صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > الأخبار والمقالات > المقالات

أبو الدرداء وايران كما رأيتها.!؟ الحلقة الأولى

أبو الدرداء وايران كما رأيتها.!؟ - تجربة فريدة ومعايشة 10 سنوات في ظل دولة ولاية الولي الفقيه - الحلقة الاولى ليس القصد من نشر هذه التجربة أن يتعرف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-06-2014 ~ 11:36 AM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي أبو الدرداء وايران كما رأيتها.!؟ الحلقة الأولى
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


الأولى, الحلقة, الدرداء, رأيتها.!؟, وايران

أبو الدرداء وايران كما رأيتها.!؟ - تجربة فريدة ومعايشة 10 سنوات في ظل دولة ولاية الولي الفقيه - الحلقة الاولى


أبو الدرداء وايران كما رأيتها.!؟ الحلقة الأولى 1_570119_1_34.jpg
ليس القصد من نشر هذه التجربة أن يتعرف القاريء الكريم على تجربة شخصية بحتة لا تعني شيئا لزيد ولا عمرو، ولكنها نموذج لقضية عامة تخص شعبا وأمة، ومسألة مصيرية يدور حولها صراع مرير، وقتلت (بضم القاف) بسببها نفوس بريئة، ورمّلت نساء ويتّمت أطفال وهجّرت عوائل، وهدّمت صوامع وبيع ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا، ووصل الأمر الى أن يقتل الناس بسببها على الأسم والهوية.

لذلك فقد رأيت أن الواجب الشرعي والأخلاقي يحتم علي محاولة نشرها على الأقل، ليطلع عليها الناس، وشيعة العراق خاصة، وتكون حجة على الذين لا يزالون مخدوعين بالأيرانيين ولا يعرفون عنهم شيئا ألا من خلال أعلامهم الرسمي أو الأبواق العميلة المأجورة .
ورغم أن القضية التي يدور حولها الحديث وهي حقيقة الدين عند الفرس تحتاج الى كتب ومجلدات لتفي بالأحاطة بكل أبعادها، ولكن العلم بحرف واحد أفضل من الجهل التام وهكذا رأيت كتابتها على حلقات مختصرة قاصدا من وراء ذلك وجه الله تعالى وذكرى للمؤمنين.
ان الذي سوف أذكره هو مشاهدات على أرض الواقع ومعايشة بين المجتمع الأيراني والعراقي هناك لأكثر من عشر سنوات، وأحداث واقعية وليست آراء شخصية أو ضرب من الخيال.. أللهم هل بلّغت، أللهم فاشهد.
لقد كنت أعتقد وأنا في ايران ومعرفتي بالايرانيين بأنني حملت كنزا من المعرفة لا يقدّر بثمن، وكنت انتظر اليوم الذي أعود فيه الى العراق لأخبر اقاربي ومعارفي وأصدقائي، وعاهدت نفسي أن أتحدث في الشارع وفي المقهى وفي السيارة، بمناسبة وبدون مناسبة، وهكذا فعلت، ولكن المفاجأة هي أن كل الذين تحدثت اليهم كانوا يستمعون الي على مضض، بل وصل الأمر ببعضهم ألى التآمر علي ومن أشد المعارف والمقربين.
فما سر هيمنة الأيرانيين على عقول الشيعة في العراق؟ وما سر أنجذاب الشيعة إليهم؟
قد يكون في ما سيأتي شيء من الجواب.
ولقد خصصت الجزء الأول والثاني من هذه الحلقات للحديث عما هو قبل الهجرة ألى أيران لما لذلك من أهمية، وليطلع القاري الكريم على الأحداث من أولها.
الجزء الأول:

