتمان ، اينو.................................................

م
- مارجليوث ، ديفيد صامويل ………………………
- ماكدونالد ، دنكان بلاك....................................
- مونتيه ، ادوارد …………………………..
- موير ، وليم ……………………….
- ميل ، جورج …………………………

ن
- نولدكه ، تيودور.................................................
- نيكلسون ، رينولد ………………………
- نللينو ، كارلو.................................................. .....
- نيكيتاس البيزنطي …………………………..

هـ
- هوارت ، كليمان ……………………….
- هورجرونيه، سنوك …………………………
- هورنستاين ، بيرسي.................................................
- هيك ………………………

و
- وات ، مونتجمري....................................
- واردنبرج ، جاك …………………………..
- ويت ، جاستون ……………………….
- ويلز ، إتش جي …………………………

لا
- لامارتين ، ألفونس.................................................
- لامنس ، هنري ………………………


ي
- لامنس ، هنري ………………………










" وإن كنتم فى ريب مما نزلّنا على عبدنا ، فأتوا بسورة من مثله وادعوا من شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين "

( البقرة : 23 )




















الإهداء



الى دين الاسلام
والسلام .....

أنور زناتي







معجم افتراءات الغرب على الاسلام
والرد عليها
لماذا هذا الكتاب ؟
من ذا يعيرك عينه تبكي بها
أرأيت عيناً للبكاء تعار !!
العباس بن الأحنف
تعرض الإسلام ورسوله الكريم منذ زمن طويل لهجوم عنيف من قبل خصومه وأعدائه ، وهؤلاء الأعداء منهم الظاهر المجاهر في عدائه ، ومنهم المستتر غير المجاهر الذي يدس السم في العسل .
وقد وجدنا بعض الأقلام الحاقدة، من ذوي الأفكار المشوهه، قد اهتمت بإثارة الشبهات وتدوين التشكيكات، ضمن حالة من الاستنفار العام للهجوم على الاسلام وأهله .
ومن المعلوم أن أكثر المستشرقين ومفكري الغرب كانوا يعملون في نطاق الأهداف السياسية والتنصيرية للدول التي ينتمون إليها ؛ فقد كان الدافع الرئيسي الذي دعا الأوربيين إلى الاستشراق، هو الدافعالديني في الدرجة الأولى .
ولا يزال مسلسل التربص بالإسلام ورجاله مستمراً ؛ في مخطط يستهدف اسئصال دين الإسلام واجتثاث أصوله ، وتقويض بنيانهوذلك بمحاولة التشكيك في الدين والألوهية ومحاولة التشكيك في الرسالة .
ومحاولة التشكيك في النبوة وعالمية الدعوة الاسلامية، محاولة اختراق السيرة النبوية وإخضاع حياة النبي لعلوم التربية والسيكولوجيا في محاولة للنيل منها ،والطعن فيها.
والافتراء على التاريخ الإسلامي جملة ، والبحث عما ظنوه ثغرات وتناقضات في محاولة لتشويهه ومحاولة تفسيره بمنظور بشري عاجزرغبةمنهم في إطفاء نور القوة والحق فيه.
فالدين الاسلامي بحق هو الدين الذي لا يهاب العلم وحقائقه بل ويدعو كل عاقل أن يتفكر ويتأمل ويستجمع كل قواه الذهنية ليميز الخبيث من الجيد .
ويجب أولاً أن نقرر مجموعة من الأسس التي دائماً أشير اليها وهي :
أولاً : أن الدراسات الاستشراقية حتي الموضوعية منها ، لم تسلم من تعصب وهوى والعمل علي خدمة نزعات دينية و استعمارية -إلا من رحم ربي-.
ثانياً : لا تخلو هذه الدراسات من هنات وأخطاء لغوية وأحيانا علمية وتاريخية مقصودة أوغير مقصودة .
ثالثاً : هؤلاء القوم مهما بلغت معرفتهم بلغتنا فأنه يغيب عنهم روح الشرق وعبقرية ألفاظه وتعبيراته التي تؤدي إلي معان شتي ولذا قد نجد بعض من نتائجهم العلمية خاطئة ناهيك عن تعمد البعض منهم ذلك .
وفي هذه الدراسةسوف نقوم بعرض شبهات علماء ومفكري الغرب وافتراءاتهم على الإسلامفي محاولة النيل منه ، ومحاولة الرد عليها بعلمية وموضوعية وأعاننا علي ذلك العديد من علماء الاسلام الأفاضل المشهود لهم بالعلم ونخبة من فرسان الاسلام من أمثال : ( مع الاحتفاظ بالألقاب )
- محمود حمدي زقزرق
- جاد الحق علي جاد الحق
- مالك بن نبي
- محمد الغزالي
- ناصر الدين الألباني
- محمود شاكر
- محمد بن سرور زين العابدين
- جعفر شيخ ادريس
- مصطفي الشكعة
- ساسي سالم الحاج
- مازن مطبقاني
- رضوان السيد
- فؤاد كاظم المقدادي
- محمد مصطفي هدارة
- شوقي أبو خليل
- أحمد شلبي
- عماد الدين خليل
- محمد سليم العوا
- محمد مصطفي الأعظمي
- محمد حسين علي الصغير
- التهامي نقرة
- علي مشاعل
- عبد المتعال الجبري
- محمد قطب
- حسن عبد الرحمن سلوادي
- محمد سرور بن نايف
- محمد طه بدوي
- عبد الوهاب بوحديبه
- مصطفى السباعي
- أحمد نصري
- محمد أحمد العزب
- عبدالجبار الرفاعي
- محمد بهاء الدين
- عبدالله محمد الأمين
- أكرم ضياء العمري
- عبد العظيم ابراهيم المطعني
- محمد محمد أبو شهبة
- عوض عبد الهادي العطا
- محمد احمد حمدون
- السيد محمد الشاهد
- أحمد محمد بوقرين
- عبـد اللطيـف زكـي أبو هاشم
- محمد احمد العزب
- مجتبي العلوي
- حسن عزوزي
- محمد فتح اللّه الزيادي
- أكرم ضياء العمري
- نور الدين عتر
- عبد العظيم الديب
- عبد الكريم سلمان
- محمد رضا وصفي
ومن المنصفيين الغربيين
- زيجريد هونكه
- جوته
- آنا ماري شميل
- هنري دي كاستري
- اللورد هدلي
- آتين دينيه
- مراد هوفمان
- البروفسور (مونتيه)
- موريس بوكاي
- ديزيريه بلانشيه
- لورافيتشا فاليري
واني ليرضيني قليل نوالكم
وان كنت لا أرضي لكم بقليل

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

أنور محمود زناتي
أ





تاه الدليل فلا تعجب إذا تاهوا
أو ضيّيع الركب أشباحٌ وأشباه
تاه الدليل فلاتعجب إذا تركوا
قصد السبيل وحادوا عن سجاياه














أ

اِرْبيْنُيوس(992 ـ 1033هـ = 1584 ـ 1624م)

توماس فان إربينيوس Thomas Van Erpeniusمستشرق هولندي, يعد مؤسس النهضة الاستشراقية ومنظمها في بلاده. ولد في جوركم (Gorkum)بهولندة وتعلم في ليدن, وساح في انجلترة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا. ويقال إنه درس العربية على مصري يلقب بأبي ذقن. وأنشأ في بيته مطبعة عربية صارت أساس المطبعة العربية المعروفة اليوم في ليدن بمطبعة بريل (Brill) وعين أستاذاً للغات الشرقية في جامعة ليدن سنة 1613م, وتوفي بليدن. له كتاب في «قواعد اللغة العربية » وعني بنشر «منتخبات عن شعر الحماسة لأبي تمام » ونشر «تاريخ المسلمين » وهو قسم من تاريخ ابن العميد (الشيخ المكين جرجس ابن العميد) مع ترجمته إلى اللغة اللاتينية .


شبهة "القرآن لا يعدوأن يكون تقليداً مضحكاً للكتاب المقدس" !!

خلص إربينيوسالى أن ما في القرآن لا يعدو تقليداً مضحكاً للكتاب المقدس !! وقد شارك غيره النفور من النبي محمد r ومن تعاليمه

الرد

الدارس المتفحص لايجد فى القرآن الكريم أية ملامح يهودية ؛ فليس فيه تفضيل لشعب على شعب كما قال بنو إسرائيل بأنهم "شعب الله المختار" ، ولكن الإسلام سوّى بين الخلق جميعاً قال تعالى " وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم " ( الحجرات :13 ) .

وليس فى القرآن أبدا ما يرفع شأن محمد rعن عالم البشر أو تأليهه كما قالت بذلك بعض الجماعات المسيحية بالنسبة للمسيح ولو كان هناك تأثير للمسيحية لتسرب الى الإسلام أهم مبدأ مسيحى وهو تأليه محمد rكما ألًّه عيسى عليه السلام([1])

ونستعرض معاً النقاط التالية :

1–أن وحدة المصدر
الالهي تجعل من الممكن وجود تشابه القصص القرآني مع القصص التوراتي.

2–إن المقارنة بين القصص القرآني والقصص في الكتب السابقة توضح مدى التحريف الذي تعرضت له الكتب السابقة، فهم يرمون القرآن بالأخذ منهم حتى يداروا ما بكتبهم من تحريف، فالقصص المذكورة في الكتب السابقة يطغى عليها الجانب المادي والصنعة البشرية التي تهتم ببعض التفاصيل والجزئيات التي لا تظهر في القصص القرآني، كما إن كتابة هذه القصص في الكتب السابقة تحوي صوراً فاحشة لا يليق أن يكون مثلها في الكتب المقدسة
على عكس القصص القرآني المعجز
ولك ان تقارن بنفسك بين قصة يوسف عليه السلام في التوراة والقرآن لتري وتسمع الفرق الواضح بدون وسيط .