لا يمكن لأحد من شيعة العراق أن ينكر حبه للايرانيين، فهم بالاضافة الى أنهم شيعة العراق أبناء طائفة واحدة ، فأن الايرانيين يمارسون وبكل الوسائل ومنذ آلاف السنين مساعي السيطرة على عقول ما أمكن من العراقيين كمدخل للسيطرة على مقدراتهم، والهيمنة على بلدهم العراق الذي لا يفتأ الفرس صغارا وكبارا يعتبرونه جزء مقتطع من أمبراطوريتهم الفارسية القديمة ولم يدخروا وسعا للنيل من العراق أرضا وشعبا وتأريخا ورموزا وبكل ما أوتوا من قوة، بالأضافة الى حقدهم وكيدهم للاسلام والمسلمين بشكل عام.
ان الزمن الذي يمضي دون أن تسمع فيه قرقعة السلاح على جبهات القتال بين العرب والفرس فأنه تجري فيه حرب ضروس أعتى وأخطر من حروب السيف والبندقية ومخطيء من يظن أن الحرب قد وضعت أوزارها بين العرب والفرس في يوم من الأيام، فالحرب الفكرية والاعلامية والتضليلية والتبشيرية من قبل الفرس قائمة على قدم وساق، وهي أشد فتكا وأيذاءا ونيلا من العراقيين خاصة، ولكنها تجري في سكون وهوادة وبدون قرقعة أو ضجيج.
وقد ورثت أنا شخصيا هذا الحب للايرانيين من العائلة والعشيرة وأبناء الطائفة، وكنت أشعر بأن قوة في نفسي كانت تدفعني، وشوقا كبيرا الى ايران والذي عرفت في ما بعد أنه ناشيء عن الكيفية التي يصوغ بها الفرس نفوس أتباعهم في العراق وغيره من المغرر بهم وبطريقة حاذقة وداهية لم تفطن لها معظم الحكومات العراقية والعربية المتعاقبة ان لم تكن جميعها.
أن القيادة السياسية ونظام الدولة هو في غاية الأهمية والخطورة، وأن الشعوب هي التي تتحمل مسؤولية الاصلاح أو الافساد الذي تمارسه الحكومات، ولذلك قيل: كيفما تكونوا يولّ عليكم ، ولكننا في البلدان العربية تعودنا أن نفتح الراديو صباحا لنستمع الى بيان جديد يعلن (أنهاء الطغمة الفاسدة) وأقامة (نظام العدل والمساواة) ثم نستهلك سنين شبابنا بانتظار معرفة ما سيقدمه لنا (النظام التحرري الجديد)، أو نشارك رغبة منا أو على خوف في مسرحية بائسة يسمونها الانتخابات.
وهكذا لم تحظ قضية السنة والشيعة في العراق بالاهتمام والمعالجة الموضوعية والعلمية من قبل الحكومات المتعاقبة، فلم تشغل نفسها بهذا الموضوع بقدر انشغالها ببسط نفوذها وأحكام سيطرتها على السلطة، بل ساهمت وبعكس ما تدعي أو تعتقد بتنامي الفكر الطائفي وتعميق الرغبة في التمرد.
ان الفرس ينطلقون في تعاملهم مع العرب بعد أن أصبح الاسلام عقيدتهم (العرب) الأساسية من منطلق البيت الشعري: (لكل شيء آفة من جنسه....حتى الحديد سطى عليه المبرد)، فهم يضربون الدين بالدين ، وهذا أخطر أسلوب في الصراع، ولكن العرب والمسلمين لم يقدّروا حتى هذه اللحظة حجم الخطر الذي يفتك بهم من جهة الشرق.
كانت نشأتي في أواخر الستينات في حي شعبي ببغداد، وفي عائلة شيعية كمعظم سكان المحلة، وهي عائلة فقيرة وبسيطة جدا، وكان والدي يرحمه الله متدينا وكان يعلمنا الصلاة والصيام وأصول الدين وفروعه وكل ما يعتقد أنه صالح ويصب في تأدية رسالته في تربية أبناء صالحين.
كانت في بيتنا صورة كبيرة معلقة على الحائط لمحسن الطباطبائي الحكيم، وكان والداي يحيطانها بالاجلال والتقدير الى حد التقديس، بالاضافة الى عدة صور أخرى منها صورة تمثل الأئمة الأتني عشر وكل منهم على رأسه هالة بيضاء فاقعة، وصورة تمثل الأمام علي {كرم الله وجهه}، وأخرى تمثل حالات العقاب التي نفذها الوالي المختار الثقفي بقتلة الأمام الحسين {رضي الله عنه}، وقد علمت في ما بعد أن كل هذه الصور قد رسمت وطبعت في ايران ما عدا صورة محسن (الحكيم) التي كانت قد طبعت في النجف الشريف. لم يكن والداي البسيطان يبتدعان أفكارا أو مفاهيم دينية، ولكنهما ورثا وأورثا لنا تلك المفاهيم، والأنسان بطبيعة الحال ابن العائلة والبيئة والمحيط.