3–أن الرسول كان أميا لا يقرأ ولا يكتب، ولم يثبت له صلة باليهود أو النصارى في مكة قبل البعثة فكيف يتأتى له أن يأخذ منهم، فقد ورد في القرآن الكريم الرد على هذه المزاعم حين زعم كفار قريش أن الرسول كان يعلمه غلام نصراني وهو قوله تعالى
(وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ )

فكيف يمكن للأعجمي أوالرومي أوالفارسي أواليهودي أوالنصراني أن يعلم العربي ويأتيه بقرآن عربي مبين عجز العرب عن الإتيان بمثله !! .
إن هذه الافتراءات لشيء عجاب لا تصدر عن شخص يحترم عقله وعلمه وأبحاثه، لكن الحقد يعمي ويصم .


آرنولد ، توماس وولكر Sir Thomas Walker Arnold "1864م-1930"


بدأ حياته العلمية في جامعة كامبردج حيث أظهر حبه للغات فتعلم العربية وانتقل للعمل باحثاً في جامعة على أكرا (عليكرا) في الهند حيث أمضى هناك عشر سنوات ألف خلالها كتابه المشهور (الدعوة إلى الإسلام)، ثم عمل أستاذاً للفلسفة في جامعة لاهور، وفي عام 1904م عاد إلى لندن ليصبح أميناً مساعداً لمكتبة إدارة الحكومة الهندية التابعة لوزارة الخارجية البريطانية، وعمل في الوقت نفسه أستاذاً غير متفرغ في جامعة لندن، واختير عام 1909م ليكون مشرفاً عاماً على الطلاب الهنود في بريطانيا، ومن المهام العلمية التي شارك فيها عضوية هيئة تحرير الموسوعة الإسلامية التي صدرت في ليدن Leiden بهولندا في طبعتها الأولى والتحق بمدرسة الدراسات الشرقية والأفريقية بجامعة لندن بعد تأسيسها عام 1916م، عمل أستاذاً زائراً في الجامعة المصرية عام 1930م. له عدة مؤلفات سوى كتابه الدعوة إلى الإسلام ومنها (الخلافة) وكتاب حول العقيدة الإسلامية وشارك في تحرير كتاب تراث الإسلام في طبعته الأولى، بالإضافة إلى العديد من البحوث في الفنون الإسلامية.

شبهة الفتوحات الإسلامية كانت بحثاً عن الغنائم والمكاسب المادية

عندما تحدث هؤلاء المتعصبون عن الفتوحات الإسلامية حاولوا تفسيرها انطلاقا من تاريخهم الأوروبي ونظرتهم المادية للأمور، فقد كانت الفتوحات في نظرهم بحثاً عن الغنائم والمكاسب المادية، ووصفوها بأنها كانت آخر موجات الهجرة من جزيرة العرب التي عرفت مثل هذه الهجرات في السابق حينما تضيق مواردها.


الرد

لا يكلف المستشرق نفسه البحث في حقيقة دوافع المسلمين في الفتوحات الإسلامية ، وهي نشر رسالة الإسلام التي تدعو إلى تحرير البشر من العبودية للإمبراطوريات السابقة بل من كل أنواع العبوديات، وفتح الطريق أمام دعوة الله عز وجل. وقد أثبتت الفتوحات نفسها مدى بُعد الغالبية العظمى من الجيش الإسلامي عن الطمع في الغنائم، وهذا جندي ينقل كنوز كسرى إلى المدينة المنورة فيسلمها كما هي فيتعجب عمر بن الخطاب من أمانته، فيقول علي بن أبي طالب "عففت فعفت الرعية، ولو رتعت لرتعوا" وكان جنود المسلمين "رهباناً بالليل فرساناً بالنهار".

وهنا نحب أن نقرر أن العرب عاشوا فى انزواء وانهزامية بجزيرتهم عدة قرون وحولهم الغنى والخصب ، ولم يخطر لهم قبل الإسلام أن يستولوا على ثراء الفرس والروم وهذا يؤكد أن الدافع لم يكن الفقر ، فالفقر قديم عند العرب ، بل كان الدافع هو الحرص على نشر دين الله .

ونحب أن نقرر أن فكرة ربط الدعوة الإسلامية بالرغبة فى الحصول على المال قديمة جدا ، بدأت منذ بدء الإسلام وأتهم بها محمدr نفسه ، فقد اتهمت قريش محمدا rبأنه طالب مال وعرضت عليه ثرواتها لتكفه عن دعوته ، فصاح : "والله لو وضعوا الشمس فى يمينى والقمر فى شمالى ما تركت ذلك الأمر حتى يظهره الله ".

وافتقر محمدr بعد غنى ، وافتقر أبو بكر بعد غنى ، وافتقر عمر الذى آل له السلطان على الإمبراطوريتين العظيمتين وظل يعيش فى تقشف ظاهر ، وافتقر عثمان بعد غنى عظيم ومع هذا بقيت التهمة بأن المسلمين حاربوا لأنهم كانوا طالبى مال وثراء .

وعند البدء فى غزو الفرس برزت هذه التهمة فى عقل رستم قائد الفرس وظن أن يستطيع أن يرضى هؤلاء البدو بحفنات من ذهب الفرس وينجو من قتالهم ، فطلب من سعد ابن أبى وقاص أن يوجه إليه بعض أصحابه ، فوجه إليه المغيرة بن شعبة فقال رستم له : قد علمت أن لم يحملكم على ما أنتم فيه إلا ضيق المعاش وشدة الجهد ونحن نعطيكم ما تشبعون به ونصرفكم ببعض ما تحبون ، ولقد صرخ المغيرة بن شعبة فى وجهه قائلا : لا مناص لكم من واحدة من ثلاث : الإسلام أو الجزية أو القتال ، ودارت المعركة وانتصر المسلمون ، وكان الحرس الخاص لرستم أول من أعلن إسلامهم .

والذى ظنه رستم ظنه فيما بعد ملك الصين عندما زحف قتيبة بن مسلم على هذه الأصقاع ، وطلب الملك الصينى مندوبا من المسلمين للحوار فأرسل له قتيبة هبيرة الكلابى ، فقال له الملك : قل لصاحبك ( يقصد القائد قتيبة ) : إنى عرفت حرصه وقلة أصحابه ، وأنا مستعد أن أعطيكم بعض المال لقضاء حاجتكم وتعودوا . فأجابه هبيرة : كيف يكون قليل الأصحاب من أول خيله فى بلادك وآخرها فى منابت الزيتون ؟ وكيف يكون حريصا من خلف الدنيا قادرا عليها وغزاك ؟

ولعل Stanlay Lone Pooleستانلي لين بول كان أقرب المستشرقين إلى الاتجاه السليم فهو يقول : إن المحقق أن تحمس العرب للفتوح كان يؤججه عنصر قوى من حب للدين ، والرغبة فى نشره ، فقد حاربوا لأن مثوبة الشهداء وكئوس السعادة والنعيم كانت تنتظر من يقتلون فى سبيل الله .

ثم أى مال كان يمكن أن يتطلع إليه المسلمون والوصول إليه محفوف بالمخاطر .

وقد حافظ المسلمون على حياة الزهد والتقشف فعندما حاصروا حصن بابليون بمصر بعد أن فرغوا من فارس والشام كانوا لا يزالون على بساطتهم وصفائهم ، وقد أرسل لهم المقوقس رسلا ليتعرفوا له أحوال المسلمين فعاد الرسل إلى المقوقس وقالوا له : رأينا قوما الموت أحب إليهم من الحياة ، والتواضع أحب إليهم من الرفعة ، ليس لأحد منهم فى الدنيا رغبة ولا نهمة ، جلوسهم على التراب وأميرهم كواحد منهم ، لا يُفرق كبيرهم من صغيرهم ، ولا السيد فيهم من العبد .

ثم بعد ذلك طالت حرب المسلمين مع سكان شمالى إفريقية –أكثر من 60 سنة –وسقط فيها عدد كبير من الضحايا ، وكثير من بقاع الشمال الأفريقى صحراء قاحلة .

وقد استمرت الحروب دائرة بين الفرس والروم مئات السنين ، وكانت حروب أطماع ودنيا ، ولكن هؤلاء وأولئك لم يستطيعوا أن يحرزوا نصراً مؤزراً لشئ واحد هو قلة العقيدة فلما هاجمهم المسلمون بسلاح العقيدة فل سلاحُهم كل سلاح وتهاوت جيوش الفرس والروم تحت أقدامهم .

وكان المسلمون يدخلون الأقطار لتحريرها من الاستعباد ثم يتركونها لأصحابها كما فعلوا فى الشام ومصر وغيرها من الأقطار .

شبهة نظام الخلافة يخلو معه أي نظام للمعارضة وحرية الرأي

وقد أعد المستشرق توماس أرنولد دراسة عن نظرية الخلافة في الإسلام باعتبارها كانت تمثل نظام الحكم إداريا وانتهي في دراسته إلي عدة تصورات واهمة ، وأحكام لم ولن يساعده عليها دليل ؛ فكان يري أن نظام الخلافة يخلو معه أي نظام للمعارضة وحرية الرأي كما يحدث الآن في أوروبا .