لم نكن في ذلك الوقت وكما هو الحال في عموم العراق نشعر بالحقد أو الكراهية تجاه السنة أو غيرهم من الشرائح، ولكن هذا لا يعني أننا مرتاحون أو منسجمون تماما من الناحية الفكرية أو العقدية معهم، ولكن وكما كان يشيع كثيرا ذلك القول: "عيسى بدينه وموسى بدينه" فالمهم أننا عراقيون.
كان جيراننا والحائط على الحائط من أبناء السنة، وكنا نتبادل الزيارات والهدايا ونتشارك في الأفراح والأتراح، وكانوا عائلة متدينة وعلى درجة من الورع والتدين وحب الرسول {صلى الله عليه وسلم} وكنت أشعر في نفسي وقبل أن تترسخ فيها الشوائب والفايروسات المرضية بأن تعاملهم مع الدين هو بطريقة (مثقفة) أو مهيبة، فلا يحلفون كثيرا وأذا حلفوا فأنهم يحلفون بالله تعالى وحده، ولكنني كنت أبرر في نفسي ذلك بأنهم وكما تعلمت من أبناء طائفتي، أو خلسة في الحسينيات لا يحبون آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، مثلما أفسر أي تصرف لهم في ما يصب في هذه النظرة التي تكونت في نفسي تجاههم بأعتبارهم سنة، فحتى صلاتهم وصيامهم كنت أعتقد أنه مجرد نكاية فينا نحن الشيعة أو من باب الغيرة أو شيء من هذا القبيل.
ولكن القيم العربية والعادات العراقية كان لها باع طويل، وكانت تحد كثيرا من مظاهر الخلاف والاختلاف، كما أن الأنتماء النفسي والفكري الشيعي الذي كنت أحمله هو عبارة عن عجينة من المواد المتفجرة يمكن أن يلوكها الصغير بين فكيه ما لم تتهيأ لها بعد عوامل الفرقعة والأنـفجار.
وأذكر دائما عندما كان والدي وجارنا الشيخ يتندران حيث كان والدي يقول له أنتم (السنّة) أهل الذيول، والشيخ يقول لوالدي أنتم (الشيعة) البتران، وهما يتضاحكان، ولم يكن يعلم أي منهما أن هذا المزاح سيتحول في يوم من الأيام ألى تقاتل على الأسم والهوية.
ولشدة أنعدام الشعور بالتفرقة الأثنية أو المذهبية في العراق آنذاك فقد سألت يوما معلمي في المدرسة الأبتدائية (وقد عرفت عندما كبرت أنه من أهل السنّة)، سألته كيف أستطاع الراوي في واقعة كربلاء أن يحسب عدد القتلى من الكفار عندما يبارزهم الأمام الحسين وأصحابه {رضي الله عنهم}؟ وقد شرح لي معلمي (يرحمه الله) الجواب بكل لطف وبدون أن يخدش مشاعر التلميذ البريء بأن الحسين وأصحابه {عليهم السلام} كانوا شجعان بينما كان الكفار (خوافين) وأن الواحد والأثنان لا يؤثران في العدد.
والحقيقة أن الفكر العدائي الذي نحمله كشيعة كان موجودا على الرفوف في زوايا النفوس التي كان يتغلب عليها الشعور بالعروبة والمواطنة والعراقية، فلم يطفو على السطح كما يحدث الآن، ولم تكن تغذيه كما هو الحال الآن جهات تمتلك القوة والقرار. كما أن قضية الصراع لم يكن لها ما يبررها على الأرض، فمفردات الحياة اليومية كانت تدور ما بين العمل والدراسة والسفر وزيارة الأقارب والمقهى والتلفزيون والقراءة والرياضة وغيرها الكثير. ولكنها كانت موجودة في خبايا النفوس من أبناء الشيعة، أبناء الشيعة وليس سواهم، ولكنهم قد لا يشعرون، أو لا يعلمون مؤدى ومورد ما وجدوا أنفسهم عليه، ولكنهم ولدوا وتربوا على هذه المفاهيم.