الرد
1- الطاعة في الإسلام واجبة للحاكم العادل أما الحاكم الظالم فلا
2- الحاكم في الإسلام ليس ذا سلطة مطلقة كما قال ارنولد بل هو مقيد من ناحيتين

أ‌- الالتزام الكامل بشريعة الله بمعناها الشامل للكتاب والسنة واجماع المسلمين
ب –موافقة الأمة له علي ما يفعل أو يترك ، وهنا يبرز مبدأ الشورى وهو من أعظم أسس الحكم في الإسلام ؛ فعلي ولي الأمر أن يستشير الرعية في الأمور الطارئة المهمة .

3–إذا انحرف الحاكم عن هذه المبادئ وجب نصحه ؛ فإذا أصر علي انحرافه وكان الخطأ جسيما فلعلماء المسلمين حياله مذهبان : الصبر علي جوره وظلمه حتى يحكم الله ما يريد وهذا مذهب أهل الحديث ؛ ثم نزع الثقة وعزله إذا لم يؤد عزله إلي فتنة طاحنة وهذا مذهب الفقهاء والمتكلمين .


أما المعارضة فكانت ملازمة لنظام الحكم في الإسلام بدءا من حياة النبي
وكان الرسول يعدل عن رأيه أحيانا ويعمل بالرأي الآخر إذا رآه أكثر صوابا .


شبهة تآمر الصحابة الكبار

يزعم أنه ما أن لحق الرسول عليه الصلاة والسلام بالرفيق الأعلى حتى تآمر ثلاثة من الصحابة على اقتسام السلطة وتوارثها .

ويرد الدكتور شوقي ابو خليل
" لو كانت هناك مؤامرة ثلاثية فكيف خفيت علي جميع المعاصرين لها ؟ !
فلم يذكر أحد شئ من ذلك ؟
وكان بين المؤمنين وحولهم من اليهود والمنافقين والمشركين وكثير من الأعداء الذين يتحينون الفرص ، بل ويختلقون التهم ، فكيف بهم أن يروا أو يسمعوا بمثل هذا التآمر ولا يشيعونه أو ينقلونه ؟
ما سمعنا أحد قط أشار أو قال مثل هذا الكلام من قريب أو بعيد
فكيف كتمت هذه الاخبار طيلة تلك الأعوام واكتشفها أرنولد ولامنس وفيليب حتي وأمثالهم ؟!
إنه التعصب والعداء ، والمهارة في الاتهام([2])
وما بعث الله نبيا إلا كان أصحابه وحواريوه أقرب الناس إلى الله تعالى، فمن آمن مع نوح، وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب ويوسف والأسباط، ومن بعدهم أتباع داود وسليمان وموسى وعيسى عليهم جميعا السلام، ويكفيك وصف القرآن للحواريين، ولما كان محمد r، فلا بد أن يكون أتباعه والمؤمنون برسالته في أعلى عليين.
وقد أثنى الله تبارك وتعالى على الصحابة عامة، وعلى السابقين من المهاجرين والأنصار خاصة يقول سبحانه: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ، وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ، وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً، ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}


ايرلنجي ، فيليب :

شبهة اتصال الرسول باليهود في مكة

ادعي كثرة اتصال الرسول باليهود في مكة
ويدعي المستشرق اليهوديفيليب ايرلنجيأن الرسولكان يسأل خادمهزيداوهو مملوك المسيحيين، عن الديانة اليهودية والمسيحية ليأخذمنهما

الرد ( أنظر ‘ اربينيوس )





ايزادور الباجي

موسي بن نصير لم يفتح سرقسطة الا بحد السيف

يذهب الي ان موسي بن نصير لم يفتح سرقسطة الا بحد السيف

الرد
ليس ثمة شك في ان هذا الخبر مكذوب من أساسه ، ذلك ان المسلمين في فتوحاتهم لم يعرف عنهم أن عمدوا الي هذا السلوك ، وهم ملتزمون بأحكام اسلامية ثابتة حددتها الشريعة .

ولم يشر مرجع عربي واحد ، أو أجنبي فيما نعلم ، الى هذا الذي ذكره ايزيدورو وقد كان المؤرخون المسلمون يلتزمون الامانة فى كل ما أوردوه من أخبار
وكل ما سجلوه من أحداث ( [3])







ب








التواضع فضيلة من تعوزه الفضائل

نيتشه












ب
بارت ، رودي Rudi Paret
ولد عام 1901، درس في جامعة توبنجناللغات السامية والتركية والفارسية في الفترة من 1920 حتى 1924وتخرج على يدالمستشرق الألماني ليتمان.امضى سنتين في القاهرة (1925-1926)، كان اهتمامه فيالبداية بالأدب الشعبي ولكنه تحول إلى الاهتمام باللغة العربية والدراسات الإسلاميةوبخاصة القرآن الكريم.
تولى العديد من المناصب العلمية منهامدرّس في جامعة توبنجن وأستاذاً بجامعة هايدلبرج ثم عاد إلى توبنجن أستاذاً للغةالعربية والإسلاميات من عام 1951-1968.ومن أهم مؤلفاته (محمد والقرآن) وترجم معانيالقرآن الكريم إلى الألمانية وله كتاب عن القرآن بعنوان( القرآن تعليقوفهرست )

شبهة التأثير النصراني

وعن التأثير النصراني يقول بارت:
لقد كانت معلومات الناس في مكة ـ في عصر النبي ـ عن النصرانية محدودة وناقصة ولم يكن النصارى العرب سائرين في معتقداتهم في الاتجاه الصحيح. ولهذا كان هناك مجال لظهور الآراء البدعية المنحرفة. ولولا ذلك لما كان محمد rعلى علم بأمثال تلك الآراء التي تنكر صلب المسيح وتذهب إلى أن نظرية التثليث النصرانية لا تعني الأب والابن وروح القدس ، وإنما تعني الله وعيسى ومريم. وعلى أية حال فإن المعارف التي استطاع محمد rأن يجمعها عن حياة المسيح وأثره كانت قليلة ومحدودة . وعلى عكس من ذلك كان محمد rيعرف الشيء الكثير عن ميلاد عيسى وعن أمه مريم .
وما يقصد أن يقوله ( بارت ) هنا واضح وهو أن المعلومات التي وردت في القرآن عن النصرانية وعن المسيح ، وأمه كانت المعلومات الشائعة آنذاك إما خاطئة أو محدودة. فمحمد rإذن هو مؤلف القرآن

التشكيك في صحة النص القرآني

يقول ( رودي بارت ) في مقدمة ترجمتة الألمانية للقرآن الكريم ـ وكأنه يرد على زملائه الذين راحوا يشككون في صحة النص القرآني ـ
يقول بارت:

ليس لدينا أي سبب يحملنا على الاعتقاد بأن هناك أية آية في القرآن كله لم ترد عن محمد r)

ويتصل بالتشكيك في صحة القرآن القول بأن لغة القرآن ( لا تتميز عن لغة الأدب الدنيوي بعصمة يقينية ).


الرد

القاصي والداني يعلم أن لغة القرآن لها خصوصية التفرد . وقد عجزت فصاحة العرب وبلاغتهم ـ وهم أصحاب الفصاحة والبلاغةـ عن محاكاة لغة القرآن . وقد تحداهم الوحي أن يأتوا ولو بسورة من مثله، ولكنهم عجزوا عن قبول التحدي الذي لا يزال وسيظل قائماً إلى أن تقوم الساعة.



وقد حاول البعض محاكاة القرآن ولابد أن نورد بعضها :
يقول مسيلمة الكذاب:
" يا ضفدع بنت ضفدعين ، لحسن ما تنقنقين ، لا الشارب تمنعين ، ولا الماء تكدرين ، امكثي في الارض حتى يأتيك الخفاش بالخبر اليقين ، لنا نصف الارض ولقريش نصفها ، ولكن قريش قوم يعتدون "
وقال أيضاً :" ألم ترى كيف فعل ربك بالحبلى ، أخرج من بطنها نسمة تسعى ، من بين شراشيف و حشى "
ويقول " الفيل وما أدراك ما الفيل له زلوم طويل " !!
ويقول "نقي كما تنقين ، لا الماء تدركين ، و لا الشراب تمنعين"
فيما قال النضر بن الحارث : " و الزارعات زرعاً. و الحاصدات حصداً. و الطاحنات طحناً. و العاجنات عجناً. و الخابزات خبزاً…." .
وكان الأقدمون قد عرفوا قدر معارضات مسيلمة و النضر فزادت يقينهم بالقرآن و إعجازه ، و قد صدق ابن المقفع عندما أراد معارضة القرآن ، ثم رأى عجزه عن مثل هذا البيان فقال: أشهد أن هذا لا يعارض، و ما هو من كلام البشر.

ويقول جابريللى الباحث الإيطالى : الأقوال غير المسئولة من بعض المستشرقين بأن محمدا rمؤلف القرآن أقاويل باطلة لا صحة لها ، وهى محاولات فاشلة للنيل من هذا الدين ومن نبيه .


فلو كان القرآن غير خارج عن العادة لأتوا بمثله أو عرضوا من كلام فصحائهم وبلغائهم ما يعارضه . فلما لم يشتغلوا بذلك علم أنهم فطنوا لخروج ذلك عن أوزان كلامهم وأساليب نظمهم وزالت أطماعهم عنه


باريه الفرنسي :

انتفاء أمية الرسول صلى الله عليه وسلم

ذهب المستشرق الفرنسي باريه في دائرة المعارف الإسلامية إلى انتفاء أمية الرسول ، حيث يقول: إن آية "وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِما ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ" (آل عمران: 75)

لا يقصد بها من لا يعرفون القراءة والكتابة؛ حيث إن كلمة أمي أو أميين وضعها أهل الكتاب للدلالة على الوثنيين ويصعب الجزم بالمعاني التي كان يقصدها محمد rمن كلمة أمي .