كان في بيتنا مذياع كبير الحجم يعمل على بطارية واحدة تزن حوالي الكيلوين غرام، وكنا كل ليلة في رمضان بعد الأفطار نتحلق حول الراديو بصمت "وخشوع" لنستمع ألى "دعاء الأفتتاح" من على أذاعة "عبادان صدى ايران" بصوت القاريء الأيراني طجواد ذبيحيط وهو يقرأ الدعاء بطريقته الأيرانية، وسنة بعد سنة صرت أحفظ هذا الدعاء وأقرأه بنفس الطريقة.
وفي أيام عاشوراء كانت تلك المدينة الصغيرة تعج بمكبرات الصوت التي تذيع "اللطميات والقراءات " وتتشح بالسواد وتنتشر الأعلام الملونة التي يغلب عليها السواد على سطوح المنازل والمساجد (وكانت كلها تقريبا مساجد شيعية)، ألى المواكب واللطم على الصدور ومجالس العزاء حتى تمثيل واقعة الطف "التشابيه" في يوم العاشر من محرم.
كانت كل هذه المظاهر تصب في فكرة واحدة وهي أن الأمام الحسين {رضي الله عنه} قد قتل مظلوما وأننا (شيعته) نشعر بالحيف والأسف أننا لم نشارك معه في القتال ولذلك فنحن نجلد أنفسنا شعورا منا بالأسف، وننتظر يوما نثأر فيه من قتلته الذين لا تتجه بوصلة الأتهام ألا الى قوم لا يبعدون عن هؤلاء السنة.
لقد تم توضيف فكرة قتل الأمام الحسين {رضي الله عنه} لأذكاء الشعور بالظلم والأضطهاد والتمرد وأعتبار أن السنة هم المسؤولون عن ما حصل في كربلاء. وقد حجبت كل الجوانب المشرقة والبهيجة في هذه الشخصية الفريدة، وكأنه ولد من هنا وقتل من هنا ! فلا يذكر الشيعة ولا يعلمون أي شيء عنه سوى ما حدث في يوم عاشوراء ألا النزر اليسير لأن تلك الجوانب الأخرى لا تصب في مجرى أذكاء الصراع ولا يخدم فكرهم التضليلي وهدفهم في النيل من الأسلام والمسلمين" والحديث هنا عن أساطين المكر والدهاء من أرباب الفكر الدخيل وليس العامة المتلقون".
وكذا الحال في بقية آل الرسول {صلى الله عليه وآله وسلم} حتى أن من لم يقتل (بضم الياء) منهم فقد دبّر له علماء الشيعة قتلة يتفطر عند سماعها الصخر ويذوب الحديد، أو يبالغ في وصفها وتجسيدها بشكل تعجز عن أنتاجه أكبر شركات هوليوود.
وهكذا تشربت في نفوسنا وعقولنا نظرة سوداوية للدين والحياة والمجتمع، وثقافة البكاء واللعن والشعور بالاضطهاد والتمرد من أجل التمرد فقط حتى لو كان يحكمنا الأمام الحسين {رضي الله عنه} نفسه، وسنقابله باللطم والعويل حتى اذا بعثنا الله ورأيناه في جنة الفردوس الأعلى.!؟
أن تأثير الدين "بحسب طريقة المتلقي" في النفس البشرية هو تماما كتأثير العناصر الكيماوية المعروفة في الطبيعة، فكلما كان هذا العنصر نقيا ومنسجما في تفاعله مع النفس البشرية بالكيفية التي أرادها الله تعالى، وكلما ازدادت نقاوته ونفاسته كلما أعطى نتيجة ايجابية في تسيير وتوجيه تفاعل النفس مع الناس والمحيط بصورة مستقرة ومطمئنة وواثقة.
وكلما كان هذا العنصر رديئا أو خسيسا كلما أنشأ نفسا فارغة التركيب، خاوية من كل عوامل الخير والأستقرار والصلاح.
والى اللقاء في الجزء الثاني
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الأولى, الحلقة, الدرداء, رأيتها.!؟, وايران


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بيعة العقبة الأولى نور الإسلام هدي الإسلام 0 03-05-2013 11:49 AM
الصحابي أبو الدرداء رضي الله عنه نور الإسلام هدي الإسلام 0 26-04-2013 04:19 PM
معركتك الأولى داخلك نور الإسلام أبواب الدعوة 1 05-05-2012 01:19 PM
الحلقة الثالثة ::: شبهة الرسول من كندة :: الجزء الثانى مزون الطيب هدي الإسلام 0 11-01-2012 06:42 PM
الحلقة الثالثة ::: شبهة الرسول من كندة :: الجزء الاول مزون الطيب هدي الإسلام 0 11-01-2012 06:41 PM


الساعة الآن 11:39 AM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22