ثم يذكر باريه أقوالا لبعض المستشرقين، فيقول: ذهب بول أخيرا إلى أن كلمة أمي معناها الذي لا يقرأ ولا يكتب وليس معناها الوثني، ولكن باريه عقب على هذا الرأي بقوله: هناك عوامل لغوية تجعل من الصعب أن نقول إن كلمة أمي معناها "الذي لا يقرأ ولا يكتب" فلا الكلمة العربية "أمة" ولا العبرية "أماع" ولا الآرامية "أميتا" تدل على الأمة في حالة الجهالة، وقد استدل البعض بإطلاق لفظ الأمي على محمدr بأنه لم يكن يقرأ أو يكتب، والحقيقة أن كلمة "الأمي" لا علاقة لها بهذه المسألة؛ لأن الآية "وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ" (البقرة: 78)

التي تدعو إلى هذا الافتراض لا ترمي الأميين بالجهل بالقراءة والكتابة بل ترميهم بعدم معرفتهم بالكتب المنزلة.


الرد
لقد اقتضت إرادة الله تعالى أن يكون النبي أمّيّا ً ، حتى صارت تلك الصفة من خصائصه ، ولعل الحكمة من ذلك أن النبي لو كان يحسن القراءة والكتابة ، لوجد الكفار في ذلك منفذاً للطعن في نبوته ، أو الريبة برسالته ، وقد جاء تصوير هذا المعنى في قوله تعالى : { وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون } ( العنكبوت : 48 ) .
وفي هذا المقام نجد محاولة جديدة لطمس الحقائق وتزوير الأحداث ، ويتمثل ذلك في إنكار بعض المستشرقين ما استفاضت شهرته من إثبات أمّيّة النبي صلى الله عليه وسلم ، متغافلين عن نصوص الوحيين الصريحة في ذلك ، ثم ساقوا لتأييد أطروحتهم جملة من الأدلة مستصحبين معهم أسلوبهم الشهير في تحريف النصوص وليّ أعناقها ، واستنباط ما لا يدل عليه النص أبدا لا بمنطوقه ولا بمفهومه ، ولا يقف الأمر عند هذا الحد ، بل إننا نجد منهم اللجوء إلى الكذب الصراح متى ما كان ذلك موصلا إلى هدفهم من التضليل والتشويش .
وكان أول ما استدلوا به هو ما رواه الإمام البخاري في قصّة الحديبية عن البراء رضي الله عنه قال : " لما اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم في ذي القعدة ، أبى أهل مكة أن يدعوه يدخل مكة حتى قاضاهم على أن يقيم بها ثلاثة أيام ، فلما كتبوا الكتاب كتبوا : هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله . قالوا : لا نقر لك بهذا ، لو نعلم أنك رسول الله ما منعناك شيئاً ، ولكن أنت محمد بن عبد الله . فقال : ( أنا رسول الله ، وأنا محمد بن عبد الله ) . ثم قال لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه : ( امح رسول الله ) ، قال علي : لا والله لا أمحوك أبدا . فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الكتاب وليس يحسن يكتب ، فكتب : هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله ، لا يدخل مكة السلاح إلا السيف في القراب ".
قالوا : لقد نصّت الرواية على مباشرة النبي صلى الله عليه وسلم لكتابة ما نصّه : " هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله " ، ومادامت الكتابة قد ثبتت عنه فلا شك أنه كان يحسن القراءة من باب أولى ، لأن القراءة فرعٌ عن الكتابة . وهذه الشبهة تُعدّ من أقوى شبهاتهم .
والجواب على هذه الشبهة فيما يلي :
أولاً : لا نسلّم بأن الرواية السابقة جاء فيها التصريح بمباشرة النبي صلى الله عليه وسلم للكتابة ، بل هي محتملة لأمرين : أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم هو المباشر ، أو أن يكون علي رضي الله عنه هو الذي قام بالمباشرة ، وتكون نسبة الكتابة إلى النبي صلى الله عليه وسلم مجازيةً باعتبار أنه هو الآمر بالكتابة ، ونظير ذلك قول الصحابي : " ونقش النبي صلى الله عليه وسلم في خاتمه : محمد رسول الله " أي أمر بنقشه ، وإذا أردنا معرفة رجحان أي الاحتمالين ، فإنه يجب علينا العودة إلى مرويّات الحديث وطرقه .
لقد روى هذا الحديث المسور بن مخرمة و مروان و أنس بن مالك رضي الله عنهم أجمعين ، واتفقت تلك الروايات كلها على أمر النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بالكتابة ، فقد جاء في البخاري عن المسور بن مخرمة و مروان يصدق كل واحد منهما حديث صاحبه قالا : " ..فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( والله إني لرسول الله وإن كذبتموني ، اكتب محمد بن عبد الله ) " ، وكذلك قال أنس بن مالك رضي الله عنه في صحيح مسلم ما نصّه : " ..فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( اكتب من محمد بن عبد الله ) ".
أما رواية البراء رضي الله عنه ، فنلاحظ أن الرواة الذين نقلوها ، اقتصروا على بعض الألفاظ دون بعض ، ومن هنا حصل اللبس والإيهام في هذه الرواية .
فرواية عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء رضي الله عنه ذكرت : " ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه : ( امح رسول الله ) ، فقال علي : لا والله لا أمحوك أبدا . فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الكتاب وليس يحسن يكتب ، فكتب : هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله " . ورواية إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق عن أبيه عن أبي إسحاق عن البراء رضي الله عنه جاء فيها : " فقال لعلي : ( امح رسول الله ) ، فقال علي : والله لا أمحاه أبدا ، قال : (فأرنيه ) ، قال فأراه إياه ، فمحاه النبي صلى الله عليه وسلم بيده ".
ويضاف إلى روايات البخاري السابقة رواية أخرى مهمة لحديث البراء ، تلك الرواية التي أوردها ابن حبان في صحيحه عن محمد بن عثمان العجلي قال : حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء رضي الله عنه قال : " فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الكتاب وليس يحسن يكتب فأمر فكتب مكان رسول الله محمداً ، فكتب هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله " الحديث .
ونخلص من مجموع تلك الروايات أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر علياً رضي الله عنه أن يمحو كلمة : ( رسول الله ) ، فرفض عليٌّ ذلك ، فطلب منه أن يريه مكانها ، فمحاها بيده ، ثم أمره بكتابة لفظة ( بن عبدالله ) ، وهذا هو مقتضى الروايات .
ثم إننا نقول : إن رواية البخاري التي ذكرت قول النبي صلى الله عليه وسلم : (فأرنيه ) ، فيها إشارة واضحة إلى احتياج النبي صلى الله عليه وسلم إلى علي كي يرشده إلى مكان الكلمة ، مما يدل بوضوح على عدم معرفته للقراءة أصلا ، ويضاف إلى ذلك أن المشرك الذي تفاوض مع النبي صلى الله عليه وسلم لو رآه يكتب شيئا بيده في تلك الحادثة لنقلها إلى كفّار قريش ، فقد كانوا يبحثون عن أي شيء يجعلونه مستمسكاً لهم في ارتيابهم ، فلما لم يُنقل لنا ذلك دلّ على عدم وقوعه أصلاً .
ولكن دعنا نفترض أن المباشر للكتابة هو النبي صلى الله عليه وسلم ، فهل يخرجه ذلك عن أميته ؟ يجيب الإمام الذهبي فيقول : " ما المانع من تعلم النبي صلى الله عليه وسلم كتابة اسمه واسم أبيه مع فرط ذكائه وقوة فهمه ودوام مجالسته لمن يكتب بين يديه الوحي والكتب إلى ملوك الطوائف " ، فمعرفة النبي صلى الله عليه وسلم لطريقة كتابة اسمه واسم أبيه لا يخرجه عن كونه أمّياً كما هو ظاهر ، فإن غير الأميّ يحسن كل كتابة وكل قراءة ، لا بعضاً منها .
وختاماً ، فإن ما ذكره المستشرقون ومن تبعهم من محاولات للتشكيك في أمّيّة النبي صلى الله عليه وسلم لا يصمد أمام حقيقة هامة ، وهي أن أهل مكة الذين عاشوا معه وعلموا أخباره ، وعرفوا مدخله ومخرجه وصدقه ونزاهته ، قد أقرّوا جميعا بأميّته

([1] ) أنظر ، أحمد شلبي ، الاستشراق ، تاريخه وأهدافه ، مكتبة النهضة المصرية ، ص35.

([2] ) شوقي أبو خليل : فيليب حتي ، دار الفكر المعاصر ، بيروت ، ط1 ، 1985 ، ص40.

([3]) مصطفى الشكعة : المغرب والأندلس ، آفاق إسلامية وحضارة إنسانية ، ط1 ، دار العلم للملايين 1987 ، ص59 .
المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الإمام عثمان بن فودي مجدد الإسلام في الغرب الأفريقي نور الإسلام هدي الإسلام 1 02-04-2014 07:28 AM
صورة الإسلام في الغرب.. خطأ في الفهم أم جهل متعمد؟ نور الإسلام المقالات 0 09-11-2013 08:55 AM
القيم الأخلاقية بين الإسلام و الغرب نور الإسلام كتب ومراجع إسلامية 0 20-05-2013 05:52 AM
الولايات المتحدة: افتراءات سياسي جمهوري ضد المسلمين نور الإسلام الإسلام والعالم 0 25-08-2012 07:34 PM
مفكر إسلامي: الغرب يتلذذ بازدراء الإسلام مزون الطيب الإسلام والعالم 0 06-03-2012 09:33 PM


الساعة الآن 04:32 AM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22